حسام مازن يرحب بكم في مدونته التكنولوجية المتواضعة

سلام عليكم
ارحب بك أيها الزائر الكريم لمدونة حسام مازن التكنولوجية
للمزيد من بحوث ودرسات ونشاطات حسام مازن تفضل بالدخول على الموقع التالي :_
http://drmazen2008.sohag-univ.edu.eg/

كما يمكنكم الدخول على موقع الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة سوهاج على الرابط التالي:
http://pgfes.sohag-univ.edu.eg/

كما يمكنكم الدخول على موقع جوجل المعروف وكتابة باللغة العربية :حسام مازن رائد من روادالتربية العلمية ، حيث يفتح لك صفحة خاصة ببحوثنا
موقع المجلة التربوية لكلية التربية بجامعة سوهاج هو:
www.jedu-sohag.sci.eg

إبراهيم بسيوني عميرة علم العلماء قل ان يجود الزمان بمثلة

إبراهيم بسيوني عميرة علم العلماء قل ان يجود الزمان بمثلة

حسام مازن يرحب بحضراتكم في موقعه التكنولوجي المتواضع فمرحبا بك زائرا كريما وباحثا صبورا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسام مازن يرحب بحضراتكم
ويتمنى لكم مشاهدة علمية ممتعة لتكنولوجيات مازن المتواضعة

أستاذنا العالم المرحوم أد/ بسيوني عميرة في مناقشة الباحث /عاصم محمد عمر المعيد بالكلية

أستاذنا العالم المرحوم أد/ بسيوني عميرة في مناقشة الباحث /عاصم محمد عمر المعيد بالكلية

حسام مازن في المانيا=صيف 2007م

حسام مازن في المانيا=صيف 2007م
حسام مازن في المانيا=صيف 2007م

أحد معامل الكيمياء بألمانيا

أحد معامل الكيمياء بألمانيا
أحد معامل الكيمياء بألمانيا

حسام مازن في أحد معامل الكيمياء بألمانيا وتعليم الكيمياء للصغار

حسام مازن في أحد معامل الكيمياء بألمانيا وتعليم الكيمياء للصغار
أحد معامل الكيمياء بألمانيا وتعليم الكيمياء للصغار

في المتحف الألماني بميونيخ

في المتحف الألماني بميونيخ
في المتحف الألماني بميونيخ

في جامعة إيرالنجن-نورنبيرج-حيث المنحة العلمية

في جامعة إيرالنجن-نورنبيرج-حيث المنحة العلمية
في جامعة إيرالنجن-نورنبيرج-حيث المنحة العلمية

حسام مازن وبروفيسور مارتن بليك أستاذ الكيمياء وتدريسها بدولة سلوفاكيا

حسام مازن وبروفيسور مارتن بليك أستاذ الكيمياء وتدريسها بدولة سلوفاكيا

شهادة منحة ألمانيا =حسام مازن 2007م

شهادة منحة ألمانيا =حسام مازن 2007م

في ملعب بايرن ميونيخ بألمانيا

في ملعب بايرن ميونيخ بألمانيا
في ملعب بايرن ميونيخ بألمانيا

مازن وأحد علماء الكيمياء الألمان في محاضرة له بجامعة نورنبيرج الألمانية

مازن وأحد علماء الكيمياء الألمان في محاضرة له بجامعة نورنبيرج الألمانية

حسام مازن =بروفيسور كوميتز=دكتورة هالة السنوسي من تربية بني سويف-وسكرتيرة قسم الكيمياء بجامعة نورن

حسام مازن =بروفيسور كوميتز=دكتورة هالة السنوسي  من تربية بني سويف-وسكرتيرة قسم الكيمياء بجامعة نورن

حسام امزن بجوار تمثال فريدرك مؤسس جامعة إيرالنجن-نورنبيرج الألمانية

حسام امزن بجوار تمثال فريدرك مؤسس جامعة إيرالنجن-نورنبيرج الألمانية

حسام مازن وبروفيسور كوميتز بالمانيا

حسام مازن وبروفيسور كوميتز بالمانيا

أحد معامل الكيمياء بألمانيا

أحد معامل الكيمياء بألمانيا
أحد معامل الكيمياء بألمانيا

في استاد بايرن ميونيخ

في استاد بايرن ميونيخ
في استاد بايرن ميونيخ

في مدينة نورنبيرج الألمانية

في مدينة نورنبيرج الألمانية
في مدينة نورنبيرج الألمانية

٠٧ يناير، ٢٠٠٩

التربية الصحية للوقاية من القمامات الإليكترونية=مازن=ورقة عمل



التربية العلمية لتنمية الوعى المجتمعى
للوقاية من القمامات الإلكترونية



ورقة عمل مقدمة من
د/ حسام الدين محمد مازن
أستاذ المناهج والتربية العلمية
كلية التربية/ جامعة سوهاج



مقدمة إلى
المؤتمر العلمى العاشر للجمعية المصرية للتربية العلمية
(التربية العلمية – تحديات الحاضر ورؤى المستقبل)

الإسماعيلية / فايد
30/7- 2/8/2006م




)أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(
صدق الله العظيم
(من الآية 13- سورة الأنفال)ملخص ورقة العمل:
هناك تقرير مهم كانت قد أصدرته جمعية أمريكية تطلق على نفسها "بان BAN" وهى اختصار للكلمات (Basel Action Network) وتضم شبكة من النشطاء على مستوى العالم أجمع يكافحون ما يمكن تسميته بقمامة الحاسبات والقمامة الإلكترونية Electronic Rubbish، وخلاصة التقرير أن الغرب تجمع لديه حتى عام 2004م، ما يزيد على 315 مليون جهاز حاسب آلى قديم فضلاً عن قطع غيار أخرى له سواء فى شكل كامل أو مكونات منفردة ضاقوا بها ذرعاً، ويبحث لها الآن عن مخرج أو مدفن، ولم يجدوا لها مفراً سوى توجيهها إلينا نحن دول وشعوب العالم الثالث وتحديداًَ إفريقيا التى وصفها التقرير بأنها المدفن الرقمى لقمامات الغرب الإلكترونية، واستشعاراً من الباحث بخطورة هذه المشكلة الآنية والمستقبلية ولتدارك الأخطار المحدقة بنا فى المنطقة ودقاً لناقوس هذا الخطر الداهم الذى لا يبقى ولا يذر والذى هو نتيجة طبيعية للعولمة فى جوانبها الدنيئة، جاءت ورقة العمل الراهنة والتى تعنونت "التربية العلمية لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من القمامات الإلكترونية"، وقد جاءت هذه الدراسة فى عشرة محاور، حيث تناولت المقدمة تأصيلاً لهذه المشكلة الحديثة والمستحدثة على حدٍ سواء، ثم تناول المحور الثانى تقديم وطرح لبعض مصطلحات الدراسة مثل: تنمية الوعى المجتمعى ومصطلح القمامات الإلكترونية مع تقديم شرح مفصل للمصطلح الثانى باعتباره من المصطلحات العصرية المستحدثة، كما تناول المحور الثالث موضوع المشكلة العالمية للقمامات الإلكترونية ومدافنها فى دول العالم الثالث، أما المحور الرابع فقد استعرض فيه الباحث المدفن الرقمى المثالى للقمامات الإلكترونية، فى حين تناول المحور الخامس الأدوار التربوية المنشودة والمأمولة للتربية العلمية ومناهج العلوم نحو الوقاية من القمامات الإلكترونية ومخاطرها الصحية، أما المحور السادس فقد استعرض فيه الباحث دور التربية البيئية نحو تنمية الوعى المجتمعى للوقاية من السموم والنفايات والقمامات الإلكترونية، ثم اقترح فى المحور السابع منظومة مبسطة لتفعيل برامج التربية العلمية ومناهج العلوم للوقاية من النفايات أو القمامات الإلكترونية وذلك عن طريق تنمية الوعى المجتمعى لدى الجميع، ثم تناول المحور الثامن تعليقاً عاماً على المنظومة المقترحة وما سبقها من محاور، وقد تناول الباحث فى المحور التاسع مجموعة من التوصيات الإجرائية ذات الصلة بمحاور الدراسة.
محاور ورقة العمل:


أولاً: المقدمة.
ثانياً: مصطلحات الدراسة
أ- الوعى المجتمعى Community Aware.
ب- القمامات الإلكترونية Electronic Rubbish.

ثالثاً: المشكلة العالمية للقمامات الإلكترونية ومدافنها فى دول العالم الثالث.

رابعاً: المدفن الرقمي المثالي للقمامات الإلكترونية.

خامساً: الأدوار التربوية المنشود لمناهج العلوم والتربية العلمية نحو الوقاية من القمامات الإلكترونية.
سادساً: التربية البيئية وتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من النفايات الإلكترونية.

سابعاً: منظومة مقترحة لتفعيل دور مناهج العلوم والتربية العلمية لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من القمامات الإلكترونية.

ثامناً: تعليق عام.

تاسعاً: توصيات الدراسة.

عاشراً: مراجع الدراسة.
أولاً: المقدمة:
حذرت جماعة (بازل أكشن نتويرك) المدافعة عن حماية البيئة من أن معظم أجهزة الكمبيوتر التى يُعاد تصنيعها في الولايات المتحدة وأوربا لاستخدامها فى الدول النامية عديمة الجدوى، ويكون مصيرها الدفن تحت الأرض مما يسبب ضرراً بيئياً جسيماً، وأصدرت الجماعة تقريراً يحمل اسم القمامة الرقمية: "تصدير المستعمل والفاسد إلى إفريقيا"، اتهمت فيه شركات إعادة التصنيع فى الولايات المتحدة بأنها تمنح الدول النامية معدات عديمة الفائدة كوسيلة للتهرب من تكلفة إعادة تصنيعها على النمو السليم، وقد ركز التقرير على لاجوس "نيجيريا"، ولكنه تضمن أيضاً احتمال أن تكون أوضاع مماثلة منتشرة على نطاق واسع فى العالم النامي، حيث يتدفق طوفان سام من قمامة التكنولوجيا من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة.
وقد ذكر التقرير إن أجهزة الكمبيوتر والهواتف وأجهزة التلفاز والمعدات الأخرى المتقدمة تكنولوجياً والتى يروج لها باعتبارها وسيلة لسد الفجوة الرقمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة هى فى الحقيقة "كابوس من عصر الكمبيوتر".
إن البيئة الطبيعية والمتجددة المتمثلة فى الثروة البيولوجية تتعرض اليوم لتهديدات كبيرة تقودها للانقراض وذلك نتيجة للأخطار المتعددة التى تهدد التوازن البيئى منها التلوث البيئى المتزايد فى الهوا والتربة والمياه والتربة والأخطار المتلاحقة على كوكب الأرض المتمثلة فى تراكم النفايات والقمامة فى الشوارع والفراغات بالإضافة إلى قطع الأشجار وتدمير الغابات والغطاء النباتى والرعى الجائر والتوسع العمرانى على حساب الأراضى الزراعية والاستخدام غير الرشيد والعشوائى للمبيدات الكيميائية والمخصبات المختلفة، إضافة إلى ملوثات أخرى حديثة بدأت تطفو على سطح البيئة، ألا وهى الملوثات الإلكترونية الخاصة بنفايات الأجهزة الإلكترونية الحديثة كأجهزة الحواسب وألـ C.D الأقراص المغناطيسية المرنة بها وأجهزة التلفاز والتليفون المحمول وغيرها من مخترعات عصر العلم والتكنولوجيا.
إن هذه الصور المختلفة من الملوثات كان وما يزال لها تأثير سلبى على استمرار الثروة البيولوجية والمحافظة على التنوع المتوازن الطبيعى للحياة بأمان وصحة وسلامة تحقق التنمية بتواصل واستدامة مستقرة.
تؤكد بعض التقارير البيئية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة أن قرى تقع فى جنوب شرق الصين يتم فيها تفكيك أجهزة كمبيوتر قديمة ومن ثم ترمى الأجهزة غير النافعة فى الحقول وعلى ضفاف الأنهر، وعليه تصبح المياه ملوثة تماماً ولا تصلح للشرب، لذا يعتمد أهالى هذه القرى فى الحصول على مياه الشرب من بلدان أخرى تبعد عنهم ثمانية عشر ميلاً، وقد أظهرت عينة أخذت من إحدى الأنهار فى المنطقة بأن مستوى التلوث يفوق معدلات التلوث المقبولة بمائة وتسعين مرة (1-11)(*).
كما يشير نفس التقرير السابق إلى أن بعض العمال الذين لا يزيد أجرهم فى اليوم عن دولار ونصف الدولار يعملون دون حماية تذكر، ويقومون بحرق المواد والقطع البلاستيكية وصب الأحماض على بعض القطع الإلكترونية لصهرها والحصول منها على الفضة والذهب، وقام الكثير منهم بفتح الطابعات والعبث بحاويات الحبر داخلها، الأمر الذى يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.
ولا يخفى على أحد بأن المواد الخطرة والناتجة من دول العلم المتقدمة اقتصادياً غالباً ما ينتهى بها المطاف فى المناطق البائسة والفقيرة من العالم، وتمنع معاهدة يطلق عليها اتفاقية "بازل" بسويسرا عام 1989م عمليات تحويل مثل هذه النفايات إلى دول أخرى، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية للأسف لم تصادق عليها حتى تاريخه.
وقد أخذت مشكلة نفايات أجهزة الكمبيوتر فى التفاقم حتى أصبحت مشكلة معقدة للغاية، فمع التقدم التكنولوجى السريع الذى يشهده العالم كل يوم وظهور أجهزة أسرع وأفضل وأقل كلفة تتفاقم هذه المشكلة بوتيرة أعلى.
وفى خطوة تعكس تنامى الوعى بحجم هذه المشكلة، قامت كل من ولاية كاليفورنيا وماساشوستيسى الأمريكتين بحظر التخلص من الأنابيب المستخدمة فى شاشات الكمبيوتر فى مقالب القمامة وأماكن حرق النفايات، كما قام عدد محدود من مصنعى أجهزة الكمبيوتر وشركات البيع الكبرى بإطلاق برنامج لإعادة التصنيع، إلا أنها تتطلب أن يقوم المستهلك بدفع ما يقارب ثلاثين دولار أمريكى والقيام بشحن أجهزتهم على حسابهم الخاص، وأشار التقرير إلى أن ما نسبته 5-80% من النفايات الإلكترونية الأمريكية يتم جمعها تحت مسمى إعادة التصنيع ثم يتم شحنها إلى خارج البلاد (2-223).
وفى هذا الصدد فإن الدول النامية اقتصادياً مطالبة اليوم أكثر من أى وقت مضى بالوقوف على هذه المشكلة بفكر ناقد وبقرار صائب لمصلحة حماية بيئاتها البرية والبحرية والجوية تحقيقاً لسلامة شعوبها وسلامة كافة الكائنات الحية الأخرى من جراء هذه السموم الناجمة عن تفكيك وتدمير وحرق الأجهزة الإلكترونية ومنها أجهزة الحواسيب المتهالكة.
وفى هذا الشأن أيضاً فإن التربية العلمية مطالبة اليوم بضرورة غرس وتنمية الوعى المجتمعى بالمخاطر المحدقة بالمجتمع من جراء التعامل غير الصحيح مع النفايات الإلكترونية وتوضيح وسائل وأساليب الوقاية الصحية منها.
وتهتم الدراسة الحالية بتوضيح والتأكيد على دور برامج التربية العلمية المتنوعة لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من هذه القمامات الإلكترونية التى دخلت مجتمعاتنا العربية كضرورة حتمية للأخذ بالتكنولوجيا الحديثة مع نشر وتعميم الأجهزة الإلكترونية المختلفة واستخدام الواردات من هذه الأجهزة فى عمليات التنمية المختلفة فى المجتمع، ثم سرعان ما تتحول هذه الأجهزة بعد فترة ليست طويلة من الوقت إلى مواد خردة أو إلى نفايات يؤدى إساءة التعامل معها إلى كوارث بيئية لا حصر لها.
ثانياً: مصطلحات الدراسة:
أ- الوعى المجتمعى Community Aware
يعرف الباحث- إجرائياً- الوعى المجتمعى بأنه إلمام الفرد فى مجتمعه بالمعرفة الكافية التى تؤهله للتعامل الناجح مع قضايا ومشكلات مجتمعه وأخذ المبادرة للإسهام الإيجابى والفعال فى علاج هذه المشكلات علاجاً جذرياً، وكذا تسلح الفرد بالمهارات المناسبة والاتجاهات الصحيحة التى تؤهله لأن يكون مواطناً صالحاً فى ذلك المجتمع باعتبار أن الفرد جزء من كيان هذا المجتمع.
وعلى هذا فإن الفرد الذى يفتقر إلى القدرة على الوعى بقدرات وامكانات مجتمعه فى كافة المجالات ويفتقر إلى المهارات والاتجاهات الصحيحة للتعامل الناجح مع مجتمعه من أجل تحقيق مشاركة مجتمعية عصرية وصحيحة، وأن الفرد الذى يفتقر إلى مشاركة مجتمعه فى الأزمات المختلفة التى يمر بها فإنه سيكون بحاجة إلى وعى وتوعية مجتمعية.
وتحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة والشراكة المجتمعية وقيام كافة مؤسسات المجتمع المدنى بدور فاعل فى تنمية وتطوير المجتمع وحل مشكلاته بالأسلوب العلمى طالب تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة للعام 2005م بضرورة تحقيق الوعى المجتمعى لدى كافة قطاعات المجتمع كباراً وصغاراً وبضرورة غرس قيم العمل والإنتاج لدى الجميع (3-33).
هذا وقد أصبحت تنمية الثقافة البيئية والوعى المجتمعى بهذه الثقافة من الجوانب الضرورية فى هذا العصر لتنمية الثقافة لدى المواطنين، فمشكلات التلوث البيئى فرضت على المهتمين بالتنمية الثقافية أدواراً ثقافية جديدة تزيد من وعى الإنسان بأمور بيئته والعمل على تقليل عوامل تلوثها.
وإذا كان الإنسان الفرد هو المسئول الأول عن البيئة هو أيضاً المسئول الأول عن تلوثها عملاً بقول الحق سبحانه وتعالى )ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( (سورة الروم، الآية 41)، فإنه لا مفر أمامه ولا مخرج له من هذا الواقع من ضرورة تنميته بيئياً عن طريق غرس الوعى البيئى لديه كى يشعر بالبيئة وجمالها وتوازنها وأهميتها بالنسبة له ولمجتمعه ولبيئته التى يحيا فيها.
ب- القمامات الإلكترونية Electronic Rubbish :-
المصطلح الإلكتروني للقمامات الإلكترونية:-
تعرف القمامات الإلكترونية بأنها رسائل إعلامية وإعلانية تصلك عبر الإنترنت وتشغل مساحة ما من سعة صندوقك البريدى، وهى رسائل لا طائل من ورائها ولا فائدة ترجى منها فى كثير من الأحيان، وكل همها الترويج لبضاعة أو سلعة ما، أو هى دعوات إعلامية إعلانية ظاهرها المجانية وباطنها الاستغلال والربح السريع على حساب المستقبل لها عبر بريده الإلكترونى، وتسمى هذه القمامة أحياناً ب "سبام Spam" وهى تعنى المستخدمين للقمامة الإلكترونية (4).
ونظراً لحداثة هذا المفهوم على الساحة الحاسوبية أو الإلكترونية والحاجة إلى تأصيل هذا المصطلح للتعريف به لدى الباحثين فى مجال البيئة والتربية البيئية، لذلك يورد الباحث المزيد من المصطلحات التى تعرف القمامات الإلكترونية.
فقد يطلق عليها المصطلحات التالية: السموم التكنولوجية Toxic Tech.، القمامات الإلكترونية، النفايات الإلكترونية، السموم الإلكترونية، القمامات الرقمية، المقالب الإلكترونية، مقالب القمامة الإلكترونية، سموم عصر المعلوماتية، قمامة تكنولوجيا المعلوماتية... إلخ.
وفى ضوء قراءات الباحث فى هذه المصطلحات يمكن تحديد التعريف الإجرائى التالى للقمامة الإلكترونية:
التعريف الإجرائى للقمامات الإلكترونية:-
القمامات الإلكترونية هى مخلفات الأجهزة الإلكترونية المختلفة كالحواسيب والهواتف المحمولة وأفران الميكروويف وأجهزة الطرد المركزى النووية والتليفزيونات وغيرها من الأجهزة والتى يتم تفكيكها وبيع مخلفاتها أو نقلها من مكان لآخر لدفنها هناك أو حرقها أو البحث عن القطع الإلكترونية والمعادن الثمينة التى بداخلها وما ينجم عن جميع هذه العمليات من التعرض لمخاطر بيئية كبيرة لاحتوائها على عناصر ضارة كالرصاص والزئبق والكادميوم وغيرها.
من هنا يتضح أن المشكلات البيئية والصحية التى يعانى منها العالم اليوم مثل نفايات ومخلفات الأجهزة الإلكترونية السابق ذكرها والتى أصبحت الأسرع نمواً بين جميع أنواع النفايات فى العالم، لا تكمن فى استغلال خيرات السماء وبركات الأرض التى منَّ الله بها على خلقه فى سبيل التنمية البشرية والبيئية والعمران والحضارة، لكنها فى الإسراف والإفساد حيث قال المولى الكريم سبحانه وتعالى )ومِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ* وإذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا ويُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ واللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ( (سورة البقرة، الآيتان 204-205).
وتشير التقارير العلمية إلى أن ما نسبته 50-80% من النفايات الإلكترونية الأمريكية التى يتم جمعها تحت اسم إعادة التصنيع يتم شحنها خارج البلاد، وذلك بالرغم مما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية من قدرات تقنية تعينها على إعادة تصنيع القطع المستخدمة فى أجهزة الحاسوب القديمة، وإعادة فرز المواد التى تشتمل عليها هذه النفايات، إلا أن الحل الأيسر الذى تلجأ إليه هو تصديرها إلى الخارج بكل بساطة (دول العالم الثالث) بحجة مساعدتها على سد الفجوة الرقمية، رغم العواقب البيئية الضارة جداً فى هذا الشأن، بالرغم من أن اتفاقية بازل 1989م تحظر نقل النفايات الخطرة ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تصادق على هذه الاتفاقية ومضت فى سياساتها الرامية للتخلص من نفاياتها الإلكترونية التى تهدد البيئة إلى خارج حدودها، ولذلك فغالباً ما ينتهى المطاف بهذه القمامات الإلكترونية فى منطقة ما من العالم الثالث، حيث يقوم آلاف العمال بحرق وتحطيم وتفكيك والعبث بالقطع الإلكترونية بحثاً عن معادن نفيسة أو ثمينة معرضين بذلك أنفسهم ومحيطهم البيئى لأخطار بيئية كبيرة لاحتوائها على المواد الكيميائية الضارة (البريليوم- الزئبق- الكادميوم- الرصاص- غاز البروم... إلخ) (4).
ويوضح شكل (1) التالى مصادر النفايات الإلكترونية:
اسطوانات C.D
والأقراص المرنة

أجهز الحاسب الآلى ومكوناتها المختلفة

أجهزة الهواتف النقالة





أجهزة الخلاطات
مصادر النفايات
الإلكترونية

أفران الميكروويف




أجهزة التليفزيون

أجهزة الثلاجات




أجهزة الريسيفر (الاستقبال)

أجهز التكييف
(مكيفات الهواء)

احتراق الأسلاك الكهربائية للأجهزة الكهربائية المختلفة
شكل (1)
بعض مصادر النفايات الإلكترونية
ثالثاً: المشكلة العالمية للقمامات الإلكترونية ومدافنها فى دول العالم الثالث:
(1) هناك تقرير مهم أصدرته جمعية أمريكية تطلق على نفسها "بان Ban" وهى اختصار للكلمات Basel Action Network، وتضم شبكة من النشطاء على مستوى العالم يكافحون ما يمكن تسميته بقمامة الحاسبات أو القمامة الإلكترونية، وخلاصة التقرير أن الغرب تجمع لديه حتى عام 2004م ما يزيد على 315 مليون حاسب آلى قديم سواء فى شكل كامل أو مكونات منفردة ضاق بها ذرعاً، ويبحث لها الآن عن مخرج أو مدفن، ولم يجد مفراً سوى توجيهها لكى تحوم حول دول العالم الثالث، وتحديداً إفريقيا التىوصفها التقرير بأنها تعتبر بالنسبة للغرب أفضل "مدفن رقمى" أو المدفن المثالى لهذه القمامة، ويحاول الغرب تصدير هذه الحاسبات للعالم الثالث، إما فى شكل يرتدى ثوب الرحمة والتعاون والإنسانية مع هذا العالم فى صورة مشروعات وبرامج يُعلن أنها لمساعدة الشعوب الفقيرة على سد الفجوة الرقمية عن طريق نقل "الحاسبات المستعملة والصالحة للعمل" لهذه الشعوب بأسعار رمزية أو رخيصة أو بشكل تقليدى عبر تجار وسماسرة يعملون تحت جنح الظلام (خفافيش الليل) لضخ هذه الحاسبات ومكوناتها خفية بليل بأسواق ومدن وقرى وصحارى العالم الثالث، والدول الفقيرة،والأخطر فى التقرير أنه يكشف عن رد فعل سلبى من شركات تكنولوجيا المعلومات الرائدة عالمياً والعاملة فى إفريقيا والتى لم تصدم بهذه التحذيرات لأن الحكومات الإفريقية تعلم ولو اعترضت لمنعت (5-22).
(2) فى خطوة تعكس تنامى الوعى العالمى- لاسيما فى العالم المتقدم تكنولوجيا- بحجم مشكلة القمامات الإلكترونية، قامت بعض الولايات الأمريكية (كاليفورنيا- ماساشوستيسى) بحظر التخلص من الأنابيب المستخدمة فى شاشات الكمبيوتر فى مكبات (مقالب) القمامة وأماكن حرق النفايات، كما قام عدد محدود من مصنعى أجهزة الكمبيوتر وشركات البيع الكبرى بإطلاق برنامج لإعادة التصنيع، إلا أنها تتطلب أن يقوم المستهلك بدفع ما يقارب ثلاثين دولار أمريكى والقيام بشحن أجهزتهم على حسابهم الخاص للتخلص من النفايات الإلكترونية لأجهزتهم.
(3) منذ ثلاثة سنوات وجمعيات البيئة العالمية تدق ناقوس الخطر للتحذير من الأثر المدمر لمخلفات الأجهزة الإلكترونية (الكمبيوتر، التليفزيون، الإنترنت، التليفون المحمول "النقال")، فقد تحمس البعض- وهم كثرة- لثورة الكمبيوتر وقدرته على إنقاذ البيئة، وما قيل عن أنه يقلص الحاجة إلى الأوراق التى تلوث البيئة، وأنه سيخفف- أى الكمبيوتر- من النفايات ويقلص الحاجة إلى قطع الأشجار لتصنيع الأوراق ولإعادة تدوير النفايات وما إلى ذلك من الوعود البراقة لحماية البيئة بفضل هذا الاختراع المسمى بالحاسب الآلى، وحدث شيء خطير في الاتجاه المعاكس تماماً إذ أن البيئة أضيرت تماماً من جراء تلوثها بملوثات من نوع آخر وهى الملوثات الإلكترونية (القمامات الإلكترونية) نتيجة مخلفات الأجهزة الإلكترونية ومنها الحاسبات الآلية، وأن هذه المخلفات تضم مواداً سامة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم، وهى تترسب فى التربة لفترات طويلة وتحيلها إلى أراضى غير صالحة للزراعة، كما وأن مخلفات هذه الأجهزة من زجاج وبلاستيك وكربون صلب هى مخلفات يصعب التخلص منها أو إعادة تدويرها، وغالباً ما يعمل نساء وأطفال فى معامل تحطيم هذه الأجهزة القديمة قبل رميها نهائياً، الأمر الذى يعرضهم لمخاطر المواد السامة، إضافة إلى مخاطر الغازات، مثل الكلورين التى تنبعث من تلك الأجهزة أثناء عملية تدميرها يدوياً، ويزيد من خطورة الأمر أن الدول التى تشهد ظاهرة المخلفات الإلكترونية وخصوصاً العملاقين الآسيويين الصين والهند، لا تتوافر لديها قوانين قوية لحماية العاملين فى مجال التخلص من هذه النفايات الإلكترونية، وبذلك تكتمل دائرة المخاطر على صحة العاملين وحياتهم،وتقود قلة مواردهم المالية وضعف الخدمات الحكومية العامة فى مجال الصحة إلى جعلهم شبه عزل فى مواجهة الأمراض التى تنجم عن تراكم المواد السامة فى أجسادهم والتى قد لا تظهر آثارها الصحية المدمرة إلا بعد سنوات طويلة، وهكذا تدفع الطبقات الفقيرة فى هذه المجتمعات فاتورة تكنولوجيا العصر ألا وهى القمامات الإلكترونية المدمرة، فما أحوجنا فى خضم هذه المشكلات الضخمة إلى تنمية الوعى المجتمعى للوقاية من هذه القمامات الإلكترونية من خلال برامج التربية العلمية الناجحة، وعلى جميع الأصعدة والمستويات.
(4) لاشك أننا فى مصر والعالم العربى أجمع يجب أن ندق ناقوس الخطر الجديد للوقاية من هذه القمامات الإلكترونية لعدة اعتبارات:
أ- لا يوجد لدينا نظام متكامل وفعال للرقابة والفحص يمنع دخول الحاسبات القديمة ومكوناتها المستخدمة من قبل البلاد بدليل أن السوق المحلية المصرية تعج حالياً بكميات كبيرة من هذه الحاسبات ومكوناتها المهترئة ومنخفضة الجودة وسابقة الاستخدام فى بلدانها المنتجة لها أو الوسيطة فى تصديرها إلينا والمجلوبة غالباً من أرصفة ومقالب قمامة مدن أوربا وجنوب شرق آسيا، ولا يتورع طيور الظلام وخفافيش الليل (تجار الخردة الذين انعدمت وماتت ضمائرهم) عن استيرادها وتقديمها للسوق المحلية على أنها مكونات جديدة 100%.
ب- لا يوجد لدينا آليات فعالة للتعامل مع الحاسبات القديمة ومكوناتها سواء المستوردة أو التى تفرزها السوق المحلية نفسها، حيث لا يوجد لدينا حتى الآن بدائل لإعادة استخدام هذه الحاسبات فى أغراض جديدة بعد الاستغناء عنها من قبل من استخدموها أول مرة، كما لا يوجد مدفن صحى آمن للتعامل بشكل سليم مع نفايات الحاسب الخطرة التى تنتج محلياً عن آلاف الحاسبات المباعة سنوياً لتجار الخردة من قبل الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، ويقوم التجار بالتالى بحرقها وصهرها أو التخلص منها بطرق بدائية دون أدنى اعتبار للأخطار البيئية المصاحبة لعملية الحرق، فما بالنا لو نجح أحد طيور الظلام وتجار الموت فى توريط بلادنا فى صفقة ضخمة من حاسبات قديمة من الخارج تحت شعارات: جهاز كمبيوتر لكل مواطن، سد الفجوة الرقمية مع العالم المتقدم، الإنترنت للجميع... الخ.
(5) يؤدى التعامل غير الناجح مع هذه القمامات الإلكترونية إلى تسرب المواد السامة إلى جوف الأرض وبالتالى تسمم المياه الجوفية بها، علاوة على تسمم الهواء الجوى والنبات والحيوان والإنسان.
(6) تزداد هذه المشكلات عالمياً، تزداد حدة ويتسع نطاقها مع الوقت فى الدول المتقدمة بسبب تسارع ظهور أجيال جديدة من الحاسبات تتميز بالكفاءة والسرعات العالية وبالأسعار المعقولة خلال فترات زمنية قصيرة، مما يؤدى باستمرار للاستغناء عن ملايين الحاسبات الآلية القديمة الأقل كفاءة والأبطأ فى السرعة فى الوقت الذى لا توجد فيه حالياً طريقة آمنة لإعادة استخدامها أو تدويرها فى بلدانها الأصلية، هذا علاوة على أن إقرار اتفاقية "بازل رقم (165) للنفايات الخطرة وهى اتفاقية دولية تضع شروطاً وآليات للتنفيذ ومتطلبات صارمة فيما يتعلق بمنع ومراقبة التجارة غير القانونية للنفايات الضارة والسامة، قد لعب دوراً فى زيادة حدة المشكلة، فالدول التى التزمت بها أصبح من المتعين عليها التعامل مع الحاسبات القديمة ومكوناتها بأساليب معينة لا تضر بالبيئة سواء داخل بلدانها أو حول العالم، مما فتح الباب على مصراعيه لازدهار نشاط السماسرة والمهربين وتجار السموم ودعاة إعادة التصدير للدول النامية بطرق مشروعة.
(7) أصبح البعض هنا فى مصر خصوصاً من يطلون علينا بين الحين والآخر ليروجوا لفكرة استقدام "الحاسبات رخيصة الثمن" عبر مساعدات ومنح وبرامج للتعاون مع "البعض" بالخارج لتوزيعها على الفقراء فى قرى ومدن مصر فى المناطق النائية بحجة أنهم يقدمون التكنولوجيا الحديثة لها، وهم فى الحقيقة خفافيش الظلام وتجار السموم والموت، حيث تكون هذه الأجهزة المستوردة مستهلكة فى بلدانها الأصلية المستوردة منها،ويتضح عند استخدامها عندنا أنها معطلة وغير قابلة للإصلاح وينتهى الأمر بإلقائها فى النفايات، الأمر الذى يضاعف من حدة هذه المشكلة- مشكلة النفايات الإلكترونية فى دول العالم الثالث ومنها دول العالم العربى ومنها مصر، الأمر الذى نحتاج معه إلى وقفة أمينة مع النفس وآمنة مع الناس ومع المجتمع، فهل تقوم التربية العلمية بالتوعية المجتمعية للوقاية من هذه النفايات الإلكترونية؟.
رابعاً: المدفن الرقمى المثالى للقمامات الإلكترونية:
إن بناء مدافن آمنة للنفايات الإلكترونية يُعد مهمة قومية حيوية يجب البحث فى توفير الاعتمادات المالية والمادية اللازمة لها قبل أن تتفاقم هذه المشكلة الآخذة فى الصعود والتزايد مع زيادة عدد الأجهزة الإلكترونية المستهلكة يوماً بعد آخر ومع ازدياد انتشار استخدام الحاسبات والهواتف النقالة بشكل كبير خلال هذه السنوات والسنوات المقبلة.
ويجب أن تقام هذه المدافن حيث جود مسافة آمنة معينة تفصلها عن أماكن التجمعات البشرية والبُعد عن الطرق الرئيسة وعن مناطق الزلازل، كما يجب استخدام بعض المواد الكيميائية العازلة ذات الأسعار المرتفعة ضماناً لعدم تسرب إشعاعات هذه المواد والأجهزة.
وقد جرت محاولة لإنشاء مدفن صحى عام 1997 بالقرب من مدينة الإسكندرية فى مصر وعلى بعد 70 كيلو متر داخل الصحراء الغربية فى طريق العلمين، حينما تم إعداد مدفن آمن للتخلص من نفايات شركة مصر للكيماويات، وبعد انتهاء الغرض من إنشائه تم إغلاقه، ولم يتم استحداث مدفن آخر مماثل بالرغم من أن بناء المدفن يُعد مهمة حيوية لاسيما مع تزايد التوسع فى استخدامات الأجهزة والمواد والأدوات الإلكترونية الحديثة، ومع ظهور طرازات أخرى جديدة لها فى الأسواق كل يوم (6).
إن نسبة استهلاك المنتجات الإلكترونية تزداد يوماً بعد يوم فى العالم أجمع، فعلى سبيل المثال ازدادت نسبة شراء الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالتليفون المحمول بنسبة 30% عام 2004 عن العام 2003، وكل هذه الزيادة تكون مصحوبة بالنمو السريع بتكنولوجيا الإلكترونيات والتى أدت إلى قِصَرْ عمر المنتج، وبالتالى الحاجة للاستغناء عنه وامتلاك آخر جديد متوافق مع التطورات الحديثة، فعلى سبيل المثال أيضاً كان العمر الافتراضى لجهاز الحاسب الآلى عام 1997 يقارب أل 7 سنوات، بينما الآن لا يزيد عمره الافتراضى عن أل 3 سنوات، وكل هذا أدى لأن تكون زيادة النفايات الإلكترونية ثلاثة أضعاف الزيادة مقارنة مع النفايات الأخرى، الأمر الذى يتوجب معه ضرورة وضع الخطط والاستراتيجيات القومية والدولية لبناء مدافن صحية آمنة لهذه المستهلكات الإلكترونية، التى تزداد كميتها ونوعيتها يوماً بعد آخر مع تطور العلم والتكنولوجيا العصرية فى الإنتاج الإلكترونى المتطور لهذه الأجهزة.
خامساً: الأدوار التربوية المنشودة لمناهج العلوم والتربية العلمية نحو الوقاية من القمامات الإلكترونية:
مقدمة:
أصبحت الثورة العلمية والتكنولوجية فى كثير من جوانبها وبالاً على الإنسان، وخطراً على صحته وتدميراً لبيئته، فالعلم هو الذى أوجد أسلحة الدمار الشامل وهو المسئول عن القنابل الذكية، وأدوات الترويع، وكل وسائل فناء الكون، إذن الإنسان بالفعل هو عدو نفسه وصانع أسباب موته بيديه، وللأسف صار التسابق فى ميادين العلم للفوز بلقب علمى مرموق (كجائزة نوبل مثلاً)، لا يلازمه تنافس فى إيجاد الحلول العلمية والصحية لإفرازات هذا التسابق العلمى المحموم، وفى هذا الصدد تأتى مخلفات الأجهزة التكنولوجية التى تستخدم كمواد خام على رأس المشكلات التى أوجدها العلم، ولم يوجد لها الحل الناجح حتى باتت تهدد البيئة والكون والإنسان معاً، ومن هنا تصبح مناهجنا التعليمية عامة ومناهج العلوم المتخصصة فى هذا الصدد والتربية العلمية بشكل أخص هى الأقدر على تبنى بعض الأدوار التربوية المتعددة والمتنوعة والمتكاملة لوقاية الفرد والمجتمع من القمامات الإلكترونية التى أفرزتها ثورة العلم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلوماتية وتكنولوجيا الحاسبات الآلية التى تأتى كل يوم بالجديد والمتطورة فى هذا المجال.
ويوضح الشكل التخطيطى التالى شكل (2) الأدوار التربوية المنشودة للتربية العلمية ومناهج العلوم لوقاية الفرد والمجتمع من الأضرار الناجمة عن القمامات الإلكترونية:-


التعريف بأنواع السموم الكائنة فى النفايات الإلكترونية


التعريف بالآثار الجانبية
للمخلفات الإلكترونية









إعداد الكتيات والنشرات والملصقات المناسبة التى توضح مشاكل مخاطر القمامات الإلكترونية
الأدوار المنشودة لمناهج العلوم والتربية العلمية لوقاية المجتمع من القمامات الإلكترونية

تضمين مقررات العلوم لموضوع النفايات الإلكترونية






إعداد موقع على الإنترنت عن مشاكل ومخاطر القمامات الإلكترونية

نشر الوعى المجتمعى للوقاية من آثار النفايات الإلكترونية






التوجيه بأهمية تدوير القمامات الإلكترونية لحماية البيئة والإنسان


استخدام وسائل الإعلام المتنوعة للتوعية بمخاطر القمامة الإلكترونية

شكل (2)
دور مناهج العلوم والتربية العلمية للوقاية المجتمعية من القمامات الإلكترونية
يتضح من شكل (2) الموضح بعاليه أهم الأدوار العصرية المنشودة لمناهج العلوم والتربية العلمية معاً لوقاية الفرد والمجتمع من القمامات الإلكترونية بكافة صورها وأنماطها وهى كما يلى:
(1) ضرورة التعريف بأنواع السموم الكائنة فى النفايات الإلكترونية المختلفة، فخطورة النفايات الإلكترونية تتمثل فى أنها تحتوى على أكثر من 1000 مادة مختلفة الكثير منها ذات مكونات سامة، وأن النفايات الإلكترونية هذه تتوالد بشكل متزايد وذلك بسبب ارتفاع معدل التقنية المستمر والنـزعة العامة لامتلاك كل ما هو مطور وجديد فى عالم الإلكترونيات.
ويوضح الشكل التخطيطى التالى (شكل 3) أهم القطاعات المجتمعية المسببة للنفايات الإلكترونية:

المؤسسات الحكومية المختلفة


الجامعات ومؤسسات البحث العلمى









شركات الطيران
أهم القطاعات المجتمعية المسببة للنفايات الإلكترونية

الأفراد






البنوك وهيئات الاستثمار

قطاعات العمل الصغيرة







محلات وورش إصلاح الحاسبات الآلية


قطاعات العمل الكبرى وشركات الاستثمار

شكل (3)
أهم القطاعات المجتمعية المسببة للنفايات الإلكترونية
(3) التعريف بالآثار الجانبية للمخلفات الإلكترونية، حيث يوضح شكل (4) التالى أهم مصادر المواد الخطرة فى الأجهزة الإلكترونية المختلفة وبعضاً من الآثار الضارة لكل منها على البيئة بكل ما فيها من موجودات وكائنات حية وغير حية:

أهم مصادر المواد الخطرة فى القمامات الإلكترونية المتنوعة والآثار الضارة لها
أحبار الطباعة
الفسفور وملحقاته
الزئبق
الرصاص
حرق الأسلاك الكهربائية المصنعة من PVC
الكادميوم
الضباب الإلكترونى
E-Smog
الباريوم
يؤثر على البلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية سلباً
يسبب سرطان الرئة
يؤثر على الأسماك سلباً
يحطم الأعضاء الداخلية وخاصة الدماغ
يؤثر على الكلى
مكوناته العضوية الكيميائية غير محددة الأضرار وليست معروفة علمياً حتى الآن
يؤثر على جهاز المناعة
يؤثر على الكلى
يؤثر على الجهاز العصبى
حرقها يصدر عنه غازات سامة تؤثر على الصحة
يترسب على الكلى عند الإنسان
يؤثر على سلامة الجهاز البولى للإنسان
التعرض لفترات طويلة للموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية يؤثر على مخ الإنسان وحاسة السمع
يضعف عضلات الجسم
أورام المخ
يؤثر على الطحال
يؤثر على القلب
يؤثر على الكبد
يؤثر سلباً على تكوين الجنين
يؤثر كربونها على الجهاز التنفسى




يؤثر على النمو العقلى سلبياً لدى الأطفال


يؤثر على الدورة الدموية








شكل (4)
أهم مصادر المواد الخطرة للقمامات الإلكترونية
والآثار الجانبية الضارة لها
(3) تضمين مقررات العلوم لموضوع النفايات الإلكترونية وذلك على جميع المستويات التعليمية وذلك بتضمين موضوع القمامات الإلكترونية ضمن موضوعات مقررات العلوم.
(4) نشر الوعى المجتمعى للوقاية من آثار النفايات الإلكترونية.
(5) استخدام وسائل الإعلام المتنوعة للتوعية بمخاطر القمامات الإلكترونية.
(6) توجيه المجتمع- بكافة مؤسساته وقطاعاته- نحو أهمية تدوير القمامات الإلكترونية لحماية الإنسان والحيوان والنبات والبيئة بشكل عام من الأضرار المختلفة حال تركها بدون تدوير بطريقة علمية.
(7) تصميم وإعداد موقع على شبكة الإنترنت العالمية للتوعية والتبصير بموضوع النفايات الإلكترونية المختلفة وكيفية الوقاية من مخاطرها الصحية على جميع الكائنات الحية والجمادات.
(8) إعداد الكتيبات والنشرات الدورية والملصقات التى توضح وتبرز مخاطر القمامات الإلكترونية لدى أفراد المجتمع كافة.
سادساً: التربية البيئية وتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من النفايات الإلكترونية:
من الأمور السلبية للنفايات الإلكترونية أن شاشات التلفزيون والكمبيوتر المُعدة وفقاً لتقنية Cathode Ray Tube تحتوى عل آلاف الأطنان من مادة الرصاص السامة التى تؤثر على الدم وعلى نسبة الذكاء عند الأطفال (سلبياً) إن تعرضوا لها عندما يتم كسر أحدها.
أما الأسلاك الكهربائية والتى لا يخلو منها جهاز من الأجهزة الإلكترونية اليوم فهى معزولة بمادة كيميائية تسمى PVC وهى مادة لا تتحلل بسهولة ولكن إذا ما تم حرق هذه الأسلاك فيصدر عنها غازات سامة تؤثر مباشرة على الصحة.
وفى الدول الأوربية، وفى الولايات المتحدة الأمريكية نجد العديد من الأماكن لتجميع البطاريات المستهلكة وبعض الأجهزة الكهربية التى يتم الاستغناء عنها وذلك للتخلص منها بطرق سليمة، حتى أن بعض محلات البيع تطلب من المشترى إعادة الجهاز إلى المحل عند الاستغناء عنه وذلك كى يتم التخلص منه بطريقة آمنة ومحمودة العواقب (6).
وهنا تأتى أهمية التنور البيئى لدى الفرد نحو مشكلات القمامات الإلكترونية (إلمام الفرد بقدر مناسب من المعرفة البيئية، وكيفية التعامل مع مواردها، وفهم المشكلات البيئة، والإسهام فى حلها، وكيفية حماية البيئة وصيانتها لتحسين ظروف بيئته) (7-5).
وفى هذا الصدد أيضاً يرى صابر سليم وسعد عبد الوهاب أن الاتجاه البيئى هو مدى ما يمتلكه الفرد من مشاعر إيجابية أو سلبية تجاه البيئة وصيانتها، وتنعكس فى سلوكه إزاء مواقف معينة (7-5).
كما يشير عطا درويش وتيسير نشوان أيضاً إلى أن هذا العصر الذى يتسم بالتطبيقات التكنولوجية المعقدة، وما يتبعها من انتشار للصناعات وآلات الاحتراق المختلفة والتى تقذف بمخلفاتها السامة فى الهواء والماء والتربة، تكتسب التربية البيئية دوراً متميزاً، حيث ستكون هى المدخل السليم لترشيد سلوك الأفراد والجماعات،وتبصيرهم بالتوابع والأخطار البيئية المختلفة، وأن المشكلات البيئية المتنوعة لا يمكن حلها بوقف هذا التقدم العلمى والتكنولوجى، بل بمراقبته وتقنيته أولاً، ومن ثم نشر التنور البيئى بين الأفراد والجماعات ثانياً، وهذا يتضمن تزويدهم بالقدر الكافى من المعلومات البيئية والأدوات والمهارات اللازمة والمتنوعة للتعامل مع تلك المتغيرات والوقوف بحزم ضد كل أشكال التلوث التى تضر الكائنات المختلفة (7-2).
وتحقيقاً للدور البيئى المنشود نحو تنمية الوعى المجتمعى من خلال التربية للوقاية من النفايات الإلكترونية، يقترح الباحث الشكل التخطيطى التالى تحقيقاً لهذا الدور (شكل 5):
تصميم وإعداد برامج فى التربية البيئية للتعليم النظامى وغير النظامى



نشر ثقافة الوعى المجتمعى بمخاطر النفايات الإلكترونية
غرس قيم التنور البيئى والتنور العلمى بقضايا ومشكلات القمامات الإلكترونيةالتربية
البيئية


شكل(5)
التربية البيئية وتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من
مخاطر النفايات الإلكترونية
فلعل المخرج الرئيس مما يواجه التربية من مشكلات متعددة هو تفعيل برامج وتوجهات التربية البيئية، وذلك من خلال محاور رؤوس المثلث الموضح بشكل (5) وهى:
1- تصميم وإعداد برامج فى التربية البيئية سواء للتعليم النظامى أو للتعليم غير النظامى.
2- نشر ثقافة الوعى المجتمعى بمخاطر النفايات الإلكترونية.
3- غرس قيم التنور البيئى والتنور العلمى بقضايا ومشكلات القمامات الإلكترونية.
وحماية للبيئة وفى إطار إعداد برامج للتربية البيئية تقوم بعض الدول حالياً (الصين- الولايات المتحدة الأمريكية- كندا- بعض دول أوربا) بشن حملات موسعة لمواجهة ما يسمى بظاهرة النفايات الإلكترونية التى بدأت تغزو الأسواق ونشر الحملات للتوعية بمخاطر هذه النفايات وإغلاق الشركات التى تقوم باستيراد طابعات وشاشات ورقائق أجهزة الحاسوب المستعملة بعدما يثبت أن عمليات إعادة تصنيعها تؤدى إلى انبعاث مواد كيميائية سامة، وتهتم التربية البيئية بالحفاظ على العلاقة الطبيعية المستديمة بين الإنسان والبيئة عن طريق درء المخاطر التى تهدد الحياة البشرية، الحيوانية، والنباتية بفعل التدخل البشرى غير المنظم، والتى تعالج المضاعفات التى تنجم عن نشاطاتهم.
سابعاً: منظومة مقترحة لتفعيل دور مناهج العلوم والتربية العلمية لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من القمامات الإلكترونية:
تحقيقاً للدور المنوط بالتربية العلمية ومناهج العلوم على كافة الأصعدة التعليمية لوقاية أفراد المجتمع من المخاطر المختلقة المحدقة بهم جراء التعرض للقمامات الإلكترونية التى أفرزتها تكنولوجيا العصر الحديث من أجهزة حواسيب وتليفونات محمولة وأفران ميكروويف وأجهزة التلفزيون والمذياع والبطاريات الكهربية المختلفة وغيرها، تلك التى تتطور يوماً بعد آخر، الأمر الذى يؤدى إلى الاستغناء عن القديم وشراء الحديث منها مجاراة لعصر السرعة والرفاهية، الأمر الذى يؤدى إلى تراكم القديم منها واعتباره من المخلفات البيئية الضارة جداً، لاسيما إذا ما تمت معالجة هذه المخلفات والنفايات بطريقة غير علمية ولا تحقق أدنى درجات الأمان البيئى المطلوب، ومن ثم تؤثر مكوناتها الكيميائية تأثيراً ضاراً على كافة عناصر البيئة.
وتحقيقاً للدور المنشود والمأمول من التربية العلمية بشكل محدد ومناهج العلوم بشكل عام، وإيماناً من الباحث بأهمية غرس المشاركة المجتمعية وتنمية الوعى المجتمعى لدى أفراد المجتمع، لمثل هذه الأخطار البيئية الحديثة المحيطة بنا من كل صوب وحدب، يقترح الشكل المنظومى التالى (شكل 6):






الأسرة

















دور العبادة
المشاركة
المجتمعية

وسائل الإعلام المرئية- المسموعة- المقروءة










التجمعات الشبابية والرياضية
دور الحضانة ورياض الأطفال











مؤسسات المجتمع المدنى



مؤسسات البحث العلمى الأخرى











تطوير برامج إعداد المعلم

تدريبه على تطبيق البرامج المقترحة
تدريبه على تطبيق البرامج المقترحة



التربية العلمية ومناهج العلوم
لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية
من القمامات الإلكترونية


مواقع الإنترنت المتخصصة




معلم العلوم










تنمية وعى معلم العلوم ذاته نحو الوقاية من القمامات الإلكترونية




















الأهداف العامة والسلوكية المنوطة




الاستراتيجيات التدريسية المناسبة





مناهج العلوم
وبرامج التربية
العلمية





الأنشطة البيئية الإثرائية ذات الصلة

المحتوى العلمى لموضوعات القمامات الإلكترونية








التقويم والتغذية الراجعة




وسائل وتكنولوجيا التعليم والتعلم المناسبة






وضع الخطط والبرامج طبقاً للأهداف العامة والسلوكية
تصميم البرامج العلمية حول النفايات الإلكترونية
التجريب المبدئى على الفئات المستهدفة
تعديل الخطط
التطبيق العام للبرامج
إجراء عمليات المراجعة المرحلية
التطوير الشامل













التغذية الراجعة الشاملة
شكل (6)
منظومة مقترحة للتربية العلمية ومناهج العلوم
لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من القمامات الإلكترونية
يتضح من الشكل المنظومى المقترح (شكل 6) ما يلى:
أولاً: أن برامج التربية العلمية ومناهج العلوم يجب أن تصب جُل اهتمامها بالمشاركة المجتمعية- على كافة الأصعدة والمؤسسات المجتمعية- لتحقيق الوعى لدى أفراد المجتمع كافة للوقاية من المصادر الصحية والبيئية الناجمة عن القمامات الإلكترونية بكافة أشكالها وصورها وهذه المؤسسات تشمل ما يلى:
1- دور العبادة.
2- الأسرة.
3- وسائل الإعلام المرئية- المسموعة- المقروءة.
4- دور الحضانة ورياض الأطفال.
5- الجامعات ومؤسسات البحث العلمى فى المجتمع.
6- التجمعات الشبابية والرياضية كالأندية الرياضية والمراكز الشبابية المختلفة.
7- مؤسسات المجتمع المدنى كالجمعيات الخيرية- النقابات العمالية المختلفة- جمعيات رعاية الأيتام- مراكز رعاية المعوقين ... الخ.
ثانياً: اهتمام مناهج وبرامج العلوم والتربية العلمية بكافة عناصرها بعملية تنمية الوعى المجتمعى للوقاية من ملوثات القمامات الإلكترونية، وتشمل هذه العناصر:
1- الأهداف السلوكية والعامة المتوخاة من البرامج والمناهج.
2- الاستراتيجيات التدريسية المناسبة لعملية تنمية الوعى المجتمعى للوقاية من السموم الإلكترونية.
3- المحتوى العلمى (المادة العلمية) عن القمامات الإلكترونية.
4- وسائل وتكنولوجيا التعليم والتعلم المناسبة لإيصال المحتوى العلمى إلى الفئات المستهدفة بشكل مناسب وفعال.
5- الأنشطة العلمية الإثرائية البيئية.
6- التقويم والتغذية الراجعة.
ثالثاً: يجب أن يتم اتخاذ الخطوات العلمية المنظمة التالية لتفعيل مناهج وبرامج العلوم والتربية العلمية وفقاً للمنظومة المبنية فى شكل (6):
1- وضع الخطط طبقاً للأهداف العامة والسلوكية المحددة سلفاً.
2- وضع التصميمات المختلفة للبرامج العلمية حول النفايات الإلكترونية.
3- التجريب المبدئى للبرامج على الفئات المستهدفة.
4- تعديل الخطط والبرامج فى ضوء ما تسفر عنه نتائج التطبيق المبدئى.
5- التطبيق العام للبرامج على الفئات المستهدفة.
6- إجراء عمليات التغذية الراجعة المرحلية.
7- إجراء عمليات التطوير الشاملة.
رابعاً: معلم العلوم حيث يجب تنمية الوعى العلمى لديه نحو الوقاية من القمامات الإلكترونية، كما يجب تدريبه على تطبيق البرامج المقترحة لتقديمها للفئات المستهدفة.
خامساً: تحديد مواقع للإنترنت تكون متخصصة فى التعريف بالقمامات الإلكترونية وأنواعها ومجالاتها وأساليب رصدها ومواجهتها حفاظاً على الإنسان والبيئة التى يحيا فيها.
هذا ومن الخطأ بمكان نقل الخبرات الأجنبية فى مجال التخلص من هذه النفايات دون أدنى اعتبار لاختلاف الظروف البيئية والبشرية والمادية والثقافية، وأن الخبرات العربية عامة والمصرية خاصة فى هذا الصدد قادرة على مواجهة هذه المشكلة بالاستعانة بالخبراء والاختصاصين من أبناء الوطن فى مجالات: التربية البيئية- البيئة- صناعة الحاسبات الآلية- الاتصالات والمعلومات- الكيمياء- الفيزياء- البيولوجى... الخ، فهذه الخبرات والكفاءات قادرة على وضع الخطط والبرامج العلمية لترويض التكنولوجيا وما ينجم عنها من مخلفات وسموم.
ثامناً: تعليق عام:
إن المخلفات أو النفايات الإلكترونية هى أكبر مشكلة نفايات متعاظمة فى عالم التكنولوجيا اليوم، ولا تكمن مشكلتها فى كميتها فقط، بل فى مكوناتها السامة المتمثلة فى عناصر: البريليوم، الزئبق، الكادميوم، غاز البروم الذى ينبعث عن احتراق مكونات الأدوات الإلكترونية الذى يعتبر تهديداً للصحة والبيئة.
ورغم هذه المخاطر فقد بدأت تظهر بعض الأصوات العالية التى تدق ناقوس الخطر لمواجهة هذا المارد الخطير الجديد وكأن البيئة الحالية لا يكفيها ما صنعه فيها الإنسان بسلوكه الخاطئ لتدميرها خلال السنوات الخمسين الماضية براً وبحراً وجواً، ثم يأتى فى العصر الحديث عصر الألفية الثالثة، وعصر تكنولوجيا المعلومات والإنترنت والحاسبات الآلية المتطورة والبرمجيات المختلفة عبر وسائطها الإلكترونية المتنوعة، وكذلك شيوع انتشار أجهزة الهاتف المحمول (النقال) وأفران الميكروويف (شبكات الاتصالات العالمية وما ينبعث عنها من موجات كهرومغناطيسية الله أعلم بتأثيراتها البيولوجية على الكائنات الحية، الأمر الذى أصبحت معه ملوثات الأرض والهواء والماء وما تجلبه من أمراض للرجال والنساء والأطفال، وللحيوانات وللنباتات عبئاً ثقيلاً على كل من له اهتمام بأمر هذه البيئة، ويزداد الأمر سوءاً إذا ما علمنا أنه قد تجرى بعض السلوكيات الخاطئة وغير الحكيمة إزاء التعامل مع هذه النفايات الإلكترونية، فيتم حرقها أحياناً فى الهواء الطلق، أو الإلقاء بها فى عُرض الطريق، أو العبث بمكوناتها لاستخراج المعادن الثمينة منها، أو إعادة استخدامها مرة أخرى بتصديرها إلى بلدان العالم الثالث، ويصبح حينئذ الثمن الصحى والاقتصادى لمثل هذه الممارسات باهظاً جداً، وتظل عمليات تصدير هذه النفايات الإلكترونية إلى الدول الفقيرة بحجة سد الفجوة الرقمية بينها وبين الدول المتقدمة أو بحجة معاونتها اقتصادياً وعلمياً وغيرها من الأقاويل التى ظاهرها الرحمة وباطنها الموت والدمار، تظل كل هذه الأمور- مع الأسف الشديد- من أسرار الثورة التقنية الحديثة ومن الآثار السلبية والسيئة لهذه الثورة أنها تجارة الموت التى يقوم بها خفافيش الظلام من المستوردين لهذه الأجهزة المتهالكة لحجج واهية أوردنا بعضاً منها سلفاً.
وفى الدراسة الحالية حاول الباحث جاهداً دق ناقوس هذا الخطر الإلكترونى المميت قبل فوات الأوان وذلك فى محاولة منه لتنمية الوعى المجتمعى والمشاركة المجتمعية لمواجهته والوقاية أيضاً من هذا الخطر الداهم المسمى بالسموم الإلكترونية أو القمامات الإلكترونية، وقد اقترح الباحث منظومة مبسطة ومتواضعة تمثل آلية عملية لتحقيق هذه التوعية لدى أفراد المجتمع كباراً وصغاراً، شيوخاً وشباباً، رجالاً ونساءً، سواء فى المراحل التعليمية أو ما قبلها أو حتى لرجل الشارع العادى، وذلك من خلال برامج التربية العلمية الموجهة، ومن خلال مناهج العلوم الدراسية للمراحل التعليمية المختلفة.
أما مسئولية الجهات العليا صاحبة القرارات وإصدار القوانين والتشريعات، فتتمثل فى أعمال الرقابة وسن التشريعات والقوانين المناسبة للتعامل الأمثل مع هذه القمامات الإلكترونية، كما يقع عليها عبئ التخطيط العلمى المدروس لعمل مقابر مثالية للنفايات الإلكترونية، وكذلك وضع الخطط العلمية المناسبة لتدويرها والاستفادة المثلى منها، وغير ذلك من المقترحات التى لا يتسع المقام هنا للتوسع فى تفصيلاتها.
تاسعاً: توصيات الدراسة:
فى ضوء ما تم عرضه فى جميع محاور الدراسة الحالية يوصى الباحث بما يلى:
أولاً: منع استيراد جميع أجهزة الحاسوب وملحقاتها التى سبق استخدامها فى الخارج بحجة رخص أسعارها تارة وفى إطار المشاريع البحثية والعلمية المشتركة تارة أخرى، بعد أن تكون قد استهلكت فى بلادها ويتم تصديرها إلينا تحت أقنعة زائفة كسد الفجوة الرقمية أو التعاون العلمى التكنولوجى... إلخ.
ثانياً: وضع الأسس والقواعد العلمية المناسبة لتجميع القمامات الإلكترونية وإعدامها بطريقة آمنة للبشر والبيئة.
ثالثاً: توعية كافة قطاعات المجتمع بخطورة شراء الأجهزة الإلكترونية السابق استخدامها وكذا قطع غيارها نظراً لما يسببه الاستخدام المتكرر لها من مضار وأخطار شديدة.
رابعاً: توعية كافة أفراد المجتمع بخطورة العبث بمكونات الأجهزة الإلكترونية التالفة للبحث عن المعادن النفيسة بداخلها أو استغلالها كقطع غيار، وكذلك التوعية بخطورة حرق أو إتلاف هذه المكونات أو المستهلكات بدون إشراف ورقابة حكومية مختصة بهذا الشأن.
خامساً: إعداد الملصقات والكتيبات والنشرات العلمية المبسطة التى تشرح لرجل الشارع غير المتخصص المخاطر الناجمة عن سوء التعامل مع الأجهزة الإلكترونية المتهالكة أو التالفة وما تسببه له ولبيئته من أضرار بالغة وجسيمة.
سادساً: اهتمام برامج التربية العلمية ومناهج العلم- على كافة الأصعدة التعليمة- بالتطرق إلى موضوع القمامات الإلكترونية وأنواعها ومجالاتها ومسبباتها ومخاطرها الصحية على كل عناصر البيئة.
سابعاً: عقد المؤتمرات والندوات العلمية وورش العمل المتخصصة لمناقشة مشكلة النفايات الإلكترونية الناجمة عن التطور العلمى والتكنولوجى القومى والعالمى ولاسيما فى مجال الحواسيب الآلية وما تبعها من سرعة انتهاء صلاحيتها والبحث عن الموديلات الجديدة منها التى تواكب عصر السرعة والإنترنت وأن يكون مآل الأجهزة القديمة مقالب القمامة الإلكترونية النموذجية وتحت إشراف الحكومة.
ثامناً: توعية الرأى العام عبر وسائل الإعلام المختلفة (المرئية- المسموعة- المقروءة) بالقطاعات المختلفة بالأضرار الناجمة عن النفايات الإلكترونية المختلفة.
تاسعاً: القيام بإجراء بحوث ودراسات فى مجال التربية البيئية تتعرض لمشكلة النفايات (القمامات) الإلكترونية- السموم الإلكترونية- المقالب الإلكترونية- القمامات الرقمية- قمامات عصر تكنولوجيا المعلومات- ترويض تكنولوجيا المعلوماتية- السموم التكنولوجية، وغيرها من المصطلحات الحديثة التى أوردها الباحث فى دراسته الحالية ليفتح بذلك مجالاً بكراً من مجالات التربية البيئية فى هذا الصدد للباحثين فى شتى مجالات العلوم التربوية والنفسية.
عاشراً: مطاردة تجار بيع السموم الإلكترونية وخفافيش الظلام وطيور التجارة الإلكترونية الذين يعملون تحت جنح الظلام على استيراد الأجهزة الإلكترونية المتهالكة فى بلادها والتى ألقيت فى مقالب القمامة الإلكترونية هناك ثم يستوردونها ويقومون ببيعها فى بلادنا بأسعار رخيصة نسبياً تحت شعارات زائفة مثل: جهاز كمبيوتر لكل مواطن، أو لكل طالب، سد الفجوة الرقمية مع العالم المتقدم وغيرها من الشعارات التى يبدو فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها السم الزعاف.
حادى عشر: من الأهمية بمكان قيام الدول والحكومات العربية بوضع التشريعات والقوانين والخطط العلمية المناسبة لإنشاء مقالب مثالية للقمامات الإلكترونية يراعى فيها قواعد الأمن والأمان والسلامة من مخاطرها المختلفة على البيئة براً وبحراً وجواً.
ثانى عشر: إعداد الأفلام العلمية المبسطة والهادفة لنشر الثقافة العلمية والتنور العلمى فى مجال القمامات الإلكترونية لتنمية الوعى المجتمعى للوقاية من مخاطرها المدمرة على الإنسان والحيوان والنبات وكل الكائنات الأخرى فى البيئة.
ثالث عشر: تدعيم أفكار وآراء وتوجهات جماعة السلام الأخضر العالمية، فهى أول منظمة غير حكومية فى العالم تتولى الدعوة إلى مقاومة الأخطار البيئية المختلفة ومنها ظاهرة ومشكلة النفايات الإلكترونية.
رابع عشر: اهتمام كليات التربية بتضمين موضوعات القمامات الإلكترونية ضمن المقررات التربوية المختلفة لإعداد المعلم الملم بجوانب ومخاطر هذه القضية والقادر مستقبلاً على تنمية الوعى المجتمعى لدى طلابه للوقاية من مخاطر القمامات الإلكترونية المختلفة.
خامس عشر: وضع الضوابط والآليات المناسبة فى مناطق وحرق القمامة العادية كى لا يتسرب إلى هذه المحارق أجهزة إلكترونية أو مكوناتها، الأمر الذى يضاعف من مشكلة التلوث البيئى.
سادس عشر: من الأهمية بمكان أن تكون أساليب التعامل مع الأجهزة الإلكترونية المستهلكة أو التالفة وكذا قطع غيارها- لاسيما عند حرق هذه الأجهزة أو التخلص منها نهائياً أن يتم ذلك تحت إشراف الحكومة مباشرة أو عن طريق شركة استثمارية متخصصة فى هذا الصدد وألا يترك هذا الأمر بالذات للجهود الأهلية أو الشخصية أو طبقاً لرغبة الشركات أو المصانع الصادرة عنها هذه النفايات الإلكترونية.
سابع عشر: يجب مراقبة جميع محلات بيع وصيانة أجهزة الحواسيب الآلية وتحذيرها من بيع الأجهزة غير الصالحة أو ملحقاتها إلى تجار الخردة أولئك الذين يعبثون بها ويجمعون منها ما يريدون ثم يقومون بحرق المتبقى منها.
ثامن عشر: دراسة تجارب الدول المتقدمة فى أساليب الوقاية والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية المستهلكة، مع الأخذ فى الاعتبار اختلاف ظروفنا البيئية والثقافية والاقتصادية عن ظروفهم.
تاسع عشر: عقد برامج علمية للتوعية بمخاطر النفايات الإلكترونية المختلفة من خلال برامج محو الأمية وتعليم الكبار، ويمكن لبرامج التربية العلمية أن تلعب دوراً بارزاً فى هذا الصدد.
عشرون: إيجاد الآليات الفعالة للتعامل مع الحاسبات القديمة ومكوناتها وإيجاد البدائل المناسبة لإعادة استخدامها فى أغراض جديدة بعد الاستغناء عنها من قبل من استخدموها لأول مرة وأن يتم ذلك تحت إشراف هيئة علمية متخصصة.
حادى وعشرون: أن تتبنى مناهج العلوم فى جميع المراحل التعليمية وبدءاً بدور الحضانة ورياض الأطفال إفراد موضوع متكامل عن مشكلة القمامات الإلكترونية (تعريفها- أنواعها- مسبباتها- آثارها المدمرة للبيئة- أساليب التعامل معها- تنمية الوعى المجتمعى والمشاركة المجتمعية لمواجهتها بالأسلوب العلمى المناسب... الخ).
عاشراً: مراجع لدراسة مرتبة طبقاً لأسبقية الاستخدام فى متن الدراسة:
1- الأمم المتحدة، "تقرير: تصدير الأذى- نفايات فائقة التطور إلى آسيا"، 2006م.
2- حسام محمد مازن، تكنولوجيا المعلومات ووسائطها الإلكترونية، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 2006م.
3- الأمم المتحدة، "التقرير الإنمائى للأمم المتحدة UNPD للعام 2005"، الأمم المتحدة، 2005م (النسخة العربية مترجمة).
4- www. Al- jazirah. com
5- جمال محمد غيطاس، "حاسبات الغرب القديمة تدق الأبواب.. فاحذروها"، جريدة الأهرام المصرية، صفحة "لغة العصر: فى الكمبيوتر والمعلومات"، 15/11/2005م.
6- www. Greenpeace.org.
7- عطا درويش، تيسير نشوان، "أثر مقرر التربية البيئية على مستوى التنور البيئى لطلاب كلية التربية- جامعة الأزهر بغزة واتجاهاتهم نحو البيئة ومشكلاتها"، بحث قدم إلى المؤتمر العلمى الخامس للجمعية المصرية للتربية العلمية، الإسكندرية، أبوفير، 2001م (أصل البحث).
8- حسام محمد مازن، اتجاهات عصرية فى تكنولوجيا تطوير المناهج والتربية العلمية، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 2006م.
9- مواقع على الإنترنت:
www.montada.com.
www.geocities.com.
www.askzad.net
www.najah.edu.
www.almualem.net
www.sakhr.con
www.qu.edu.qa
www.edu.gov.om
====================================================
(*) يشير الرقم الأول اخل القوسين إلى رقم المرجع فى قائمة المراجع، فى حين يشير الرقم الثانى إلى رقم الصفحة فى هذا المرجع.

الإصحاح البيئي تربويا==مازن==ورقة عمل



بسم الله الرحمن الرحيم






دور التربيـة العلــمية فـي تفـعيل مـنظومة تكنــولوجيا
الإصـحاح البيئي لتحقـيق التمـيز في التربيـة البيئيـة
في الوطــن العربــــي



ورقة عمــل مقدمــة من
دكتور/ حســـام محمــد مــــازن
أستاذ المناهج وتعليــم العلــــوم
بكلية التربية بسوهاج/ جامعة جنوب الوادي



مقــدمــة إلــــى:
" المؤتمر العلمي السابع للجمعية المصرية للتربية العلميــــة"
[نحــو تربيـــة علميــــة أفضــــــل]
خلال الفترة من 27/7/2003م-30/7/2003م
( فايد-الإسماعيلية )









بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:
" واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا
وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية 74]

وقال تعالى:
" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن أرض الله قريب من
من المحسنين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية56]


وقال رسول صلى الله عليه وسلم:
" اتقوا الملاعين الثلاثة:التبرز في الموارد وفي قارعة الطريق وفي الظل"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم





محاور ورقة العمل:

أولا: المقدمــــة .
ثانيا: مصطلحات الدراسة:
1-مفهوم الإصحاح البيئي .
2-مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
3-مفهوم التميز في التربية البيئية.

ثالثا:الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة
بعض الأخطار البيئية.

رابعا:بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي.

خامسا: آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط
وصناعة القرار.

سادسا: أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي.

سابعا: منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في
ضوء بعض الأخطار البيئية العربية.

ثامنا مثال تطبيقي(عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح
البيئي وتحويلها(تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي.
تاسعا: توصيات الدراسة.
عاشرا: مراجع الدراسة.


=====================================
ملخص ورقة العمــــل:-
تعالج ورقة العمل الحالية والمعنونة "دور التربية العلمية في تفعيل منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في الوطن العربي"بعض المفاهيم البيئية الحديثة نسبيا على مستوى الساحة العالمية ومن هذه المفاهيم:
(1) مفهوم الإصحاح البيئي .
(2) مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
(3) مفهوم التميز في التربية البيئية.
وتقدم هذه الدراسة توضيحا وافيا لهذه المفاهيم الحديثة من ناحية ،كما تحاول دمج هذه المفاهيم في إطار منظومة شاملة مقترحة تربط بين التربية العلمية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى ، وذلك بهدف تحقيق التميز في التربية البيئية للوطن وللمواطن العربي معا ,وذلك بما يساعد الفرد على تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته العربية والتى هي أحوج ما تكون في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي فرضت نفسها قسرا على منطقتنا العربية خاصة وعلى أمتنا الإسلامية عامة .
وتقع الدراسة الحالية في تسعة محاور ،تبدأ بالمقدمة ثم تعريف بمصطلحات الدراسة، كما يعالج أحد المحاور قضية الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد اهتمامات العالم اليوم لمواجهة بعض الأخطار البيئية الحديثة، كما تقدم هذه الدراسة في أحدمحاورها أيضا أمثلة لبعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي، في حين يعالج المحور الخامس آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار ،أما المحور السادس فيقدم أمثلة عملية لبعض برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العربي والعالمي ،في حين يقدم الباحث في المحور السابع منظومة مقترحة منه تهدف إلى تفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه بيئتنا العربية سيما في ظل الحرب القذرة التي قادتها الولايات الظالمة الأمريكية وذيلها البريطاني على العراق الشقيق ، هذا ويذيل الباحث هذه الدراسة بمثال حي لكيفية توظف تكنولوجيا الإصحاح البيئي في تدوير النفايات المنزلية وتحويلها إلى سماد عضوي طبيعي يمكن الاستفادة به في مجالات عدة ،وتنتهي ورقة العمل بعدد من التوصيات الإجرائية المقترحة ذات الصلة بمحــاور هذه الدراسة.
الخيـــر أردت وعلــى اللـــه قصـــد السبيـــــل """"""""""""
الباحــــث،،،،،


المقدمـــــة:-
هناك العديد من المفاهيم والاتجاهات التي تفرض نفسها على الساحة التربوية ، وعلى حركة الفكر التربوي وتطبيقاته وممارساته ، من هذه المفاهيم والاتجاهات التي لا نمل الحديث عنها التربية البيئية نظرا لارتباطها بحياة الإنسان الحالية والمستقبلية وبنشاطاته المختلفة في البيئة ولما كانت التربية البيئية تمثل حاليا محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات العلمية والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذا الاهتمام إلى السياسات التربوية للعديد من دول العالم ومن ثم يكون للمناهج المدرسية والبرامج التربوية العلمية في وطننا العربي دورها الرائد والفعال في هذا الشأن .

إن التربية البيئية في أيسر أشكالها تعني تربية الفرد ، بحيث يسلك سلوكا رشيدا نحو البيئة ، والمدرسة معنية بتحقيق هذا النوع من السلوك المرغوب فيه .
ومن هذا المنظور فإن دور كليات التربية عامة ، ودور برامج التربية العلمية دور محوري وجوهري ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دورا تكميليا أو هامشيا ، ولذلك فإن المناهج المدرسية وإعداد المعلم بكليات التربية القادر على توظيف دراساته البيئية هي الأساس والمحرك لتحقيق برامج التربية البيئية ، لذا راحت الدول تضع برامج من شأنها أن تمارس التربية البيئية في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكان هذا كله تعبيرا عن الشعور العام بأن مشكلة محددة تكمن في مسارات التفاعل بين الإنسان والمكان أو الإنسان والبيئة ، مما ترتب عليه مشكلات حادة يمكن أن يعاني منها الإنسان ذاته ، فهو الذي أوجد المشكـــلة بوعي أو دون وعي ، والمطلوب هو أن يتعلم الفرد كيف يكون السبيل إلى علاج المشكلات التي أوجدها من خلال تربيته تربية بيئية صحيحة .
إن البيئة هي قضية اليوم ، إذا تؤثر على صحة الناس في القرية وفي المدينة ، في الطريق وفي المصنع وفي الحقل ، والبيئة هي قضية الغد ، إذا تؤثر على الموارد الطبيعية كالأرض وخصوبتها ، والمياه وما فيها من ثروات سمكية ، وليس الاهتمام بقضايا البيئة ترفا يقصد إلى صون جمال ما حولنا ونقائه ، ولكنه اهتمام يتصل ببقاء الإنسان وصحته ، وإنتـــاج موارده ، ويتصل كذلك بمسؤولياته تجاه الأجيال التالية .
وكما هو معلوم فإن الأرض منذ نشأتها وهي في تغير مستمر ، ومنذ بدايات الإنسان الأولى في استعمال الأدوات والوسائل المختلفة للاستفادة من كنوز الأرض في تحسين ظروفـــه الحياتية ، فقد أدى ذلك إلى التأثير بطريقة ما على عملية تغير ارض ،وقد ظــهر الـدور السلبي للإنسان على البيئة في بداية الثورة الصناعية البيئة وحتى وقتنا الراهن ، لقـــد أنعكس التقدم العلمي و التكنولوجي على جميع مجالات الحياة ، ونظرا لعدم قدرة الأرض على تجديد ما استنفد منها من موارد ولاستمرار تجني الإنسان عليها وعدم إعطائها الوقت اللازم لإعادة توازنها وتجديد مواردها بطريقة طبيعية ، فقد بدأ كوكب الأرض يوما بعد يوم يرسل إشارات الاستغاثة : ( ثقب الأوزون ، فيضانات ، سخونة الجو ، غيوم وضباب ، ضجيج سمعي وضوئي ، تلوث الهواء ، أمراض فيزيائية ونفسية ...الخ ... ) .

إن الحيوان تبطئ سرعته ، وتقل حيويته كلما زادت الحمولة عليه ، وإذا لم يتم إدراك ذلك فقد يفقد القدرة على مواصلة السير ، وإتمام الرحلة بنجاح ، فهكذا حال البيئة مع سلوكيات البشر .
وقد تم في السنوات الماضية وضع هذا المفهوم في إطار علمي يحمل مصطلح " Environmental Burden “" ويقصد به القدرة أو الطاقة القصوى لا مكانيات عناصر أو مكونات المصفوفة البيئية على تحمل الأنشطة البشرية دون تدهور أو استنزاف يخل بتوازن النظام الإيكولوجي
، وهذا يعني إيجاد عنصر فاعل وحاكم في تقنين تعامل الإنسان مع عناصر ومكونات البيئة بأسلوب متوازن ورشيد.إن تحقيق التوازن المفقود في كوكب الأرض يتطلب إيجاد مجموعة من الحلول أو البدائل المقترحة التي أدت إلى هذا الوضع المختل مثل إعادة النظر في الأنظمة السكنية والعمرانية " مواد البناء ، الموقع ، المساحات ، الفراغات " وأساليب الزراعة وأنواع المزروعات ، واستخدامات الطاقة ، ووسائل النقل " الطرق ، المركبات ، الوقود" والتنمية الصناعية ، وطرق التخلص من النفايات الصناعية والطبية والسكنية ، ومناهج التعليم ، والتربية البيئية ، وسلوكيات الناس ، ودور وسائل الإعلام ، والمؤسسات المدنية وجمعيات النفع العام والقطاع الخاص في التهذيب المادي والروحي والمعنوي للإنسان والمكان إضافة إلى تفعيل التشريعات ، واحترام ا لإتفاقيات والمعاهدات ، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي .
وتأتي أهمية الورقة الحالية المقدمة من الباحث استشعاراً منه بخطورة سلوك الإنسان نحو بيئة برا وبحر وجوا والتأثيرات المختلفة لسلوكه الخاطىء نحو البيئة على سائر عناصر ومكونات واتزان البيئة وذلك من خلال توضيح دور التربية العلمية في توظيف وتفعيل منظومة تكنولوجيا الصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في البيئة العربية .
ثانيا : مصطلحات الدراسة :



:Environmental Reformationمفهوم الإصحاح البيئي
يعرف الباحث الإصحاح البيئي بأنه العلم الذي يهتم بالقضاء على العوامل الضارة أو تغيرها لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات وكافة عناصر البيئة التي من شأنها أن تؤثر في البيئة البرية والبحرية أو الجوية .
والمعنى الحرفي لكلمة الإصحاح Reformation هو حماية الشيء أو إعادة تكوينه أو تصحيحه.
أما تعريف الإصحاح البيئي طبقاً لمنظمة الصحة العالميةفهو مكافحة جميع العوامل في البيئة الطبيعية للإنسان التي قد تؤدي إلى تأثير ضار على صحته وحياته وعلى حياة سائر الكائنات الأخرى.
ومن المشكلات الرئيسية المتعلقة بالصحة في كثير من الدول هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمرتبطة بشرب المياه وانعدام الإصحاح البيئي وانخفاض مستوى النظافة الشخصية وهي من الأسباب الرئيسية في زيادة معدل وفيات الأطفال وإصابتهم بالأمراض وسوء الأحوال المعيشية للكبار .

(2)تكنولوجيا الإصحاح البيئيTechnology Environmental Reformation:-
يعرف الباحث تكنولوجيا الإصحاح البيئي بأنها استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة مشاكل البيئة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وتحقيق التوازن البيئي الذي من شأنه تحقيق حياة آمنة مستقرة للفرد في بيئته البرية والبحرية والجوية.
هذا وتهدف تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى :
1-الوقاية من الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوثة أو سوء الإصحاح البيئي أو انخفاض مستوى النظافة الشخصية .
2-تحسين مستوى المعيشة بين المواطنين بالحث على إتباع النظافة الشخصية ونظافة المجتمع وكل البيئة عن طريق بث الثقة بالنفس وتكاتف الأسرة والمجتمع والقطاعات المختلفة.
وأنه لتحقيق هذه الأهداف ينبغي الحث على النظافة الشخصية ونظافة الأسرة والمجتمع ، وتحسين نظام جمع النفايات والتخلص منها ، وحماية مصادر المياه وفحص مياه الشرب وغير ذلك .

هذا ولم يعثر الباحث على أية دراسات أو بحوث أو حتى مجرد كتابات متخصصة في مجال الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي،لاسيما في الحقل العربي، الأمر الذي يظهر مدى الحاجة إلى ورقة العمل الحالية والتي تتناول هذا المجال البيئي البكر على الأقل في البيئة العربي كما ستتضح في محاور ورقة العمل الحالية .

(3) مفهوم التمييز في التربية البيئية :
يقصد الباحث بمفهوم التمييز في التربية البيئية إعداد وتقديم برامج متميزة في التربية البيئية وهذه البرامج تركز على :
1- أهداف التربية البيئية.
2- التميز في التربية البيئية (موجهات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة حتى المرحلة الإعدادية).
3- موجهات الإعداد الأولي للمربين البيئيين.

إن التميز في التربية البيئية يعني تصميم وإعداد برامج بيئية طويلة الأمد يتم من خلالها تشجيع الناس على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالبيئة .
كما أن التمييز في التربية البيئية يعني أيضا تميز الفرد في تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والثقافية في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة وإكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي .

وباختصار يمكن القول بأن التمييز في التربية البيئية يعني رؤية المستقبل والاهتمام بالموضوعات ذات الصلة بشئوون البيئة والإلمام بأساسيات التربية البيئية وحسن إعداد المربيين البيئيين وبشرط أن يتم تحقيق هذا التميز في التربية البيئية لدى الكبار والصغار وداخل وخارج جدران المؤسسات التربوية ووفقاً للمتغيرات البيئية والتطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي تفرض نفسها على البيئة ، كما أن التميز في التربية البيئية يهتم بتنمية القيم البيئية المناسبة ومنها :
قيم المحافظة – قيم الاستغلال – قيم التكيف والاعتقاد – قيم جمالية ....الخ.


ثالثاً : الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة الأخطارر البيئية :
أ – مقدمة :
انتقد علماء البيئة الافتراض الأساسي الذي يقوم عليه الفكر السياسي العربي بشأن ( مركزية البشرية ) أو التمركز حول الإنسان ، أي البشر هم مركز الوجود وهو ما دمر وشوه العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية ، وبدلا من المحافظة على كوكب الأرض واحترامه واحترام الفصائل المختلفة التي تعيش على سطحه سعى الإنسان كما وصفه جون لوك – ليصبح سيداً للطبيعة ومالكها ، وعلى العكس من ذلك يمثل علماء البيئة نمطاً جديداً من السياسة تبدأ من تصور للطبيعة بأنها شبكة من علاقات هشه تربط بين الفصائل الحية بما فيها الجنس البشري وبين البيئة الطبيعية ، ولم بعد الجنس البشري يحتل وضعا مركزياً بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة ، ومن ثم وجب على الأفراد التحلي بالتواضع والاعتدال والرقة والتخلي عن الحلم المضلل الذي يجعل من العلم والتكنولوجيا حلا أسطوريا لجميع مشكلات المجتمع ، ويجب الاستعانة في نفس الوقت بالعلم والتكنولوجيا للعمل على إصلاح أو إصحاح ما أفسده الإنسان في بيئته ومن هنا تأتى أهمية الدراسة الحالية .

ب – الإصحاح البيئي لغة واصطلاحا :
نظراً لحداثة هذا المصطلح العلمي وهو الإصحاح البيئي عالميا وعربيا وبالتالي ما يمثله ذلك من ندرة في الدراسات والأدبيات سواء البيئية أو الخاصة بالتربية البيئية نحو هذا المفهوم الحديث ، وفي ضوء إطلاعات الباحث في شبكة الإنترنت ومن خلال استعراض بعض القواميس المتخصصة أمكن تحديد المصطلحات التالية والتي تعبر جميعها عن المفهوم العلمي الصحيح للإصحاح البيئي ( 2 -4) :-
· فالفعل يصلح – إصلاحاً Reform أي إصلاح البيئة نتيجة سلوك خاطئ .
· كما يمكن استخدام المصطلح Reform بمعنى إعادة تشكيل الشئ .
· ويستخدم أيضا مصطلح إصحاح أو إصلاح البيئة Environmental Reformation بمعنى تصويب أوعلاج مشكلات البيئة أو بمعنى تحقيق الشفاء للبيئة وإكسابها القدرة على استعادة عافيتها جراء ما وقع من الإنسان من سلوكيات خاطئة ضد بيئته .
· ونقول أن فلان هو إصلاحي Reformatory وهو ذلك الشخص الذي يصحح أو يصوب أو يصحح مشاكل بيئته وهو على وزن المصلح الاجتماعي ( مثلا ) ، كما يطلق مصطلح Reform أيضا على ذلك المصلح .
· ويطلق أيضا مصطلح Repair على عملية الإصلاح أو الترميم أو التجديد أو عملية إعادة البناء كما يمكن أن يأخذ هذا المصطلح Repair المصطلحات التالية والتي تحمل ذات المعنى :
يصلح – يرمم – يجدد Repair
إصلاح Repairing .
قابل للإصلاح أو الترميم Repairable .
* ويطلق الاصطلاح إصلاح أو تعويض Reparationليحمل ذات المعنى.
· والمصطلح Recover بمعنى يسترد أو يشفى ونقول Recovery بمعنى إصحاح أو استرداد أو اشفاء .
وعليه يمكن القول بأن مصطلح :
Environmental Recovere
ومصطلح Environmental Repairing
ومصطلح Environmental Reformation
كلها تطلق على المفهوم العلمي البيئي الحديث :
الإصحاح البيئي – الإصلاح البيئي – إعادة تشكيل البيئة – استعادة البيئة لعافيتها – تحقيق الإشفاء البيئي ، وذلك بعد أن أخذ الإنسان الضوء الأخضر للسيطرة على الطبيعة والزعم بالقدرة على معرفة كل أسرارها بالعلم بعد التحرر من الغيب والبعد عن الدين ، فتم استنزاف الطبيعة لراحته ومصلحته ، ومن هنا تأتي الدعوة إلى علاج كل هذه المشكلات لتحقيق الإصحاح البيئي ومحاولة مصالحة البيئة وذلك بمساعدتها على استعادة عافيتها وصحتها بما توصل إليه الإنسان من علم وتكنولوجيا حديثة(قاموس المورد ) .

ج- الاهتمامات العالمية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي :
إن الاهتمام بالبيئة وقضاياها في الغرب عبر السياسات البيئية يعتبر من الأولويات التي تنال قدراً كبيراً من توجهاتهم نحو البيئة ومشاكلها ، فمنذ أن ظهر اصطلاح ( علم البيئة Ecology ) عام 1866 على يد عالم الحيوان الألماني ( ارنست هيجل ) والذي يعني الموطن فقد استخدمه ( هيجل )للإشارة إلى البحث في مجموع علاقات الحيوان بيئته Oikos ومنذ أوائل القرن الماضي ( ق20 ) عرف ( علم البيئة ) بكونه فرعاً من فروع علم البيولوجي Biology ( الأحياء ) ، ويبحث في علاقة الكائنات الحية بيئتها ، ولكنه أخذ يتحول إلى اصطلاح سياسي خصوصا في الستينات من القرن العشرين ، حيث استخدمته حركات ( الخضر ) المتصاعدة وتثيرر تلك الأيدولوجيا الجديدة وأجندتها قدراً كبيراً من الجدول ما زال مثار حديث الأوساط العلمية البيئية والشارع السياسي إلى يومنا هذا ( 5-122 ) .
إيكولوجيا الحيوانوتبدو ملامح ثورة الإصحاح البيئي Environmental Reformation من خلال مثلث الإيكولوجي Ecology الذي يوضح العلاقات المتشابكة للكائنات الحية في البيئة – الإنسان – الحيوان – النبات ) وعلاقة هذه الكائنات في الوقت نفسه بالبيئة التي تعيش فيها وذلك كما هو مبين في شكل ( 1 ) :

الكائنات الحيــــــــــة
الإيكولوجيا البشرية
إيكولوجيا النبات
إيكولوجيا الفـــــــــــــرد
الإيكولوجيا البــــريـــــــة
العلاقة بين الكائنات
الحية والبيئــــــــــــة
إيكولوجيـــا الجماعة
إيكولوجيــا الهــــــــــواء
البيئــــــــــــــــــــــــــــة















شكل(1) مثلث الإيكولوجيا للإصحاح البيئي




حيث يتألف مثلث الايكولوجيا بحكم إطاره العالم من ثلاث زوايا ، تتمثل الأولى في الكائنات الحية ، والثانية في البيئة والثالثة في العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة .
ويقصد بمصطلح الإيكولوجيا Ecology , كما أسلفنا ، العلم الذي يدرس العلاقات المتبادلة بين الإنسان والحيوان والنبات من ناحية وبينهم وبين بيئاتهم المختلفة من ناحية أخرى .
وإذا كان مصطلح البيئة Environment يرمز إلى المكان بخصائصه الطبيعية وملامحه البشرية فإن الإيكولوجيا Ecology تعني العلاقات والتفاعلات فيما بين كافة عناصر ومكونات البيئة ، فكلمة بيئة ترمز إلى المكان أو الموقع ، في حيث ترمز كلمة أو مصطلح الإيكولوجيا Ecology إلى العلاقة والتفاعل وأسلوب التعايش بين الكائنات الحية وبيئاتها ( 3 – 30 ) .
وعليه فإن نقطة البدء في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي تبدأ من هذا المثلث بكل زواياه وأضلاعه وعناصره .
المدخلات
الجماهيرية
التدخل
المقترحهذا ويوضح شكل ( 2 ) التالي بعض الاتجاهات العالمية لتقويم الآثار البيئية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار من أجل تحقيق مفهوم الإصحاح البيئي : ( 4 – 383 – 783 ) .
الأهــداف
السياسـة
المبرمــــج
البرمجة
والتمويل
قروض أو
منــح
هل يؤثر التدخل على الوسط البيئي
القيام
بالمشروع
اختيار البدائل
التكنولوجيا الحديثة
قروض
أو منح
الآثار السلبية
اتخاذ القرار









شكل(2) أحد الاتجاهات العالمية الحديثة لتكنولوجيا الإصحاح البيئي


ونظرا للتقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات العلم والتكنولوجيا إلى إحداث إخلال ، بل تدهور في مكونات البيئة ، بحيث أصبح خطر العيش فوق طاقة احتمال البيئة متوقعا ، بل لعله واقعا في بعض المجالات وبعض الأقطار ، وقد أتجه الإنسان نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشكلاتها والتخطيط لمواجهة مستقبلها ، ولعل الشكل التخطيطي السابق ( رقم 2 ) ما يوضح هذه المجهودات في محاولة لتحقيق الإصحاح البيئي وذلك بدءا بمرحلة تحديد الأهداف وانتهاء بعملية القيام بمشروع تقويم الإصحاح البيئي وتحقيق التغذية الراجعة المطلوبة(6-43) .

رابعاً : بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي والتي تمثل أحد تحديات برامج الإصحاح البيئي :
إن 90% من الأخطار البيئية تقع في الدول النامية المكتظة بالسكان وتتفق الاختلافات الإقليمية في معدل الخسائر المادية سواء في الممتلكات أو الأرواح إلى حد كبير مع الاختلافات أو التباين في توزيع الدخل ، وبالرغم من أن معدل تكرار الأخطار البيئية العنيفة ( وخاصة الطبيعية ) في الدول النامية قليل ، إلا أنها ترتفع فيها معدلات الخسائر في الأرواح والممتلكات ، على حين تفتقر الخسائر الناجمة عن الأخطار البيئية في الدول المتقدمة على النواحي المادية وبخاصة المنشآت الاقتصادية ، ويعزى ذلك إلى تطور أجهزة المراقبة والإنذار وإخلاء السكان عند وقوع الخطر ، والوعي البيئي لدى السكان وتجاوبهم مع المؤسسات الحكومية المحلية ، أو المركزية عند وقوع الكارثة ( 4 – 303 – 387 ) .
وليس هناك مجال للشك في أن الأخطار والكوارث البيئية أصبحت أكثر تكراراً ، حيث تؤكد المعلومات الحديثة من المصادر المختلفة تزايداً ملحوظاً في عدد الكوارث على المستوى العالمي ، وفي نفس الوقت تزايد الخسائر المادية والكلفة السنوية للكوارث ، كما يتضح تزايد تعريض بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية لأخطار الأعاصير وتزايد آثارها التدميرية بالرغم من تزايد الإنفاق على إجراءات الحماية والوقاية من أخطارها ، فقد وصلت الخسائر المادية التي لحقت بالولايات المتحدة في العام 92 / 1993 إلى 40 بليون دولار من جراء أعاصير فلوريداً ووسط الولايات المتحدة ، ومن الملفت للنظر أيضا تزايد تكرار الهزات الأرضية العنيفة المدمرة ، وتزايد معدلات الخسائر ، ويرى البعض أن هذا يرتبط بتزايد النشاط الزلزالي في نطاق الزلازل العالمية ، ويعتقد البعض الآخر أن سبب هذه الزيادة ربما يعود إلى التطورات العلمية المتعلقة برصد الزلازل وتسجيلها ، وأساليب جمع المعلومات وتمريرها كنتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصالات .
وبالنسبة للمشكلات البيئية التي تهدد عالمنا العربي فيمكن حصرها في الأخطار التالية :
(1) قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي والجفاف وانجراف التربة
(2) عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن الكبرى(سيقدم الباحث في نهاية هذه الدراسة مثالا تطبيقيا للتخلص من نفايات المنازل وتحويلها عن طريق تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى سماد عضوي طبيعي) .
(3) نفايات المصانع والمناجم مثل منجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة المياه العادمة ، ومصافي النفط ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية .
(4) التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
(5) قلة الموارد المائية السطحية والجوفية .
(6) التلوث بالضجيج بسبب كثافة السكان والمصانع في المدن والتلوث .
(7) الحرائق وبخاصة في الغابات ومناطق الترفيه والتنزه .
(8) الفيضانات .
(9) العواصف الغبارية ( رياح السموم والخماسين والهبوب والعواصف الثلجية ) .

و يوضح شكل ( 3 ) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا على المستوى العالمي :














الأخطــــار البيئيــة العالمــيــــة



بشـــرية شبه طبيعيــــة طبيعيـــة
(يحدثها الإنسان) (يسارع الإنسان في حدوثها) (لادخل للإنسان في حدوثها)
التلوث الضباب الدخاني
الضباب الدخاني المطر ألحامضي
الأخطار الاجتماعية التصحــر بيولوجيــــة جيوفيزيائيـة
الجرائم التملح
أخطار النقل بالطائرات زيادة الفيضانات
-السفن-الشاحنات.... الانهيارات الثلجية
الانفجارات المختلفة انفجارات التربة جوية جيومور
الحروب المدمرة وأخرها الانهيارات الأرضية فولوجية
الحرب الأنجلوأمريكية ظاهرة الدفينة
على العراق20مارس2003م باطنية
(زلازل-برا كين)



نبـــاتية حيــوانيــــة
أمراض نبـــاتية البكتريا
الأمراض
الجراد
الأفاعي
الجرذان وغيرها


شكل (3) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا عالميا
ومن أهم الأخطار الجوية/المناخية في الشكل السابق : الضباب-الثلج والبرد-البرق-الرعد-الأعاصير المدارية-الرياح العاتية-موجات الحر والبرد-الجفاف.
ومن أمثلة الأخطار الجيومورفولوجية: الانهيارات الأرضية-الكثبان الرملية-تملح التربة-انتفاخ التربة.
هذا ويشير ( وليم شاندرلير William Chandler ) إن الغنى والفقر يعملان شيئاً يؤدي بكل منهما إلى الموت المبكر ، فالأول يموت بمرض القلب أو السرطان ، والثاني بالإسهال ، أو الحصبة ...الخ .
وتعاني شعوب الأقطار النامية من البؤس الذي يؤدي إلى الموت مبكر بسبب الازدحام وشرب المياه الملوثة وفقر الخدمات الصحية وسوء التغذية والتعرض للأخطار الطبيعية من جفاف وفيضانات وتغيرات في الطقس ، أما شعوب الأقطار المتقدمة فتعاني من الأكل الدسم والمخدرات و الكحوليات والتعرض للشمس الزائدة وحدوث سرطانات وكلها يمكن إنقاصها إذا اتخذت الإجراءات التصحيحة البيئية المناسبة ( 5-205 ) .
ومن أهم واخطر الأسلحة التي تهدد البيئة العالمية والعربية حاليا لا سيما في هذا الوقت بالذات والذي شنت فيه الولايات المتحدة - اكبر مرجعية إرهابية عالمية حاليا - على شعب العراق المكافح المجاهد الصابر المحاصر منذ ما يربوا على ثلاث عشرة عاما ، أهم واخطر الأسلحة التي يستخدمها الإرهاب الأمريكي وهي القنابل التي تزن الواحدة منها أكثر من ألفي كيلوجرام ثم تدعي أنها تدير حربا نظيفة على العراق ، كما أن هناك توجسا من أن يستخدم العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية على الدول العربية والإسلامية .
فما هي حكاية الأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية وما تأثيراتها المختلفة على البيئة ؟
( 6-44-51 )
1- السلاح النووي :-
قدم بعض العلماء دراسة بتاريخ : 16/12/1985 إلى الأمين العام للأمم المتحدة تتضمن نتائج الأسلحة الخطيرة في حالة نشوب حرب نووية كبرى والعواقب الناجمة وأثارها البيئية على المناخ والعواقب الاجتماعية والاقتصادية . أن أي حرب كبرى إذا وقعت سوف تسمح باستعمال كل أنواع أسلحة الدمار الشامل والمحظورة دوليا كالأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية ، سوف تجر معها مخاطر كبيرة بتدمير البيئة العالمية ، وستواجه الدول المستهدفة وغير المستهدفة بحال سددت الضربة الأولى بنضوب في الإمدادات الغذائية ويتعرض الإنتاج الزراعي للخطر مع احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق تنعكس على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي .
وفي دارسة للأمم المتحدة عام 1995 م ، أشارت إلى انه يوجد حاليا خمسين ألف سلاح نووي وتقدر قوتها الإجمالية بنحو خمسة عشر ألف ميجا طن أي ما يربو على خمسة ألاف مرة وأكثر من جميع المتفجرات التي استعلمت في الحرب العالمية الثانية ناهيك عن سرعة الإطلاق ودقة تصويب الأهداف ، وتتضمن أيضا المعلومات التسليم بما للحرب النووية من آثار غير مباشرة واسعة النطاق وهي :-
أ – أنه سيتم حقن كميات كبيرة من الدخان الممتص للضوء في الغلاف الجوي من جراء الحرائق التي تشعلها التفجيرات النووية ، وأن كمية الضوء الواصل من الشمس الذي يشيع الدفء على سطح الأرض ويوفر الطاقة المحركة لعمليات الغلاف الجوي والإنتاج البيولوجي ، ستنخفض من جراء الدخان والسناج فيتغير الطقس ويتأثر المناخ. .
ب- إن التأثيرات المحتملة على النظم الايكولوجية الطبيعية ومصائد الأسماك والزراعة ستكون كبيرة جدا وأن الإمدادات الزراعية للناجين من الآثار المباشرة ستتعرض للخطر وباستطاعة النبضة الأولى للكهرومغناطيسية الناجمة عن التفجيرات النووية على ارتفاع عال أن تعطل وتخرب شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والأدوات الكهربائية والإلكترونية مما يؤدي إلى فقدان الطاقة الكهربائية وطاقة الاتصالات والخدمات الأخرى لمسافات تمتد ألاف الكيلومترات عن موقع الانفجار ، وهذا ما يمثل تعطيلاً إضافياً كبيراً للبنية الأساسية التي يعتمد عليها السكان ، وسيقتل الإشعاع كثيراً من الناس في المنطقة المجاورة مباشرة ويدمر مرافق الإسكان البيئية والنقل والمرافق الطبية وتطال نفسها في تدمير المنشآت النووية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وتكون مصدر تعرض للإشعاع طيلة سنوات عديدة أما الآثار الطويلة ستكون مثل السرطانات والتشوهات ( وربما آثار وراثية شديدة ) بين الناس الناجين في الدفعية الإشعاعية الأولى . وستواجه البلدان المستهدفة وغير المستهدفة على السواء احتمال انتشار المجاعة نتيجة الحرب النووية والآثار المباشرة لأي تراشق نووي كبير سوف تؤدي إلى مقتل مئات الملايين وغير المباشرة سوف تشوه الملايين من البشر .

(2) السلاح الكيميائي :
السلاح الكيميائي آثاره ضارة جداً على البيئة العالمية تطال الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء ومجمل الكائنات الحية . فهو سلاح حربي يتم بالإسقاط أو بالتوزيع أو بالنشر لإيصاله . يتألف من مواد كيميائية سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة لها آثار سامة على الإنسان عند استعمالها ويمكن تصنيفها إلى عدة عوامل أهمها(7-132) :
أ- العامل الخانق : وهو مادة كيميائية تعبر بالجهاز التنفسي فتسبب الاختناق وضيق التنفس وأمراض رئوية .
ب- العامل المثير للأعصاب : وهو يعرقل أو يمنع انتقال نبضات الأعصاب عن طريق تعطيل الجهاز العصبي .
ج- العمل المعطل : ويستعمل في تدمير فعالية القتال في صفوف العدو ودون إصابتهم بأذى دائم أو قتلهم .
د- العمل المسقط : ويتسبب في إسقاط أوراق الشجر والنباتات قبل الأوان ويدمر النباتات .

السلاح البيولوجي :
وهو منتج كيميائي من خلايا حيوانية أو نباتية يمكن أن ينجم عنه آثار ضارة بالإنسان أو قاتل له ، وهو سلاح حربي بيولوجي يمكن إيصاله على هيئة جسيمات سائلة أو صلــبة مجزأة تجزيئا دقيقا وموزعة خلال أحد الغازات أو الهواء ، ويمكن أن تكون العبوة ذاتية الدفع أو قذيفة أو طلقة ، تندفع أو تقذف ميكروبات معدية تلوث الهواء أو المياه والزراعة ، وتصل إلى جسم الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي وتســبب مرض أو مـوت للإنسان أو الحيوان(8و9) .
ويمكن تصنيف السلاح البيولوجي إلى نوعين رئيسيين:-
أ- النوع الأول: يسبب أذى للإنسان وحروق في الجلد ويؤثر في الأغشية المخاطية مثلا ( غاز الخردل ) .
ب- أما النوع الثاني: وهو الأقوى حيثي يؤثر في الجهازين الدموي والتنفسي فيعوق قدرة الدم علــى نقــل الأكسجين إلى الجسم .
وصدرت عدة اتفاقات كبروتوكول جنيف عام 1935م الذي يخطر استخدام الوسائل الكيميائية والبيولوجية الحربية والسعي لنزع هذا السلاح وخطر إنتاجه أو تكديسه بسبب آثاره الكبيرة على البيئة العالمية .

البيئة كمصدر للدواء :
مفهوم الدواءMedicine(عقار) :
يمكن تعريف الدواء أو العقارMedicine بأنه أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان ، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها(7-56) .

مصادر الأدوية :
وتشمل ما يلي : (1) المصادر العضوية Organic Sources .
(2) المصادر النباتية Plant Sources.
حيث تستعمل النباتات بأكملها أو أجزاء منها كمصادر للأدوية مثل الجذور والجذوع والأوراق والبذور والثمار والبراعم وعصاراتها . إما بشكلها الخام بعد سحقها أو باستخلاص العنصر الفعال فيها بشكل نقي .
ويمكن تحضير الأدوية الخام بالطرق التالية : ( 7 - 343 - 353 ) :-
ا-السحق Pulverization : لتحضير المساحيق من المواد الخام والنباتات المجففة.
2-العصر: Expression تستخلص الزيوت والخلاصات من مصادرها النباتية بطريقة .
3-التقطيرDistillation: : تستعمل هذه الطريقة لتحضير الزيوت الطيارة.
ومن أهم أنواع المواد الفعالة الموجودة في هذه المستحضرات والتي تختلف في طبيعتها وتأثيراتها كثيرا عن بعضها البعض مايلي:-
1- القلويدات Alkaloids
2- الجليكوسيداتGlycosides
3- الزيوت الثابتةOilsومن أمثلتها زيت القطن وزيت الزيتون.
4-الراتين(الرواتين) Resins .
5-الصمغ Gum.
6-حمض التنيك(التنين) Tannin ,Tannic Acid .
7-الأحماض العضوية وهي موجودة بصورة طبيعية في العديد من النباتات مثل البرتقال .Citric Acidوالعنب والليمون والعنب وحمض الليمون
8-المضادات الحيوية Antibiotics .
ب- المصادر الحيوانية
وقد تستخلص المواد من أي عضو أو نسيج حيواني ، إلا أنها تحضر في معظم الأحيان من سوائل الجسم كالدم والمصل والليمف أو الغدد . قد تستعمل هذه الأدوية كمواد خام أن تخضع لعملية التنقية أو كمواد مستخلصة نقية تحتوي على المادة الفعالة فقط ، وفيما يلي المواد الفعالة المستعملة :
1- البروتيناتProteins مثل الأحماض الأمينيةAmino Acids
2 - الزيوت والدهون معظم الزيوت الحيوانية هي من الزيوت الثابتة التي لا تتبخر بسهولة
3 - الأنزيمات ( الخمائر ) Enzymes .
وهي مواد تنتجها الخلايا وتستعمل كعوامل مساعدة أو حفازات Catalysts وتستخلص من الغدد خارجية الإفراز Exocrine glands (16-78).
4- الهرمونات Hormones .
وتستخلص من الغدد الصم Endocrine glands وهي غدد عديمة القينات أو القنوات Ductless glands .
5- المصل Serum
وهو السائل الصافي الذي يجمع بعد تخثر ( تجلط ) الدم ويشبه البلازما إلا أنه لا يحتوي على مواد التخثر .
6- اللقاح ( اللقاحات ) Vaccine
وهي معلقات تحتوي على الكائنات الدقيقة الميتة أو الكائنات الدقيقة المحورة Modifie .
7- الفيتامينات Vitamins وهي مصادر الفيتامينات إما نباتية أو حيوانية .

ثانياً : المصادر اللاعضوية : Non - Organic
1-فلزات ( معادن ) Metals
2-أشباه فلزات Metaloids
3-لا فلزات Non - metalics

ثالثاً : المصادر المركبة ( المصنعة ) Synthesized
وتحضر هذه الأشكال في مختبرات مصانع الأدوية ويمكن أن تحتوي على مواد عضوية أو لا عضوية أو كليهما معاً .

رابعاً : أدوية دون وصفة طبية Over the Counter Drug
ويمكن الحصول على الأدوية دون وصفة طبية في الحالات الآتية :
*إزالة الأعراض المرضية و استعمال الأدوية لفترة قصيرة .
*عندما لا يكون للتشخيص أهمية كبيرة .
*علاج الحالات البسيطة للأمراض المزمنة والأمراض المتكررة مثل الأكزيما .
*الأدوية ذات السلامة الدوائية العالية حيث أن الفرق بين الجرعة المفيدة والجرعة السامة كبيرة جداً وهي تشمل المسكنات ومضادات الحموضة والملينات وأدوية السعال .

خامساً : آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئية العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار :

لقد كان للتقدم لصناعي والتكنولوجي الذي حدث نتيجة للثورة الصناعية الأثرالكبير في إحداث مشكلات بيئية خطيرة ، الأمر الذي أدى إلى إحداث ضغوط هائلة على الموارد الطبيعية خاصة تلك الموارد غير المتجددة ، ومن ثم حدوث اختلال في توازن النظام البيئي .
ومع تزايد حجم المشكلات البيئية تطور اهتمام الفكر الإنساني بالبيئة إلى الحد الذي أدى إلى ظهور وعي بيئي لدى حكومات ومواطني الدول المتقدمة منذ أواخر الستينات من القرن ( 20 ) ، حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات والمعاهد العلمية لدراسة مختلف الموضوعات البيئية ، وتكونت الأحزاب السياسية التي سميت بالأحزاب الخضراء ، التي جعلت من أهم أهدافها حماية وصيانة البيئة للإنسان ، وتمتعت بنفوذ سياسي قوي في هذا الصدد(10-11-12-13) .
وقد انعكست الاهتمامات العالمية بالبيئة على منظمة هيئة الأمم المتحدة التي عقدت أول وأهم مؤتمر عالمي للبيئة في مدينة استوكهلم بالسويد عام 1972 ، لبحث العديد من الموضوعات التي تتعلق بالبيئة ، وفي هذا المؤتمر قدمت العديد من دول العالم الصناعية تقارير عن أوضاع البيئة لديهم ، بالإضافة إلى برامج مقترحة في الحفاظ على البيئة ، في حين أن الدول النامية لم تشارك في هذا المؤتمر لاعتقادها في ذلك الوقت بأن خطط حماية البيئة التي أعلنت عنها الدول المتقدمة سوف تؤدي إلى تعطيل نمو الصناعات في هذه الدول ، وأن مشاكل البيئة ما هي إلا قضايا ثانوية وهامشية ، حيث كانت تشمل التنمية الصناعية بالنسبة لهذه الدول تحدياً حقيقياً للخلاص من أسر التبعة الاقتصادية ، واستغلال العالم المتقدم لموارد تلك الدول ، وهي بذلك لم تضع في اعتبارها الآثار السلبية المستقبلية للاهتمام الصناعي المتزايد ، وبالتالي لم تتخذ في البداية أية أساليب تكنولوجية مهما كانت بساطتها للحد من التلوث بمختلف أنواعه .
وقد تلي مؤتمر استوكهلم العديد من المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر بلجراد ، وتبليسي ، والتي ركزت على ضرورة إنقاذ البيئة من جميع أشكال التلوث ، وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة .
وبناء على ذلك بدأ الفكر البيئي يتجه من التركيز على التلوث البيئي بمختلف أنواعه وكيفية مواجهته والوقاية منه ، إلى الاهتمام باستغلال مصادر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ، وكيفية حمايتها وصيانتها ، ودور الإنسان( المورد البشري)، كهدف من أهداف التنمية في تلك العملية التنموية الشاملة والمتكاملة .
ونظراً لتنوع وتشابك المشكلات البيئية المعاصرة من حيث أسبابها ونتائجها ، فقد تزايدت الأهمية العلمية والتطبيقية لعلوم البيئة والتخطيط البيئي ، حيث تعد الدراسات البيئية والفهم المضطرد للوسط البيئي الطبيعي والحضاري من أبرز التطورات العلمية التي ظهرت في السبعينات من القرن العشرين(14-76) .
وتمثل دور العلوم البيئية في تشخيص المشكلات البيئية ، وتحديد عواملها طبيعية كانت أم حضارية ، واختيار وسائل معالجتها ، والتصدي لأخطارها ، نظراً لكونها علوم متداخلة تتخطى الحدود التقليدية التي تفصل بين العلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية بفروعها التقليدية كالعلوم الكيميائية ، والبيولوجية ، والجغرافية ، والاقتصادية ، والهندسية ، والطبية ...الخ ، بحيث تسد الفجوات بين تلك العلوم ، وتكون حلقة الوصل بينها .
ومن منطلق ارتباط الفكر البيئي العالمي بعملية التنمية ، حيث يربط الاتجاه العالمي عملية التلوث واستنزاف الموارد واختلال التوازن البيئي بعمليات الإنتاج في الدولة كلها ، وذلك من خلال التشابكات بين المجتمع البشري في سعيه ألدؤوب لإشباع احتياجاته وبين عناصر بيئته .
ومن هذا المنطلق فقد برزت الحاجة إلى استحداث فرع جديد من العلوم هو علم الإصحاح البيئي ليندرج تحت قائمة العلوم البيئية والذي يلعب دوراً محورياً في تحديد المسارات المختلفة لعلاج كافة المشكلات البيئية وبالشكل الذي يضمن إستدامة علاج مشكلات البيئة ، وبالتالي يصبح هذا العلم جزءاً من آلية تقويم الآثار البيئية ، وهو بعد جزءاً من عملية التخطيط وصناعة القرار عند التصدي للمشكلات البيئية المتنوعة .
وفي هذا الصدد ينبغي أن تلعب الجامعات دوراً قيادياً في مجال تدريس علم الإصحاح البيئي (15-35) ، والقيام بإجراء البحوث والدراسات المتقدمة لتهيئة الكوادر العلمية وذلك للقيام بدراسة جوانب البيئة الطبيعية والحضارية والمشكلات الناجمة عن التفاعل غير المخطط ، تمهيداً لإيجاد الطرائق والحلول المناسبة لتجنب هذه المشكلات ، وذلك من خلال تطبيق أساليب التخطيط الإقليمي والحضري والبيئي معاً .
ومن هنا تأتي أهمية ورقة العمل الراهنة والتي تعد من باكورة الأوراق البحثية ذات الاهتمام بمجال الإصحاح البيئي وتناول بعض الأفكار الرئيسية ذات الصلة بهذا العلم من جهة وبمجال تدريس العلوم البيئية من جهة أخرى ،ولعل في هذا التوجه ما يفتح مجالاً للقيام بالمزيد من البحوث والدراسات في هذا الصدد .
ونوضح فيما يلي آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار كما هو مبين في شكل(4) في الصفحة التالية:----















2 1
تحديد الأهداف الاستراتيجية

لمشـــــــــــــــــــــــــــروعات

الإصحــاح البيئــــــــــــــي
تحديد أهــم الأخطــــــــــــــــــار
البيئيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
علـــى مســـــتــــــــــــــــــــــوى
البيئــــــــــــة العربيــــــــــــــــة






3 4
آلية تقويم الآثار
والمشكــلات البيئية
علــى مستــــــــــوى
البيـئة العربيــــــــة
إعــــــــــــــــــــــــداد
البرامـــــــــــــــــــــــج
الخاصـــــــــــــــــــــــة
بمشروعــــــــــــــــات
الإصحــــــــــــــــــــاح البيئــــــــــــــــــــــــــي
إعداد الخطـــــــــط

العلميــــــــــــــــــة
والسياســــــــات
الاستراتيجيـــــــة







6 5
التنفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ الفعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلي
للمشروعــــــــــــــــــــــــات
المختــــــــــــــــــــــــــــــــارة
اتخاذ القرارات المناسبـــــــــة
فـــــي ضـــــــــــــــــــــــــــوء
نتــــــــــــــــــــــــــــــــائــــــــج
المشـــــــــــــــــــــــــــــــروع





شكل(4) توضيح لآلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية



يتضح من شكل (4) ما يلي:

1-تحديد أهم الأخطار البيئية على مستوى البيئة العربية ومن أمثلة هذه الأخطار:
*قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي *والجفاف وانجراف التربة وعدم التخلص من النفايات وبخاصة *نفايات المدن الكبرى ونفايات المصانع والمناجم ...الخ .
2-تحديد الأهداف الإستراتيجية لمشروعات الإصحاح البيئي .
3-إعداد الخطط العلمية والسياسات الإستراتيجية التي تمر لإعداد البرامج البيئية.
4-مرحلة إعداد البرامج الخاصة بمشروعات الإصحاح البيئي .
5-مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروعات الإصحاحية التي وقع الاختيار عليها .
6-اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء نتائج المشروع البيئي الذي تم تنفيذه لتحقيق الإصحاح البيئي .

ويعتذر الباحث عن الخوض في تفاصيل هذه الآلية المقترحة لضيق المساحة المحددة لنشر هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية .

سادساً : أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي :
نظراً لضيق المساحة المحددة للنشر في هذا المؤتمر ، يتم استعراض بعض الأمثلة التطبيقية لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي عالميا وعربيا على أن يتم ذكر مثال تطبيقي بشكل مفصل في مرحلة لاحقة من هذه الدراسة :
(1)تدوير القمامة .
(2)معالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في أغراض متعددة عدا الشرب .
(3)غسل التربة الزراعية من الأملاح .
(4)معالجة تصحر الأراضي الزراعية .
(5)معالجة مياه محطات غسيل السيارات .
(6)الرصد الصحي للهواء على فترات متقاربة لتحديد نسبة التلوث الهوائي وعلاجها أولاً بأول .
(7)القيام بأنشطة بيئية مبتكرة من شأنها أن تساهم في التغلب على مشكلات البيئة .

وعلى كل حال يمكن هنا إيجاز الأنشطة البشرية والوسائل والمعايير اللازمة لتحقيق التوازن الطبيعي والتنمية المستدامة للبيئة أو لتحقيق ما يمكن أن يطلق عليه بلغة العلم الإصحاح البيئي ومن هذه الأنشطة والوسائل ما يلي :

(1)الأنشطة التجارية والأسرية ، ولتقنين هذه الأنشطة يلزم إتباع ما يلي :

1-الحد من رمي المواد الاستهلاكية ومحاولة الاستفادة بها لأكثر من مرة مثل الكتب الدراسية والورق والملابس .
2-ترشيد استهلاك الطاقة ( الكهرباء ، غاز ، بنزين ، زيوت ، كيروسين
3-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة .
4-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة سواء النباتات أو الحيوانات .
5-التقليل من مواد التغليف للتخفيف من مشاكل النفايات الصلبة(20-184-211).

(2) وسائل النقل والموصلات :

1-تشجيع النقل الجماعي والعام وزيادة كفاءة مركبات النقل ، والتقليل من الاعتماد على السيارات الخاصة .
2-فك الاشتباك بين ممررات المشاة ومسارات المركبات .
3-تحسين احتياطات السلامة والأمان وطرق التحكم في التلوث .
4-الصيانة الدورية للطرق والمركبات ، وسن القوانين ، أو تطبيق القوانين الموجودة ، بحزم وعدل لتقليل معدلات التلوث في الطرق أو الميادين .
5-الاهتمام بالمناطق الخضراء والتشجير سواء في الحضر أو الصحراء .

(3) استخدامات الطاقة :

1-تقليص انبعاث الغازات مثل : ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين و الرصاص.
2-ترشيد استهلاك الطاقة سواء بالمحافظة عليها أو التوعية في الاستخدامات المختلفة.
3-دعم استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .

(4)الأنشطة الصناعية وتشمل التالي :

1-الحد من انبعاث الملوثات الغازية السامة أو تلك المسببة في رفع درجات حرارة الغلاف الجوي .
2-الحد من التخلص من النفايات الصناعية السائلة في المجاري .
3-مراعاة المعايير البيئية في الصناعات المختلفة سواء الصناعات الصغيرة والورش أو الصناعات المتوسطة والكبيرة .
4-إحاطة المنشآت الصناعية بأحزمة ومناطق خضراء تعمل كفلاتر طبيعية لتخفيف معدلات التلوث .

(5) الأنشطة الزراعية :

1- تحسين كفاءة استخدام الماء والطاقة وتوظيف التقنية الحديثة لهذا الغرض ، سواء في الري أو نوعية البذور والشتلات الزراعية ومراعاة الظروف البيئية وطبيعة التربة .
2-التقليل من الاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية ودعم استخدام الطرق الطبيعية في التخلص من الآفات الزراعية .
3-الإدارة والاستخدام العلمي والبيئي للمخلفات الحيوانية والزراعية ، الحد من استخدام اللحوم للمحافظة على الصحة العامة والتقليل من الأمراض الكثيرة الناجمة عن ذلك ( أمراض القلب ، السمنة ، السكر ..الخ ..)

4-توفير بيئة مناسبة للحياة البرية مثل زراعة الأسيج ، حماية الموارد الجينية ، وتعزيز عمليات التهجين والمحافظة على تنوع الطيور البرية .

(6)الأنشطة العمرانية :
1- تنظيم عمليات التنمية العمرانية : ( سكني ، جاري ، صناعي ، ترفيهي ، ديني ) .
2 - عدم الاعتداء على الأراضي الزراعية والخضراء بهدف التوسع العمراني .
3- انتهاج فلسفة التخطيط البيئي للمشروعات العمرانية وزيادة المساحات الخضراء وتجميل المناطق المفتوحة ومواكبة البناء للعناصر البيئية المحيطة .
4-إصباغ البعد الجمالي على العمران سواء في الشكل : ( الواجهات ، الفتحات ، الإرتفاعات ، الألوان ، مواد البناء والتشطيب ) أو المضمون : ( المساحات ، الحركة ، علاقة الفراغ بكتلة البناء ، وظيفة المبنى ، نوعية النشاط وطبيعة مستخدمي البناء ، مواكبة البناء للمواصفات الفنية والالتزام بقوانين وتشريعات البناء ) .
5-تعزيز استخدام المركبات العامة وركوب الدراجات بتخصيص حارات لها ، عند تخطيط المدن والعمران ) .
6-المحافظة على الصحة العامة للمكان والإنسان : ( فصل مجاري الصرف الصحي عن مياه السيول والأعاصير ، المحافظة على مصادر المياه الطبيعية ) .
ككلمة مجردة تعني عملية التغيير ، أما التنمية بمفهومها الشامل فتعني 1/4Development) إن التنمية ) تفاعل البشر مع الطبيعة وتأثيرهم فيها ، مع الأخذ في الاعتبار احترام القوانين الأيكولوجية التي تنظم بنيان البيئة وتحكم توازنها الطبيعي .

هذا ويوضح شكل ( 5) التالي أحد الأمثلة التطبيقية لمعالجة النفايات السائلة:- :-

النفايات السائلة النفايات السائلة النفايات السائلة في
في مرحلة المعالجة الثلاثية في مرحلة المعالجة مرحلة المعالجــة
الترسيب الثنائيــة الأوليـة
التهويــة
معالجة كيميائية
الترشيح




الفصل الغشائي الكلور
التقطير
الكربون
الأكسدة البيولوجية
التطهير
الرواسب
الناتجة
المعالجة
البيولوجية






مياه عذبة يتم التخلص منها


الرواسب



تستخدم في الشرب والزراعة يتم التخلص منها

غاز الميثان

شكل(5) مراحل معالجة النفايات السائلـــــــــة

سابعاً : منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه البيئة العربية :
مقدمة :
لا يمكن تحقيق التوازن الطبيعي والفطري لكوكب الأرض دون إتباع الإنسان لسلوكيات صديقة للبيئة ، ويمكن تقليص التأثيرات السلبية وغير المرغوبة لأنشطة البشرية بكافة أشكالها وأنواعها ، وعلى الفرد أن يعي أن التنمية المستدامة والتي أصبحت من مصطلحات العصر الحديث تتطلب تغيرات تكاد تكون جذرية في الكثير من طرق إدراة وتنمية المجتمعات واقتصادياتها وحياتها الثقافية على جميع المستويات والأصعدة .
ويعود الخلل الحادث في مكونات البيئة الطبيعية وزيادة معدلات التلوث بكافة صوره ومسمياته إلى سلوكيات البشر وتطلعات الإنسان اللامحدودة في التجني على المعطيات والموارد الفطرية والطبيعية للبيئة ، ومحيطها الحيوي ، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) صدق الله العظيم ( الروم - الآية41 ) .
هذا ويمكن أن تلعب التربية العلمية دوراً رائدا وهاما في تحقيق برامج التربية البيئية لتحقيق ما اصطلح بتسميته بتكنولوجيا الإصحاح البيئي ولا غرور في ذلك فإن من أهم مجالات واهتمامات التربية العلمية مجال التربية البيئية ، فهي قادرة على تحقيق فهم أفضل للمواطن العام وللمتعلم الدراس للعلوم لمفاهيم ومكونات وعناصر البيئة وتوازنها براً وبحراً وجواً ، وهي قادرة أيضاً على إكساب المواطن والمتعلم الوعي البيئي الصحيح الذي يقيه من الممارسات البيئية الخاطئة وهي القادرة ومن خلال برامجها وأهدافها المتنوعة على إعداد الفرد للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية عن طريق توضيح المفاهيم التي تربط ما بين العلاقات المتبادلة بين الإنسان وثقافته من جهة وبين المحيط البيوفيزيائي من جهة أخرى ، وهي القادرة على إكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي ، وتوضح له حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان وحفاظاً على حياته الكريمة ورفع مستويات المعيشة ، وأخيراً وليس آخراً فإن التربية العلمية قادرة على تتبني البرامج ذات الاستراتيجيات العلمية القادرة على توجيه المواطن والمتعلم لتحقيق برامج الإصحاح البيئي Environmental Reformation وهذا ما سنحاوله في هذا المحور من محاور ورقة العمل الحالية .
ونوضح فيما يلي منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية بما يساهم في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار المحدقة التي تواجه البيئة العربية لا سيما في ضوء تلوث البيئة العربية في منطقة الخليج العربي وبالذات في دولة العراق الشقيقة نتيجة تدنيس أرضها الطاهرة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية نتيجة شن العدوان الثنائي الغاشم من هاتين الدولتين الظالمتين على العراق فجر الخميس الموافق 20 / 3 / 2003م واستخدام هاتين الدولتين الظالمتين للقنابل العنقودية والقنابل المسماة بالذكية واستخدام الصواريخ المحملة بالدمار والهلاك للأطفال وللكبار وللمستشفيات الأمر الذي أدى إلى تلوث المنطقة الغالية من بيئتنا العربية الإسلامية وفي هذا الإطار قام الباحث باقتراح هذه المنظومة كما هو مبين في شكل (6) كما يلي :-













تحليل العمل
برنامج التربية العلميــة
المتضمن للتربيـــــــــــة
البيئيــــــــــــــــــــــــــــة
تحديد العنصر البشري لتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة للتربية البيئية
تحديد مخلات وعمليات ومخرجات
البرنامج
تحديد الهداف العامة لبرنامج
التربية العلمية
تحديد عناصر البرنامج من المحتوى والأنشطة والوسائل والاستراتيجيات والتقويم
مشكلات البيئــة العربية
في ضوء تحديات العصر
الراهــــــــــــــــــــن
تحديد بدائل مختلفة لتقويم الآثار البيئية الناجمة عن الأخطار
تحديد أهم القضايا والأخطار البيئية العربية : البشرية-شبه الطبيعية-الطبيعية


برنامج تكنولوجيا الإصحاح
البيئــــي المقترح
تحديد آلية التمويل
اللازم للبرنـــامــج
استشارة خبراء
البيئة من الاختصاصين
عـــرض المشروع
المناســـــــــــــب
التنفيذ الفعلي للمـــــــــــشروع
اتخاذ القرارات المناسبة بخصوص نتائج المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشروع

الخطط والسياسات
البيئيـــــــــة


























شكل(6) منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي
في البيئـــــة العربيــــــة

يتضح من شكل (6) السابق ما يلي :
(1)ضرورة تحليل العمل البيئي العربي والذي من خلاله يتم تحديد أهداف وموجهات عملية الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(2)وجود ثلاثة محاور رئيسية في هذه المنظومة تعد بمثابة مرتكزات أساسية لها وهي :
أ-برامج التربية العلمية .
ب-مشكلات البيئة العربية .
ج- برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
وكلها تمثل حلقات متشابكة ومترابطة لكي تؤدي هذه المنظومة وظيفتها على أكمل صورة .
(3)أن برامج التربية العلمية الموجهة نحوالتربية البيئة بكل ما تشمله من :
أ‌- تحديد الأهداف العامة .
ب‌- تحديد عناصر البرنامج ( أهداف سلوكية – محتوى بيئي – أنشطة – وسائل وتكنولوجيا – أساليب وإستراتيجيات – تدريسية – أساليب التقويم الموضوعي ) .
ج- تحديد العنصر البشري الذي يهتم بتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة نحو التربية البيئية .
ومن هذا المنظور فإن دور التربية العلمية هو دور محوري وجوهري لتحقيق برامج التربية البيئية ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دوراً تكميلياً أو هامشياً ، ولذلك فإن برامج التربية العلمية هي الأساس والمحرك لعملية التربية البيئية كما أن كلاهما كما يتضح في هذه المنظومة مهم وجوهري لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي مجال الدراسة الحالية .
(4) وبخصوص المحور الثاني من محاور هذه المنظومة المقترحة والخاصة بمشكلات البيئة العربية ، فإن هذا المحور يعالج ما يلي :
أ- المشكلات التي تمثل أهم الأخطار التي تواجه البيئة العربية والتي سبقت الإشارة إليها في معرض الحديث عن هذا المحور من ورقة الدراسة الحالية وبالتالي فلا داعي لتكرار ذكرها مرة ثانية وهي المشكلات البشرية والمشكلات شبه الطبيعية والمشكلات الطبيعية .
ب- كما يعالج هذا المحور أيضاً الاستشارات العلمية من بعض خبراء البيئة من دون الاختصاص والاستفادة بتوجهاتهم وخبراتهم في مواجهة هذه المشكلات البيئية العربية الملحة لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ج- تحديد الآثار الناجمة عن هذه المشكلات البيئية وتحديد البدائل المختلفة لقويم الآثار البيئية الناجمة عن هذه المشكلات .

(5) أما المحور الثالث والأخير من المحاور الرئيسية لهذه المنظومة فيختص بالبرنامج المقترح لتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحقيق هذا البرنامج يتم اعتمادا على تحليل واقع مشكلات البيئة العربية من ناحية وفي ضوء برنامج التربية العلمية الموجه نحو التربية البيئية من ناحية ثانية ولتحقيق هذا البرنامج فلا بد من :

أ- تحديد آلية التحويل اللازم لبرنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ب- تحديد الخطط والسياسات البيئية التي سوف تساهم في :
التعريف بالقضايا البيئية العربية الملحة .
إعداد التوصيف العلمي الشامل لكل قضية من هذه القضايا .
التعريف بالنشاطات البيئية الواجب تنميتها خلال تطبيق برنامج الإصحاح البيئي .
التعريف بكيفية متابعة وتقييم النشاطات البيئية المقترحة .
ج- عرض المشروع البيئي المناسب القابل للإصحاح البيئي .
د- التنفيذ الفعلي للمشروع المختار في ضوء تحديد الفترات الزمنية المناسبة لبدء التنفيذ وللانتهاء فيه .
ه- اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة في ضوء نتائج تنفيذ المشروع البيئي الذي تم تحقيق الإصحاح البيئي فيه .
و- القيام بعمليات التغذية الراجعة اللازمة لإعادة ضبط وإدارة وتحسين مدخلات وعمليات ومخرجات مشروع أو برنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .

(6)يلاحظ في مثل هذه المنظومة المقترحة أيضاً أنها بشكل عام تمثل مجموعة من المدخلات والعمليات والمخرجات الرئيسية لتحقيق الهدف العام منها وهو إبرازز دور التربية العلمية لتفعيل تكنولوجيا الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(7)أن التربية البيئية كبرنامج شامل ومتكامل عن البيئة ومشكلاتها المختلفة وتأثيراتها على الإنسان تقوم في إطار منظومة تربوية شاملة تشمل :

1- الجانب المنهجي بعناصره المختلفة الأهداف – المحتوى – طرق وأساليب التدريس – الأنشطة البيئية – الوسائل والتكنولوجيا التعليمية – أساليب التقويم والتغذية الراجعة .
2- الجانب الإداري .
3- الجانب البشري .
4- تحديد وتحليل مشكلات البيئة العربية الملحة.
5- ربط كافة الحلقات السابقة مع كافة عناصر البيئة المحلية والقومية .
6- تفعيل جميع الجوانب السابقة في إطار تكنولوجيا الإصحاح البيئي بعناصرها المختلفة السابق استعراضها .
(8)أن هذه المنظومة بشكل عام تهدف ومن خلال التربية العلمية إلى أن يكون المواطن العربي :
أ-عارفا Knowledge بالعلاقة والارتباط بين النواحي البيولوجية الفيزيائية والثقافية والاجتماعية في البيئة التي تعتبر الإنسان جزءاً منها ( أهدافاً معرفية ) .
أن يكون المواطن العربي واعيا Aware بالمشاكل البيئية وخطورتها وأبعادها وإيجاد الحلول لها ( أهدافا وجدانية ) .
ج- أن يكون لديه الدافع Motivated لكي يتصرف بمسؤولية في تحسين بيئته بما يؤدي إلى حياة أفضل ( أهداف مهارية ).

(9)أن تكون تكنولوجيا الإصحاح البيئي يمكن تحقيقها بهذه الخطوط الإجرائية لتحقيق أو لإعادة الأمور إلى نصابها في البيئة وذلك كما هو مبين بشكل (7) فيما يلي :-






1 2 3 4
الأهــداف
الخطط
والسياسات
البرامــــج
التدخل المقترح




التغذيــــــة الراجعـــــــــــــة 10
التمويـــــل 5

اتخاذ القرارات بخصوص
نتائج تنفيذ المشروع9
9
6
عرض المشروعات
المناسبة



التنفيذالفعـــــــــلي للمشروع المختار

اختيار البدائــــــــل 8 7




شكل(7) مثال لآلية تكنولوجيا الإصحاح البيئي


(10) أن هذه المنظومة هي بمثابة جهد متواضع من الباحث أريد به وضع تصور مقترح لتحقيق دورفاعل للتربية العلمية في تفعيل منظومة الإصحاح البيئي عربيا .
(11)أن اهتمام التربية العلمية بتفعيل هذه المنظومة يمكن أن يحقق في النهاية تميزا لدى الدارس للتربية البيئية من خلال برامج التربية العلمية وهذا هو الهدف الرئيسي من تصميم وإعداد هذه المنظومة المقترحة وهو تطوير أساليب تعليم و وتعلم برامج التربية البيئية سواء عن طريق التربية النظامية أو التربية اللانظامية من خلال برامج التربية العلمية لتحقيق هذا التمييز البيئي المقصود والمنشود من هذه المنظومة .
(12)أن هذه المنظومة المقترحة تأتي في وقت تشهد فيه منطقتنا وبيئتنا العربية حربا أمريكية بريطانية ظالمة ضد العراق الشقيق الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مشكلات البيئة العربية هما فوق الهم فيكفي أن بيئتنا العربية تعاني من الأخطار البيئية التالية :
أ-قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي وانجراف التربة .
ب- عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن العربية الكبرى .
ج- نفايات المصانع والمناجم مثل مناجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة مياه البحر الأحمر في جدة ، ومصافي النفط لاسيما في جميع دول الخليج العربي ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية في مصر .
د- التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
ه- قلة الموارد المائية السطحية والجوفية لا سيما في المملكة العربية السعودية وفلسطين وسلطنة عمان والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة .
(13)أن الهدف من برامج التربية البيئية ومنها البرنامج الحالي المقترح في هذه الدراسة هي وسيلة لحماية البيئة من التدهور أي :
أ- تدريس البيئة في إطار منهج التكامل بين العلوم المختلفة .
ب-التربية البيئية هي عملية اكتساب معلومات وتنمية القدرات العقلية عن طريق تدريس مجالات بيئية محددة .

تاسعـا: مثال تطبيقي (عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحويلها (تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي:-

** النفايات هي تلك المخلفات الناتجة عن أي نشاط يقوم به الإنسان سواء أكان هذا النشاط صناعيا أم استهلاكيا، وهي أشياء تبدو"عديمة القيمة" ونريد أن نتخلص منها بإلقائها في "صناديق القمامة".



** إن التطور الحادث حاليا في النشاط الصناعي والاستهلاكي للمجتمعات قد أدى، حديثا، إلى نمو كمي وكيفي مذهل للنفايات مما زاد المشكلة تعقيدا،فكانت النتيجة تدمير بعض الأنظمة البيئية وعجز أنظمة أخرى على استيعاب ما يقذف على كاهلها من نفايات متنوعة، وخطرة.
*تنقسم النفايات حسب الحالة الفيزيائية إلى صلبة،سائلة ،غازية.
معالجة النفايات الصناعية(17-351):-
** هذه العملية تعتبر عملية معقدة نسبيا لأن النفايات الصناعية تختلف حسب النشاط الصناعي ولا يوجد قاسم مشترك بينها فهي عبارة عن موضوع خاص بكل نشاط صناعي (الصناعات الغذائية، المعدنية، الحربية، النووية، الميكانيكية، البتر وكيميائية، الصيدلية،...)

النفايات المنزلية

** السائلة : محطات تطهير المياه المستعملة
** الصلبة : هنالك ثلاثة أساليب لمعالجتها

* الحرق في الأفران (الإ ستفادة من الطاقة الحرارية، توليد الطاقة الكهربائية، التسخين،....)

** الدفن في مطامير معدة للغرض سلفا (استخراج الغاز البيولوجي بعد التحلل بدون أكسجين،...)

***التحويل إلى أسمدة عضوية طبيعية (تحسين التربة، تنمية المحاصيل، استصلاح الأراضي، إنتاج المشاتل الغابية،....) .





تحويل النفايات المنزلية إلى سماد عضوي طبيعي:-

ما هو السماد العضوي (Compost)؟
** هو ذلك الناتج الثابت، الصحي ،الشبيه بالدبال الغابي(أوراق غابية متجمعة عبر السنين،وتتحول إلى مادة عضوية،وتسمىHumus،والمتأتي من مسار التحلل البيولوجي للمواد العضوية (حيوانية أو نباتية) عن طريق كائنات حية دقيقة(micro-organisms) تحت ظروف مراقبة(controlled conditions) منها الحموضة، الرطوبة، الأكسجين(pH, T, N, C, H2O,O2, … ).
** العملية تعتبر رسكلة(إعادة تدوير)، تثمين ومعالجة للنفايات .
كيف نتعلم من الطبيعة؟
يقول "اريت ستانلي كونجدن" وهو عالم طبيعي وفيلسوف في كلية "رينيتي"بفلوريدا :
" إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية، فإننا لا نفعل سوى أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته".
(الطائرة، الغواصة،...) .
"ورقة التوت" ما مصيرها؟
** سمعنا كثيرا عن ورقة التوت التي سقطت منذ زمان بعيد ولكننا لم نعلم ماذا جرى لها ولو تتبعنا آثارها في الطبيعة لوجدنا أن المولى عز وجل قد أرسل عليها جندا من جنوده (الكائنات الدقيقة الحية) لتخضعها لعملية تحلل بيولوجي كي تعيد إلى الأرض أديمها (تسميد).

"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته" (سبأ-14) ."وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما" (الفتح 6).
"ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" (لقمان 20).
"له ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى"( طه 6).


ماذا تحوي سلة مهملاتنا؟:-
إذا نظرنا إلى سلة المهملات (0.5-2 كغ/الشخص) فإن المواد المبينة أدناه تعتبر قاسما مشتركا بين كل السلات ولكن بنسب متفاوتة(18-93-94):-


المــــــــواد
النسبة المئوية (%)
المواد العضــــوية
17-29
الــــــــــورق
16-37.5
المـــــــــعادن
4-8.3
الزجـــــــــاج
6.7-7
المواد البلاستـــيكية
7-8.3
متفرقــــــــات
8.3-37

العناصر المتدخلة في مسار تحضير السماد العضوي

ما هو نوع الخليط؟
** إن تناسب الكربون (C) والنيتروجين (N) مهم جدا في عملية تحضير السماد العضوي الطبيعي ويجب أن تحدد هذه النسبة من البداية حتى تكون "الوجبة الغذائية" متوازنة ومن الأفضل أن تكون قائمة بين 40-50 والأمثل أن تكون بين 25-30.
** حينما تكون نسبة (C) أعلى من (N) تكون عملية التحلل بطيئة لأن مخزون(N) سرعان ما ينفذ.
** حينما تكون نسبة (N) أعلى من(C) فإن الفائض من(N) ينبعث في المحيط ويعطي رائحة كريهة.
** بصورة عامة فالمواد الرطبة والخضراء تكون غنية بالنيتروجين (N) بينما المواد الجافة والبنية تكون غنية بالكربون(C).
** في السماد العضوي الطبيعي الناضج تستقر هذه النسبة بين 10-20.
الجدول التالي يبين نسب(N/C) لبعض المواد(19-76-77) :-
المـــــــــــــــــــــواد
(N/C)
(N)
(C)
خليط فضلات المسلخ البـــــلدي
2
+

الـــــــــــــــــدم
2
+

المواد النباتية الخـــــــضراء
7
+

فضلات الإنـــــــــــسان
5-10
+

السماد العضوي والتربة السوداء
10
+

العشــــــــــــــــب
10
+

فضـــــلات الدجـــــــاج
10
+

فضلات الحيوانات المــــــنزلية
15
+

الخضراوات غير الصالــــــحة
15
+

فضلات المطـــــــــــبخ
10-25
+

فضـــلات الغــــــــلال
35
+

ورق الأشجار عند الســــقوط
20-60
-
-
ورق الأشجار في الخريــــف
80

+
الفضلات الخضراء للنـــباتات
20-60

+
بقايا الحبوب (قش- تبن-عصف)
50-150

+
قشرة جذوع الأشــــــجار
100-150

+
الـــــــــــــورق
150

+
فضلات تصنيع الخشب
200

+
علامة أل(+) =النسبة الأعلى .
ما دور الكائنات الحية الدقيقة؟
** بمجرد الانتهاء من عملية تحضير الكومة فإن عشرات الأنواع من الكائنات الحية الدقيقة تقوم بغزوها حيث تتكاثر على المواد العضوية لتتغذى من السكر والبروتينات والمكونات الأخرى الموجودة.
** يقوم كل نوع أو "فرقة" بما يخصه من عمل لتكون عملية التحلل سيمفونية يشترك فيها عازفين مهرة.
** لكل مجال من مجالات الحرارة نوع من الكائنات خاص به فبعد 40ºC تندثر موجة من الكائنات لتحل محلها موجة أخرى أكثر تحملا للحرارة وهكذا... وهذه آية من آيات الله عز وجل في هذا الكون.
"وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما"( الفتح 6).

الكائنات الدقيقة لا نبصرها ولكنّها لها مكانة ودور هام حتّى أنّ المولى عزّ وجلّ يقسم بها.
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون"(الحاقة 38-39).

"قالوا أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون" (المؤمنون 82).
"أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون"(الواقعة 47).
دلّت هذه الآيات على أن المادة العضوية الموجودة في جسم الإنسان تتحل لتصبح ترابا (سمادا) بينما العظام لا تتحلل أو تتحلل جزئيا ببطء.
** من الضروري معرفة الظروف المثالية لنشاط الكائنات الحية حتى تكون عملية الحصول على سماد عضوي ناجحة وفي فترة قياسية.





الجدول التالي يعطينا فكرة حول بعض أعداد الكائنات المشاركة في العملية وعددها.

الــنـــــــــــــوع
العــدد في كغ من الســــماد
البكتيريا (Bacteria)
109 - 1010
الفطريات (Fungis)
104 – 106
الفطريات الشعاعية(Actinomycetes)
106 – 108
الحيوانات الأولية (Protozoares)
5.109
الطحالب (Algas)
106
العناكب (Akariens)
104
القشريات (Crustacees)
103
دودة السماد
103
الحشرات الأخرى واليرقات (Larves)
2.103
الفيروسات (Virus)
غير محدد
ما تأثير الحرارة و التهوية على العملية؟
** إن عملية تحلل المواد العضوية عن طريق الكائنات الحية الدقيقة يؤدي إلى ارتفاع في الحرارة، فتصبح الكومة عبارة عن "مفاعل"، لتصل إلى معدل ºC65 في كومة حجمها 1 م3 وهذه الحرارة تعمل على :
- التسريع في تحلل المواد العضوية
- القضاء على الكائنات الضارة وغير المرغوب فيها
- تدمير بذور النباتات الطفيلية
- تبخير كميات من الماء
- أن يكون الناتج النهائي صحي
** يعتبر انخفاض الحرارة "مؤشر" على نقص في نشاط التحلل وهذا يعني أن الكومة بحاجة إلى عملية تقليب والفائدة من ذلك :
- إدخال مزيد من الهواء (O2) إلى الكومة
- يصبح الخليط أكثر تجانسا
- مهاجمة أو تحلل ما تبقى من جيوب المواد العضوية
**عند نهاية مسار التحلل ونضج السماد تكون درجة حرارة كومة السماد العضوي المستحضر تقارب حرارة المحيط أي أن السماد أصبح ثابتا.
ما دور الماء (الرطوبة)؟
"وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء 30).
"وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج"(الحجر 5).
"ألم تر أنّ الله أنزل من السّماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة إنّ الله لطيف خبير" الحج (63).
"وينزّل من السّماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون "(الروم 24).
** إن كل الكائنات تحتاج في نشاطها إلى الماء والكائنات الحية الدقيقة المتدخلة في عملية تحلل المواد العضوية تنشط جيدا في رطوبة تساوي أو تفوق 60% (القيمة الأولية) هذا النشاط يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة مما يقود إلى تبخر كميات هائلة من الماء (انخفاض في الرطوبة) فينخفض نشاط الكائنات فتنخفض الحرارة.
** انخفاض الحرارة قد يعد مؤشرا على نقص في الرطوبة إذا لا بد من "بخ" الماء على كومة المواد العضوية.
** إن الرطوبة العالية (أعلى من 80%) تعيق حركة الأكسجين في الكومة وبالتالي تأثر على عملية تنفس الكائنات الحية.
** يمكن معرفة الرطوبة بقياسها أو عن طريق اختبار "القبضة" وذلك بأخذ قبضة من الخليط وضغطها في كف اليد :
- إذا سالت قطرات من الماء بين الأصابع ولم يتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة جيدة.
- إذا كانت كمية الماء المتدفقة عالية فرطوبة الخليط عالية.
- في غياب قطرات من الماء وتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة منخفضة.
ما دور الحموضة؟
** إن أول عمل تقوم به الكائنات الحية في الكومة هو نشر الأنزيمات والأحماض اللازمة لتسهيل مهاجمة المواد العضوية العادية والمستعصية
"كما نعصر الليمون على السلطة أو السمكة المشوية أو الحساء قبل أكله".
** تنخفض حموضة الكومة ثم ترتفع تدريجيا بإطلاق الأمونيا لتحذو، في نهاية المسار، عند التعادل.
ما تأثير العوامل الطبيعية؟
** العوامل الطبيعية لها تأثير إذ أن وجود كومة المواد العضوية :
- مباشرة تحت الشمس أو في مجرى هواء يؤدي إلى التجفيف السريع للخليط نتيجة تبخر الماء الموجود به.
- في جو ممطر يؤدي إلى ارتفاع كبير في الرطوبة وهو ما يعيق حركة الهواء (O2) في الكومة وكذلك صعوبة التعامل معها(التقليب) لأنها تأخذ شكل العجيبة.
- في جو بارد يؤدي إلى انخفاض في نشاط الكائنات الحية.
** حماية الكومة من العوامل الطبيعية ضروري للحصول على سماد جيد ويكون ذلك بوضع الكومة تحت مضلة أو تغطيتها بطبقة من :
- القش الجاف.
-الأغصان أو الأعشاب الجافة.
- البلاستيك غير النفاذ للماء والنفاذ للهواء.
ما الفائدة من الرحى والغربلة؟
** حينما يصبح الخليط ثابت يمكن، إن شئنا، أن نقوم برحيه وغربلته حتى تكون الحبيبات متجانسة ومن ثم تعبئته في الأكياس إذا كان الغرض تجاريا.
** إذا كان السماد معد للاستخدام الشخصي فإن العملية السابقة غير لازمة.
كيف نعرف أن السماد أصبح جاهزا؟
** في الحقيقة هنالك جملة من الاختبارات يمكن إجراءها لمعرفة ما إذا بلغ السماد المستحضر مرحلة النضج أو البلوغ "لتزويجه" للتربة ومنها :



1- الاختبارات الفيزيائية:
- الحرارة (قريبة من حرارة المحيط) – اللون (بين البني والأسود)- الرائحة (رائحة تربة الغابة)- الكثافة (أقل من 1)
2- الاختبارات ا لكيميائية:
- التناسب (C/N) حيث يكون (10-20) - حالات (N) يجب أن يكون نترات(NO3) وليس نتريت (NO2) أو أمونيوم (NH4) - الحموضة (قريبة من التعادل) – طاقة التبادل الأيوني – المكونات العضوية – الكربون النشط – الكثافة البصرية.
3- الاختبارات البيولوجية:
- التنفس (درجة استهلاك O2 أو انبعاث CO2) - تحليل الكائنات الحية الموجودة (الفطريات الإشعاعية) – النشاط الأنزيمي.
4-اختبارات الإنتاش (Germination Tests) :-
- يجرى هذا الاختبار على العشب (Ray grass)، الفاصوليا، الفول، الجلبان،...ثم حساب % للإنتاش ودراسة لون الجذور(ناصعة البياض).

ما خصائص السماد العضوي المستحضر؟
** إن السماد المستحضريحتوي على عناصر كيميائية هامة(P, K, Ca, N, C, Mg,...) له دور فعال في تحسين التربة والمساعدة في نمو النباتات.









الجدول التالي يعطينا فكرة حول معدل محتويات السماد.

العنــــــــــــــــــصر
% في السماد العضوي المنزلي
الرطوبة (Humidity)
50-60
المواد العضوية (Organics)
8-10
الحموضة (pH)
7.5-8.5
النيتروجين الكلي (Total nitrogen)
0.4-3.5
الكربون الكلي (Total carbon)
8-50
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
الفوسفور (Phosphorus)
0.3-3.5
المغنيسيوم (Magnesium)
0.1-0.2
الكالسيوم (Calcium)
0.4-1.2
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
المتفرقات (Divers)
20-65
نسبة الإنتاش(Germination )
60-100

كيف يحسن السماد العضوي المستحضر خصائص التربة؟
** يعتبر السماد العضوي المستحضر مصدرا للمواد العضوية بالنسبة للتربة حيث يعمل على تحسين خصائصها بما يجلبه من عناصر مختلفة.
1- تحسين الخصائص الفيزيائية :-
- نسيج وتركيبة التربة- زيادة الكثافة- خاصية احتباس الماء (دور الإسفنجة) - تعديل معدل التسرب (Infiltration) والنفاذية(Permeability)- تثبيت التربة ومنع الانجراف- زيادة طاقة امتصاص أشعة الشمس (السماد أسود) فتشهد النبتة نموا سريعا عند انطلاقها.

2- تحسين الخصائص الكيميائية:-
- التبادل الكتيوني بين مختلف العناصر- الحموضة بلعب دورا منظما-التوصيل الكهربائي (Conductivity) لتسهيل مرور الأملاح توفير العناصر الغذائية الأخرى.

3- تحسين الخصائص البيولوجية :-
- وجود الكائنات الحية في السماد يرفع في درجة النشاط البيولوجي للتربة حيث تصبح أقدر على تثبيت نيتروجين الهواء (N2) وتمكن النبتة من الاستفادة من الفوسفور (P) والكبريت الموجود في الأرض (التربة أكثر ديناميكية)
- نشاط الكائنات الحية يوقف نمو النباتات المضرة للنبتة الرئيسية ويحقق نموا أفضل للجذور.
أين نستعمل العضوي المستحضر؟
** في الحدائق العامة والمساحات الخضراء لتجميل المدن
** نباتات الزينة
** الأشجار المثمرة
** إنتاج الخضر وات
** إنتاج المشاتل الغابية
خلاصة
** إنتاج السماد العضوي هي عملية :
- حماية ومصالحة البيئة .
- رسكلة(إعادة تدوير) وتثمين للفضلات .
- تجميل المحيط .
- تحسين خصائص التربة .
- فتح مجالات للعمل البيئي .










ثامناً : توصيات الدراسة :
في ضوء ما جاء في محاور هذه الدراسة يوصي الباحث بما يلي :
(1)ضرورة تحقيق الارتباط الوثيق بين الفكر البيئي العالمي بعمليات التنمية في البيئة العربية ومن هذه الأفكار الأخذ بالعلم الحديث في العالم وهو علم الإصحاح البيئي كفكر جديد يحتاج إلى عملية تأصيل وتعزيز ودمج في القرارات الدراسية التعليمية .
(2)من الأهمية بمكان تفعيل برامج التربية العلمية لتحقيق منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي ، فالتربية العلمية هي الأقدر على تحقيق هذه المنظومة المقترحة .
(3)ضرورة البحث في الأساليب العلمية والتكنولوجية الحديثة التي بدأ العالم المتقدم في استخدامها في عمليات الإصحاح البيئي تحت مسمى تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(4)تعريف معلم العلوم والتربية العلمية بمفهوم الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك كمفاهيم حديثة وثقافة بيئة جديدة من شأنها أن تساهم في تحقيق التميز البيئي لدى المواطن العربي .
(5)لما كانت التربية البيئية محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذه الاهتمام إلى التربية العلمية ، ومن ثم يكون لبرامجها دورها الفعال في هذا الصدد وهذا ما تهدف إليه ورقة العمل الراهنة .(6)أن هناك مشكلات بيئية عربية حادة – ذكرنا بعضاً منها فيما سبق – تقضي ضرورة اهتمام البرامج التربوية بتلمسها وزيادة الاهتمام بها ، ولعل قيام التربية العلمية بوضع بصماتها على مشكلات البيئة العربية واستحداث الأساليب والآليات والبرامج والتكنولوجيا الحديثة للإسهام في حلها ما يجعلها تقبع في بؤرة اهتمام البيئة العربية بمشكلاتها التي فرضت نفسها على الساحة العربية في الوقت الراهن .
(7)يوصي الباحث بأهمية إعادة النظر في خطط وسياسات وبرامج التربية البيئية سواء على مستوى التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي بحيث يتم إدراج المفاهيم والاتجاهات البيئية الحديثة من ناحية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(8)ضرورة إسهام برامج التربية البيئية ومن خلال التربية العلمية في تحقيق التميز في التربية البيئية ، ويمكن أن يتحقق هذا التميز من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى التعليم الجامعي ومن خلال برامج التربية الإنظامية وعبر وسائل الإعلام المتنوعة .
(9)إعداد برامج في التربية البيئية يتم من خلالها تشجيع المواطن العربي على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية العربية لا سيما المعقدة والحديثة منها الناجمة من جراء السلوكيات الإنسانية الخاطئة مع البيئة الطبيعية
(10)عقد دورات في التربية العلمية لمعلمي العلوم وذلك بهدف تعريفهم ببعض تجارب الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(11)قيام معلم العلوم بمراحل التعليم العام ومن خلال التجارب العلمية لدروس العلوم – بتوضيح آلية وعمليات الإصحاح البيئي التي تستخدم لعلاج بعض المشاكل البيئية الملحة .
(12)تشجيع قيام الباحثين في مجال تدريس العلوم والتربية العلمية بإجراء دراسات وبحوث في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك للإسهام في تحقيق التميز في التربية البيئية من ناحية ولخوض هذا المجال البكر في علم الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(13)تحقيق نوع من التعاون العلمي بين أعضاء هيئة التدريس في تخصيص طرق تدريس العلوم والتربية العلمية وأعضاء هيئة التدريس في تخصص علوم البيئة وذلك لوضع أطر للتعاون العلمي بينهما بخصوص مشكلات البيئة العربية واقتراح الآليات المناسبة لوضع برامج مشتركة نحو تحقيق الإصحاح البيئي في التربية البيئية .
(14)عقد دورات تدريبية وحلقات نقاشية وورش عمل داخل كليات التربية وكليات العلوم لتعريف العاملين بالتجول البيئي بعلم الإصحاح البيئي والأساليب التكنولوجية الحديثة المتبعة عالميا لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(15)يقترح الباحث أن يكون شعار مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية للعام القادم 2004 هو ( التربية العلمية و تكنولوجيا الإصحاح البيئي ) وذلك إيمانا من الباحث بأهمية تأصيل هذا العلم الحديث من خلال مؤتمر علمي جدير بأن يهتم بهذا المجال من مجالات التربية العلمية .







مراجع الدراسة(العربية والأجنبية)
) مرتبة طبقا لأسبقية الاستعانة بها في الدراسة )
==============================

(1) www. Webmaster & Alriyadh . np. Com .
(2)www.sanitation.net. (3) محمد خميس الزوكة ، البيئة ومحاور تدهورها ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية,2000.
(4) سامح غرايبة ، يحيى الفرحان ، المدخل إلى العلوم البيئية ، عمان : دار الشروق ، 2002 .
(5) عبدا لله ألطرزي ، أحمد الظاهر ، الإنسان والبيئة ( الموارد الطبيعية والتلوث ) ، الجزء الثاني ، عَّمان : ( دار الفرقان للنشر والتوزيع ، 2001 .
(6) عامر محمود طراف ، الأخطار البيئية والنظام الدولي ، بيروت : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 2002م .
(7) أحمد الفرج العطيات ، البيئية : الداء والدواء ، عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، 2001 .
(8) Paul D. Eggen , Donald P. Kauchak , Strategies For Teachers , Third Edition , London : Allyn and Bacon , 1999 .
(9) Goyce E. Ramig , and others , Teaching Science Process Skills , U.S.A : Good Apple , 2001 .

(10) حسام مازن ، في التربية البيئية : قراءات ودراسات ، الطبعة الثانية ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 2000م .
(11) حسام مازن ،( الحاجة إلى برامج علمية في التربية البيئية بكليات التربية في مصر والوطن العربي ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية الجامعية المنيا في القرن من 26 – 27 من إبريل 2000م .

(12) حسام مازن ( دور التربية العلمية في مواجهة بعض المخاطر الصحية التي تواجه البيئة في مجالي الغذاء والمستحدثات التكنولوجية ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الرابع للجمعية المصرية للتربية العلمية ، بالما أبو سلطان ، الإسماعيلية ، 31/7 إلى 3/8/2000م .
(13) حسام مازن ، ( الحاجة إلى برامج عصرية في التربية البيئية لطلاب التعليم العام وللمعلم في الوطن العربي ) ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر الأول للبيئة والموارد الطبيعية بجامعة تعز بالجمهورية اليمنية ، تعز ، جامعة تعز ، 15-22 من أبريل 2000م .
(14) www. nis . gov .
(15) www. lcps - lebanon . org .
(16) علي مهران هشام ، ( عالم البيئة – الأنشطة البشرية والتوازن المفقود ) ، مجلة العلم ، العدد 318 ، مارس 2003م ،صادرة عن جريدة الجمهورية القاهرية.
(17)محمد علي الوسلاتي،"معالجة وتقويم ودراسة الخصائص الفيزيوكيميائيةلمواد
عضوية عن طريق الأحواض الماكروفيتيةوالتسميد العضوي والتخمر الميثاني"،
رسالة دكتوراة ،جامعة تونس،1997م.
(18)ـــــــ، " تحويل فواصل عملية الزيتون وإفرازات الدواجن إلى سماد
عضوي" ،بحث منشور في مجلة أبحاث اليرموك،سلسلة العلوم الأساسية
والهندسية ،المجلد العاشر ،العدد 2أ،2001م.
(19)ـــــــ، " تحويل أوحال محطات التطهير والأكاسيا إلى سماد عضوي
،بحث منشور في مجلة البحوث الغابية الفرنسية،العدد(5)،1999م.
(20)محمد صبري محسوب سليم،البيئة الطبيعية-خصائصها وتفاعل الإنسان معها،
القاهرة: دار الفكر العربي،1998.


==================================================

انتهــــى """"""""
وشكـــرا""""""""""
الباحــــث """"""""""""""






















المتابعون

الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=احدث إصدارات حسام مازن==9 أجزاء متكاملة

الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=احدث إصدارات حسام مازن==9 أجزاء متكاملة

الموسوعة ج1

الموسوعة ج1

الموسوعة ج2

الموسوعة ج2
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

الموسوعة ج3

الموسوعة ج3
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

الموسوعة ج4

الموسوعة ج4
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

الموسوعة ج5

الموسوعة ج5
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

أالموسوعة ج6

أالموسوعة ج6
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

الموسوعة ج7

الموسوعة ج7
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

أالموسوعة ج8

أالموسوعة ج8
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

الموسوعة ج9

الموسوعة ج9
أحدث إصدارات حسام مازن-الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة=9أجزاء

أحدث مؤلفات حسام مازن=المنهج التبوي الحديث والتكنولوجي

أحدث مؤلفات حسام مازن=المنهج التبوي الحديث والتكنولوجي
أحدث مؤلفات حسام مازن

أحدث مؤلفات حسام مازن-التربية البيئية

أحدث مؤلفات حسام مازن-التربية البيئية
التربية البيئية

أحدث مؤلفات حسام مازن=وسائل وتكنولوجيا التعليم

أحدث مؤلفات حسام مازن=وسائل وتكنولوجيا التعليم
أحدث مؤلفات حسام مازن

أحدث مؤلفات حسام مازن=مصادر التعلم

أحدث مؤلفات حسام مازن=مصادر التعلم
كتاب تكنولوجيا مصادر التعلم

قائمة مؤلفات حسام مازن

  • وسائل وتكنولوجيا التعليم والتعلم
  • تكنولوجيا مصادر التعلم العالمية والمحلية
  • تكنولوجيا التربية مدخل لتكنولوجيا المعلوماتية
  • تخطيط وتطوير المناهج التربوية
  • الموسوعة الميسرة في العلوم المبسطة للهواة(ج1+ج2)
  • المنهج التربوي الحديث والتكنولوجي لضمان جودة التعليم
  • التربية العملية لطلاب كليات التربية
  • التربية البئية-قراءات-دراسات -تطبيقات
  • استراتيجات تعليم وتعلم الحاسب الآلي
  • اتجاهات عصرية في تكنولوجيا المناهج والتربية العلمية
  • اتجاهات حديثة لتعليم وتعلم العلوم
  • أسليب واتجاهات حديثة في تقويم تعليم وتعلم العلوم
  • أحدث المؤلفات للعام 2009/2010م
  • -تكنولوجيا الثقافة العلمية وعلوم الهواة
  • -تكنولوجيا التربية

أحدث مؤلفات حسام مازن=الثقافة العلمية

أحدث مؤلفات حسام مازن=الثقافة العلمية
تكنولوجيا الثقافة العلمية

تعليم العلوم-أحدث مؤلفات مازن

تعليم العلوم-أحدث مؤلفات مازن
اتجاهات حديثة في تعليم وتعلم العلوم

تكنولوجيا التربية=أحدث مؤلفات حسام مازن

تكنولوجيا التربية=أحدث مؤلفات حسام مازن
أحدث مؤلفات حسام مازن

مازن

مازن

أجهزة في العلوم

أجهزة في العلوم

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Prof. Dr. Hosam Mazen

صورتي
جامعة سوهاج, سوهاج===مصر, Egypt
التطورات العالمية في مجال تبسيط العوم للهواة تقديم العلوملغير المتخصصين بشكل مثير وطريف وغريب أحياناً

مارأيك بالمدونة الجديدة لحسام مازن؟

HOSAM MAZEN

HOSAM MAZEN
HOSAM MAZEN