"تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003: نحو مجتمع المعرفة" قـراءات فلسطينيـة - سلسلة الندوات
تقرير التنمية الإنسانية العربية: فلسطين ومجتمع المعرفة - مجال التكنولوجيا : شريف أبو كرش
مقدمة : على الرغم من تعدد المسميات التي يمكن إطلاقها على العصر الذي نعيش فيه , من مثل : عصر ارتياد الفضاء , عصر الذرة , عصر المعلوماتية والاتصالات , عصر الحواسيب …. إلخ .هنالك من مسميات , إلا أنه يمكن القول بان هذا العصر يستحق أن نطلق عليه عصر الإدارة . فالإدارة هي حجر الأساس لبناء أي مجتمع وتقدمه , وهي التي تقف وراء كل نجاح يحققه أي نشاط أو اكتشاف أو خدمة أو إنتاج , وهي التي تفسر تقدم أو تخلف أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة(1) .
لقد استقبلت البلدان النامية - ومن بينها الدول العربية - العصور الحديثة بتركة إدارية مشحونة بالتخلف , وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها هذه البلدان في معركتها ضد التخلف من أجل تطوير إدارتها فإنه يصعب القول أنها استطاعت أن تنفض عن نفسها غبار ما ورثته أو أنها أصبحت ذات إدارات عصرية . ويصدق هذا الحكم بوجه خاص على الإدارة العامة بفروعها المختلفة , ومنها إدارة التعليم , ونتيجة لذلك كله كان من الضروري لكل من يتصدى في هذه البلدان لوضع أو اختيار إستراتيجية لتطوير النظم التربوية أن يعالج الإدارة كعنصر أو مدخل رئيسي للإستراتيجية المطلوبة للتطوير التربوي , لا كمجرد عامل ثانوي يأتي بعد تصميمها من باب الوسيلة أو الأداة أو التكتيك في التنفيذ(2) .
ولقد علمنا التاريخ - مثلما علمتنا نتائج دراسات علم الإدارة - أن التطوير الإداري هو لب كل تطور حضاري وتربوي , وأن هذا التطور لا يمكن أن يبدأ بالفعل أو يستقيم من غير تجديد إداري .
يتضح من هذا التحليل (لنظام الإدارة التعليمية) أن مجموعة المدخلات وعملية التفاعل بينهما هي العاملان الحاسمان (المتغيران المستقلان) في تطوير الإدارة وبقدر ما يطرأ عليهما من تحسينات أو تعديلات أو تغييرات تتغير الإدارة بل يتغير نمطها أما الناتج الإداري فهو محصلة لهما وإن كان يمثل بدوره العامل الحاسم في تطوير التعليم نفسه.
ولقد شهد التعليم العالي في البلاد العربية توسعا كميا متسارعا خلال العقود الثلاثة الماضية , وتشير إحصائيات اتحاد الجامعات العربية إلى وجود حوالي (170) جامعة في البلاد العربية بحلول عام 2000م . كما ازداد عدد طلبة التعليم العالي خلال تلك الفترة بسرعة كبيرة حيث ارتفع من (163,000) عام (1960م) إلى (1,440,000) عام (1980م) ويتوقع أن يصل العدد إلى حوالي (6,200,000) طالب عام (2000م)(4) .
ولقد ازداد عدد أعضاء هيئة التدريس خلال نفس الفترة من (9000) عام (1960م) إلى حوالي (76,000) عام (1980م) , ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى حوالي (200,000) عضو هيئة تدريس عام (2000م)(5) .
وعلى الرغم من هذا التوسع الكمي الذي شهده التعليم الحالي في البلاد العربية , إلا أن هذا التوسع بقي قاصرا عن استيعاب الأعداد المتزايدة الراغبة في الالتحاق به نتيجة للتزايد الكبير في الطلب الاجتماعي على التعليم العالي , كما أن القدرات الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي ما زالت دون الحجم الذي يمكنها من استيعاب خريجي التعليم الثانوي الراغبين بمتابعة دراساتهم الجامعية , ولا زالت أعداد كبيرة من هؤلاء الخريجين لا يجدون أماكن لهم في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي , الأمر الذي يشكل عقبة في طريق تحقيق ديمقراطية التعليم العالي .
لذلك سيكون الصراع الحقيقي في هذا القرن بين النظرة المستقبية المسلحة بالعلم والتكنولوجيا وبين النظرة الماضوية اللصيقة بأنماط تربوية قديمة وتقاس ثروة الامم لا بما تختزنه اراضيها من معادن وانما بما تكتنزه عقول ابنائها من معارف وتقنيات.
فقد اتاحت التطورات السريعة التي طرأت على تكنولوجيا المعلومات والاتصال الفرصة للجامعات لتضع برامجها الدراسية في متناول الراغبين اينما كانوا واكتساب التأهيل العلمي والتقني اللازم والحصول على الشهادة المطلوبة عن طريق التعلم الالكتروني.
ففي الولايات المتحدة الامريكية اليوم تقوم 2000من المؤسسات التعليم العالي ببث برنامج " مساق دراسي" واحد على الاقل من برامجها على شبكة المعلومات الدولية " الانترنت" ويشكل هذا العدد نسبة 70% من الجامعات الامريكية ويتوقع ان ترتفع هذه النسبة عام 2005م إلى 90% وتتفاوت هذه الجامعات في عدد البرامج الدراسية التي تقدمها على الشبكة والتخصصات التي تتيحها فمعهد روجستر التكنولوجي مثلا يقدم 10 شاهدات جتمعية في العلوم وجامعة الينوي تقدم 10 شاهدات مختلفة في المرحلة الجامعية الثالثة التي تشمل على 220 برنامجا وتغطي تخصصات مختلفة مثل ادارة الاعمال والتسويق والبرمجة وغيرها.
العلاقة بين العلم والتكنولوجيا(6) كيف يمكن وصف العلاقة بين العلم والتكنولوجيا ؟ ان العلم والتكنولوجيا يتواجدان في حالة من اللاتكامل إذ يعيشان معا تحت مبدأ تبادل المنافع ومن هنا نرى أن العلم والتكنولوجيا كل منهما يكمل ويغذي الآخر ووجوده أساس لوجود الآخر . بمعنى أنهما متعاونان كل منهما يضيف قوة للآخر بطريقة مباشرة أو غير ذلك . وربما يمكن تشبيه العلم والتكنولوجيا بتوأم تواجد في بطن أم لكائن حي ثم قدر لهما الانفصال ومنذ لحظة انفصالهما كون كل واحد منهما هوية شخصية منفصلة نابعة من مجموعة تجارب فريدة خاصة به , لكنهما يظلان محتفظان بالقدرة على الاتصال والتعاون عن بعد .
تكنولوجيا التعليم(7) منذ أربع سنوات اكتشفت الولايات المتحدة أن نظام التعليم في اليابان وكوريا الجنوبية يتفوق على نظام التعليم عندها؛ فأقامت الوزارة مؤتمراً دُعي إليه كبار رجال الدولة والمؤثرون في المجتمع تحت عنوان "أمة في خطر"؛ وذلك لأنه إذا كان خريجو الجامعات من هذين البلدين سيتفوقون على خريجي الجامعات في أمريكا؛ فإنها ستكون في خطر بعد عشر سنوات أو عشرين سنة.
في نفس التوقيت أقامت إحدى الدول النامية مؤتمرًا عن التعلم في بلادها، وعلى الرغم من المشاكل الهائلة في هذه الدولة التي تتعلق بالمناهج والمدارس والطالب والجو العام للعملية التعليمية ونظام التمويل وعدم الاعتناء بالنابغين وغير ذلك من العوامل المتداخلة- فإن عنوان المؤتمر كان "أمة لها مستقبل".
إن الفارق الأساسي بين البلدين هو الفارق بين النظرتين على هذا المستوى؛ الفارق بين من يخاف من مشكلة قد تحدث بعد عدة سنوات؛ فيعد لها العدة ومن يغفل عن مشكلة تحيط به من جميع جوانبه.. الفارق بين من يعلن عنوانًا معبرًا عن القضية التعليمية، ولا يهتم برأي رئيسه المباشر أو غير المباشر؛ خوفاً أن يقول له: وإذا كانت الأمة في خطر فماذا كنت تفعل طوال هذه السنوات في منصبك؟ وبين من يكذب على رئيسه المباشر أو غير المباشر من أجل البقاء في منصبه أطول فترة ممكنة.. الفارق بين من يضع الصورة كاملة أمام الناس ومن يظهر بعضها ويخفي أكثرها.
1- التعليم للأعداد الكبيرة 2- التعليم المستمر 3- التعليم عن بُعد
وعلى الرغم من أن الكثير من البلاد المتقدمة قد أخذت بحظّ أوفر في هذه العناصر الثلاثة فإن دورنا فيها ينبغي أن يكون أكبر وأعظم؛ لأن حاجتنا لأداء العملية التعليمية من خلال هذه العناصر أشد بكثير من الدول المتقدمة. إن ضعف الإمكانات هو الذي يدفع المتخصصين لإخراج برامج تكنولوجية لتقليل الهدر في الإنفاق على الوسائل التعليمية. ومن خلال تصوري الشخصي فإن هذه الوسائل قادرة على استيعاب الطلاب علمياً، وهو ما لم يحققه حتى الآن نظام الساعات المعتمدة داخل الجامعات، التي ينبغي أن تدعم بمثل هذه الوسائل لتؤدي إلى تطور حقيقي في العملية التعليمية.
اعتراضات مردودة(8) يقول بعض المشتغلين بالعملية التعليمية -خاصة الذين لم يُعنوا منهم بتكنولوجيا التعليم-: "إن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية لا يناسب بيئتنا العربية"؛ وذلك بحجة ضعف الإمكانات أو قلة الخبرات أو عدم تعود الطلاب على هذه الطريقة في التعليم. وفي الحقيقة إن استخدام التكنولوجيا يسهل على الطلاب الحصول على المعلومة، كما أنه يسهل على المعلم؛ حيث إنه يوفر عليه إعادة تحضير الدروس العملية والمواد اللازمة له في كل مرة. كما أن استخدام الشبكات التكنولوجية وشاشات الكومبيوتر يجعل من السهل على الطالب أن يتابع عن قرب ما يقول المعلم. ومن الناحية التطبيقية فإن استخدام التكنولوجيا أنسب ما يكون للدول الفقيرة وللكليات ذات الأعداد الكبيرة.
إذا كان استخدام التكنولوجيات في العملية التعليمية سيسهل على الطلاب الحصول على المعلومة؛ فإن بعض الأساتذة يعترض على هذه الطريقة؛ حيث إنها ربما تشعر الطالب العربي -خصوصاً- أن المواد السهلة لا قيمة لها، وربما تؤدي إلى استهتار الطلاب بها واهتمامهم بالمواد الأخرى. ولا شك أن مثل هذه العقول هي إحدى عقبات استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية.
بناء القدرات التكنولوجية (9) المقومات اللازمة للقدرة التكنولوجية:1- الموارد البشرية: سواء منها الأيدي العاملة المحترفة والماهرة بحرفتها أم الكفاءات العلمية القادرة على استيعاب المستويات التكنولوجية والعلمية المختلفة. 2- القدرة على الإبداع والخَلْق وحل المشكلات العلمية والتكنولوجية: مستغنية ومستقلة في ذلك عن غيرها، والأمثلة على ذلك عديدة لا حصر لها، ولعل الإبداع المصري التكنولوجي في حرب أكتوبر، أو الإبداع الباكستاني في امتلاك سلاح الردع النووي مثالان دالان على إمكانية الفعل حتى في ظل الحصار والتضييق. 3- الموارد المالية: فالأمة العربية والإسلامية لا تفتقر أبدًا لعنصر المال سواء لدى الأفراد أم المؤسسات أم الحكومات، ولكن ما تفتقده هو ترشيد ذلك الإنفاق من خلال تحديد أولوياته، والقضاء على مظاهر الإهدار والسفه والفساد.
كيف يكون بناء القدرات التكنولوجية؟(10) يقوم على عمودين رئيسيين:الأول: بناء تكنولوجيا ملائمة على كافة المستويات الدنيا والوسيطة والعليا: والملاءمة هنا ذات شقين: أ-الشق الأول: هو الملاءمة الاجتماعية الاقتصادية: بالمفهوم الذي أوحى به "غاندي" في مقاومته للاستعمار الإنجليزي لشبه القارة الهندية، والذي صاغه من بعده "إرنست شوماخر" في كتابه "كل صغير جميل أو Small is Beautiful" والذي تتلاحم فيه المؤسسات الجامعية والبحثية والمهارات الحرفية الفطرية؛ لتخرج لنا تكنولوجيا صنعتها عقولنا وسواعدنا (ولعل مركز تنمية الصناعات الصغيرة في جامعة عين شمس يقدم النموذج والمثال في ذلك). ب-الشق الثاني: هو الملاءمة البيئية؛ فالآثار التدميرية للتكنولوجيات والصناعات الحديثة لا تخفى على أحد، وهو ما يعجز العالَم الآن عن الوصول إلى إنفاق لحل إشكالياته، وما مؤتمر البيئة العالمي بهولندا في نوفمبر 2000 الماضي عنا ببعيد، (ولعل في المحاولات التي يقوم بها المركز الطلابي الجامعي بجامعة هامبولت نموذجًا يمكن أن يُدرَس هو وغيره، ويُبنَى عليه). الثاني: التنشئة العلمية: فبناء القدرات التكنولوجية يحتاج إلى وجود أجيال كاملة قادرة على تحمل أعباء البناء، أجيال لا تستسهل استيراد التقنيات وهي تخدع نفسها بعنوان برَّاق يُسمِّي الأشياء بغير أسمائها "نقل التكنولوجيا" بدلا من "نقل الآلات". ويتحقق ذلك من خلال بناء جيل تتوافر فيه الصفات التالية: أ-حب العلم والقدرة على استيعاب مستجداته ب-القدرة على حل المشكلات العلمية والتكنولوجية ج-القدرة على الإبداع والاختراع العلمي والتكنولوجي (ولعل في نماذج المركز العلمي والتطبيقي للإلكترونيات في مصر ووقفية زيرقزادة في إيران نماذج جيدة يمكن أن تتكرر).
قصة التكنولوجيا الملائمة(1) ولتوضيح فكرة التكنولوجيا الملائمة أكثر دَعُونا نَقُلْ لكم: ما هي؟ وما قصتها؟"التكنولوجيا الملائمة هي" تكنولوجيا ذات وجه إنساني" كما عبَّر عن ذلك "إرنست شوماخر" أبو التكنولوجيا الملائمة في العالم، وهي أيضًا "وصف لطريقة ما في توفير الاحتياجات الإنسانية بأقل التأثيرات على موارد الأرض غير المتجددة"، والتكنولوجيا الملائمة هي مزج إبداعي بين مزايا ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والممارسات التقليدية الفعَّالة من أجل ابتكار حلول تسمح للناس بالعيش في راحة بأقل التأثيرات الضارة بباقي الأحياء أو بالبيئة المحيطة، وتهدف التكنولوجيا الملائمة كذلك إلى زيادة الاعتماد على الذات.
وإذا كان "إرنست شوماخر" المستشار الاقتصادي للمجلس القومي للفحم في بريطانيا، هو أبا التكنولوجيا الملائمة؛ فذلك لأنه وضع أفكاره التي أوردها في كتابه الشهير" كل صغير جميل" أو "Small is Beautiful" موضع التنفيذ حين دعاه جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند ليطوف بالهند، ويشير على لجنة الخطة الهندية بما تعمله لخدمة الريف، وكانت خلاصة فكرة "شوماخر" أن نحاول الارتباط الوثيق بالأنشطة غير الزراعية في الريف الهندي، التي تؤدي إلى اندماج فائض السكان الذي يتجه إلى المدن، وخلال تلك الزيارة برز السؤال التالي: ما هي تلك التكنولوجيا المناسبة للهند الريفية؟! ثم جاءت الإجابة الفورية: يجب أن تكون شيئًا أكثر إنتاجًا مما لديهم من أساليب جلبت لهم البؤس وحافظت على فقرهم، ولكن بشرط أن تكون شيئًا أبسط وأرخص من التكنولوجيا الغربية المكلفة، فلم يكن هناك وسط بين تكنولوجيا صنع الفخار بالقرية التي رأسمالها 50 روبية، وبين الصناعة الحكومية المعتمدة على الآلات التي رأسمالها 50 ألف روبية، وكانت مهمة "شوماخر" إيجاد هذا الوسط الملائم، لكن لا بد من التأكيد هنا على أن "شوماخر" لم يبتدع فكرة التكنولوجيا الملائمة؛ إذ يرجع شرف ذلك إلى "غاندي" الذي وصفه "شوماخر" بأنه "الاقتصادي الأعظم لهذا القرن"، والذي يُعَدُّ بحق الأب الروحي لحركة التكنولوجيا الملائمة، حين جعل منها وقودًا لثورته السلمية ضد الاستعمار البريطاني للهند، وركيزةً من ركائزه؛ حيث كان يرى أن على الهنود الاختيار بين الهند بقراها القديمة قِدَم الهند ذاتها، وبين الهند ذات المدن التي أوجدتها السيادة الأجنبية التي تسيطر اليوم على القرى، وتستنزفها لتُحِيلها إلى حطام، وكان يقول: كيف تتحمل دولة لديها عشرات الملايين من آلات الرزق المنتجة أن تحل محلها آلة تتسبب في طرد عمال هذه العشرات من ملايين الآلات القائمة فعلا؟! وكان شعار "غاندي" المثير للإعجاب هو "الشاركا" أو عجلة الغزل التي أمدت الملايين في القرى بفرص العمل، لكنه كان يقول: إنني أود من جميع الشباب المدربين علميًّا أن يستخدموا مهاراتهم لزيادة الكفاءة الإنتاجية لعجلة الغزل كلما أمكن، وقد جاء "شوماخر" بعد ذلك؛ فقام بتطوير تلك المبادئ وتجسيدها وتبسيطها للجماهير في حقل التنمية، وفي عام 1965 أسس جمعية تنمية التكنولوجيا الوسيطة في لندن، والتي كان لها دور كبير في بلورة الفكرة وإبراز محاسنها؛ بل وفي تطبيقها عمليًّا".
تجربة مصر في تكنولوجيا التعليم تطوير مادة تعليمية لمقرر السنة الثالثة بكلية الطب البيطري.هذا المقر يدرس في 10 جامعات مصرية.ويدرس جزء كبير من المقرر في كليات العلوم والطب.الخطوات:* اتقان استخدام الكومبيوتر الاستعانة بالمتخصصين في مجال البرمجة, لان طلاب الكليات العلمية يتلقون كما هائلا من المعلومات والعينات الموضحة والامثلة العلمية. والتي تقترب من 500 عينة في بعض المقررات وهو ما يصعب على الطالب استرجاع صورها قبل الامتحان في بالك بعد التخرج.* شراء كاميرا خاصة متعددة الكفاءات تصور العيانات المجهرية والعينات التي ترى بالعين المجردة. وتخزينها على الكمبيوتر او شريط فيديو.- تسجيل بعض التعليمات على هذه العينة.- عرض العينات على الطلاب من خلال شاشات تلفاز وشريط الفيديو المسجل. كان له اثر ايجابي كبير في سهولة تلقي المعلومات ومراجعة الطلاب.
الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتكنولوجيا(12) إن الهدف النهائي المنشود للعلم والتكنولوجيا هي خدمة المجتمع من أجل تطويره وتحسينه إلى الأحسن، طبعاً إنه مطلب إنساني ككل حيث تقوم جميع شرائح المجتمع من الرجال والنساء بالمساهمة الإيجابية في عجلة العلم والتكنولوجيا ضمن عملية التطوير التي تعتمد بدورها على المعطيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الذي تنشأ فيه، وبالتأكيد إن نتائج عملية التطوير هذه تعطي نتائج طيبة في المجتمع الصناعي، وبوجه عام تعطي نتائج ربما تكون سلبية في بعض الأحيان في المجتمع غير الصناعي للمساهمة في القرار عند اختيار نوعية التكنولوجيا التي سوف تقام على مقوماتها التدريبية ومهاراتها الفنية، ودعنا الآن نلقي بعض الضوء على تأثير التكنولوجيا في أطرها المعاصرة على بعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمعات الصناعية تنحصر في ما يلي:1- شاركت التكنولوجيا في بناء المدينة الحديثة وزودت المجتمعات بحاجتها ومتطلباتها مثل الطاقة اللازمة لظروف المعيشة والمواد الجديدة لتجديد وتطوير الصناعة.2- غيرت التكنولوجيا نمط حياة المجتمعات الصناعة سواء على صعيد التنقل أو الاتصال أو طبيعة المأكولات والأغذية.3- أوجدت التكنولوجيا مدناً صناعية ومنشآت سكنية تتميز بسرعة الإنجاز وجمال المنظر والكلفة الزائدة.4- أوجدت التكنولوجيا الطبية وسائل لزيادة السكان أو تحديدهم وذلك عن طريق تكنولوجيا الأدوية وغيرها، وكذلك قدمت خدمات سريعة للرعاية الصحية.5- طورت تكنولوجيا الزراعة أساليب الزرع والري مما وفر المنتوجات والمحاصيل التي تكفي حاجة السكان.6- غيرت التكنولوجيا أساليب التعلم والأنظمة الاجتماعية التقليدية.7- ساعدت التكنولوجيا العسكرية الدول الصناعية على السيطرة على مقدرات الشعوب النامية وفرض سيطرتها وهيمنتها وخلق أنظمة عالمية جديدة.8- ساهمت التكنولوجيا في تقدم علم المجتمعات عن طريق ظهور مشكلات صناعية تتطلب أفكاراً أو ممارسات علمية أساسية.9- زادت من كفاءة العامل المهني وقدرة إنتاجه اليومي حينما تحول من عامل يدوي إلى عامل تقني.10- ساهمت التكنولوجيا في اتساع دائرة المنفعة المادية والاقتصادية، وزيادة الثروة القومية عن طريق نشاط الشركات الصناعية التي شجعت التكنولوجيا سواء طريق التجربة أو الخطأ.
التوصيات بعد ان راينا كيف ان التعلم الالكتروني بدأ في التسعينات من القرن العشرين وكيف ان امريكا واروبا اسرعتا إلى وضع الخطط التربوية للاستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين لذا يقترح الباحث ان تبادر الدولة الفلسطينية هي الاخرى إلى القيام مباشرة بوضع الخطط التربوية والتكتولوجية لرفع التحدي والاستفادة من هذه التحولات العلمية لتحقيق التنمية البشرية الشاملة ففي نظر الباحث تتلخص معلومات اية خطة فلسطينية ناجحة في ما يأتي:اولا: ان تبادر الجامعات الفلسطينية إلى اعطاء اهمية قصوى لتكتولوجيا المعلومات والاتصال واستخدامها في توفير التعلم الالكتروني لعدد من المواد الدراسية يزداد تدريجيا.ثانيا: ان تساعد الجامعات وزارات التربية والتعليم على تدريب معلميها ومدرسيها وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المدارس.ثالثا: ان تعمل وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية كان محو الامية الحاسوبية في مدارسها الابتدائية وتطوير مناهج هذه المدارس يتأكد على دروس الرياضيات والبرمجة والاتصال وهذا يقتضي تعميم استعمال الحاسوب في المدارس( ابتداء من المدارس الابتدائية والثانوية)رابعا: ان تقوم شراكة حقيقية مبني الجامعات الفلسطينية وبين الشركات والمؤسسات وتنمية معارفهم المهنية وتحديثها من اجل الاستجابة لمتطلبات سوق العمل والتحولات التقنية السريعة.خامسا: ولكي يحقق التعلم الالكتروني فائدته المرجون في تعميم المغرفة وتيسير التدريب ووضعها في متناول العامة وعدم اقتصارها على الخاصة ينبغي على جامعتنا توفير برامج التعلم الالكترونية باللغة العربية وفي الوقت نفسه تقوم مؤسساتنا التربوية بالتعليم الاطفال. الاجنبية وخاصة العالمية منها وتطوير مناهجها وطرائق تدريسها ليتمكن طلابنا من اكتسابها بصورة سريعة وفعالة.
الهوامش 1- أ.د احمد الخطيب ، الادارة الجامعية ودراسات حديثة الطبعة الاولى مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع. ، ص200 ، ص19 2- المرجع السابق، ص80 3- المرجع السابق ، ص80 4- مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية وتطور التربية في المنطقة العربية ، تحليل احصائي ، الرتربية الجديدة ، العددان 40-41، السنة 1987ص 5- مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية تطور التربية في المنطقة العربية : تحليل احصائي ، مرجع سابق ، ص123-203 6- ابناء الجامعة تصدر عن مديرية العلاقات الثقافية والعامة في الجامعات الاردنية ، العدد 220 نيسان 1996، ص34-35 7- www.islam-online.net , January 2002 , p1-3 8- ibid,pp3-4 9- islam-online.net, op,at,January 2001,pp1-2 10- ibid, p2 11- ibid,pp2-3 12- انباء الجامعة مرجع سابق ، ص35
تقرير التنمية الإنسانية العربية: فلسطين ومجتمع المعرفة - مجال التكنولوجيا : شريف أبو كرش
مقدمة : على الرغم من تعدد المسميات التي يمكن إطلاقها على العصر الذي نعيش فيه , من مثل : عصر ارتياد الفضاء , عصر الذرة , عصر المعلوماتية والاتصالات , عصر الحواسيب …. إلخ .هنالك من مسميات , إلا أنه يمكن القول بان هذا العصر يستحق أن نطلق عليه عصر الإدارة . فالإدارة هي حجر الأساس لبناء أي مجتمع وتقدمه , وهي التي تقف وراء كل نجاح يحققه أي نشاط أو اكتشاف أو خدمة أو إنتاج , وهي التي تفسر تقدم أو تخلف أي مجتمع من المجتمعات المعاصرة(1) .
لقد استقبلت البلدان النامية - ومن بينها الدول العربية - العصور الحديثة بتركة إدارية مشحونة بالتخلف , وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها هذه البلدان في معركتها ضد التخلف من أجل تطوير إدارتها فإنه يصعب القول أنها استطاعت أن تنفض عن نفسها غبار ما ورثته أو أنها أصبحت ذات إدارات عصرية . ويصدق هذا الحكم بوجه خاص على الإدارة العامة بفروعها المختلفة , ومنها إدارة التعليم , ونتيجة لذلك كله كان من الضروري لكل من يتصدى في هذه البلدان لوضع أو اختيار إستراتيجية لتطوير النظم التربوية أن يعالج الإدارة كعنصر أو مدخل رئيسي للإستراتيجية المطلوبة للتطوير التربوي , لا كمجرد عامل ثانوي يأتي بعد تصميمها من باب الوسيلة أو الأداة أو التكتيك في التنفيذ(2) .
ولقد علمنا التاريخ - مثلما علمتنا نتائج دراسات علم الإدارة - أن التطوير الإداري هو لب كل تطور حضاري وتربوي , وأن هذا التطور لا يمكن أن يبدأ بالفعل أو يستقيم من غير تجديد إداري .
يتضح من هذا التحليل (لنظام الإدارة التعليمية) أن مجموعة المدخلات وعملية التفاعل بينهما هي العاملان الحاسمان (المتغيران المستقلان) في تطوير الإدارة وبقدر ما يطرأ عليهما من تحسينات أو تعديلات أو تغييرات تتغير الإدارة بل يتغير نمطها أما الناتج الإداري فهو محصلة لهما وإن كان يمثل بدوره العامل الحاسم في تطوير التعليم نفسه.
ولقد شهد التعليم العالي في البلاد العربية توسعا كميا متسارعا خلال العقود الثلاثة الماضية , وتشير إحصائيات اتحاد الجامعات العربية إلى وجود حوالي (170) جامعة في البلاد العربية بحلول عام 2000م . كما ازداد عدد طلبة التعليم العالي خلال تلك الفترة بسرعة كبيرة حيث ارتفع من (163,000) عام (1960م) إلى (1,440,000) عام (1980م) ويتوقع أن يصل العدد إلى حوالي (6,200,000) طالب عام (2000م)(4) .
ولقد ازداد عدد أعضاء هيئة التدريس خلال نفس الفترة من (9000) عام (1960م) إلى حوالي (76,000) عام (1980م) , ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى حوالي (200,000) عضو هيئة تدريس عام (2000م)(5) .
وعلى الرغم من هذا التوسع الكمي الذي شهده التعليم الحالي في البلاد العربية , إلا أن هذا التوسع بقي قاصرا عن استيعاب الأعداد المتزايدة الراغبة في الالتحاق به نتيجة للتزايد الكبير في الطلب الاجتماعي على التعليم العالي , كما أن القدرات الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي ما زالت دون الحجم الذي يمكنها من استيعاب خريجي التعليم الثانوي الراغبين بمتابعة دراساتهم الجامعية , ولا زالت أعداد كبيرة من هؤلاء الخريجين لا يجدون أماكن لهم في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي , الأمر الذي يشكل عقبة في طريق تحقيق ديمقراطية التعليم العالي .
لذلك سيكون الصراع الحقيقي في هذا القرن بين النظرة المستقبية المسلحة بالعلم والتكنولوجيا وبين النظرة الماضوية اللصيقة بأنماط تربوية قديمة وتقاس ثروة الامم لا بما تختزنه اراضيها من معادن وانما بما تكتنزه عقول ابنائها من معارف وتقنيات.
فقد اتاحت التطورات السريعة التي طرأت على تكنولوجيا المعلومات والاتصال الفرصة للجامعات لتضع برامجها الدراسية في متناول الراغبين اينما كانوا واكتساب التأهيل العلمي والتقني اللازم والحصول على الشهادة المطلوبة عن طريق التعلم الالكتروني.
ففي الولايات المتحدة الامريكية اليوم تقوم 2000من المؤسسات التعليم العالي ببث برنامج " مساق دراسي" واحد على الاقل من برامجها على شبكة المعلومات الدولية " الانترنت" ويشكل هذا العدد نسبة 70% من الجامعات الامريكية ويتوقع ان ترتفع هذه النسبة عام 2005م إلى 90% وتتفاوت هذه الجامعات في عدد البرامج الدراسية التي تقدمها على الشبكة والتخصصات التي تتيحها فمعهد روجستر التكنولوجي مثلا يقدم 10 شاهدات جتمعية في العلوم وجامعة الينوي تقدم 10 شاهدات مختلفة في المرحلة الجامعية الثالثة التي تشمل على 220 برنامجا وتغطي تخصصات مختلفة مثل ادارة الاعمال والتسويق والبرمجة وغيرها.
العلاقة بين العلم والتكنولوجيا(6) كيف يمكن وصف العلاقة بين العلم والتكنولوجيا ؟ ان العلم والتكنولوجيا يتواجدان في حالة من اللاتكامل إذ يعيشان معا تحت مبدأ تبادل المنافع ومن هنا نرى أن العلم والتكنولوجيا كل منهما يكمل ويغذي الآخر ووجوده أساس لوجود الآخر . بمعنى أنهما متعاونان كل منهما يضيف قوة للآخر بطريقة مباشرة أو غير ذلك . وربما يمكن تشبيه العلم والتكنولوجيا بتوأم تواجد في بطن أم لكائن حي ثم قدر لهما الانفصال ومنذ لحظة انفصالهما كون كل واحد منهما هوية شخصية منفصلة نابعة من مجموعة تجارب فريدة خاصة به , لكنهما يظلان محتفظان بالقدرة على الاتصال والتعاون عن بعد .
تكنولوجيا التعليم(7) منذ أربع سنوات اكتشفت الولايات المتحدة أن نظام التعليم في اليابان وكوريا الجنوبية يتفوق على نظام التعليم عندها؛ فأقامت الوزارة مؤتمراً دُعي إليه كبار رجال الدولة والمؤثرون في المجتمع تحت عنوان "أمة في خطر"؛ وذلك لأنه إذا كان خريجو الجامعات من هذين البلدين سيتفوقون على خريجي الجامعات في أمريكا؛ فإنها ستكون في خطر بعد عشر سنوات أو عشرين سنة.
في نفس التوقيت أقامت إحدى الدول النامية مؤتمرًا عن التعلم في بلادها، وعلى الرغم من المشاكل الهائلة في هذه الدولة التي تتعلق بالمناهج والمدارس والطالب والجو العام للعملية التعليمية ونظام التمويل وعدم الاعتناء بالنابغين وغير ذلك من العوامل المتداخلة- فإن عنوان المؤتمر كان "أمة لها مستقبل".
إن الفارق الأساسي بين البلدين هو الفارق بين النظرتين على هذا المستوى؛ الفارق بين من يخاف من مشكلة قد تحدث بعد عدة سنوات؛ فيعد لها العدة ومن يغفل عن مشكلة تحيط به من جميع جوانبه.. الفارق بين من يعلن عنوانًا معبرًا عن القضية التعليمية، ولا يهتم برأي رئيسه المباشر أو غير المباشر؛ خوفاً أن يقول له: وإذا كانت الأمة في خطر فماذا كنت تفعل طوال هذه السنوات في منصبك؟ وبين من يكذب على رئيسه المباشر أو غير المباشر من أجل البقاء في منصبه أطول فترة ممكنة.. الفارق بين من يضع الصورة كاملة أمام الناس ومن يظهر بعضها ويخفي أكثرها.
1- التعليم للأعداد الكبيرة 2- التعليم المستمر 3- التعليم عن بُعد
وعلى الرغم من أن الكثير من البلاد المتقدمة قد أخذت بحظّ أوفر في هذه العناصر الثلاثة فإن دورنا فيها ينبغي أن يكون أكبر وأعظم؛ لأن حاجتنا لأداء العملية التعليمية من خلال هذه العناصر أشد بكثير من الدول المتقدمة. إن ضعف الإمكانات هو الذي يدفع المتخصصين لإخراج برامج تكنولوجية لتقليل الهدر في الإنفاق على الوسائل التعليمية. ومن خلال تصوري الشخصي فإن هذه الوسائل قادرة على استيعاب الطلاب علمياً، وهو ما لم يحققه حتى الآن نظام الساعات المعتمدة داخل الجامعات، التي ينبغي أن تدعم بمثل هذه الوسائل لتؤدي إلى تطور حقيقي في العملية التعليمية.
اعتراضات مردودة(8) يقول بعض المشتغلين بالعملية التعليمية -خاصة الذين لم يُعنوا منهم بتكنولوجيا التعليم-: "إن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية لا يناسب بيئتنا العربية"؛ وذلك بحجة ضعف الإمكانات أو قلة الخبرات أو عدم تعود الطلاب على هذه الطريقة في التعليم. وفي الحقيقة إن استخدام التكنولوجيا يسهل على الطلاب الحصول على المعلومة، كما أنه يسهل على المعلم؛ حيث إنه يوفر عليه إعادة تحضير الدروس العملية والمواد اللازمة له في كل مرة. كما أن استخدام الشبكات التكنولوجية وشاشات الكومبيوتر يجعل من السهل على الطالب أن يتابع عن قرب ما يقول المعلم. ومن الناحية التطبيقية فإن استخدام التكنولوجيا أنسب ما يكون للدول الفقيرة وللكليات ذات الأعداد الكبيرة.
إذا كان استخدام التكنولوجيات في العملية التعليمية سيسهل على الطلاب الحصول على المعلومة؛ فإن بعض الأساتذة يعترض على هذه الطريقة؛ حيث إنها ربما تشعر الطالب العربي -خصوصاً- أن المواد السهلة لا قيمة لها، وربما تؤدي إلى استهتار الطلاب بها واهتمامهم بالمواد الأخرى. ولا شك أن مثل هذه العقول هي إحدى عقبات استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية.
بناء القدرات التكنولوجية (9) المقومات اللازمة للقدرة التكنولوجية:1- الموارد البشرية: سواء منها الأيدي العاملة المحترفة والماهرة بحرفتها أم الكفاءات العلمية القادرة على استيعاب المستويات التكنولوجية والعلمية المختلفة. 2- القدرة على الإبداع والخَلْق وحل المشكلات العلمية والتكنولوجية: مستغنية ومستقلة في ذلك عن غيرها، والأمثلة على ذلك عديدة لا حصر لها، ولعل الإبداع المصري التكنولوجي في حرب أكتوبر، أو الإبداع الباكستاني في امتلاك سلاح الردع النووي مثالان دالان على إمكانية الفعل حتى في ظل الحصار والتضييق. 3- الموارد المالية: فالأمة العربية والإسلامية لا تفتقر أبدًا لعنصر المال سواء لدى الأفراد أم المؤسسات أم الحكومات، ولكن ما تفتقده هو ترشيد ذلك الإنفاق من خلال تحديد أولوياته، والقضاء على مظاهر الإهدار والسفه والفساد.
كيف يكون بناء القدرات التكنولوجية؟(10) يقوم على عمودين رئيسيين:الأول: بناء تكنولوجيا ملائمة على كافة المستويات الدنيا والوسيطة والعليا: والملاءمة هنا ذات شقين: أ-الشق الأول: هو الملاءمة الاجتماعية الاقتصادية: بالمفهوم الذي أوحى به "غاندي" في مقاومته للاستعمار الإنجليزي لشبه القارة الهندية، والذي صاغه من بعده "إرنست شوماخر" في كتابه "كل صغير جميل أو Small is Beautiful" والذي تتلاحم فيه المؤسسات الجامعية والبحثية والمهارات الحرفية الفطرية؛ لتخرج لنا تكنولوجيا صنعتها عقولنا وسواعدنا (ولعل مركز تنمية الصناعات الصغيرة في جامعة عين شمس يقدم النموذج والمثال في ذلك). ب-الشق الثاني: هو الملاءمة البيئية؛ فالآثار التدميرية للتكنولوجيات والصناعات الحديثة لا تخفى على أحد، وهو ما يعجز العالَم الآن عن الوصول إلى إنفاق لحل إشكالياته، وما مؤتمر البيئة العالمي بهولندا في نوفمبر 2000 الماضي عنا ببعيد، (ولعل في المحاولات التي يقوم بها المركز الطلابي الجامعي بجامعة هامبولت نموذجًا يمكن أن يُدرَس هو وغيره، ويُبنَى عليه). الثاني: التنشئة العلمية: فبناء القدرات التكنولوجية يحتاج إلى وجود أجيال كاملة قادرة على تحمل أعباء البناء، أجيال لا تستسهل استيراد التقنيات وهي تخدع نفسها بعنوان برَّاق يُسمِّي الأشياء بغير أسمائها "نقل التكنولوجيا" بدلا من "نقل الآلات". ويتحقق ذلك من خلال بناء جيل تتوافر فيه الصفات التالية: أ-حب العلم والقدرة على استيعاب مستجداته ب-القدرة على حل المشكلات العلمية والتكنولوجية ج-القدرة على الإبداع والاختراع العلمي والتكنولوجي (ولعل في نماذج المركز العلمي والتطبيقي للإلكترونيات في مصر ووقفية زيرقزادة في إيران نماذج جيدة يمكن أن تتكرر).
قصة التكنولوجيا الملائمة(1) ولتوضيح فكرة التكنولوجيا الملائمة أكثر دَعُونا نَقُلْ لكم: ما هي؟ وما قصتها؟"التكنولوجيا الملائمة هي" تكنولوجيا ذات وجه إنساني" كما عبَّر عن ذلك "إرنست شوماخر" أبو التكنولوجيا الملائمة في العالم، وهي أيضًا "وصف لطريقة ما في توفير الاحتياجات الإنسانية بأقل التأثيرات على موارد الأرض غير المتجددة"، والتكنولوجيا الملائمة هي مزج إبداعي بين مزايا ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والممارسات التقليدية الفعَّالة من أجل ابتكار حلول تسمح للناس بالعيش في راحة بأقل التأثيرات الضارة بباقي الأحياء أو بالبيئة المحيطة، وتهدف التكنولوجيا الملائمة كذلك إلى زيادة الاعتماد على الذات.
وإذا كان "إرنست شوماخر" المستشار الاقتصادي للمجلس القومي للفحم في بريطانيا، هو أبا التكنولوجيا الملائمة؛ فذلك لأنه وضع أفكاره التي أوردها في كتابه الشهير" كل صغير جميل" أو "Small is Beautiful" موضع التنفيذ حين دعاه جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند ليطوف بالهند، ويشير على لجنة الخطة الهندية بما تعمله لخدمة الريف، وكانت خلاصة فكرة "شوماخر" أن نحاول الارتباط الوثيق بالأنشطة غير الزراعية في الريف الهندي، التي تؤدي إلى اندماج فائض السكان الذي يتجه إلى المدن، وخلال تلك الزيارة برز السؤال التالي: ما هي تلك التكنولوجيا المناسبة للهند الريفية؟! ثم جاءت الإجابة الفورية: يجب أن تكون شيئًا أكثر إنتاجًا مما لديهم من أساليب جلبت لهم البؤس وحافظت على فقرهم، ولكن بشرط أن تكون شيئًا أبسط وأرخص من التكنولوجيا الغربية المكلفة، فلم يكن هناك وسط بين تكنولوجيا صنع الفخار بالقرية التي رأسمالها 50 روبية، وبين الصناعة الحكومية المعتمدة على الآلات التي رأسمالها 50 ألف روبية، وكانت مهمة "شوماخر" إيجاد هذا الوسط الملائم، لكن لا بد من التأكيد هنا على أن "شوماخر" لم يبتدع فكرة التكنولوجيا الملائمة؛ إذ يرجع شرف ذلك إلى "غاندي" الذي وصفه "شوماخر" بأنه "الاقتصادي الأعظم لهذا القرن"، والذي يُعَدُّ بحق الأب الروحي لحركة التكنولوجيا الملائمة، حين جعل منها وقودًا لثورته السلمية ضد الاستعمار البريطاني للهند، وركيزةً من ركائزه؛ حيث كان يرى أن على الهنود الاختيار بين الهند بقراها القديمة قِدَم الهند ذاتها، وبين الهند ذات المدن التي أوجدتها السيادة الأجنبية التي تسيطر اليوم على القرى، وتستنزفها لتُحِيلها إلى حطام، وكان يقول: كيف تتحمل دولة لديها عشرات الملايين من آلات الرزق المنتجة أن تحل محلها آلة تتسبب في طرد عمال هذه العشرات من ملايين الآلات القائمة فعلا؟! وكان شعار "غاندي" المثير للإعجاب هو "الشاركا" أو عجلة الغزل التي أمدت الملايين في القرى بفرص العمل، لكنه كان يقول: إنني أود من جميع الشباب المدربين علميًّا أن يستخدموا مهاراتهم لزيادة الكفاءة الإنتاجية لعجلة الغزل كلما أمكن، وقد جاء "شوماخر" بعد ذلك؛ فقام بتطوير تلك المبادئ وتجسيدها وتبسيطها للجماهير في حقل التنمية، وفي عام 1965 أسس جمعية تنمية التكنولوجيا الوسيطة في لندن، والتي كان لها دور كبير في بلورة الفكرة وإبراز محاسنها؛ بل وفي تطبيقها عمليًّا".
تجربة مصر في تكنولوجيا التعليم تطوير مادة تعليمية لمقرر السنة الثالثة بكلية الطب البيطري.هذا المقر يدرس في 10 جامعات مصرية.ويدرس جزء كبير من المقرر في كليات العلوم والطب.الخطوات:* اتقان استخدام الكومبيوتر الاستعانة بالمتخصصين في مجال البرمجة, لان طلاب الكليات العلمية يتلقون كما هائلا من المعلومات والعينات الموضحة والامثلة العلمية. والتي تقترب من 500 عينة في بعض المقررات وهو ما يصعب على الطالب استرجاع صورها قبل الامتحان في بالك بعد التخرج.* شراء كاميرا خاصة متعددة الكفاءات تصور العيانات المجهرية والعينات التي ترى بالعين المجردة. وتخزينها على الكمبيوتر او شريط فيديو.- تسجيل بعض التعليمات على هذه العينة.- عرض العينات على الطلاب من خلال شاشات تلفاز وشريط الفيديو المسجل. كان له اثر ايجابي كبير في سهولة تلقي المعلومات ومراجعة الطلاب.
الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتكنولوجيا(12) إن الهدف النهائي المنشود للعلم والتكنولوجيا هي خدمة المجتمع من أجل تطويره وتحسينه إلى الأحسن، طبعاً إنه مطلب إنساني ككل حيث تقوم جميع شرائح المجتمع من الرجال والنساء بالمساهمة الإيجابية في عجلة العلم والتكنولوجيا ضمن عملية التطوير التي تعتمد بدورها على المعطيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الذي تنشأ فيه، وبالتأكيد إن نتائج عملية التطوير هذه تعطي نتائج طيبة في المجتمع الصناعي، وبوجه عام تعطي نتائج ربما تكون سلبية في بعض الأحيان في المجتمع غير الصناعي للمساهمة في القرار عند اختيار نوعية التكنولوجيا التي سوف تقام على مقوماتها التدريبية ومهاراتها الفنية، ودعنا الآن نلقي بعض الضوء على تأثير التكنولوجيا في أطرها المعاصرة على بعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمعات الصناعية تنحصر في ما يلي:1- شاركت التكنولوجيا في بناء المدينة الحديثة وزودت المجتمعات بحاجتها ومتطلباتها مثل الطاقة اللازمة لظروف المعيشة والمواد الجديدة لتجديد وتطوير الصناعة.2- غيرت التكنولوجيا نمط حياة المجتمعات الصناعة سواء على صعيد التنقل أو الاتصال أو طبيعة المأكولات والأغذية.3- أوجدت التكنولوجيا مدناً صناعية ومنشآت سكنية تتميز بسرعة الإنجاز وجمال المنظر والكلفة الزائدة.4- أوجدت التكنولوجيا الطبية وسائل لزيادة السكان أو تحديدهم وذلك عن طريق تكنولوجيا الأدوية وغيرها، وكذلك قدمت خدمات سريعة للرعاية الصحية.5- طورت تكنولوجيا الزراعة أساليب الزرع والري مما وفر المنتوجات والمحاصيل التي تكفي حاجة السكان.6- غيرت التكنولوجيا أساليب التعلم والأنظمة الاجتماعية التقليدية.7- ساعدت التكنولوجيا العسكرية الدول الصناعية على السيطرة على مقدرات الشعوب النامية وفرض سيطرتها وهيمنتها وخلق أنظمة عالمية جديدة.8- ساهمت التكنولوجيا في تقدم علم المجتمعات عن طريق ظهور مشكلات صناعية تتطلب أفكاراً أو ممارسات علمية أساسية.9- زادت من كفاءة العامل المهني وقدرة إنتاجه اليومي حينما تحول من عامل يدوي إلى عامل تقني.10- ساهمت التكنولوجيا في اتساع دائرة المنفعة المادية والاقتصادية، وزيادة الثروة القومية عن طريق نشاط الشركات الصناعية التي شجعت التكنولوجيا سواء طريق التجربة أو الخطأ.
التوصيات بعد ان راينا كيف ان التعلم الالكتروني بدأ في التسعينات من القرن العشرين وكيف ان امريكا واروبا اسرعتا إلى وضع الخطط التربوية للاستفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين لذا يقترح الباحث ان تبادر الدولة الفلسطينية هي الاخرى إلى القيام مباشرة بوضع الخطط التربوية والتكتولوجية لرفع التحدي والاستفادة من هذه التحولات العلمية لتحقيق التنمية البشرية الشاملة ففي نظر الباحث تتلخص معلومات اية خطة فلسطينية ناجحة في ما يأتي:اولا: ان تبادر الجامعات الفلسطينية إلى اعطاء اهمية قصوى لتكتولوجيا المعلومات والاتصال واستخدامها في توفير التعلم الالكتروني لعدد من المواد الدراسية يزداد تدريجيا.ثانيا: ان تساعد الجامعات وزارات التربية والتعليم على تدريب معلميها ومدرسيها وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المدارس.ثالثا: ان تعمل وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية كان محو الامية الحاسوبية في مدارسها الابتدائية وتطوير مناهج هذه المدارس يتأكد على دروس الرياضيات والبرمجة والاتصال وهذا يقتضي تعميم استعمال الحاسوب في المدارس( ابتداء من المدارس الابتدائية والثانوية)رابعا: ان تقوم شراكة حقيقية مبني الجامعات الفلسطينية وبين الشركات والمؤسسات وتنمية معارفهم المهنية وتحديثها من اجل الاستجابة لمتطلبات سوق العمل والتحولات التقنية السريعة.خامسا: ولكي يحقق التعلم الالكتروني فائدته المرجون في تعميم المغرفة وتيسير التدريب ووضعها في متناول العامة وعدم اقتصارها على الخاصة ينبغي على جامعتنا توفير برامج التعلم الالكترونية باللغة العربية وفي الوقت نفسه تقوم مؤسساتنا التربوية بالتعليم الاطفال. الاجنبية وخاصة العالمية منها وتطوير مناهجها وطرائق تدريسها ليتمكن طلابنا من اكتسابها بصورة سريعة وفعالة.
الهوامش 1- أ.د احمد الخطيب ، الادارة الجامعية ودراسات حديثة الطبعة الاولى مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع. ، ص200 ، ص19 2- المرجع السابق، ص80 3- المرجع السابق ، ص80 4- مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية وتطور التربية في المنطقة العربية ، تحليل احصائي ، الرتربية الجديدة ، العددان 40-41، السنة 1987ص 5- مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية تطور التربية في المنطقة العربية : تحليل احصائي ، مرجع سابق ، ص123-203 6- ابناء الجامعة تصدر عن مديرية العلاقات الثقافية والعامة في الجامعات الاردنية ، العدد 220 نيسان 1996، ص34-35 7- www.islam-online.net , January 2002 , p1-3 8- ibid,pp3-4 9- islam-online.net, op,at,January 2001,pp1-2 10- ibid, p2 11- ibid,pp2-3 12- انباء الجامعة مرجع سابق ، ص35
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق