hosam mazen
مدرسة المستقبل : مناهجها الالكترونية ودورها فى بناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية العربى
ورقة عمل
رؤية وإعداد أ.د/ حسام محمد مازن
أستاذ المناهج وتكنولوجيا التدريس
كلية التربية ـ جامعة سوهاج
مقدمه إلى
المؤتمر العلمى العربى الرابع {التعليم وتحديات المستقبل} لجمعية الثقافة من أجل التنمية
25-26/4/2009م
hosam_mazen2000@yahoo.com
http://hosammazen.blogspot.com
http://drmazen2008.sohag-univ.edu.eg
ملخص ورقة العمل:
يعتمد نمط مدرسة المستقبل المنشودة على التحول الجذرى فى النظام المدرسى الراهن، بحيث تصبح هذه المدرسة مرنة ومفتوحة وتعتمد أساساً على البنية التحتية التكنولوجية التى تجعل المتعلم صانعاً للمعلوماتية لا مستهلكاً لها فحسب، وتجعل من المعلم مستشاراً معلوماتياً ومرشداً أكاديمياً وموجاً ومصمماً للمادة الدراسية، وعضواً فى فريق تعاونى فى مدرسة المستقبل، إنها المدرسة التى ُتعقد عليها الآمال الواسعة لبناء مجتمع المعلوماتية كطريق للوصول إلى مجتمع المعرفة، حيث تبذل فى الوفت الراهن جهود مكثفة فى مصر والعالم العربى للاهتمام بتكنولوجيا المعلومات لتصبح مكوناً أساسياً فى عمليات التنمية العربية الشاملة.
ولما كان رأس المال البشرى الانسانى من أهم الأصول الضرورية لتحسين الاقتصاد القومى لأي دولة، ويتجلى ذلك فى توفير العدد اللازم من العمال والمهندسين والمخترعين والفنيين والباحثين القادرين على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات، لذلك جاءت الدراسة الرهنة التى تحاول تبنى فكر تربوى بمنظور مستقبلى استشراقاً للمستقبل القريب فى ظهور مدرسة قادرة على قيادة التطوير والتجويد فى المجتمع لتكون قادرة على مساعدة متعلميها على استعاب منجزات تكنوولجيا المعلومات والاتصالات التى تمكن ايضاً من إقامة الاقتصاد القائم على المعرفة والمعارف العامة الشاملة التى توفرها تكنولجيا المعلومات والاتصالات.
إن مدرسة المستقبل المنشودة هى الحلم المطعم بالعلم الذى يجوب آفاق المستقبل القريب سعياً للنهوض العلمى والتكنولوجى لمجتمعنا العربى.
محاور ورقة العمل:
أولاً المقدمة.
ثانياً : مصطلحات الدراسة :
1- مدرسة المستقبل.
2- المدرسة الذكية.
3- المنهج الاليكترونى
4- مجتمع المعلوماتية.
ثالثاً : مدرسة المستقبل كما أتخيلها.
رابعاً: ملامح المناهج الالكترونية لمدرسة المستقبل فى عالمنا العربى.
أ- الأهداف.
ب- المعلوماتية ـ المهارات الحياتية ـ الاتجاهات البيئية.
ج- تكنولجيا التعليم.
د- أنشطة التعلم النشط لمدرسة المستقبل.
هـ- المداخل والطرق والاستراتيجيات التدريسية لمدرسة المستقبل.
و- التقويم والتغذية الراجعة.
خامساً : المعلم فى مدرسة المستقبل: المسؤوليات ـ الأدوار ـ الحقوق ـ الواجبات.
سادساً : مدرسة المستقبل وتعليم التفكر العلمى.
سابعاً : مدرسة المستقبل ودورها فى صنع وبناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية فى عالمنا العربى.
ثامناً : منظومة مقترحة من الباحث لهيكل مدرسة المستقبل والمدرسة الذكية لبناء مجتمع المعلوماتية والمعرفة العربى.
تاسعاً : تعليق عام للبحث.
عاشراً : توصيات الدراسة.
حادى عشر: مراجع الدراسة (العربية ـ الاجنبية).
أولاًً : المقدمة:
يفرض علينا الواقع التربوى العربى والعالمى ضرورة وحتمية أن نحلم بمستقبل تربوى أفضل لنا ولأجيالنا، فإن نظرة سريعة وشاملة للعالم من حولنا ، ليس فقط العالم الغربى المتمثل فى أوروبا الغربية والشرقية ولا الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل النظر إلى الدول التى كانت يوماً دون المستوى العلمى والتكنولوجى والثقافى والاقتصادى والاجتماعى لعالمنا العربى وأقصد بها النمور الاسيوية شرقاً ودول أمريكا الجنوبية شمالاً وغرباً لنجد الهوة السحيقة فى كافة أنظمتنا التربوية قياساً للانظمة التربوية لهذه الدول الصاعدة الواعدة اقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً، الامر الذى أصبح يدعونا إلى الاحباط تارة وإلى الأمل فى الله تعالى لكى نحذو حذو هذه الدول تارة أخرى، وأن نحلم بمدرسة لمستقبل عالمنا العربى، مدرسة تأخذعلى عاتقها دورها اللائق بها نحو التقدم المنشود فلا أحسب أن أمة ما نهضت بفضل عنتريتها السياسية ونفاقها الزائد عن الحد ، ولا بفضل عشوائيتها وتخبطها فى التعليم (إلغاء الصف السادس ثم إعادته مرة أخرى ـ إلغاء النظام التقليدى للثانوية العامة ثم التفكير فى عودته ثانية ـ إلغاء دور المعلمين والمعلمات كأعرق مؤسسة تربوية لإعداد معلم التعليم الابتدائى ـ التفكيرالجاد حاليا فى إلغاء كليات التربية ..... وغيرها من المهاترات التربوية التى لاتغني ولاتسمن من جوع).
إن أمة تتطلع إلى مستقبل تعليمى وتربوى يرقى بها إلى مصاف الدول النمور الأسيوية أو دول قارة أمريكا الجنوبية لابد لها من أن تحشد كافة امكاناتها المادية والعلمية والتكنولوجية ـ حتى ولوكانت متواضعة ـ فى خدمة العملية التعليمية للارتقاء بها إلى الأفضل والاحسن بل والأجود، إن أمة عاقلة لا تترك مصير تطوير التعليم فى مصر إلى طبيب أطفال، ولا أستاذ فى الهندسة المعمارية ولا إلى حفنة من المنافقين والمتسلقين وكله تمام يا فندم.
عزيزى الباحث، دعنى أحلم فى هذه الورقة بمدرسة للمستقبل العربى فى عصر لا يقبل العواطف ولا الانفعالات لا سيما لدى صناع قرار التطوير التربوى.
هذه الورقة تضع فكراً ربما يكون خيالاً ولكن كم من الاحلام والخيالات أصبحت أمراً واقعاً وحقيقة معايشة إذا ما خلصت النوايا نحو اصلاح منظومة التعليم فى مصر والعالم العربى.
تأتى هذه الورقة استجابة لشعار المؤتمر الموقر: " التعليم وتحديات المستقل " وتستعرض مجموعة من المحاور أحسبنى أنها تطرق وبشدة باب المستقبل العربى المنشود نحو تعليم مستقبلى يلبى احتياجات التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية من جهة ويلحق بنا بركب الدول المتقدمة ـ أقصد دول النمور الأسيوية أو على الأقل بدول القارة الأمريكية الجنوبية التى كانت إلى عهد قريب نسياً منسياً .
تتضمن ورقة العمل المقترحة محوراً عن المصلحات ذات الصلة مثل مصطلح مدرسة المستقبل، والمرسة الذكية، والمنهج الاليكترونى، ومجتمع المعلوماتية، كما يتناول الباحث فى هذه الدراسة أهم ملامح ومكونات وعناصر منهج مدرسة المستقبل، كما يتناول المحور الرابع خصائص وصفات ومسئوليات وأدوار وحقوق وواجبات المتعلم فى مدرسة المستقبل كما يتناول المحور الخامس دور مدرسة المستقبل لتعليم التفكير العلمى، كما يعالج المحور السادس دور مدرسة المستقبل التى أتخيلها فى صنع وبناء مجتمع المعلوماتية والمعرفة فى عالمنا العربى فى ضوء عصر المعرفة وتكنولوجيا المعلومات الذى نعيشه حالياً، أما المحور السابع فيقدم فيه الباحث منظومة يقترحها لاخراج مدرسة المستقبل المنشودة إلى أرض الواقع التربوى والتعليمى العربى، اما المحور الثامن فيتناول تعليقاً وتعقيباً عاماً من الباحث على سلسلة محاور ورقة العمل، فى حين يقدم المحور التاسع بعض التوصيات التى يقترحها الباحث لظهور مدرسة المستقبل إلى الوجود العربى، وأخيراً تقدم هذه الدراسة المتواضعة قائمة بالمراجع العربية والاجنبية وفقاً لأسبقية استخدامها فى إعداد هذه الدراسة.
الخير أدرت وعلى الله قصد السبيل ،،،،
الباحث ،،
hosam_mazen2000@yahoo.com
http://hosammazen.blogspot.com
http://drmazen2008.sohag-univ.edu.eg
ثانيا: مصطلحات الدراسة:-
تتناول الدراسة المصطلحات التالية:-
(1) مدرسة المستقبل future School
أرى أن مدرسة المستقبل هى النموذج التربوى المنشود والمأمول الذى يتخلص من كافة عيوب المدرسة الراهنة، مدرسة يتحمل فيها المتعلم مسئوولية تعليم نفسه بنفسه تحت توجيه ورشاد المعلم الذى تكون مهمته تيسير عمليتى التعليم والتعلم، وتلبى رغبات وميول واهتمامات وحاجات المتعلمين من ناحية واحتياجات المجتمع بكافة قطاعاته من ناحية أخرى، مدرسة تؤهل طلابها للتكيف الناجح مع مجتمعهم بكل مافيه من تكنولوجيا حديثة ومعلوماتية شاملة، مدرسة تعد اجيالها حاضراً ومستقبلاً ليس فقط ليكونوا مستهلكين للمعلوماتبة بل ومنتجين لها أيضاً، مدرسة تعد الفرد القادر على التفكير الابتكارى والناقد والقادر على المشاركة بفاعلية ونجاح بما لديه من مهارات حياتية مكتسبة مع بيئته محافظاً عليها ومطوراً لمكوناتها، هى المدرسة التى تتمتع بكافة صفات وخصائص وعناصر الجودة الشاملة.
هذا وقد عرف مكتب التربية لدى الخليج العربى (1-24)[*] مدرسة المستقبل بأنها مشروع تربوى يطمح لبناء نموذج مبتكر لمدرسة حديثة متعددة المستويات تستمد رسالتها من الايمان بأن قدرة المجتمعات على النهوض وتحقيق التنمية الشاملة معتمدة على جودة إعداد بنائها التربوى والتعليمى، لذا فإن هذه المدرسة تعد المتعلمين لحياه عملية ناجحة مع تركيزها على المهارات الأساسية والعصرية والعقلية بما يخدم الجانب التربوى والقيمى لدى المتعلمين.
(2) المدرسة الذكية Intelligance School
هى المدرسة التى تتسم بمجموعة من القدرات الجماعية التى تعينها على تحقيق أهدافها المرجوة بما تملكه من معرفة مهارات وذكاءات متعددة كالذكاء الأكاديمى والذكاء التأملى والذكاء العاطفى والذكاء الروحى والذكاء التعليمى، والذكاء النفسى (السيكولوجى) والذكاء الاخلاقى، والذكاءات المتعددة هى التى تؤدى إلى فعالية وايجابية عمليتى التعليم والتعلم لتحقيق النمو والتقدم للمتعلم وللمجتمع فى آن واحد.
ولتحقيق هذه الأدوار المنشودة للمدرسة الذكية فلابد من توفير المناخ المناسب والمشجع لهذه المدرسة مع ضرورة تفهم أولياء الأمور لطبيعة عمل هذه المدرسة وأهدافها، وأن تساهم البيئة المحلية المحيطة بها فى مد يد العون والمساعدة لنجاح هذه المدرسة فى تحقيق أهدافها التربوية الجديدة والشاملة.
هذا ويرى محمد عبد الفتاح حافظ (2008م)(2-14) ان المجالات المتوقعة والمقترحة للمدرسة الذكية تتمثل فيما يلى:-
1- تقويم البرنامج المدرسى والتأكد من أنه يرضى حاجة المتعلمين.
2- تقويم البناء المدرسى لتقرير ما إذا كانت هذه الأبنية عصرية وتتفق مع اهداف المدرسة الذكية ذات التطلعات والتوقعات المستقبلية.
3- دراسة القيم الخلقية التى يتلقاها المتعلم.
4- دراسة ألوان النشاط الترفيهى والاجتماعى التى تعهد بها المدرسة والبيئة المحلية لتقديمها للمتعلمين.
5- الاهتمام بتشغيل المتعلمين وتنفيذ المشروعات المرتبطة بخطط التنمية البيئية.
6- دراسة مشكلات المتعلمين فى البيئة المحلية.
7- اكساب المتعلمين العادات والتقاليد المجتمعية النافعة والمفيدة.
(3) المنهج الالكترونى Electronic Curricalum
هو ذلك المنهج الدراسى الذى يقدم المعلومات والمعارف إلى المتعلم عبر جميع الوسائط الالكترونية الحديثة مثل شبكة الانترنت Internet والانترانتIntranet والاكسترانت Extranet، ومن خلال الأقفمار الصناعية واستخدتم أجهزة الحاسب الآلى المتقدمة، وباستخدام اسطوانات الفيديو DVD، وعبر التليفزيون المرتبط بالحاسب الآلى، ويهدف هذا المنهج إلى إكساب المتعلم –الكترونيا- الجوانب المعرفية والوجدانية والنفسحركية باستخدام مجموعتين من آليات التعليم وهما:- (2-(9-10))
المجموعة الأولى: (قواعد البيانات المباشرة ـ المحادثات المباشرة ـ مقررات تحت الطلب ـ نصوص وصور بيانية ـ الاستدعاء على الهواء مباشرة ـ رسوم بيانية مسموعة ـ الكتب الالكترونية ـ المكتبة الرقمية أو الالكترونية).
المجوعة الثانية: (التعليم بالحاسوب ـ برامج الاقمار الصناعية ـ المؤتمرات السموعة ـ المؤتمرات المرئية ـ المؤتمرات بشبكة الحواسيب ـ مؤتمرات مرئية تفاعلية ـ القنوات التليفزيونية المشفرة ـ الصفوف الافتراضية ـ المعلم الافتراضى ـ شبكة الانترنت والانترانت والاكسترانت ـ الاتصارلات بواسطة الحاسوب فى عملية الـ Chating).
(4) مجتمع المعلوماتية Information Society
من اهم تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة High Technology المجالات الخمسة التالية:-
أولاً : تكنولوجيا المعلومات وترتكز على الكمبيوتر والالكترونيات الدقيقة Nano Technology، والاتصالات Communiations، والالياف الضوئية Fibers Opticals، والبرمجيات Programmes، وشبكات المعلومات العالمية (WWW) (11-14-17).
ثانياً : التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية Bio- Technology and Jenoms.
ثالثاً : تكنولوجيا الليزر Lizer Technology.
رابعاً : تكنولوجيا الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية Sun-Energy.
خامساً : تكنولوجيا المواد الجديدة والمصنعة New Materials.
هذا وترتكز تكنولوجيا المعلومات على نظم الحاسبات ونظم الاتصالات وهى أحد المكونات المهمة فى التكنولوجيا المتقدمة ومن أهم مكوناتها:-
أ- نظم الحاسبات: وتتضمن وسائط تخزين البيانات المختلفة، ووسائل الاتصال المتعددة، وكذلك النظم المدمجة التى تحتوى على جميع النظم التى تعتبر الحاسبات جزءاً أساسياً منها (4-103).
ب- تكنولوجيا البرمجيات : وتشمل برامج تشغيل الكمبيوتر، والتطبيقات المختلفة مثل قواعد البيانات والمعلومات والاتصالات.
ج- تكنولجيا شبكة المعلومات : وهى تساعد على ربط الحاسبات ونظم المعلومات فى انظمة متكاملة على مستويات مختلفة.
هذا وتساهم تكنولوجيا المعلومات على رفع مستوى الانتاجية وقدرات الاختراع والابداع والتجديد فى كافة مجالات الحياة فى المجتمع الذى يهتم بتكنوولجيا المعلومات.
ويعرف حسام مازن (3-216) تكنولوجيا المعلومات (I.T) بأنها ثورة المعلومات المرتبطة بصناعة وحيازة المعلومات وتسويقها وتخزينها ومعالجتها واسترجاعها وعرضها وتوزيعها من خلال وسائل اتصال تكنولوجية حديثة ومتطورة وسريعة، وذلك من خلال الاستخدام المشترك للحاسبات الالكترونية ونظم الاتصالات الحديثة، إنها باختصار العلم الجديد لجمع وتخزين واسترجاع وبث المعلومات الحديثة عبر الاقمار الصناعية.
هذا وتنقسم المجتمعات البشرية اليوم على أساس من يعرف ومن لا يعرف. وليس على أساس من لا يملك ومن لا يملك، ولذلك أصبحت المعلوماتية اليوم هى القوة الرئيسة وهى رأس المال الحقيقى الذى يمكن استخدامه كأداة للتأثير على سلوكيات الافراد فى المجتمع.
ثالثاً : مدرسة المستقبل كما أتخيلها:
أتخيل أن تكون مدرسة المستقبل بمثابة مدرسة تتصف بالصفات التالية:-
1- المدرسة المسئولة من توظيف تكنولوجيا المعلوماتية داخلها وخارجها.
2- مدرسة تعتمد على بنية تحتية قوية للعلم والتكنولوجيا الحديثة.
3- مدرسة تحرص على تعليم العلوم والتكنولوجيا الحديثة لتلاميذها: علوم الليزر-الأقمار الصناعية-تكنولوجيا المعلومات-الطاقة المندمجة-النانوتكنولوجى-الهندسة الوراثية (الجينوم)-علوم الفضاء-وغيرها من العلوم العصرية.
4- مدرسة تساهم فى تحقيق خط التنمية المجتمعية القومية والمحلية.
5- مدرسة بلا أسوار، هى من المجتمع وهى لخدمة كل فئات المجتمع والبيئة المحلية.
6- مدرسة ذكية تحرص على تنمية الذكاء السياسى والذكاء الاستراتيجى والذكاء الأكاديمى والذكاء التأملى والذكاء التعليمى، والذكاء العاطفى، والذكاء الروحى، والذكاء الأخلاقى. شريطة أن تعمل هذه الذكاءات معاً متفاعلة متعاونة لنجاح المدرسة ولتحقيق طموحات المجتمع والبيئة المحلية المحيطة بها.
7- مدرسة عصرية تعيش وتتفاعل مع كل معطياته وتحدياته القريبة والبعيدة.
8- مدرسة متطورة باستمرار، تلبى كافة احتياجات طلابها. وتزودهم بالأسس المناسبة لمواصلة دراستهم الجامعية أوما فى مستواها وتزودهم بالمهارات الأساسية التى تؤهلهم للعيش بفاعلية ونجاح فى مجتمعهم المعاصر.
9- مدرسة تستمد رسالتها وأهدافها من الايمان بالله رباً وبالرسل جميعاً ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبأن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
10- هى المدرسة التى تكسب طلابها المهارات الحياتية المتعددة: مهارات التفكير العلمى وعمليات العلم المتنوعة ـ المهارات الرياضية أو البدنية والبسيطة ـ مهارات القراءة الناقدة ـ مهارات مساعدة المعوقين ـ مهارات الحفاظ على البيئة ونظافتها ـ مهارات حسن استغلال وقت الفراغ ....... الخ.
11- هى المدرسة التى تقدم كل التسهيلات التكنولوجية والاتصالات لكافة قطاعات المجتمع وليس لطلابها فحسب.
12- هى المدرسة التى تتمتع بقيادة إدارية ذكية غير دكتاتورية أو تسلطية وأيضاً قيادة موضوعية، قيادة مرنة سلسة حكيمة رشيدة مبدعة ومبتكرة.
13- هى المدرسة التى تحظى بهيئة تدريسية مؤهلة لقيادة أبناء المجتمع نحو التقدم والتطور.
14- هى المدرسة التى لاتعرف للدروس الخصوصية سبيلا.
15- هى المدرسة التى تراعى الفروق بين طلابها قولاً وعملاً.
16- هى المدرسة التى لا يكون ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والقلق والتوتر والضرب والعقاب الذى يفضى إلى وفاة تلاميذها.
17- هى مدرسة لا تكمم أفواه طلابها بل تشجعهم على القول الحسن والمشاركة الديمقراطية واحترام الرأى والرأى الآخر.
18- هى المدرسة التى تطبق الأساليب التربوية والتكنولوجية الحديثة فى التعليم والتعلم، وفى النشطة التعليمية الشاملة لكافة أوجه نمو الطالب.
19- هى المدرسة التى توفر التوجيه والارشاد المهنى والنفسى لطلابها وفقاً لخطط علمية مدروسة ووفقاً للبرامج الحديثة فى الارشاد النفسى والتوجيه المهنى.
20- هى المدرسة التى تهتم بالتقويم الموضوعى لا الذاتى، وبالتغذية الراجعة والمستمرة والتقويم التعاونى والديمقراطى.
21- هى المدرسة التى تنقل مركز العملية التعليمية من الفصل الدراسى التقليدى بجدارنه الأربعة إلى آفاق تعليمية أوسع وأرحب فى البيئة المحلية وفى المصانع وفى المزارع وفى معامل العلماء والخبراء ومراكز الإعلام والمراكز الطبية، ودور المسنين والايتام والمعوقين ..... الخ.
22- هى المدرسة التى تعد تلاميذها ليكونوا علماء ومخترعين ومبتكرين ومكتشفين فى شتى مجالات الحياة.
23- هى المدرسة التى تخدم عقول الصغار ولا تهون منها ولا تقلل من شأنها.
24- هى المدرسة التى تستفيد بتجارب الدول المتقدمة تربوياً ونفسياً.
25- هى المدرسة التى لا تعتمد على الكتب الدراسية فحسب كمصدر وحيد لاستقاء العلوم والفنون والمعارف والآداب، بل على تكنولوجيا مصادر التعلم المتنوعة البيئية والقومية والعالمية.
26- هى المدرسة التى تهتم بالتلاميذ أصحاب الإعاقات المختلفة.
27- هى المدرسة التى تهتم بالتلاميذ الفائقين علمياً وتكنولوجياً وسيكولوجياً.
ثالثاً : ملامح مناهج الكترونية لمدرسة المستقبل فى عالمنا العربى:
الأهداف التعليمية يوض الشكل التخطيطى التالى أهم ملامح المناهج الالكترونية لمدرسة المستقبل فى عالمنا العربى
الملامح الرئيسية
للمناهج الأليكترونية
لمدرسة المستقبل العربية
الأنشطة التعليمية الإثرائية
التقويم والتغذية الراجعة
تكنولوجيا المعلوماتية ووسائطها الأليكترونية
المحتوى المعلوماتي والمهاري والاجتماعي
الاستراتيجيات والطرق والمداخل التعيمية التعلمية
شكل (1)
ملامح المناهج الأليكترونية لمدرسة المستقبل العربية
ويتم فيما يلى تناول هذه الملامح بشكل مفصل:
(1) الأهداف التعليمية (المراجع 4، 5، 6):-
وهى الأهداف المتنوعة والشاملة وغير التقليدية ومن أمثلتها:
· الأهداف المتنوعة التى تراعى البعد البيئى.
· الأهداف الخاصة بتنمية المهارات الحياتية لدى المتعلم.
· الأهداف الخاصة بتنمية مهارات وعمليات العلم والتفكير العلمى.
· الاهداف الخاصة بتنمية مواهب وقدرات وميول واهتمامات المتعلمين واكسابهم صفات حب وتقدير العلم وتقدير العلماء.
· الاهداف الخاصة بتنمية الشخصية العربية القادرة على التفاعل الناجح مع الاخر.
· الاهداف المرتبطة بتنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلم.
(2) الاستراتيجيات والأساليب التعليمية التعلمية:
ومن هذه الاستراتيجيات والاساليب مايلى:
◄ استراتيجيات البنائية المعرفية والبنائية والاجتماعية والبنائية النفسية.
◄ استراتيجات التعلم بالاستكشاف.
◄ استراتيجيات ما وراء المعرفة.
◄ استراتيجيات التعلم المباشر.
◄ استراتيجيات التعلم غير المباشر.
◄ استراتيجية التعلم الخليط (الالكترونى والتقليدى).
◄ استراتيجيات التعلم النشط.
◄ أسلوب حل المشكلات.
◄ الاسلوب البيئى.
◄ أسلوب التدريس والعلاجى.
(3) تكنولوجيا المعلوماتية ووسائطها الكترونية:
إن تكنولوجيا المعلومات هى مجرد أداة، ويمكن أن يتنوع المحتوى العلمى بالقدر الذى نرغبه، لذا فمن الضرورى أن نفكر فى كيفية دمج تكنولوجيا المعلومات فى أساليبنا التدريسية حتى نعمل على تنمية قدرات طلابنا فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، بالاضافة إلى تنمية مهاراتهم ومعارفهم للمناهج الدراسية المختلفة التى يدرسونها، إن تكنولوجيا المعلومات ووسائطها الالكترونية المتنوعة كالحاسوب والانترنت والاكسترانت يمكن أن تساعد فى تحقيق أهداف مناهج مدرسة المستقبل العربية المنشودة على النحو التالى:-
1- استخداك تكنولوجيا المعلومات لدعم طرق واستراتيجيات ومداخل التدريس المتنوعة.
2- استخدام العروض المختلفة التى تشمل الفصل بأكمله لحث التلاميذ على التفكير العلمى.
3- استخداك تكنولوجيا المعلومات لدعم ومساندة عمليتي التعليم والتعلم لدى التلاميذ، ويفيد ها بشكل خاص عند العمل فى أنشطة جماعية تتركز حول الكمبيوتر.
4- يمكن تشجيع المتعلمين على استخدام وسائل أخرى لطرح موضوعات وحقائق وعناصر الدرس باستخدام طريقة عرض الشرائح (مثلاً) على الشاشة.
5- اللقاءات القصيرة التى تتم بشكل منتظم بين المعلم وطلابه هى أفضل الوسائل للتدريب على المهارات الخاصة باستخدام الكمبيوتر وينطبق هذا على المهارات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات.
6- يجب الاهتمام بتشجيع الطلاب على استخدام الانترنت لدعم تكنولوجيا المعلومات لدى المتعلمين.
7- يجب البحث عن أوجه أخرى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أشرطة الكاسيت، والفيديو، والفاكس، والالات الحاسبة ..... الخ.
(4) الانشطة العلمية الاثرائية:
ويمكن تحديد نوعين من الانشطة المدرسة العلمية الاثرائية المناسبة لمدرسة المستقبل العربية:- (7-47-48)
1- الانشطة على مستوى الفصل الدراسى:
أ- الانشطة العلمية .
ب- الانشطة الخاصة بالصحافة الالكترونية والاعلام المدرسى الاليكترونى.
ج- الاتشطة البيئية.
د- الانشطة الثقافية.
2- أنشطة على مستوى المدرسة والبيئة المحيطة:
أ- الانشطة الصحية مثل الاسعافات الأولية.
ب- الانشطة الاذاعية والصحفية.
ج- المسابقات العلمية والثقافة والبيئية.
د- نادى القراءة.
هـ- نادى الرحلات.
و- نادى العلوم.
ز- أنشطة المحاضرات والندوات.
ح- أنشطة خاصة بمكتبة المدرسة.
ط- أنشطة المعارض والعروض العملية والمتاحف العلمية.
ك- الأنشطة الكشفية (جماعة الكشافة).
(5) المحتوى المعلوماتى والمهاراتى والاجتماعى:
ويمثل هذا الركن المادة أو المحتوى التعليمى الشامل: المعلوماتى-المهاراتى أو النفسحركى-الاجتماعى، ضمن أهداف ورسالة مدرسة المستقبل العربية المنشودة تأهيل المعلم القادر على التفاعل مع الحياة تفاعلاً منتجاً، ومتطلبات الحياة متعددة ومتنوعة، ولعل من أبرز مطالب العصر توفير الكوارد الفنية الكافية لمهن المستقبل الجديدة، ومجتمع الغد سيكون قائماً على بناء وتحليل المعرفة واستثمارها، ويتكون هناك مجالات عديد لتحقيق ذلك ومن أهمها تكنولوجيا المعلوماتية لبناء مجتمع المعرفة، وسيصبح اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمى هو السمة الغالبة للمجتمعات فى الوقت الحالى وفى المستقبل القريب.
وعلى هذا الاساس فإن المحتوى المعلوماتى والمعرفى يمثل جزءاً أساسياً من رسالة مدرسة المستقبل، إن من المطالب الاساسية لتحقيق أهداف مناهج مدرسة المستقبل هو الإعداد الصحيح للمتعلم وتأهيله للتعامل والتواصل مع المعلومات وطرق اكتسابها من خلال التعلم الذاتى والمستقل، واستشرافه لمعالم الحاضر والمستقبل وفقاً لقدراته واستعداداته ومستوى تفكيره.
كما ان المستوى المهارى يتمثل فى اكساب المتعلم المهارات الحياتية المتنوعة التى تؤهلة للتفاعل الناجح والمنتج مع البيئة التى يجب فيها المتعلم، فالمتعلم فى هذه المدرسة سيكون بحاجة لجملة من الخبرات والمهارات والمطالب التى تعده للحياه المستقبلية بكل تعقيداتها وتبعاتها ومطالبها.
كما أن المحتوى الاجتماعى لمنهج مدرسة المستقبل العربية سيكون من أهم مضامين هذا المنهج تحقيقاً للتكامل بين الجوانب المعلوماتية والمهارية والاجتماعية من ناحية وتحقيقاً للنمو الشامل والمتكامل للمتعلم من جهة أخرى.
(6) التقويم الشامل والتغذية الراجعة:
وهو العنصر السادس من عناصر أو ملامح المنهج التكنولوجى لمدرسة المستقبل العربية المنشودة فى المستقبل القريب، حيث يجب الاخذ فى الاعتبار فى عمليات التقويم: الموضوعية-الديمقراطية-الشمولية-الاستمرارية، والاهتمام بتفعيل ملف انجازات المتعلم Portfolio، وألا تركز عملية التقويم على الجوانب المعلوماتية فحسب بل تهتم بالجوانب الاخرى فى شخصية المتعلم كالميول والاهتمامات والاتجاهات والقيم والمهارات وغيرها من أوجه النمو المطلوب الاهتمام بتنميتها وأيضاً تقويمها لدى المتعلم بمدرسة المستقبل، والاهتمام بالتقويم الأديومتري مع التقليل من التركيز على التقويم الذي يركز على البعد السيكومتري .
خامساً : المعلم فى مدرس المستقبل: المسئوليات ـ الأدوار ـ الحقوق ـ الواجبات :-
تحتاج مدرسة المستقبل إلى معلم من نوعية جيدة وجديدة، يكون قادراً على فهم الحقائق والمفاهيم والتغيرات الجديدة، وقادراً على استيعاب نتائج ثورة العلم والتكنولوجيا الحديثة التى تعتمد على المعلومات الدقيقة، واستخدام وتوظيف المعلومات المعقدة وتنظيمها تنظيماً جيداً.
إن المتغيرات الاجتماعية المتسارعة والتي شملت جميع المؤسسات الاجتماعية والقيم والعلاقات الإنسانية تحتاج إلى معلم قادر على التفكير العلمى المنظم ليواجة الانفتاح الثقافى والعلمى والتكنولوجى والاعلامى.
ونحن نرى أن مدرسة المستقبل بحاجة إلى معلم يتميز بالخصائص التالية:-
1- معلم يكون مقتنعاً بمهنة التعليم وان تكون هذه المهنة له بمثابة هواية لديه أكثر من كونها مجرد حرفة أو مهنة والسلام.
2- معلم يكون قادراً على التواصل اللغوى الصحيح ومكتسباً لمهارات هذا التواصل بغض النظر عند تخصصه الذى قد يكون بعيداً من مجال اللغة العربية.
3- معلم يكون منفتحاً على كل ما هو جديد ومجدد فى مجال تخصصه وقادر على توظيفه وتفعيله فى العملية التعليمية.
4- معلم يكون قادرا على ربط محتوى التعليم بمتطلبات المجتمع والبيئة المحلية من خلال عمليات التواصل والاتصال مع طلابه ومع البيئة المحلية بكل ما فيها وبمن فيها.
5- قادر على تطوير أساليبه التدريسية باستمرار ومنوعاً لوسائل وتكنولوجيا التعليم والتعلم.
6- قاداراً على تنمية قدراته تنمية مستمرة ومطوراً لكفاياته ومجدداً لمعلوماته ومطوراً لمهنته للسير بها نحو الأفضل.
7- قادراعلى على التعامل الناجح مع ثورة وتكنولوجيا المعلومات وألا يكون مجرد مستهلكا فقط لها بل ومنجاً لها أيضاً.
8- تقوية المعلم لصلاته مع البيئة المحيطة بمدرسة المستقبل.
9- الحرص على التكيف مع مقومات شخصيتنا القومية العربية من جهة والانفتاح على الثقافات العالمية من جهة ثانية، انطلاقاً من تدفق المعرفة وتسارع عمليات التقدم فى شتى ميادين الحياة.
10- قادراً على التوجيه النفسى والاجتماعى والمهنى لطلابه، واكتشاف الموهوبين والمبدعين والمكتشفين فى مادة تخصصة والعمل على صقل هذه الفئات الخاصة للاستفادة بها فى مدرسة ومجتمع المستقبل.
11- الاعتماد على مصادر التعلم المتنوعة المحلية والعالمية.
12- أن يكون رائداً اجتماعياً وعنصراً فاعلاً لتطوير مجتمعه.
13- أن يكون منظماً للأنشطة التربوية الصفية واللاصفية.
14- ان يكون عنصراً فاعلاً فى نقابة المعلمين وعنصراً فاعلاً للحفاظ على كرامة وكبرياء وتقدير هذه المهنة.
15- أن يكون على صلة دائمة ومتطورة مع اولياء أمور الطلاب، بل ويكون شريكاً لأولياء الأمور فى تربية أولادهم باعتباره عاملاً هاماً لغرس القيم والاتجاهات والميول الايجابية لدى طلابه.
16- قادراً على تنمية ثقافته العلمية والتكنولوجية والعلمية والاجتماعية.
سادساً : مدرسة المستقبل وتعليم التفكير العلمى :-
لقد أضحى تعليم مهارات التفكر بؤرة اهتمام رئيسة لدى المعلمين وخبراء التربية، ومن ثم سوف نطرح فى هذه الدراسة ثلاث استراتيجيات لتعليم التفكير لدى المتعلمين (Spear Sternberg):
* الاستراتيجية الأولى: هى استراتيجة ارشادية تعليمية didactic، حيث يقوم المعلم بتقديم مادة التعلم، حيث يتم تفاعل بسيط جداً بين المعلم والطالب، ربما باستثناء بعض الاسئلة التى يطرحها بعض الطلاب من حين لآخر عندما يطلب توضيحاً أو باستثناء سؤال قد يطرحه المعلم بالاضافة إلى ذلك لن يكون هناك تفاعل بين الطلاب على الاقل، لن يكون هناك تفاعل متعلق بالموضوع المطروح للتعليم، وهذه الاستراتيجية تساعد على تطوير تفكير الطلاب ذوى التفكير النقدى-التحليلى (12-50-52).
* الاستراتيجية الثانية: تتمثل فى أسلوب الاستفهام الواقعى Fact-based questioning approach، حيث يقوم المعلم بطرح العديد من الأسئلة على طلابه، وهى أسئلة يتم وضعها أساساً لانتزاع الحقائق منهم، وتدور التغذية الراجعة من قبل المعلم أساساً حول بعض الردود التى تصدر عنه مثل " صحيح " و" جيد " و" لا "، وخلال هذه الاستراتيجية، يحدث تفاعل أكثر بين المعلم والطالب، ولكن ذلك التفاعل يبدو متيسراً، كما تبدو متابعة الاسئلة الفردية للطلاب محدودة للغاية، وكما يحدث خلال الاستراتيجية الارشادية ربما لا يوجد أى تفاعل بين الطلاب بعضهم البعض، هذه الاستراتيجية تبدو مفيدة فى حالات كثيرة بالمدرسة.
* الاستراتيجية الثالثة: وهى استراتيجية نرى أنها أكثر ملاءمة لتعليم مهارات التفكير، حيث يمكن وصف هذه الاستراتيجية بانها الأسلوب الاستفهامى فى التفكير Thinking-Based Questioning Approach، أو الاسلوب الحوارى Dialogical Approach، لأنها تشجع على الحوار بين المعلم والطالب، وبين الطالب والطالب، ويمكن أن يكون الحوار شفهياً أو تحريراً خلال تلك الاستراتيجة، حيث يطرح المعلم بعض الاسئلة لتحفيز التفكير والنقاش، وعادة مالا تكون هناك اجابة صحيحة واحدة لكل سؤال، مثل " نعم " أو" لا " أو " صحيح "، ولكن التغذية الراجعة فى هذه الحالة تتمثل فى تعليقات المعلم أو بالاضافة إلى ما يقوله الطلاب، بل ربما يتم تغيير لعب الادوار بحيث يلعب المعلم دوراً محدداً ثم يدلى بتعليقاته أو يطرح بعض الاسئلة حتى يدور الحوار حول الموضوع مرة أخرى، وخلال هذه الاستراتيجية يبدو الحوار بين الطالب والمعلم مشوشاً، وهنا يلعب المعلم دور المرشد أو الميسر، وليس دور المعلم بالمعنى التقليدى، وتتمتع هذه الاستراتيجية الحوارية بالمزيد من متابعة ومراقبة الاسئلة للطلاب، وبتلك الاستراتيجية أيضاً يحدث المزيد من التفاعل بين الطلاب أكثر مما يحدث باستخدام أية استراتيجية أخرى.
سابعاً : مدرسة المستقبل ودورها فى صنع وبناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية فى عالمنا العربى
* إن مدرسة المستقبل مطالبة اليوم بمهام إعداد أبناء المجتمع للانتقال إلى عصر المعلوماتية وتحويل هذا المجتمع ليصبح مجتمعاً معرفياً، فمن مسلمات هذا العصر أن تكنولوجيا المعلومات تعتبر من ركائز الاقتصاد القائم على المعرفة، وأصبحت من أهم العوامل لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، حيث يعيش العالم اليوم الثورة الصناعية الثالثة بتطوير تكنولوجيا المعلومات فى النصف الثانى من القرن الفائت (ق20)، ويشبه تأثير المعلومات فى الثورة الصناعية الثالثة إلى حد كبير تأثير طباعة الكتب وتطور التعليم فى الثورة الصناعية الأولى (3-13-14).
إن تكنولوجيا المعلومات ستغير وجهة الحياة وتزيد من سرعة التغيير الاقتصادى والاجتماعى، وستحدث ثورة جديدة فى مجال التعليم والبحث العلمى وستتيح وسائل تعليمية رخيصة ترفع من كفاءة الموارد البشرية، وسيصبح الكمبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة منافساً خطيراً للكتاب ونظم التعليم التقليدية، وفى هذا الصدد يؤكد " بيل جيتس Bill Gates " أغنى أغنياء العالم مالياً ( وليس نفسياً ) رأى بعض الاكاديميين الذين يرون أن الصراع بين الدول فى المستقبل سيكون حول السيطرة على المعلومات وليس على الموارد الطبيعية (13-14).
* ومن أهم تطبيقات التكنولوجيا المتعددة High Technology المجالات الخمسة التالية:-
أولاً : وتكنولوجيا المعلومات وترتكز على االكمبيوتر والالكترونيات الدقيقة والاتصالات والالياف الضوئية والبرمجيات وشبكات المعلومات.
ثانياً : التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية.
ثالثاً : تكنولوجيا الليزر.
رابعاً : تكنولوجيا الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية).
خامساً : تكنولوجيا الموارد الجديدة والمصنعة.
وهذا وترتكز تكنولوجيا المعلومات على نظم الحاسبات ونظم الاتصالات، ويعتبر ذلك أحد المكونات المهمة فى التكنولوجيا المتقدمة H.T ومن أهم مكوناتها ما يلى:
1- نظم الحاسبات : وتتضمن وسائط تخزين البيانات المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة، وكذلك النظم المدمجة التى تحتوى على جميع النظم التى تعتبر الحاسبات جزءاً أساسياً منها.
2- تكنولوجيا البرمجيات : وتشمل تصميم برامج تشغيل الكمبيوتر، والتطبيقات المختلفة مثل قواعد البيانات والمعلومات والاتصالات.
3- تكنولوجيا شبكات المعلومات : وهى تساعد على ربط شبكات الحاسبات ونظم المعلومات فى أنظمة متكاملة على مستويات مختلفة (14-103).
* هذا وتعمل تكنولوجيا المعلومات على رفع مستوى الانتاجية وقدراًت الاختراع والابداع والتجديد فى الوطن العربى، وبصفة خاصة مصر وسوريا والاردن والسعودية والامارات وتونس والمغرب، للاستفادة من تكنولوجيا المعلومات.
* وتهتم معظم الدول النامية بتكنولوجيا المعلومات من أجل الاستفادة منها إحراز معدلات أعلى للتنمية الاقتصادية وعدم الانعزال عن فرص التقدم فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدولية.
* ولعل التأثير الأكبر لتكنولوجيا المعلومات سيكون فى خفض تكلفة الانتاج على المستويين (المحلى والعالمى)، وبالتالى تؤثر على مستوى النمو الاقتصادى.
* لقد ادخلت كثيراً من الدول النامية بنية أساسية للاتصالات منذ خمسين عاماً، ويلاحظ تأثيرها الواضح على نهوضها الاقتصادى، فمثلاً نجد أن إنشاء شبكة جيدة للتليفونات أحد ملامح تكنولوجيا المعلومات، واتاحة وسيلةسريعة ورخيصة للاتصالات.
* هذا ويمكن لتكنولوجيا المعلومات فى ضوء طموحات مدرسة المستقبل أن تساهم فى تحسين خدمات التعليم والصحة، وغيرها وذلك بتحسين نوعية المعلومات المقدمة إليها، وتدعم تكنولوجيا المعلومات الاقتصادية والاجتماعية بتوفير خدمات الطريق السريع للمعلومات وتجهيز شبكات معلومات فى مجالات التعليم والصحة والبنوك والعمل والتشريع والسياحة والتجارة والزراعة .... الخ.
ثامناً : منظومة مقترحة من الباحث لهيكل مدرسة المستقبل والمدرسة الذكية لبناء مجتمع المعلوماتية والمعرفة العربى:
مقدمة :
فى ضوء شيوع وانتشار ثقافة تكنولوجيا المعلومات لبناء مجتمع المعرفة فى شتى مجتمعات العالم المتقدم والنامى سواء بسواء ونحن نعيش حالياً موجة جديدة يطلق عليها الموجة الثالثة Third Wave من موجات الحياة البشرية ( الموجة الاولى هى موجة المجتمع الزراعى ثم تبعتها الموجة الثانية المتمثلة فى المجتمع الصناعى وعصر الالة)، فى ضوء ذلك كله تصبح الحاجة ماسة لمدرسة متطورة تساهم فى إعداد أجيال من المتعلمين القادرين على بناء مجتمع المعلوماتية ومن ثم مجتمع المعرفة، فمجتمع المعلوماتية هو مجتمع القرن الواحد والعشرين حالياً، ذلك المجتمع الذى يتميز بالاعتماد الكثيف على تكنولوجيا المعلومات فى مختلف النشاطات الانسانية، كما يتميز بانطلاقة هائلة لشبكة الانترنت كوسيلة اتصال فائقة السرعة، وكمصدر معلومات كونى/كوكبي فائق القيمة والاهمية.
إن المعلومات لا غنى عنها الآن فى كل نواحي النشاط الانسانى، فالمعلومات عنصر مهم فى علاقة الانسان بخالقه، وعلاقة الانسان بمجتمعه وبيئته، وعلاقة المجتمعات ببعضها البعض فى السياسة والاقتصاد وإدارة المصالح (11-23)
والظاهرة التى بدأت تظهر فى الأفق العالمى حالياً هى أن عدة مجتمعات كانت فى يوم ما نامية وبفضل تفوقها فى تكنولوجيا المعلوماتية. أصبحت دولاً اقتصادية راقية نظراً لما تلعبه المعلوماتية من دور رائد فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه البلاد، وتحدث هذه الظاهرة حاليا بصرف النظر عن حجم أو عدد سكان هذه الدول أو حالة التنمية بها ، فالتغيرات التى تحدث حالياً فى سنغافورة وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة مشابهة تماماً للتغيرات التى تحدث فى اليابان وعدد سكانها 125 مليون نسمة، إنه عالم تكنولولجيا المعلومات المتقدمة والفائقة، العالم الذى يتجه نحو التكتلات الاقتصادية المعلوماتية، ونحو شبكات الاتصالات بعيدة المدى، التى تقدم المعلومات وتتيح الاتصالات عبر سطح الكرة الارضية كلها.
وفى ضوء هذه المعطيات جميعاً، ونظراً للتحديات التى تواجة عالمنا العربى كي يصبح فى المدى القريب مجتمعنا معلوماتياً معرفياً يستطيع مواجهة هذه التكتلات العالمية المعلوماتية والمعرفية، اقترح الباحث الشكل المنظومى التالى كهيكل لمدرسة المستقبل والمدرسة الذكية لعالمنا العربى، مدرسة قادرة على إعداد الأجيال وراء الأجيال المنتجة للمعلوماتية لا المستهلكة لها فحسب، والمسلحة بسلاح العلم والتكنولوجيا والمعرفة، والقادرة على صناعة المعلومات حتى يمكن لهذه الاجيال الاسهام فى سوق المعلومات العالمى المتنامى، ونجعل المجتمع قادراً على الاستثمار الناجح فى قطاع المعلومات، وانتشار نظم المعلومات التى ترفع من مستوى التعليم والاقتصاد.
ويوضح الشكل التخطيطى التالى (شكل 2) هذه المنظومة لهيكل مدرسة المستقبل العربية:-
مدرسة المستقبل
و
المدرسة الذكيــــة
العربيـــــــــــــة
المعلم في مدرسة المستقبل العربية
الأهداف
التعليمية
لمدرسة
المستقبل العربية
مناهج التعليم في مدرسة المستقبل العربية
الرؤية والرســـــــلة لمدرسة
المستقبل العربيـــــــــــــــــــة
التكنولوجيا في
مدرسة المستقبل العربية
الإدارة في
مدرسة المستقبل
العربية
البيئة التعليمية
في مدرسة المستقبل العربية
المتعلم
في مدرسة المستقبل العربية
تكنولوجيا مصادر
التعلم لمدرسة المستقبل العربية
الشراكة الاجتماعية لمدرسة
المستقبل العربية
شكل (2)
هيكل تخطيطى لملامح مدرسة المستقبل العربية
يتضح من شكل (2) السابق ما يلى:-
1- يتكون هيكل مدرسة المستقبل المنشودة من الاركان والمكونات الفاعلة التالية:
أ- الرؤية والرسالة.
ب- الاهداف التربوية والتعليمية.
ج- المتعلم.
د- المعلم.
ه- الادارة.
و- البيئة التعليمية المدرسية.
ز- التكنولوجيا (البنية التحتية).
ح- مناهج التعليم فى مدرسة المستقبل.
ط- الشراكة المجتمعية.
ك- تكنولوجيا مصادر التعليم.
2- يلاحظ أن كل مكون من المكونات العشرة المقترحة لهيكل مدرسة المستقبل يتكون من مكونات فرعية أخرى كما هو موضح بالشكل ودون الحوض فى التفصيلات.
3- ان التعليم فى مدرسة المستقبل لن يكون مرتبطاً بغرفة الفصل الدراسى فحسب، بل قد يكون ملعب المدرسة أو حديقتها أو المعمل أو المكتبة او مركز مصادر التعلم وأيضاً البيت، كلها ستشارك المدرسة فى عمليات التعليم والتعلم، وسيأخذ التعليم الذاتى وتكنولوجيا المعلومات حيزاً كبيراً فى هذا المضمار.
4- أن الإدارة المدرسية فى مدرسة المستقبل ستجعل من مدير المدرسة قائداً تربوياً مرناً، يعنى بوضع الرؤية الاستشرافية لمدرسته، ويضع الاهداف والخطط لبلوغها بروح الفريق، وسيشارك كل أعضاء الجهاز الادارى والفنى والتعليمى بالمدرسة المدير فى اتخاذ القرارات وبشكل علمي ومتزن.
5- وبخصوص المنهج التعليمى لمدرسة المستقبل فيجب أن يتحول من عمليات التلقين والتحفيظ والتسميع إلى عمليات التعلم الذاتى والفردى وفى مجموعات وتعلماً نشطاً يقوم به المتعلم تحت توجيه وإرشاد المعلم، كما أن المحتوى العلمى لهذه المناهج سيكون مرناً متطوراً شاملاً لكافة جوانب العلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وباختصار فالتعلم يجب أن يبدأ من المتعلم وينتهى إليه أيضاً.
6- وبخصوص أهداف المستقبل فيتوخى أن تكون موجهة لتجويد العمليات التعليمية، وذات نظرة مستقبلية للتعامل مع متغيرات العصر الراهن، وأن تكون موجهة لبناء المتعلم بناءَ شاملاً عقلياً ومهارياً وانفعالياً، وأن تكون الاهداف لتوفير بيئة تعليمية تربوية تخدم العلم والمتعلم والمجتمع فى آن واحد.
7- كما أن فلسفة هذه المدرسة ستكون موجهة إلى الانسان باعتباره غاية التربية ومقصدها وأن تنظر هذه الفلسفة إلى التعليم كأعظم استثمار للمجتمع، كما تنظر هذه الفلسفة إلى أن التعليم يكون موجهاً أساسياً لخدمة المجتمع وتحقيق نهضته وتقدمه.
8- كما أن المتعلم فى مدرسة المستقبل يتوقع منه ـ أو هكذا يجب أن يكون ـ ايجابى، يبحث عن المعلومة بنفسه، يجمع الحقائق يفحصها ويستنتج منها، يفهم بالنشاط ويلعب ويتحرك ويتعلم، ويجرى التجارب العلمية بنفسه، ويتعلم بالعمل، ويتعاون مع زملائه من خلال التعلم التعاونى، ويكتسب المهارات الحياتية المؤهلة للعمل المستقبلى فى المجتمع والبيئة التى يحيا فيها.
9- إن مدرسة المستقبل المتوقعة ينبغى أن تتبنى الجودة الشاملة Total Quality فكراً وفلسفة ونموذجاً وتطبيقاً لا مجرد شعارات فحسب، وتركز على التحسين المستمر لكل من مدخلات وعمليات ومخرجات النظام التعليمى بالمدرسة سواء فى التحصيل الدراسى أو طرائق التدريس أو أسلوب الإدارة أو العلاقات المدرسية وغيرها.
10- إن مدرسة المستقبل يتوقع أن تهتم بالتعليم الالكترونى بل و تصبح مدرسة اليكترونية، تسعى لكى يحل الحاسب الآلى وجميع تطبيقاته محل العمل اليدوى الروتينى بالمدرسة، بحيث يشمل هذا الاستخدام العمليات الادارية والمالية والاجرائية والتعليمية والمعلوماتية والبحثية.
11- يتوقع أن تهتم مدرسة المستقبل طبقاً للهيكل المقترح فى شكل (2)، وأن تتمحور حول حول التربية المستدامة، وأن يكون هدفها التعليم المستمر والتربية مدى الحياة، وأن الجميع قابل للتعلم، فالطالب والمعلم والمدير والاخصائى وولى الأمر جميعهم بحاجة إلى التعليم والتدريب والتنمية المهنية، إنها مدرسة تتمركز حول فكرة (مجتمع مدرسى دائم التعلم)، وان تكون مدرسة تعاونية ومبدعة.
12- كما أن المشاركة المجتمعية من أهم ملامح ومكونات هيكل مدرسة المستقبل، فهى مدرسة بلا أسوار تفصل بينها وبين المجتمع الذى هو أنشأها أساساً لتتولى نيابة عنه مسئولية تعليم الصغار وإعدادهم للحياة المجتمعية الواقعية، إنها مدرسة تقيم علاقات حميدة مع كافة قطاعات المجتمع، مدرسة تكون قادرة على إعداد المتعلمين القادرين على التعامل مع المتغيرات المجتمعية وتحدياته المستقبلية ومؤسساته الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية، والاجتماعية... وغيرها. كما تفتح أبوابها وملاعبها ومعاملها وورشها لكافة أبناء المجتمع للاستزادة العلمية والتنور العلمى والتكنولوجى.
13- توظيف وتقديم الخدمات التربوية المتميزة والمتكاملة لطلابها:- (1-51)
أ- توفير الجانب التكنولوجى.
ب- تطبيق أساليب واستراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة.
ج- توفير الخدمات الطلابية بين ارشاد وتوجيه نفسى ومهنى.
د- تنويع الانشطة المدرسة.
ه- تقديم البرامج الإثرائية للمتفوقين.
و- تقديم برامج تقوية للمحتاجين لها.
ز- تعزيز دور المدرسة فى تنمية المجتمع.
ح- الاخذ بتجارب الدول المتقدمة فى التربية الحديثة.
14- يتوافر بمدرسة المستقبل الملاعب والمعامل وورش الحرف والمهن البيئية البسيطة.
15- يتوافر بها مساحات خضراء كافية.
16- تتوافر بها احتياجات الامان والسلامة لجميع من فيها من طلاب وإدارة وهيئات تدريسية.
تاسعاً : تعليق عام للباحث
تعتمد القدرة على التعلم والمعرفة على مدى استيعاب منجزات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى يمكنها اقامة مجتمع الاقتصاد القائم على المعرفة، والمعارف العامة الشاملة التى توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وربما تكون ثمينة تماماً مثل المعارف الرسمية فى المدارس والجامعات. وعملية التعلم مدى الحياة تتطلب معرفة عامة وشاملة، وتحدث من خلال الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية شاملة البحث والتطوير والانتاج والتسويق وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ونظراً لأن تطبيقات تكنولوجيا المعلومات تؤثر فى الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للدول النامية، فعلى هذه الدول ان تتخذ التدابير الكفيلة بالحفاظ على هويتها القومية والحضارية ودون التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية.
ونظراً لهذه الأهمية لتكنولوجيا المعلوماتية لبناء مجتمعات المعرفة، جاءت الدراسة الراهنة التى تؤكد على الحاجة لمدرسة المستقبل لعالمنا العربى ، تراعى وتضع فى بؤرة اهتماماتها إنشاء وتكوين الاجيال القادرة على بناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية، حيث إن هذه المدرسة بما تنشده من أهداف لإعداد مجتمع معلوماتية تتضح ملامحه فيما يلى:-
1- ستتاح منفعة المعلومات لجميع المستخدمين خلال بنية أساسية من الحاسبات وشبكة الاتصالات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وسيتم ابداع المعرفة بمشاركة الجماهير.
2- ستكون صناعة المعلومات هى الصناعة الرائدة التى ستهيمن على هيكل الصناعة الوطنية العالمية.
3- سيتلاشى الانفصال بين التكنولوجيا ومؤسسات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
4- ستتاح فرص عظيمة لتحول النظم السياسية لتقوم على ديمقراطية المشاركة والإدارة الذاتية.
5- سيتشكل البناء الاجتماعى من مجتمعات محلية متعددة المراكز ومتكاملة بطريقة طوعية.
6- ستحول القيم الانسانية من التركيز على الاستهلاك إلى الرقى بنوعية البيئة الاجتماعية والطبيعة.
هذا وقد اقترح الباحث فى هذه الدراسة المتواضعة هيكلاً لمدرسة المستقبل والمدرسة الذكية فى محاولة منه لرسم صورة قد تكون خيالية فى هذا الوقت الراهن ولكنها يمكن أن تتحول إلى الواقع فى المستقبل القريب‘ إنها المدرسة العصرية الذكية المستقبلية لتحقيق لتحقيق طموحات وأحلام رجل الشارع العربى وصولاً بمجتمعنا العربى إلى عالم المعلوماتية كطريق للوصول إلى مجتمع المعرفة العربى.
توصيات الدراسية:
فى ضوء ما تم استعراضه بمحاور ورقة العمل الحالية وتحقيقاً لحلم ظهور مدرسة المستقبل والمدرسة الذكية القادرة على إعداد الأجيال المتمكنة والقادرة على بناء مجتمع المعلوماتية ومن ثم مجتمع المعرفة العربى للحاق بركب الدول النامية التى سبقتنا كثيراً فى هذا المضمار، يقترح الباحث التوصيات التالية:-
1- نشر ثقافة المعلوماتية ومجتمع المعرفة لدى كافة أفراد المجتمع وفى كافة المؤسسات التعليمية فى مصر والعالم العربى.
2- ضرورة تحول المجتمعات العربية إلى اقتصاد المعرفة، حيث يشكل ويصنف العالم اليوم على أساس من يعرف ومن لا يعرف وليس على أساس من يملك ومن لايملك( النفط أو المال أو الذهب ).
3- ضرورة إعادة النظر فى نظام إعداد المعلم فى مصر والعالم العربى استعداداً للعمل فى مدرسة المستقبل والمدرسة الذكية.
4- ضرورة إعادة النظر فى مناهجنا الدراسية الراهنة وتطويرها بشكل جذرى لتناسب فلسفة وأهداف وتطلعات مدرسة المستقبل.
5- من الاهمية بمكان إعادة النظر فى شكل المبنى المدرسى ومواصفاته ومكوناته ومشتملاته ليساهم فى تحقيق الأهداف الجديدة لمدرسة المستقبل.
6- وبخصوص الإدارة المدرسية الراهنة فإنها بحاجة إلى ثورة إدارية شاملة بما يتناسب وأهداف ورؤية ورسالة مدرسة المستقبل كما اوضحنا فى صلب هذه الدراسة.
7- من الأهمية بمكان تدعيم البنية التحتية للمدرسة بما يؤهلها من تفعيل وتدعيم تكنولوجيا المعلومات نظرياً وعملياً.
8- ينبغى الاهتمام بمراكز ومصادر التعلم وبتطوير المكتبة طبقاً للمفهوم الحديث للمكتبة الشاملة كى تساهم فى تحقيق أهداف مدرسة المستقبل.
9- وبخصوص بيئة مدرسة المستقبل فيجب أن تتطور هذه البيئة من حيث المناخ المدرسى وقاعات الدروس والمعامل والملاعب والفناء المدرسى والورش وقاعات التدريب والوجبات الغذائية الساخنة وغيرها.
10- يوصى الباحث بالاهتمام بتمية المهارات والقيم الأساسية المطلوب تحقيقها فى مناهج مدرسة المستقبل كالمهارات المرتبطة بحاجات المتعلم، وتلك المرتبطة بمتطلبات المجتمع، والمهارات المرتبطة بطبيعة العصر الراهن، وهو عصر المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والمهارات الخاصة بالتواصل اللغوى (اللغة العربية ـ اللغات الأجنبية).
11- الاعتماد على أساليب التعلم الذاتى والتعاونى والنسط والتعلم عن بًعد والتعلم البنائى والتعلم الخليط بأساليب حديثة نسبياً لمدرسة المستقبل والمدرسة الذكية.
مراجع الدراسة
(1) محمد عبد الفتاح حافظ، المدارس الذكية ومدرسة المستقبل، الاسكندرية. مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، 2008م.
(2) حسام محمد مازن، "آفاق تفعيل تكنولوجيا التعليم عن بعد والتعليم الالكترونى فى مراجع تعليم الكبار لتحقيق معايير الجودة الشاملة العالمية"، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمى السنوى السادس لمراكز تعليم الكبار بجامعة عين شمس 14-16/4/2008م (أصل الدراسة).
(3) صلاح زين الدين، تكنولوجيا المعلومات والتنمية، القاهرة: مكمتبة الشروق الدولية، 2005م.
(4) محمد أديب رياض الغنيمى، تكنولوجيا المعلومات واللالكترونيات الدقيقة، القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام، ومؤسسة فريدرش إيبرت الالمانية، 1999م.
(5) حسام محمد مازن، اتجاهات عصرية فى تكنولوجيا تطوير المناهج والتربية العلمية، القاهرة: مكتبة النهضة العربية، 2009م.
(6) حسام محمد مازن، وسائل وتكنولوجيا التعليم والتعلم، الاسكندرية، دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، 2009م.
(7) حسام محمد مازن، تكنولوجيا التربية، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع،2009م.
(8) حسام محمد مازن، تكنولوجيا مصادر التعلم، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع،2009م.
(9) نبيل باكارد، فيل ديس، ترجمة خالد العامرى، توظيف تكنولوجيا المعلومات فى المدارس، سلسلة تطوير التعليم، الطبعة الثانية، القاهرة: دار الفاروق للاستثمارات القافية، 2008م.
(10) أحمد حسين عبد المعطى، المهارات الحياتية، القاهرة: السحاب للنشر والتوزيع، 2009م.
(11) محمد فتحى عبد الهادى، مجتمع المعلومات بين النظرية والتطبيق، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2009م.
(12) روبيرت ستير نبيرج، ترجمة أحمد المغربى، تعليم مهارات التفكير، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، 2009م.
(13) بيل جيتس، ترجمة عبد السلام رضوان، المعلوماتية بعد الانترنت (طريق المستقبل)، سلسلة عالم المعرفة، الكويت المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأدب، 1998م.
(14) محمد أديب رياض الغنيمى، تكنولوجيا المعلومات والأليكترونيات الدقيقة، القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام، ومؤسسة فريدرش إيبرت الالمانية، 1998م.
انتهت الدراسة ،،،،،،
الباحث ،،،،،،،،،،،،،،،،
[*] يشير الرقم الأول داخل القوسين إلى رقم المرجع فى القائمة، فى حين يشير الرقم/الارقام الاخرى إلى رقم/أرقام الصفحة/الصفحات فى هذا المرجع .