ششش
هندسة المنهج
حـسـام مـازن
المقدمة
- المنهج التربوي هو أساس العملية التعليمية ولا يتم نجاح العملية التعليمية الا اذا قامت على أساس منهجى سليم . واذا تأملنا ما يحدث من حولنا لوجدنا ان التحديات التى يقابلها انسان هذا العصر كثيرة جدا ومعقدة ومتشابكة ان القرد العادى قد يصبح عاجزا تماما امام تحديات العصر فلا يستطيع ان يفهم هويتها ولا يقدر على التعامل معها ومن هنا يصبح للمنهج التربوى دورة المميز فى اكساب الانسان مايساعده على مقابلة تحديات العصر .
وبذلك يتضح دور المنهج التربوى فى بناء المجتمع الحديث وللمنهج التربوى تعريفات عده ولكن سنعرض المفهوم الحديث له على انه بمثابة تعريفات عده سنعرض المفهوم الحديث له على انه بمثابة المخطط الهندس للعملية التعليمية , المصمم حول مبدأ منظم ومنسق , مثل التعاون مع الجماعة وحل المشكلات بالاسلوب العلمى .
المناهج هى سبيل التربية لتحقيق اهدافها لذا تعتمد الحضارة المعاصرة بدرجة بيرو على المناهج التى عن طريقها يتم توسيع بعض المتعلمين المدرسة هى التى تلعب هذا الدور الفعال من خلال المنهج التربوى .
ولا بد ان يكون ذلك على اساس منهجى سليم من حيث البناء التكوين والتطبيق والتقييم وهذه الوظائف يشملها مفهوم هندسة المناهج الذى يرمى الى ربط العناصر المنهجية بعضها البعض كى يتم التفاعل بينها من اجل النجاح فى تحقيق الاهداف التربوية المنشودة .
وهندسة المناهج مصطلح حديث نسبياً ولكنه يتميز بالشمول حيث انه يتضمن عملية توافق وتكامل فى اعداد تخطيط وتشييد وبناء وتعميم وتطوير وتحسين المنهج .
وفيما يلى سوف نعرض مفهوم هندسة المنهج التربوى والاسلوب المستقبلى المتوخى هندسة المناهج من خلال عده محاور .
· مفهوم هندسة المنهج :
هندسة المنهج تتضمن التشيد والتطبيق والتحسين لجعل المنهج كنظام يؤدى وظيفة معينة لدى المتعلم ولذلك نجد ان المنهج كنظام يرتكز على
- انتاج المنهج , تحسين المنهج , تقدير فعالية المنهج التطبيقية فى الحياة .
ونرى ان مفهوم المنهج الحديث هو مجموعة من الانشطة والفرص التعليمية التى تتيح للمتعلم التفكير الابتكارى ويهدف الى النمو المتكامل وتعديل سلوكيات المتعلم .
ويعنى مصطلح هندسة المناهج , حسب يراة ( بيشامب ) كل العمليات الضرورية والتى من شأنها ان تفعل مناشط المنهج فى المدرسة وتقوم هندسة المناهج بثلاثة وظائف اساسية :
1) عمل المنهج
2) تطبيق المنهج
3) تقييم اداء المنهج
وبهذا يمكن القول بأن بناء على تعريف ( بيشامب) فإن هندسة المناهج هى مجموعة عمليات بناء المنهج وتكوينه وتطبيقه وسوف نعرض فيما يلى لهذه المفاهيم .
بناء المنهج
كانت عملية بناء المنهج قبل انشاء المدرسة النظامية بوضعها الحالى عملية سهلة يقوم بها المؤدبون او المعلمون حيث كانت عملية التعليم موكوله اليهم ويختارون محتواها وطريقة تدريسها وكذلك هم الذين يقومون التلاميذ ويحكمون على مستواهم العلمى وكانت التربية فى ذلك الحين تركز على المعرفة من حيث امها " تمثل حصيلة خبرة الاجيال السابقة التى تساعد الفرد على الاستفادة م تجارب من سبقوه وتعينه على اداء رسالته واداء واجيه نحو نفسه ومجتمعه " وقد اطلق على مجموع المواد الدراسية التى يدرسها وما تضمنه من موضوعات ( المقررات الدراسية ) وعلى ذلك فقد كان المنهج مرادفاً للمقررات التى يدرسها التلاميذ داخل الفصل استعدادا لامتحان اخر العام .
وتطور مفهوم المنهج واصبح معناه مجموع الخبرات التربوية التى تهيؤها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل فى جميع النواحى وتعديل سلوكهم طبقا لاهدافها التربوية واصبحت عملية بناء المنهج عملية معقدة تتطلب جهوداً متعددة ومشودة المتخصصين فى كل الجوانب ويرجع السبب وراء تعقد بناء المنهج وصعوبتها الى :
1) الانفجار المعرفى الهائل على اختلاف مستوياته ومجالاته ودراجاته .
2) الاقبال الكبير على التعليم من قبل فئات الشعب المختلفة وطبقاته بعد ان كان مقصوراً فئات محدودة من الناس .
3) الاقبال على الشهادات الدراسية على اختلاف مستوياتها .
4) تعقد اسلوب الحياة مما يترتب عليه تعقد بناء المنهج .
ولقد اعتاد علماء التربية بصورة تقليدية على استخدام مصطلح بناء المناهج ليشير بصورة على محددة الى جميع العمليات التى توظف فى بناء واعداد المناهج .
والذى يظهر من ادبيات التربية ان هذا المصطلح يرادف مصطلحين آخرين هما تكوين المناهج وهندسة المناهج وهناك تعريفاً مجدداً لهذا المصطلح وهو ان بناء الماهج ( هو العملية التى تقرر او تحدد طبيعة مكونات المنهج وطريقة تنظيم هذه المكونات ) ان تلك العملية التى تحدد محتويات المنهج تعرض علينا اولاً ان نجيب على كثيرا من الاسئلة مثل ما هى صفات المجتمع السليم ؟ وما هى طبيعة الانسان ؟ وماهى الحياة السليمة ؟ وماهى طبيعة المعرفة ؟ وماهى الاهداف التى ينبغى ان تكون للتعليم ؟ وما هو التصميم المنهجى الجديد الذى يتوافق مع التزامنا الاساسية ؟ وماهو المحتوى المعرف الذى ينبغى ان يعطى لجنيع الطلاب ؟ وماهى الانشطة التى يقوم بها الطلاب لكى يحصلوا على المحتوى المعرفى اياه . وكيف يتسنى لنا ان نقيم مستوى كل من الاهداف التعليمية والمحتوى المعرفى والانشطة المنهجية ؟ ومما سبق يتضح ان عملية بناء المنهج تعتبر فى غاية الاهمية مقارنة ببقية نواحى المنهج اذا ما علمنا انها العملية التى تقرر طبيعة ما سيحتوى عليه المنهج الذى سيقدم للمتعلمين .
تكوين المنهج :
ان تكوين المنهج شأنه شأن بناء المنهج فهو مصطلح يشير الى عملية قائمة بذاتها بالرغم من ارتباط هذه العملية بناء المناهج الا انها تتميز عنها من جهة النواحى التى تفنى بها , فهى تركز بالدرجة الاولى على كيفية سير عملية بناء المناهج .
وهذه العملية تأخذ فى الحسبان الاسئلة التالية : من سيشترك فى عملية بناء المنهج ؟ ( المعلمون , الاداريون , اولياء الامور , الطلاب ؟) . وماهى الطرق التى تستخدم فى بناء المنهج ؟ ( التوجيه الادارى , لجان الكليات , الاستشارات الاكاديمية ) , واذا ما كانت اللجان ستكلف بهذا العمل فما هى اليتها التنظيمية ؟
فى التطبيق الواقعى لكلا العملتين السابقتين نجد ان تكوين المنهج لايسبق بالضرورة بناء المناهج . اذ ان العملتين تتدخلان عندما تتخذ قرارتها اى تتحد اجوبة لكل من اسئلتهما فى وقت واحد . فعلى سبيل المثال , لو اردنا تكليف مدرس لغة انجليزية لبناء منهج مدرس فى الادب فإن هذا يقتضى اننا سبق ان حددنا سلفاً طبيعة الادب الذى سيقدم للتلاميذ وكيفية تنظيم محتواه ولتلخيص الفرق بين العملتين اعلاة فإننا نقول بأن بناء المنهج هو عملية تركز على منهج ذاته فى حين ان تكوين المنهج هو عملية تركز على عملية بناء المنهج وليس على المنهج ذاته .
التطبيق العملى للمناهج
ان تطبيق المنهج يعنى ببساطة وضع ما تقرر فى عمليتى بناء المنهج وتكوينه موضع التنفيذ ومن الجدير بالذكر هنا , انه لما كان مفهوم المنهج يحتوى اصلا على عنصر التقويم فإن تطبيق المنهج هو الذى يتيح لنا تفعيل عنصر التقويم المتتضمن فيه , اذ انه لايمكننا تقويم اى منهج الا بعد تطبيقه وهذه الطريقة من التقويم والمراجعة تفيدنا كثيراً فى عمليتى بناء المنهج وتكوينه وكذلك فى تحسينه .
- فيما سبق تم توضيح المفاهيم الاساسية التى يتضمنها مصطلح هندسة المنهج وفيما يلى سنعرض للاسلوب المستقبلى المتوخى من خلال المحور العلمى , المحور الفنى , المحور التكنولوجى .
*الاسلوب المستقبلى المتوخى فى هندسة مناهج التعليم الاعدادى :
فى مؤتمر بحرينى بعنوان تطوير مناهج التعليم الاعدادى ثم توضيح الاسلوب المستقبلى المتوخى فى هندسة مناهج التعليم الاعدادى من خلال ثلاث محاور : اولها المحور العلمى وفيه الكشف عن السند الابسيتمولوجى الذى يصدر عنها المنهج .
وثانيها المحور الفنى وفيه تحديد المرجعيات والمقولات التصميمية المتحكمة فى ادارة المنهج من حيث هو كيان فنى يخضع لقواعد هندسية نسقية .
وثالثها المحور التكنولوجى الذى يضمن لا الوفاء للمرجعتين العلمية والفنية عن التطبيق التصميمى فحسب بل يضمن ايضا وبالاساس التوافق الضرورى بين غايات المنهج واسلوب بنائه .
اولاً : المحور العلمى :
1) الاستناد الى التفسير البنائى للتعلم :
شهدت النماذج التفسيرية للتعليم الانسانى خلال العقد الاخير تحولاً من السلوكية الى البنائية وقد ادى هذا التحول الى تغيير جذرى فى النظرة الى التعلم من حيث المفهوم والمكونات والطرائق والوسائل وحيث انه لاتغير فى فهم التعلم دون تغيير فى فهم التعليم فتغير وعى البشرية خلال العقد الاخير بالتعليم تغيرا انقلب فيه الخبراء والباحثون على مسلمات القرن الماضى وكشفوا عن قصورها واصبح المتعلم من ىاثر كل هذا التحول محور العملية التعليمية وبات التعلم سلسلة من الاكتشافات المعقدة التى يتولى المعلم قيادتها بنفسه فى بيئته محكمة الاعداد وبات دور المعلم وما ورائه من منهج ونظم وتقويم وادارة مدرسية ومعدات ... ادوات هندسية بالمواقف التعليمية الاعلى استشارة للدافعية والاشد قدرة على ترك اثر تعلمى مستدام لدى المتعلم .
· مفهوم التعلم :
يقوم التعلم على المبادئ الاتية :
· التعليم فعالية يتولاها المتعلم ولايمكن ان ينوب فيها عنه احد .
· ان التعلم لايمكن ان يكون قسريا ( بالاكراه ) بل ذاتى الدافع والرغبة لذلك لابد ان يجد المتعلم فيما يتعلمه مبرراً لان يتعلم .
· ان المتعلم مهما بلغ من خلال المعرفة ذاتها لا يتعلم بلا غاية ولا يتعلم من اجل التعلم فى حد ذاته بل يتعلم من اجل العمل .
· ان التعلم يحدث من خلال العمل بانشطته المختلفة .
· ان التعلم يحدث ايضا ولى نحو اعمق لما يتأمل المتعلم ادائه العملى ( اثناء العمل او عبيد الفراغ منه ) اى ان استنتاج طرائق العمل ومنهجياته والنظر في مسالك الخطأ ابعد اثراً فى الذهن والأداء كليهما من التطبيق الالى والعفوى .
· ان التعلم لايجرى وفقا لمنطق المصادفة بل عبر تفصيل المتعلم استراتيجيات تعلم فهو يربط بين ما تعلمه وما سوف يتعلمه .
· التعلم حق وفاعلية متدرجة منظمة وادماجية يمارسها المتعلم بنفسه وباسلوبه متفرداً او مع غيره فى مواجهة مشكلات متصعدة التركيب والتعقيد على نحو تفاعلى نشيط يكفل له امتلاك كفايات فعالة ومستدامة تؤهله لان يواجهه غداً بالاعتماد على نفسه وبنجاح وان يواجهه الحياة على المستوى الكيانى والاجتماعى والمهنى والتعلمى وهو لكل ذلك جمعية الغاية القصوى لكل منهج يحرص على جودة الخدمة والمخرج معا .
· مفهوم التعليم :
التعليم تنمية منهجية للموارد البشرية ( عملية قصدية وتخطيطية وموضوعها وغايتها الانسان ) محترمة تقوم على هندسة فرص التعلم لاستثارة دافعية المتعلم للاستغلال الموارد التعليمية المتاحة فى بيئة التعلم المصممة على نحو موافق لمنطق التعلم ومساعد على ترقية مداركه وطاقته الى اقصى حدود النماء وعلى المرافقة التشخصية والتوجيهية والعلاجية الممكنة من بناء خبرة مستدامة ذات مغزى .
2) الاستناد الى علم النفس النمائى فى تحديد الخصائص النمائية لجمهور التعليم الاعدادى :-
هناك جدول توضح الخصائص النمائية وفقا للمراحل العمرية المختلفة ولكن سأكتفى بعرض الخصائص العامة للطفل اليوم وبالصفات العامة منها فقط :
يتسم طفل اليوم بسمات متعارضة فهم يظهرون وعيا اكبر من تطرائهم قبل البشرية الاخيرة بما فى العالم من تعقيد وبالطبيعة الشاملة للمشكلات كما انهم اصبحوا اقدر على الاستجابات المتزامنة الى المثيرات المتضاربة فضلا عن اذهانهم اقل قطعا بالحقائق واقل ثقة بالاطلاق وازهد فى الاحكام المسبقة لكنهم اضعف وعيا بالزمن وبالمدة ومن ثم بالتاريخ وبالابعاد العميقة للظواهر ( ولاسيما الانسان منها ) والدراسات الناحية منحى التعميق باتوا يفترقون الى القدرة على انجاذها وباتت هى عاجزة عن اجتذابهم واصبحت تحليلاتهم اقرب الى الذاتية منها عن الموضوعية والرصانة , والى هذا عزو واقل تفهما لمعنى المجموعة الاجتماعية والمدنية واضعف احساسا بالانتماء اما رؤيتهم الى المستقبل فالواضح انها باتت اقصر مدى .
ثانيا : المحور الفنى :
1) التحول من صناعة المناهج الى هندسة المناهج :
شهد قطاع المناهج خلال السنوات الاخيرة نقداً علميا صارمة لمستندات الفنية ومقولاته وادواته التصميمية فقط كان وضع المناهج الدراسية يجرى فى اكناف اعراف وممارسات تعرف بـ " صناعة المناهج " وتخضع لقدر زهيد من الصرامة فضلاً عن انها افرزت مع تطاول الزمنى واستقرار المرجعيات نماذج جفت حيويتها ووهنت قدرتها على استيعاب الخبرات المدرسية الاخذة فى التغير والتعقد وعلى الاستجابة لتحديات السياق الخبرات المدرسية الاخذة فى التغير والتعقد وعلى الاستجابة لتحديات السياق المحيط بالمدرسة ( اعدادية كانت او غير اعدادية ) ومواكبة المستخدمين من وظائف التربية والتعليم وقد افرز النقد الذى جوبهت صناعة المناهج واتهامها من قبل المنظرين والخبراء الى الوقوع فى اسر قوالب جاهزة ( اسس , فدواعى تطوير , ف مفردات ( تؤخذ تقريبا كما هى من مصادرها من دون معالجة تعليمية لولا شئ من الانتقاء والتبسيط ) , التقويم ) ومنقطعة عن التغيرات الجارية على نحو حثيث الى البحث عن مرجعيات فنية ضابطة بالممارسات التصميمية لواصفى المناهج وقد تزامن هذا مع نشأة علم تطبيق وليد من ارتقاء علمين اشمل هما علما الادارة ( management) والتى اتخذت لها موضوعاً وهندسة المناهج ( curricula engineering ) والكنتنتولوجيا ( contentology) او علم المحتوى وهو دراسة المناهج التصميمية للمناهج الدارسين والتدريبية بغرض اخضاع الخبرات المطروحة للتعلم لما فى الادارة من تحكم وتوجيه وبما فى الهندسة من دقة وشكلنه وربط ومناط الامر فى هذا العلم هو ان ادارة المنهج حتى تحقق التحكم والتوجيه الضرورين تحتاج لادوات ضبط وتطويع وقد عثرت على افضلها فى الهندسة لان الدقة التى فيها مقاومة للغموض , والشكلنة وسيطرت على الكثافة والكثرة والتنوع , والربط قطع الطريق امام التفكك والفوضى . فحقيقة الامر ان علم هندسة المناهج لقاء بين مشروع الادارة من حيث هى الطموح الى التحكم والتوجيه وادوات الهندسة وقيامها من حيث هى آليات ادارة .
فكان ان وجد قطاع المناهج فى هذا العلم التطبيق بديلا دقيقا علميا من " صناعة المناهج " مما مكن خبراء المناهج التعليمية والتدريبية من ان عن مقولاته النماذج التصميمية للخبرات يستنبطوا المدرسية والمهنية فى مواجهة تحديات كوفرة المعارف وتعقد المواقف والمشكلات وتضاعف الحاجة الى التوقع والتخطيط والتوتر الناشئ بين ضرورة تقطيع محتوى الخبرات من ناحية والحفاظ على ترابطها من ناحية اخرى هذا بعض ما تعنية " هندسة المناهج " التى ندخل معها عصرا جديدا يخضع فيه محتوى الخبرة المدرسية لمعالجة تعليمية تطوعة لمقتطيات الاستخدام التعليمى واغراضه لنحصل على فارق نوعى بين الخبرة العالمة ( مخرجات المخابرة ومراكز البحوث والجامعات ) والخبرة المطروحة للتعلم هو فارق الادارة التصميم .
2) الاستناد الى المقاربة بالكفايات :
تقوم هذه المقاربة على المبادئ الاتية :
- التعريف البنائى للتعلم
- التعلم الدال من خلال معالجة المشكلات الحقيقية والمثيرة الاهتمام المتعلمين
- الترابط العضوى بين الخبرات التعليمية المفاهيم المبادئ المنهاجية التجارب والتطبيقات )
- عدم ملاءمة تجزئة المعارف لاحداث التعلم لدى المتعلم .
- الممازحة بين التعلم والتقويم التعديلى
- التقدم الادماجى المطرد للخبرات التعليمية ( فى مقابل التقدم الخطى التراكمى الذى كانت تتوخاه السلوكية )
- النقل السياقى لحلول المشكلات وللخبرات ضمن الفئات السياحية الواحدة وخارجها .
- تراتب الكفايات وتدامجها من الكفايات النوعية الى الكفايات الصفية الاساسية المباشرة الى الكفايات الاندماجية النهائية .
· هنا لابد من وضع كفايات اندماجية نهائية للمتعلم فى المواد الدراسية المختلفة عند نهاية التعليم الاعدادى
ومن خلال هذه الكفايات يمكن ان نضع اهداف هذه المرحلة من التعليم وهذه الاهداف لابد ان تشمل مجالات مختلفة وهى :
مجال القيم والاتجاهات السلوك
مجال المعارف
مجال القدرات والمهارات
ننتقل بعد ذلك الى المحور الثالث من محاور الاسلوب المستقبلى المتوفى فى هندسة المناهج وهو :
3) المحور التكنولوجى : ويشمل :
- تغير وسائط التعلم .
وهنا لابد من مراعاه ان التغير المستمر واوسائط التعليم قد يؤثر على دور المعلم , دور المتعلم , بينة المنهج , ووطاقته وهندسته , العلوم والتخصصات ال مستند اليها وهندسة المنهج .
والوسائط التعليمية مرتبطة بالتقدم التكنولوجى والتقدم التكنولوجى دائما فى خطى ثابتة للامام مما ينعكس على التعليم حيث ان الخبراء يقدرون ان المناهج التعليمية الملتحمة مع هذه التكنولوجيات قد باتت منذ فاتحة القرن الجديد وستظل فى المستقبل وعلى نحو متصاعد تستحوز على مستقبل التعليم لتغيير وجهة على نحو لم يكن معروف على الاطلاق وعلى نحو يكون الانحراط فى مجتمعات المعرفة مشروطا به :
- علاقة الحاسوب بالتعليم
لابد ان نعرض فيما يلى دور الحاسوب وعلاقته بالتعليم وهذه العلاقة تظهر فى طرق التدريس الحديثة القائمة على نظريات تربوية .
- من هذه الطرق .
- التعلم الالكترونى التفاعلى ( IE – LEARNING )
يعبر عن النظرية البنائية ( CONSTRUCTIVISM) المؤكدة على التعلم الاستكشافى الذاتى والفريد التعليم على المحتوى المفتوح والمرن للمنهج الدراسى , التعلم من خلال التجربة والرؤية والاستماع البحث , بناء المتعلم سيروره تعلم خاصةتلاءم حاجاته .
- الاثراءات الالكترونية :
افراز الشبكة العنكبوتية والوسائط المتعددة والمرنة الحومل الرقمية سريعا ما اتسع نطاق استخدامتها التعليمية , ظهور الحوامل التعليمية الممكنة من العرض المتحرك والمحاكاة .
- مقررات الحاسوب :
- حيث انه اصبح هناك محتوى منهج دراسى للحاسوب ( بمعداته وبرامجه وقيادته ) الحاجة الى فهم الحاسوب والتدرب على قيادته
- التعليم المبرمج :
وهو يعبر عن النظرية السلوكية التقنية ولآلية للاستخدام , التعلم بقدر ما سيخدم فى التقويم .
4) المحور المنهجى : ضبط الجودة :
- الاتجاه الى الجودة :
عقدت مؤتمرات كبرى عن جودة التعليم , فقد غزت الجودة من حيث هى مقاربة وثقافة كل مجالات النشاط الانسانى الانتاجى والخدمى فى كل مكان من العالم ولم يعد مقبولا ولا حتى ممكنا لمجتمع من المجتمعات ان يتجاهل هذا النهج ولوفى قطاع واحد من قطاعات حياته .
وحيث ان الجودة ربما تبدُ بحكم سمة الانفتاح فى عالم اليوم قدرا لا مهرب منه – هى قبل كل شئ اختيار غرضه الارتقاء بالنوعية والانخراط باقتدار فى البيئات التنافسية .
وهناك فرق بين الاصلاح والجودة حيث الاول استدراكى وجذئى والثانية مستقبلية وشاملة .
ان تحدى الجودة تحد لابد من التصدى له , وثمة اجماع على ان التصدى له يبدأ من المناهج .
وهنا لابد من تحديد معايير لجودة المناهج فى جمهورية مصر العربية حتى تسهم فى بناء وتصميم وهندسة المناهج المستقبلية .
· من خلال المحاور الثلاثة السابقة نجد ان هندسة المناهج مصطلح يتميز بالتطوير والتحسين والمناهج فى عدة جوانب وهنا لابد ان تعرض مفاهيم عامة وهى التحسين والتغيير والتطوير
- بين التحسين والتغيير والتطوير :
تحسين المنهج CURRICULUM IMPROVEMENT يمكن فهمة على انه تغير مظاهر معينة فى المنهج ولكن دون تغيير المفاهيم الاساسية فيه او فى نظافة فالتحسين يعنى الادارك الحالى للمنهج ونظامه , وذلك كالتعبير فى الاهداف وفى طريقة صباغتها او اضافة بعض الافكار والخبرات الى المحتوى المنهجى او اعادة تنظيم خبراته وموارده , اذ ايجاد الروابط بين هذه الخبرات بعضها البعض او بينها وبين خبرات من مادة دراسية اخرى INTEGRATION وتحسين طرائق التدريس المتبعة واضافة طرائق جديدة اليها وتحسين نظام التقويم المتبع .
اما التغيير فيعنى كل من الاهداف الوسائل ويعنى ايضا تغير الافراد المهتمين به كالتلاميذ والاباء والمدرسين ولجان التخطيط والتطوير القائمين على النظام بصفة عامة او ان فهو يعتمد على التغيرات الانسانية فالتغير السليم هو الذى يحدث فى افكار الناس ومعتقداتهم ونظمهم المعيارية والقيمة .
اما التطوير فهو التعبير المتعمد لتحقيق اهداف معينة وعلى هذا فإن التطوير هو تعبير على اساس علمى موضوعى ودراسة لكل العوامل المؤثرة والمتأخرة به فالتطوير يستلزم التغيير الواعى , بينما التعبير قد يؤدى او يؤدى الى التطوير التطوير قد يحدث بادارة الانسان او دونه ارادته اما التطوير فلا يحدث الا بارادة الانسان ورغبته .. لتغير قد يكون جزئيا واجانب اما التطوير المنهج عملية شاملة لجمع جوانبة .
الخاتمة
من خلال ماسبق يتضح لنا ان هندسة المناهج هى عملية شاملة لمعظم عناصر المنهج فهى عملية تقدير لفاعلية المنهج التربوى وذلك من خلال التكامل فى هذه العناصر من خلال المحاور الثلاثة المحور العلمى والمنهجى والتكنولوجى .
اى لابد ان تكون هناك تضامن لهذه العناصر بعضها البعض حتى تتم العملية التربوية بشكل متكامل و لهندسة المناهج دورها فى ذلك .
وبما ان هذا المصطلح ( هندسة المناهج ) حديث نسبيا فإننا نأمل ان تتضمن الابحاث القادمة موضوع هندسة المناهج حتى يتضح للجميع بصورة واضحة وخاصة القائمين على بناء المناهج حتى يتم تطبيقه ونرى منهج قائم على هندسة المنهج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق