بسم الله الرحمن الرحيم
دور التربيـة العلــمية فـي تفـعيل مـنظومة تكنــولوجيا
الإصـحاح البيئي لتحقـيق التمـيز في التربيـة البيئيـة
في الوطــن العربــــي
ورقة عمــل مقدمــة من
دكتور/ حســـام محمــد مــــازن
أستاذ المناهج وتعليــم العلــــوم
بكلية التربية بسوهاج/ جامعة جنوب الوادي
مقــدمــة إلــــى:
" المؤتمر العلمي السابع للجمعية المصرية للتربية العلميــــة"
[نحــو تربيـــة علميــــة أفضــــــل]
خلال الفترة من 27/7/2003م-30/7/2003م
( فايد-الإسماعيلية )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
" واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا
وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية 74]
وقال تعالى:
" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن أرض الله قريب من
من المحسنين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية56]
وقال رسول صلى الله عليه وسلم:
" اتقوا الملاعين الثلاثة:التبرز في الموارد وفي قارعة الطريق وفي الظل"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
محاور ورقة العمل:
أولا: المقدمــــة .
ثانيا: مصطلحات الدراسة:
1-مفهوم الإصحاح البيئي .
2-مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
3-مفهوم التميز في التربية البيئية.
ثالثا:الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة
بعض الأخطار البيئية.
رابعا:بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي.
خامسا: آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط
وصناعة القرار.
سادسا: أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي.
سابعا: منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في
ضوء بعض الأخطار البيئية العربية.
ثامنا مثال تطبيقي(عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح
البيئي وتحويلها(تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي.
تاسعا: توصيات الدراسة.
عاشرا: مراجع الدراسة.
=====================================
ملخص ورقة العمــــل:-
تعالج ورقة العمل الحالية والمعنونة "دور التربية العلمية في تفعيل منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في الوطن العربي"بعض المفاهيم البيئية الحديثة نسبيا على مستوى الساحة العالمية ومن هذه المفاهيم:
(1) مفهوم الإصحاح البيئي .
(2) مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
(3) مفهوم التميز في التربية البيئية.
وتقدم هذه الدراسة توضيحا وافيا لهذه المفاهيم الحديثة من ناحية ،كما تحاول دمج هذه المفاهيم في إطار منظومة شاملة مقترحة تربط بين التربية العلمية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى ، وذلك بهدف تحقيق التميز في التربية البيئية للوطن وللمواطن العربي معا ,وذلك بما يساعد الفرد على تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته العربية والتى هي أحوج ما تكون في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي فرضت نفسها قسرا على منطقتنا العربية خاصة وعلى أمتنا الإسلامية عامة .
وتقع الدراسة الحالية في تسعة محاور ،تبدأ بالمقدمة ثم تعريف بمصطلحات الدراسة، كما يعالج أحد المحاور قضية الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد اهتمامات العالم اليوم لمواجهة بعض الأخطار البيئية الحديثة، كما تقدم هذه الدراسة في أحدمحاورها أيضا أمثلة لبعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي، في حين يعالج المحور الخامس آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار ،أما المحور السادس فيقدم أمثلة عملية لبعض برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العربي والعالمي ،في حين يقدم الباحث في المحور السابع منظومة مقترحة منه تهدف إلى تفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه بيئتنا العربية سيما في ظل الحرب القذرة التي قادتها الولايات الظالمة الأمريكية وذيلها البريطاني على العراق الشقيق ، هذا ويذيل الباحث هذه الدراسة بمثال حي لكيفية توظف تكنولوجيا الإصحاح البيئي في تدوير النفايات المنزلية وتحويلها إلى سماد عضوي طبيعي يمكن الاستفادة به في مجالات عدة ،وتنتهي ورقة العمل بعدد من التوصيات الإجرائية المقترحة ذات الصلة بمحــاور هذه الدراسة.
الخيـــر أردت وعلــى اللـــه قصـــد السبيـــــل """"""""""""
الباحــــث،،،،،
المقدمـــــة:-
هناك العديد من المفاهيم والاتجاهات التي تفرض نفسها على الساحة التربوية ، وعلى حركة الفكر التربوي وتطبيقاته وممارساته ، من هذه المفاهيم والاتجاهات التي لا نمل الحديث عنها التربية البيئية نظرا لارتباطها بحياة الإنسان الحالية والمستقبلية وبنشاطاته المختلفة في البيئة ولما كانت التربية البيئية تمثل حاليا محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات العلمية والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذا الاهتمام إلى السياسات التربوية للعديد من دول العالم ومن ثم يكون للمناهج المدرسية والبرامج التربوية العلمية في وطننا العربي دورها الرائد والفعال في هذا الشأن .
إن التربية البيئية في أيسر أشكالها تعني تربية الفرد ، بحيث يسلك سلوكا رشيدا نحو البيئة ، والمدرسة معنية بتحقيق هذا النوع من السلوك المرغوب فيه .
ومن هذا المنظور فإن دور كليات التربية عامة ، ودور برامج التربية العلمية دور محوري وجوهري ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دورا تكميليا أو هامشيا ، ولذلك فإن المناهج المدرسية وإعداد المعلم بكليات التربية القادر على توظيف دراساته البيئية هي الأساس والمحرك لتحقيق برامج التربية البيئية ، لذا راحت الدول تضع برامج من شأنها أن تمارس التربية البيئية في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكان هذا كله تعبيرا عن الشعور العام بأن مشكلة محددة تكمن في مسارات التفاعل بين الإنسان والمكان أو الإنسان والبيئة ، مما ترتب عليه مشكلات حادة يمكن أن يعاني منها الإنسان ذاته ، فهو الذي أوجد المشكـــلة بوعي أو دون وعي ، والمطلوب هو أن يتعلم الفرد كيف يكون السبيل إلى علاج المشكلات التي أوجدها من خلال تربيته تربية بيئية صحيحة .
إن البيئة هي قضية اليوم ، إذا تؤثر على صحة الناس في القرية وفي المدينة ، في الطريق وفي المصنع وفي الحقل ، والبيئة هي قضية الغد ، إذا تؤثر على الموارد الطبيعية كالأرض وخصوبتها ، والمياه وما فيها من ثروات سمكية ، وليس الاهتمام بقضايا البيئة ترفا يقصد إلى صون جمال ما حولنا ونقائه ، ولكنه اهتمام يتصل ببقاء الإنسان وصحته ، وإنتـــاج موارده ، ويتصل كذلك بمسؤولياته تجاه الأجيال التالية .
وكما هو معلوم فإن الأرض منذ نشأتها وهي في تغير مستمر ، ومنذ بدايات الإنسان الأولى في استعمال الأدوات والوسائل المختلفة للاستفادة من كنوز الأرض في تحسين ظروفـــه الحياتية ، فقد أدى ذلك إلى التأثير بطريقة ما على عملية تغير ارض ،وقد ظــهر الـدور السلبي للإنسان على البيئة في بداية الثورة الصناعية البيئة وحتى وقتنا الراهن ، لقـــد أنعكس التقدم العلمي و التكنولوجي على جميع مجالات الحياة ، ونظرا لعدم قدرة الأرض على تجديد ما استنفد منها من موارد ولاستمرار تجني الإنسان عليها وعدم إعطائها الوقت اللازم لإعادة توازنها وتجديد مواردها بطريقة طبيعية ، فقد بدأ كوكب الأرض يوما بعد يوم يرسل إشارات الاستغاثة : ( ثقب الأوزون ، فيضانات ، سخونة الجو ، غيوم وضباب ، ضجيج سمعي وضوئي ، تلوث الهواء ، أمراض فيزيائية ونفسية ...الخ ... ) .
إن الحيوان تبطئ سرعته ، وتقل حيويته كلما زادت الحمولة عليه ، وإذا لم يتم إدراك ذلك فقد يفقد القدرة على مواصلة السير ، وإتمام الرحلة بنجاح ، فهكذا حال البيئة مع سلوكيات البشر .
وقد تم في السنوات الماضية وضع هذا المفهوم في إطار علمي يحمل مصطلح " Environmental Burden “" ويقصد به القدرة أو الطاقة القصوى لا مكانيات عناصر أو مكونات المصفوفة البيئية على تحمل الأنشطة البشرية دون تدهور أو استنزاف يخل بتوازن النظام الإيكولوجي
، وهذا يعني إيجاد عنصر فاعل وحاكم في تقنين تعامل الإنسان مع عناصر ومكونات البيئة بأسلوب متوازن ورشيد.إن تحقيق التوازن المفقود في كوكب الأرض يتطلب إيجاد مجموعة من الحلول أو البدائل المقترحة التي أدت إلى هذا الوضع المختل مثل إعادة النظر في الأنظمة السكنية والعمرانية " مواد البناء ، الموقع ، المساحات ، الفراغات " وأساليب الزراعة وأنواع المزروعات ، واستخدامات الطاقة ، ووسائل النقل " الطرق ، المركبات ، الوقود" والتنمية الصناعية ، وطرق التخلص من النفايات الصناعية والطبية والسكنية ، ومناهج التعليم ، والتربية البيئية ، وسلوكيات الناس ، ودور وسائل الإعلام ، والمؤسسات المدنية وجمعيات النفع العام والقطاع الخاص في التهذيب المادي والروحي والمعنوي للإنسان والمكان إضافة إلى تفعيل التشريعات ، واحترام ا لإتفاقيات والمعاهدات ، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي .
وتأتي أهمية الورقة الحالية المقدمة من الباحث استشعاراً منه بخطورة سلوك الإنسان نحو بيئة برا وبحر وجوا والتأثيرات المختلفة لسلوكه الخاطىء نحو البيئة على سائر عناصر ومكونات واتزان البيئة وذلك من خلال توضيح دور التربية العلمية في توظيف وتفعيل منظومة تكنولوجيا الصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في البيئة العربية .
ثانيا : مصطلحات الدراسة :
:Environmental Reformationمفهوم الإصحاح البيئي
يعرف الباحث الإصحاح البيئي بأنه العلم الذي يهتم بالقضاء على العوامل الضارة أو تغيرها لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات وكافة عناصر البيئة التي من شأنها أن تؤثر في البيئة البرية والبحرية أو الجوية .
والمعنى الحرفي لكلمة الإصحاح Reformation هو حماية الشيء أو إعادة تكوينه أو تصحيحه.
أما تعريف الإصحاح البيئي طبقاً لمنظمة الصحة العالميةفهو مكافحة جميع العوامل في البيئة الطبيعية للإنسان التي قد تؤدي إلى تأثير ضار على صحته وحياته وعلى حياة سائر الكائنات الأخرى.
ومن المشكلات الرئيسية المتعلقة بالصحة في كثير من الدول هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمرتبطة بشرب المياه وانعدام الإصحاح البيئي وانخفاض مستوى النظافة الشخصية وهي من الأسباب الرئيسية في زيادة معدل وفيات الأطفال وإصابتهم بالأمراض وسوء الأحوال المعيشية للكبار .
(2)تكنولوجيا الإصحاح البيئيTechnology Environmental Reformation:-
يعرف الباحث تكنولوجيا الإصحاح البيئي بأنها استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة مشاكل البيئة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وتحقيق التوازن البيئي الذي من شأنه تحقيق حياة آمنة مستقرة للفرد في بيئته البرية والبحرية والجوية.
هذا وتهدف تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى :
1-الوقاية من الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوثة أو سوء الإصحاح البيئي أو انخفاض مستوى النظافة الشخصية .
2-تحسين مستوى المعيشة بين المواطنين بالحث على إتباع النظافة الشخصية ونظافة المجتمع وكل البيئة عن طريق بث الثقة بالنفس وتكاتف الأسرة والمجتمع والقطاعات المختلفة.
وأنه لتحقيق هذه الأهداف ينبغي الحث على النظافة الشخصية ونظافة الأسرة والمجتمع ، وتحسين نظام جمع النفايات والتخلص منها ، وحماية مصادر المياه وفحص مياه الشرب وغير ذلك .
هذا ولم يعثر الباحث على أية دراسات أو بحوث أو حتى مجرد كتابات متخصصة في مجال الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي،لاسيما في الحقل العربي، الأمر الذي يظهر مدى الحاجة إلى ورقة العمل الحالية والتي تتناول هذا المجال البيئي البكر على الأقل في البيئة العربي كما ستتضح في محاور ورقة العمل الحالية .
(3) مفهوم التمييز في التربية البيئية :
يقصد الباحث بمفهوم التمييز في التربية البيئية إعداد وتقديم برامج متميزة في التربية البيئية وهذه البرامج تركز على :
1- أهداف التربية البيئية.
2- التميز في التربية البيئية (موجهات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة حتى المرحلة الإعدادية).
3- موجهات الإعداد الأولي للمربين البيئيين.
إن التميز في التربية البيئية يعني تصميم وإعداد برامج بيئية طويلة الأمد يتم من خلالها تشجيع الناس على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالبيئة .
كما أن التمييز في التربية البيئية يعني أيضا تميز الفرد في تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والثقافية في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة وإكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي .
وباختصار يمكن القول بأن التمييز في التربية البيئية يعني رؤية المستقبل والاهتمام بالموضوعات ذات الصلة بشئوون البيئة والإلمام بأساسيات التربية البيئية وحسن إعداد المربيين البيئيين وبشرط أن يتم تحقيق هذا التميز في التربية البيئية لدى الكبار والصغار وداخل وخارج جدران المؤسسات التربوية ووفقاً للمتغيرات البيئية والتطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي تفرض نفسها على البيئة ، كما أن التميز في التربية البيئية يهتم بتنمية القيم البيئية المناسبة ومنها :
قيم المحافظة – قيم الاستغلال – قيم التكيف والاعتقاد – قيم جمالية ....الخ.
ثالثاً : الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة الأخطارر البيئية :
أ – مقدمة :
انتقد علماء البيئة الافتراض الأساسي الذي يقوم عليه الفكر السياسي العربي بشأن ( مركزية البشرية ) أو التمركز حول الإنسان ، أي البشر هم مركز الوجود وهو ما دمر وشوه العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية ، وبدلا من المحافظة على كوكب الأرض واحترامه واحترام الفصائل المختلفة التي تعيش على سطحه سعى الإنسان كما وصفه جون لوك – ليصبح سيداً للطبيعة ومالكها ، وعلى العكس من ذلك يمثل علماء البيئة نمطاً جديداً من السياسة تبدأ من تصور للطبيعة بأنها شبكة من علاقات هشه تربط بين الفصائل الحية بما فيها الجنس البشري وبين البيئة الطبيعية ، ولم بعد الجنس البشري يحتل وضعا مركزياً بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة ، ومن ثم وجب على الأفراد التحلي بالتواضع والاعتدال والرقة والتخلي عن الحلم المضلل الذي يجعل من العلم والتكنولوجيا حلا أسطوريا لجميع مشكلات المجتمع ، ويجب الاستعانة في نفس الوقت بالعلم والتكنولوجيا للعمل على إصلاح أو إصحاح ما أفسده الإنسان في بيئته ومن هنا تأتى أهمية الدراسة الحالية .
ب – الإصحاح البيئي لغة واصطلاحا :
نظراً لحداثة هذا المصطلح العلمي وهو الإصحاح البيئي عالميا وعربيا وبالتالي ما يمثله ذلك من ندرة في الدراسات والأدبيات سواء البيئية أو الخاصة بالتربية البيئية نحو هذا المفهوم الحديث ، وفي ضوء إطلاعات الباحث في شبكة الإنترنت ومن خلال استعراض بعض القواميس المتخصصة أمكن تحديد المصطلحات التالية والتي تعبر جميعها عن المفهوم العلمي الصحيح للإصحاح البيئي ( 2 -4) :-
· فالفعل يصلح – إصلاحاً Reform أي إصلاح البيئة نتيجة سلوك خاطئ .
· كما يمكن استخدام المصطلح Reform بمعنى إعادة تشكيل الشئ .
· ويستخدم أيضا مصطلح إصحاح أو إصلاح البيئة Environmental Reformation بمعنى تصويب أوعلاج مشكلات البيئة أو بمعنى تحقيق الشفاء للبيئة وإكسابها القدرة على استعادة عافيتها جراء ما وقع من الإنسان من سلوكيات خاطئة ضد بيئته .
· ونقول أن فلان هو إصلاحي Reformatory وهو ذلك الشخص الذي يصحح أو يصوب أو يصحح مشاكل بيئته وهو على وزن المصلح الاجتماعي ( مثلا ) ، كما يطلق مصطلح Reform أيضا على ذلك المصلح .
· ويطلق أيضا مصطلح Repair على عملية الإصلاح أو الترميم أو التجديد أو عملية إعادة البناء كما يمكن أن يأخذ هذا المصطلح Repair المصطلحات التالية والتي تحمل ذات المعنى :
يصلح – يرمم – يجدد Repair
إصلاح Repairing .
قابل للإصلاح أو الترميم Repairable .
* ويطلق الاصطلاح إصلاح أو تعويض Reparationليحمل ذات المعنى.
· والمصطلح Recover بمعنى يسترد أو يشفى ونقول Recovery بمعنى إصحاح أو استرداد أو اشفاء .
وعليه يمكن القول بأن مصطلح :
Environmental Recovere
ومصطلح Environmental Repairing
ومصطلح Environmental Reformation
كلها تطلق على المفهوم العلمي البيئي الحديث :
الإصحاح البيئي – الإصلاح البيئي – إعادة تشكيل البيئة – استعادة البيئة لعافيتها – تحقيق الإشفاء البيئي ، وذلك بعد أن أخذ الإنسان الضوء الأخضر للسيطرة على الطبيعة والزعم بالقدرة على معرفة كل أسرارها بالعلم بعد التحرر من الغيب والبعد عن الدين ، فتم استنزاف الطبيعة لراحته ومصلحته ، ومن هنا تأتي الدعوة إلى علاج كل هذه المشكلات لتحقيق الإصحاح البيئي ومحاولة مصالحة البيئة وذلك بمساعدتها على استعادة عافيتها وصحتها بما توصل إليه الإنسان من علم وتكنولوجيا حديثة(قاموس المورد ) .
ج- الاهتمامات العالمية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي :
إن الاهتمام بالبيئة وقضاياها في الغرب عبر السياسات البيئية يعتبر من الأولويات التي تنال قدراً كبيراً من توجهاتهم نحو البيئة ومشاكلها ، فمنذ أن ظهر اصطلاح ( علم البيئة Ecology ) عام 1866 على يد عالم الحيوان الألماني ( ارنست هيجل ) والذي يعني الموطن فقد استخدمه ( هيجل )للإشارة إلى البحث في مجموع علاقات الحيوان بيئته Oikos ومنذ أوائل القرن الماضي ( ق20 ) عرف ( علم البيئة ) بكونه فرعاً من فروع علم البيولوجي Biology ( الأحياء ) ، ويبحث في علاقة الكائنات الحية بيئتها ، ولكنه أخذ يتحول إلى اصطلاح سياسي خصوصا في الستينات من القرن العشرين ، حيث استخدمته حركات ( الخضر ) المتصاعدة وتثيرر تلك الأيدولوجيا الجديدة وأجندتها قدراً كبيراً من الجدول ما زال مثار حديث الأوساط العلمية البيئية والشارع السياسي إلى يومنا هذا ( 5-122 ) .
إيكولوجيا الحيوانوتبدو ملامح ثورة الإصحاح البيئي Environmental Reformation من خلال مثلث الإيكولوجي Ecology الذي يوضح العلاقات المتشابكة للكائنات الحية في البيئة – الإنسان – الحيوان – النبات ) وعلاقة هذه الكائنات في الوقت نفسه بالبيئة التي تعيش فيها وذلك كما هو مبين في شكل ( 1 ) :
الكائنات الحيــــــــــة
الإيكولوجيا البشرية
إيكولوجيا النبات
إيكولوجيا الفـــــــــــــرد
الإيكولوجيا البــــريـــــــة
العلاقة بين الكائنات
الحية والبيئــــــــــــة
إيكولوجيـــا الجماعة
إيكولوجيــا الهــــــــــواء
البيئــــــــــــــــــــــــــــة
شكل(1) مثلث الإيكولوجيا للإصحاح البيئي
حيث يتألف مثلث الايكولوجيا بحكم إطاره العالم من ثلاث زوايا ، تتمثل الأولى في الكائنات الحية ، والثانية في البيئة والثالثة في العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة .
ويقصد بمصطلح الإيكولوجيا Ecology , كما أسلفنا ، العلم الذي يدرس العلاقات المتبادلة بين الإنسان والحيوان والنبات من ناحية وبينهم وبين بيئاتهم المختلفة من ناحية أخرى .
وإذا كان مصطلح البيئة Environment يرمز إلى المكان بخصائصه الطبيعية وملامحه البشرية فإن الإيكولوجيا Ecology تعني العلاقات والتفاعلات فيما بين كافة عناصر ومكونات البيئة ، فكلمة بيئة ترمز إلى المكان أو الموقع ، في حيث ترمز كلمة أو مصطلح الإيكولوجيا Ecology إلى العلاقة والتفاعل وأسلوب التعايش بين الكائنات الحية وبيئاتها ( 3 – 30 ) .
وعليه فإن نقطة البدء في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي تبدأ من هذا المثلث بكل زواياه وأضلاعه وعناصره .
المدخلات
الجماهيرية
التدخل
المقترحهذا ويوضح شكل ( 2 ) التالي بعض الاتجاهات العالمية لتقويم الآثار البيئية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار من أجل تحقيق مفهوم الإصحاح البيئي : ( 4 – 383 – 783 ) .
الأهــداف
السياسـة
المبرمــــج
البرمجة
والتمويل
قروض أو
منــح
هل يؤثر التدخل على الوسط البيئي
القيام
بالمشروع
اختيار البدائل
التكنولوجيا الحديثة
قروض
أو منح
الآثار السلبية
اتخاذ القرار
شكل(2) أحد الاتجاهات العالمية الحديثة لتكنولوجيا الإصحاح البيئي
ونظرا للتقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات العلم والتكنولوجيا إلى إحداث إخلال ، بل تدهور في مكونات البيئة ، بحيث أصبح خطر العيش فوق طاقة احتمال البيئة متوقعا ، بل لعله واقعا في بعض المجالات وبعض الأقطار ، وقد أتجه الإنسان نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشكلاتها والتخطيط لمواجهة مستقبلها ، ولعل الشكل التخطيطي السابق ( رقم 2 ) ما يوضح هذه المجهودات في محاولة لتحقيق الإصحاح البيئي وذلك بدءا بمرحلة تحديد الأهداف وانتهاء بعملية القيام بمشروع تقويم الإصحاح البيئي وتحقيق التغذية الراجعة المطلوبة(6-43) .
رابعاً : بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي والتي تمثل أحد تحديات برامج الإصحاح البيئي :
إن 90% من الأخطار البيئية تقع في الدول النامية المكتظة بالسكان وتتفق الاختلافات الإقليمية في معدل الخسائر المادية سواء في الممتلكات أو الأرواح إلى حد كبير مع الاختلافات أو التباين في توزيع الدخل ، وبالرغم من أن معدل تكرار الأخطار البيئية العنيفة ( وخاصة الطبيعية ) في الدول النامية قليل ، إلا أنها ترتفع فيها معدلات الخسائر في الأرواح والممتلكات ، على حين تفتقر الخسائر الناجمة عن الأخطار البيئية في الدول المتقدمة على النواحي المادية وبخاصة المنشآت الاقتصادية ، ويعزى ذلك إلى تطور أجهزة المراقبة والإنذار وإخلاء السكان عند وقوع الخطر ، والوعي البيئي لدى السكان وتجاوبهم مع المؤسسات الحكومية المحلية ، أو المركزية عند وقوع الكارثة ( 4 – 303 – 387 ) .
وليس هناك مجال للشك في أن الأخطار والكوارث البيئية أصبحت أكثر تكراراً ، حيث تؤكد المعلومات الحديثة من المصادر المختلفة تزايداً ملحوظاً في عدد الكوارث على المستوى العالمي ، وفي نفس الوقت تزايد الخسائر المادية والكلفة السنوية للكوارث ، كما يتضح تزايد تعريض بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية لأخطار الأعاصير وتزايد آثارها التدميرية بالرغم من تزايد الإنفاق على إجراءات الحماية والوقاية من أخطارها ، فقد وصلت الخسائر المادية التي لحقت بالولايات المتحدة في العام 92 / 1993 إلى 40 بليون دولار من جراء أعاصير فلوريداً ووسط الولايات المتحدة ، ومن الملفت للنظر أيضا تزايد تكرار الهزات الأرضية العنيفة المدمرة ، وتزايد معدلات الخسائر ، ويرى البعض أن هذا يرتبط بتزايد النشاط الزلزالي في نطاق الزلازل العالمية ، ويعتقد البعض الآخر أن سبب هذه الزيادة ربما يعود إلى التطورات العلمية المتعلقة برصد الزلازل وتسجيلها ، وأساليب جمع المعلومات وتمريرها كنتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصالات .
وبالنسبة للمشكلات البيئية التي تهدد عالمنا العربي فيمكن حصرها في الأخطار التالية :
(1) قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي والجفاف وانجراف التربة
(2) عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن الكبرى(سيقدم الباحث في نهاية هذه الدراسة مثالا تطبيقيا للتخلص من نفايات المنازل وتحويلها عن طريق تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى سماد عضوي طبيعي) .
(3) نفايات المصانع والمناجم مثل منجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة المياه العادمة ، ومصافي النفط ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية .
(4) التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
(5) قلة الموارد المائية السطحية والجوفية .
(6) التلوث بالضجيج بسبب كثافة السكان والمصانع في المدن والتلوث .
(7) الحرائق وبخاصة في الغابات ومناطق الترفيه والتنزه .
(8) الفيضانات .
(9) العواصف الغبارية ( رياح السموم والخماسين والهبوب والعواصف الثلجية ) .
و يوضح شكل ( 3 ) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا على المستوى العالمي :
الأخطــــار البيئيــة العالمــيــــة
بشـــرية شبه طبيعيــــة طبيعيـــة
(يحدثها الإنسان) (يسارع الإنسان في حدوثها) (لادخل للإنسان في حدوثها)
التلوث الضباب الدخاني
الضباب الدخاني المطر ألحامضي
الأخطار الاجتماعية التصحــر بيولوجيــــة جيوفيزيائيـة
الجرائم التملح
أخطار النقل بالطائرات زيادة الفيضانات
-السفن-الشاحنات.... الانهيارات الثلجية
الانفجارات المختلفة انفجارات التربة جوية جيومور
الحروب المدمرة وأخرها الانهيارات الأرضية فولوجية
الحرب الأنجلوأمريكية ظاهرة الدفينة
على العراق20مارس2003م باطنية
(زلازل-برا كين)
نبـــاتية حيــوانيــــة
أمراض نبـــاتية البكتريا
الأمراض
الجراد
الأفاعي
الجرذان وغيرها
شكل (3) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا عالميا
ومن أهم الأخطار الجوية/المناخية في الشكل السابق : الضباب-الثلج والبرد-البرق-الرعد-الأعاصير المدارية-الرياح العاتية-موجات الحر والبرد-الجفاف.
ومن أمثلة الأخطار الجيومورفولوجية: الانهيارات الأرضية-الكثبان الرملية-تملح التربة-انتفاخ التربة.
هذا ويشير ( وليم شاندرلير William Chandler ) إن الغنى والفقر يعملان شيئاً يؤدي بكل منهما إلى الموت المبكر ، فالأول يموت بمرض القلب أو السرطان ، والثاني بالإسهال ، أو الحصبة ...الخ .
وتعاني شعوب الأقطار النامية من البؤس الذي يؤدي إلى الموت مبكر بسبب الازدحام وشرب المياه الملوثة وفقر الخدمات الصحية وسوء التغذية والتعرض للأخطار الطبيعية من جفاف وفيضانات وتغيرات في الطقس ، أما شعوب الأقطار المتقدمة فتعاني من الأكل الدسم والمخدرات و الكحوليات والتعرض للشمس الزائدة وحدوث سرطانات وكلها يمكن إنقاصها إذا اتخذت الإجراءات التصحيحة البيئية المناسبة ( 5-205 ) .
ومن أهم واخطر الأسلحة التي تهدد البيئة العالمية والعربية حاليا لا سيما في هذا الوقت بالذات والذي شنت فيه الولايات المتحدة - اكبر مرجعية إرهابية عالمية حاليا - على شعب العراق المكافح المجاهد الصابر المحاصر منذ ما يربوا على ثلاث عشرة عاما ، أهم واخطر الأسلحة التي يستخدمها الإرهاب الأمريكي وهي القنابل التي تزن الواحدة منها أكثر من ألفي كيلوجرام ثم تدعي أنها تدير حربا نظيفة على العراق ، كما أن هناك توجسا من أن يستخدم العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية على الدول العربية والإسلامية .
فما هي حكاية الأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية وما تأثيراتها المختلفة على البيئة ؟
( 6-44-51 )
1- السلاح النووي :-
قدم بعض العلماء دراسة بتاريخ : 16/12/1985 إلى الأمين العام للأمم المتحدة تتضمن نتائج الأسلحة الخطيرة في حالة نشوب حرب نووية كبرى والعواقب الناجمة وأثارها البيئية على المناخ والعواقب الاجتماعية والاقتصادية . أن أي حرب كبرى إذا وقعت سوف تسمح باستعمال كل أنواع أسلحة الدمار الشامل والمحظورة دوليا كالأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية ، سوف تجر معها مخاطر كبيرة بتدمير البيئة العالمية ، وستواجه الدول المستهدفة وغير المستهدفة بحال سددت الضربة الأولى بنضوب في الإمدادات الغذائية ويتعرض الإنتاج الزراعي للخطر مع احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق تنعكس على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي .
وفي دارسة للأمم المتحدة عام 1995 م ، أشارت إلى انه يوجد حاليا خمسين ألف سلاح نووي وتقدر قوتها الإجمالية بنحو خمسة عشر ألف ميجا طن أي ما يربو على خمسة ألاف مرة وأكثر من جميع المتفجرات التي استعلمت في الحرب العالمية الثانية ناهيك عن سرعة الإطلاق ودقة تصويب الأهداف ، وتتضمن أيضا المعلومات التسليم بما للحرب النووية من آثار غير مباشرة واسعة النطاق وهي :-
أ – أنه سيتم حقن كميات كبيرة من الدخان الممتص للضوء في الغلاف الجوي من جراء الحرائق التي تشعلها التفجيرات النووية ، وأن كمية الضوء الواصل من الشمس الذي يشيع الدفء على سطح الأرض ويوفر الطاقة المحركة لعمليات الغلاف الجوي والإنتاج البيولوجي ، ستنخفض من جراء الدخان والسناج فيتغير الطقس ويتأثر المناخ. .
ب- إن التأثيرات المحتملة على النظم الايكولوجية الطبيعية ومصائد الأسماك والزراعة ستكون كبيرة جدا وأن الإمدادات الزراعية للناجين من الآثار المباشرة ستتعرض للخطر وباستطاعة النبضة الأولى للكهرومغناطيسية الناجمة عن التفجيرات النووية على ارتفاع عال أن تعطل وتخرب شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والأدوات الكهربائية والإلكترونية مما يؤدي إلى فقدان الطاقة الكهربائية وطاقة الاتصالات والخدمات الأخرى لمسافات تمتد ألاف الكيلومترات عن موقع الانفجار ، وهذا ما يمثل تعطيلاً إضافياً كبيراً للبنية الأساسية التي يعتمد عليها السكان ، وسيقتل الإشعاع كثيراً من الناس في المنطقة المجاورة مباشرة ويدمر مرافق الإسكان البيئية والنقل والمرافق الطبية وتطال نفسها في تدمير المنشآت النووية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وتكون مصدر تعرض للإشعاع طيلة سنوات عديدة أما الآثار الطويلة ستكون مثل السرطانات والتشوهات ( وربما آثار وراثية شديدة ) بين الناس الناجين في الدفعية الإشعاعية الأولى . وستواجه البلدان المستهدفة وغير المستهدفة على السواء احتمال انتشار المجاعة نتيجة الحرب النووية والآثار المباشرة لأي تراشق نووي كبير سوف تؤدي إلى مقتل مئات الملايين وغير المباشرة سوف تشوه الملايين من البشر .
(2) السلاح الكيميائي :
السلاح الكيميائي آثاره ضارة جداً على البيئة العالمية تطال الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء ومجمل الكائنات الحية . فهو سلاح حربي يتم بالإسقاط أو بالتوزيع أو بالنشر لإيصاله . يتألف من مواد كيميائية سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة لها آثار سامة على الإنسان عند استعمالها ويمكن تصنيفها إلى عدة عوامل أهمها(7-132) :
أ- العامل الخانق : وهو مادة كيميائية تعبر بالجهاز التنفسي فتسبب الاختناق وضيق التنفس وأمراض رئوية .
ب- العامل المثير للأعصاب : وهو يعرقل أو يمنع انتقال نبضات الأعصاب عن طريق تعطيل الجهاز العصبي .
ج- العمل المعطل : ويستعمل في تدمير فعالية القتال في صفوف العدو ودون إصابتهم بأذى دائم أو قتلهم .
د- العمل المسقط : ويتسبب في إسقاط أوراق الشجر والنباتات قبل الأوان ويدمر النباتات .
السلاح البيولوجي :
وهو منتج كيميائي من خلايا حيوانية أو نباتية يمكن أن ينجم عنه آثار ضارة بالإنسان أو قاتل له ، وهو سلاح حربي بيولوجي يمكن إيصاله على هيئة جسيمات سائلة أو صلــبة مجزأة تجزيئا دقيقا وموزعة خلال أحد الغازات أو الهواء ، ويمكن أن تكون العبوة ذاتية الدفع أو قذيفة أو طلقة ، تندفع أو تقذف ميكروبات معدية تلوث الهواء أو المياه والزراعة ، وتصل إلى جسم الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي وتســبب مرض أو مـوت للإنسان أو الحيوان(8و9) .
ويمكن تصنيف السلاح البيولوجي إلى نوعين رئيسيين:-
أ- النوع الأول: يسبب أذى للإنسان وحروق في الجلد ويؤثر في الأغشية المخاطية مثلا ( غاز الخردل ) .
ب- أما النوع الثاني: وهو الأقوى حيثي يؤثر في الجهازين الدموي والتنفسي فيعوق قدرة الدم علــى نقــل الأكسجين إلى الجسم .
وصدرت عدة اتفاقات كبروتوكول جنيف عام 1935م الذي يخطر استخدام الوسائل الكيميائية والبيولوجية الحربية والسعي لنزع هذا السلاح وخطر إنتاجه أو تكديسه بسبب آثاره الكبيرة على البيئة العالمية .
البيئة كمصدر للدواء :
مفهوم الدواءMedicine(عقار) :
يمكن تعريف الدواء أو العقارMedicine بأنه أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان ، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها(7-56) .
مصادر الأدوية :
وتشمل ما يلي : (1) المصادر العضوية Organic Sources .
(2) المصادر النباتية Plant Sources.
حيث تستعمل النباتات بأكملها أو أجزاء منها كمصادر للأدوية مثل الجذور والجذوع والأوراق والبذور والثمار والبراعم وعصاراتها . إما بشكلها الخام بعد سحقها أو باستخلاص العنصر الفعال فيها بشكل نقي .
ويمكن تحضير الأدوية الخام بالطرق التالية : ( 7 - 343 - 353 ) :-
ا-السحق Pulverization : لتحضير المساحيق من المواد الخام والنباتات المجففة.
2-العصر: Expression تستخلص الزيوت والخلاصات من مصادرها النباتية بطريقة .
3-التقطيرDistillation: : تستعمل هذه الطريقة لتحضير الزيوت الطيارة.
ومن أهم أنواع المواد الفعالة الموجودة في هذه المستحضرات والتي تختلف في طبيعتها وتأثيراتها كثيرا عن بعضها البعض مايلي:-
1- القلويدات Alkaloids
2- الجليكوسيداتGlycosides
3- الزيوت الثابتةOilsومن أمثلتها زيت القطن وزيت الزيتون.
4-الراتين(الرواتين) Resins .
5-الصمغ Gum.
6-حمض التنيك(التنين) Tannin ,Tannic Acid .
7-الأحماض العضوية وهي موجودة بصورة طبيعية في العديد من النباتات مثل البرتقال .Citric Acidوالعنب والليمون والعنب وحمض الليمون
8-المضادات الحيوية Antibiotics .
ب- المصادر الحيوانية
وقد تستخلص المواد من أي عضو أو نسيج حيواني ، إلا أنها تحضر في معظم الأحيان من سوائل الجسم كالدم والمصل والليمف أو الغدد . قد تستعمل هذه الأدوية كمواد خام أن تخضع لعملية التنقية أو كمواد مستخلصة نقية تحتوي على المادة الفعالة فقط ، وفيما يلي المواد الفعالة المستعملة :
1- البروتيناتProteins مثل الأحماض الأمينيةAmino Acids
2 - الزيوت والدهون معظم الزيوت الحيوانية هي من الزيوت الثابتة التي لا تتبخر بسهولة
3 - الأنزيمات ( الخمائر ) Enzymes .
وهي مواد تنتجها الخلايا وتستعمل كعوامل مساعدة أو حفازات Catalysts وتستخلص من الغدد خارجية الإفراز Exocrine glands (16-78).
4- الهرمونات Hormones .
وتستخلص من الغدد الصم Endocrine glands وهي غدد عديمة القينات أو القنوات Ductless glands .
5- المصل Serum
وهو السائل الصافي الذي يجمع بعد تخثر ( تجلط ) الدم ويشبه البلازما إلا أنه لا يحتوي على مواد التخثر .
6- اللقاح ( اللقاحات ) Vaccine
وهي معلقات تحتوي على الكائنات الدقيقة الميتة أو الكائنات الدقيقة المحورة Modifie .
7- الفيتامينات Vitamins وهي مصادر الفيتامينات إما نباتية أو حيوانية .
ثانياً : المصادر اللاعضوية : Non - Organic
1-فلزات ( معادن ) Metals
2-أشباه فلزات Metaloids
3-لا فلزات Non - metalics
ثالثاً : المصادر المركبة ( المصنعة ) Synthesized
وتحضر هذه الأشكال في مختبرات مصانع الأدوية ويمكن أن تحتوي على مواد عضوية أو لا عضوية أو كليهما معاً .
رابعاً : أدوية دون وصفة طبية Over the Counter Drug
ويمكن الحصول على الأدوية دون وصفة طبية في الحالات الآتية :
*إزالة الأعراض المرضية و استعمال الأدوية لفترة قصيرة .
*عندما لا يكون للتشخيص أهمية كبيرة .
*علاج الحالات البسيطة للأمراض المزمنة والأمراض المتكررة مثل الأكزيما .
*الأدوية ذات السلامة الدوائية العالية حيث أن الفرق بين الجرعة المفيدة والجرعة السامة كبيرة جداً وهي تشمل المسكنات ومضادات الحموضة والملينات وأدوية السعال .
خامساً : آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئية العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار :
لقد كان للتقدم لصناعي والتكنولوجي الذي حدث نتيجة للثورة الصناعية الأثرالكبير في إحداث مشكلات بيئية خطيرة ، الأمر الذي أدى إلى إحداث ضغوط هائلة على الموارد الطبيعية خاصة تلك الموارد غير المتجددة ، ومن ثم حدوث اختلال في توازن النظام البيئي .
ومع تزايد حجم المشكلات البيئية تطور اهتمام الفكر الإنساني بالبيئة إلى الحد الذي أدى إلى ظهور وعي بيئي لدى حكومات ومواطني الدول المتقدمة منذ أواخر الستينات من القرن ( 20 ) ، حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات والمعاهد العلمية لدراسة مختلف الموضوعات البيئية ، وتكونت الأحزاب السياسية التي سميت بالأحزاب الخضراء ، التي جعلت من أهم أهدافها حماية وصيانة البيئة للإنسان ، وتمتعت بنفوذ سياسي قوي في هذا الصدد(10-11-12-13) .
وقد انعكست الاهتمامات العالمية بالبيئة على منظمة هيئة الأمم المتحدة التي عقدت أول وأهم مؤتمر عالمي للبيئة في مدينة استوكهلم بالسويد عام 1972 ، لبحث العديد من الموضوعات التي تتعلق بالبيئة ، وفي هذا المؤتمر قدمت العديد من دول العالم الصناعية تقارير عن أوضاع البيئة لديهم ، بالإضافة إلى برامج مقترحة في الحفاظ على البيئة ، في حين أن الدول النامية لم تشارك في هذا المؤتمر لاعتقادها في ذلك الوقت بأن خطط حماية البيئة التي أعلنت عنها الدول المتقدمة سوف تؤدي إلى تعطيل نمو الصناعات في هذه الدول ، وأن مشاكل البيئة ما هي إلا قضايا ثانوية وهامشية ، حيث كانت تشمل التنمية الصناعية بالنسبة لهذه الدول تحدياً حقيقياً للخلاص من أسر التبعة الاقتصادية ، واستغلال العالم المتقدم لموارد تلك الدول ، وهي بذلك لم تضع في اعتبارها الآثار السلبية المستقبلية للاهتمام الصناعي المتزايد ، وبالتالي لم تتخذ في البداية أية أساليب تكنولوجية مهما كانت بساطتها للحد من التلوث بمختلف أنواعه .
وقد تلي مؤتمر استوكهلم العديد من المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر بلجراد ، وتبليسي ، والتي ركزت على ضرورة إنقاذ البيئة من جميع أشكال التلوث ، وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة .
وبناء على ذلك بدأ الفكر البيئي يتجه من التركيز على التلوث البيئي بمختلف أنواعه وكيفية مواجهته والوقاية منه ، إلى الاهتمام باستغلال مصادر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ، وكيفية حمايتها وصيانتها ، ودور الإنسان( المورد البشري)، كهدف من أهداف التنمية في تلك العملية التنموية الشاملة والمتكاملة .
ونظراً لتنوع وتشابك المشكلات البيئية المعاصرة من حيث أسبابها ونتائجها ، فقد تزايدت الأهمية العلمية والتطبيقية لعلوم البيئة والتخطيط البيئي ، حيث تعد الدراسات البيئية والفهم المضطرد للوسط البيئي الطبيعي والحضاري من أبرز التطورات العلمية التي ظهرت في السبعينات من القرن العشرين(14-76) .
وتمثل دور العلوم البيئية في تشخيص المشكلات البيئية ، وتحديد عواملها طبيعية كانت أم حضارية ، واختيار وسائل معالجتها ، والتصدي لأخطارها ، نظراً لكونها علوم متداخلة تتخطى الحدود التقليدية التي تفصل بين العلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية بفروعها التقليدية كالعلوم الكيميائية ، والبيولوجية ، والجغرافية ، والاقتصادية ، والهندسية ، والطبية ...الخ ، بحيث تسد الفجوات بين تلك العلوم ، وتكون حلقة الوصل بينها .
ومن منطلق ارتباط الفكر البيئي العالمي بعملية التنمية ، حيث يربط الاتجاه العالمي عملية التلوث واستنزاف الموارد واختلال التوازن البيئي بعمليات الإنتاج في الدولة كلها ، وذلك من خلال التشابكات بين المجتمع البشري في سعيه ألدؤوب لإشباع احتياجاته وبين عناصر بيئته .
ومن هذا المنطلق فقد برزت الحاجة إلى استحداث فرع جديد من العلوم هو علم الإصحاح البيئي ليندرج تحت قائمة العلوم البيئية والذي يلعب دوراً محورياً في تحديد المسارات المختلفة لعلاج كافة المشكلات البيئية وبالشكل الذي يضمن إستدامة علاج مشكلات البيئة ، وبالتالي يصبح هذا العلم جزءاً من آلية تقويم الآثار البيئية ، وهو بعد جزءاً من عملية التخطيط وصناعة القرار عند التصدي للمشكلات البيئية المتنوعة .
وفي هذا الصدد ينبغي أن تلعب الجامعات دوراً قيادياً في مجال تدريس علم الإصحاح البيئي (15-35) ، والقيام بإجراء البحوث والدراسات المتقدمة لتهيئة الكوادر العلمية وذلك للقيام بدراسة جوانب البيئة الطبيعية والحضارية والمشكلات الناجمة عن التفاعل غير المخطط ، تمهيداً لإيجاد الطرائق والحلول المناسبة لتجنب هذه المشكلات ، وذلك من خلال تطبيق أساليب التخطيط الإقليمي والحضري والبيئي معاً .
ومن هنا تأتي أهمية ورقة العمل الراهنة والتي تعد من باكورة الأوراق البحثية ذات الاهتمام بمجال الإصحاح البيئي وتناول بعض الأفكار الرئيسية ذات الصلة بهذا العلم من جهة وبمجال تدريس العلوم البيئية من جهة أخرى ،ولعل في هذا التوجه ما يفتح مجالاً للقيام بالمزيد من البحوث والدراسات في هذا الصدد .
ونوضح فيما يلي آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار كما هو مبين في شكل(4) في الصفحة التالية:----
2 1
تحديد الأهداف الاستراتيجية
لمشـــــــــــــــــــــــــــروعات
الإصحــاح البيئــــــــــــــي
تحديد أهــم الأخطــــــــــــــــــار
البيئيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
علـــى مســـــتــــــــــــــــــــــوى
البيئــــــــــــة العربيــــــــــــــــة
3 4
آلية تقويم الآثار
والمشكــلات البيئية
علــى مستــــــــــوى
البيـئة العربيــــــــة
إعــــــــــــــــــــــــداد
البرامـــــــــــــــــــــــج
الخاصـــــــــــــــــــــــة
بمشروعــــــــــــــــات
الإصحــــــــــــــــــــاح البيئــــــــــــــــــــــــــي
إعداد الخطـــــــــط
العلميــــــــــــــــــة
والسياســــــــات
الاستراتيجيـــــــة
6 5
التنفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ الفعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلي
للمشروعــــــــــــــــــــــــات
المختــــــــــــــــــــــــــــــــارة
اتخاذ القرارات المناسبـــــــــة
فـــــي ضـــــــــــــــــــــــــــوء
نتــــــــــــــــــــــــــــــــائــــــــج
المشـــــــــــــــــــــــــــــــروع
شكل(4) توضيح لآلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية
يتضح من شكل (4) ما يلي:
1-تحديد أهم الأخطار البيئية على مستوى البيئة العربية ومن أمثلة هذه الأخطار:
*قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي *والجفاف وانجراف التربة وعدم التخلص من النفايات وبخاصة *نفايات المدن الكبرى ونفايات المصانع والمناجم ...الخ .
2-تحديد الأهداف الإستراتيجية لمشروعات الإصحاح البيئي .
3-إعداد الخطط العلمية والسياسات الإستراتيجية التي تمر لإعداد البرامج البيئية.
4-مرحلة إعداد البرامج الخاصة بمشروعات الإصحاح البيئي .
5-مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروعات الإصحاحية التي وقع الاختيار عليها .
6-اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء نتائج المشروع البيئي الذي تم تنفيذه لتحقيق الإصحاح البيئي .
ويعتذر الباحث عن الخوض في تفاصيل هذه الآلية المقترحة لضيق المساحة المحددة لنشر هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية .
سادساً : أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي :
نظراً لضيق المساحة المحددة للنشر في هذا المؤتمر ، يتم استعراض بعض الأمثلة التطبيقية لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي عالميا وعربيا على أن يتم ذكر مثال تطبيقي بشكل مفصل في مرحلة لاحقة من هذه الدراسة :
(1)تدوير القمامة .
(2)معالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في أغراض متعددة عدا الشرب .
(3)غسل التربة الزراعية من الأملاح .
(4)معالجة تصحر الأراضي الزراعية .
(5)معالجة مياه محطات غسيل السيارات .
(6)الرصد الصحي للهواء على فترات متقاربة لتحديد نسبة التلوث الهوائي وعلاجها أولاً بأول .
(7)القيام بأنشطة بيئية مبتكرة من شأنها أن تساهم في التغلب على مشكلات البيئة .
وعلى كل حال يمكن هنا إيجاز الأنشطة البشرية والوسائل والمعايير اللازمة لتحقيق التوازن الطبيعي والتنمية المستدامة للبيئة أو لتحقيق ما يمكن أن يطلق عليه بلغة العلم الإصحاح البيئي ومن هذه الأنشطة والوسائل ما يلي :
(1)الأنشطة التجارية والأسرية ، ولتقنين هذه الأنشطة يلزم إتباع ما يلي :
1-الحد من رمي المواد الاستهلاكية ومحاولة الاستفادة بها لأكثر من مرة مثل الكتب الدراسية والورق والملابس .
2-ترشيد استهلاك الطاقة ( الكهرباء ، غاز ، بنزين ، زيوت ، كيروسين
3-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة .
4-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة سواء النباتات أو الحيوانات .
5-التقليل من مواد التغليف للتخفيف من مشاكل النفايات الصلبة(20-184-211).
(2) وسائل النقل والموصلات :
1-تشجيع النقل الجماعي والعام وزيادة كفاءة مركبات النقل ، والتقليل من الاعتماد على السيارات الخاصة .
2-فك الاشتباك بين ممررات المشاة ومسارات المركبات .
3-تحسين احتياطات السلامة والأمان وطرق التحكم في التلوث .
4-الصيانة الدورية للطرق والمركبات ، وسن القوانين ، أو تطبيق القوانين الموجودة ، بحزم وعدل لتقليل معدلات التلوث في الطرق أو الميادين .
5-الاهتمام بالمناطق الخضراء والتشجير سواء في الحضر أو الصحراء .
(3) استخدامات الطاقة :
1-تقليص انبعاث الغازات مثل : ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين و الرصاص.
2-ترشيد استهلاك الطاقة سواء بالمحافظة عليها أو التوعية في الاستخدامات المختلفة.
3-دعم استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .
(4)الأنشطة الصناعية وتشمل التالي :
1-الحد من انبعاث الملوثات الغازية السامة أو تلك المسببة في رفع درجات حرارة الغلاف الجوي .
2-الحد من التخلص من النفايات الصناعية السائلة في المجاري .
3-مراعاة المعايير البيئية في الصناعات المختلفة سواء الصناعات الصغيرة والورش أو الصناعات المتوسطة والكبيرة .
4-إحاطة المنشآت الصناعية بأحزمة ومناطق خضراء تعمل كفلاتر طبيعية لتخفيف معدلات التلوث .
(5) الأنشطة الزراعية :
1- تحسين كفاءة استخدام الماء والطاقة وتوظيف التقنية الحديثة لهذا الغرض ، سواء في الري أو نوعية البذور والشتلات الزراعية ومراعاة الظروف البيئية وطبيعة التربة .
2-التقليل من الاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية ودعم استخدام الطرق الطبيعية في التخلص من الآفات الزراعية .
3-الإدارة والاستخدام العلمي والبيئي للمخلفات الحيوانية والزراعية ، الحد من استخدام اللحوم للمحافظة على الصحة العامة والتقليل من الأمراض الكثيرة الناجمة عن ذلك ( أمراض القلب ، السمنة ، السكر ..الخ ..)
4-توفير بيئة مناسبة للحياة البرية مثل زراعة الأسيج ، حماية الموارد الجينية ، وتعزيز عمليات التهجين والمحافظة على تنوع الطيور البرية .
(6)الأنشطة العمرانية :
1- تنظيم عمليات التنمية العمرانية : ( سكني ، جاري ، صناعي ، ترفيهي ، ديني ) .
2 - عدم الاعتداء على الأراضي الزراعية والخضراء بهدف التوسع العمراني .
3- انتهاج فلسفة التخطيط البيئي للمشروعات العمرانية وزيادة المساحات الخضراء وتجميل المناطق المفتوحة ومواكبة البناء للعناصر البيئية المحيطة .
4-إصباغ البعد الجمالي على العمران سواء في الشكل : ( الواجهات ، الفتحات ، الإرتفاعات ، الألوان ، مواد البناء والتشطيب ) أو المضمون : ( المساحات ، الحركة ، علاقة الفراغ بكتلة البناء ، وظيفة المبنى ، نوعية النشاط وطبيعة مستخدمي البناء ، مواكبة البناء للمواصفات الفنية والالتزام بقوانين وتشريعات البناء ) .
5-تعزيز استخدام المركبات العامة وركوب الدراجات بتخصيص حارات لها ، عند تخطيط المدن والعمران ) .
6-المحافظة على الصحة العامة للمكان والإنسان : ( فصل مجاري الصرف الصحي عن مياه السيول والأعاصير ، المحافظة على مصادر المياه الطبيعية ) .
ككلمة مجردة تعني عملية التغيير ، أما التنمية بمفهومها الشامل فتعني 1/4Development) إن التنمية ) تفاعل البشر مع الطبيعة وتأثيرهم فيها ، مع الأخذ في الاعتبار احترام القوانين الأيكولوجية التي تنظم بنيان البيئة وتحكم توازنها الطبيعي .
هذا ويوضح شكل ( 5) التالي أحد الأمثلة التطبيقية لمعالجة النفايات السائلة:- :-
النفايات السائلة النفايات السائلة النفايات السائلة في
في مرحلة المعالجة الثلاثية في مرحلة المعالجة مرحلة المعالجــة
الترسيب الثنائيــة الأوليـة
التهويــة
معالجة كيميائية
الترشيح
الفصل الغشائي الكلور
التقطير
الكربون
الأكسدة البيولوجية
التطهير
الرواسب
الناتجة
المعالجة
البيولوجية
مياه عذبة يتم التخلص منها
الرواسب
تستخدم في الشرب والزراعة يتم التخلص منها
غاز الميثان
شكل(5) مراحل معالجة النفايات السائلـــــــــة
سابعاً : منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه البيئة العربية :
مقدمة :
لا يمكن تحقيق التوازن الطبيعي والفطري لكوكب الأرض دون إتباع الإنسان لسلوكيات صديقة للبيئة ، ويمكن تقليص التأثيرات السلبية وغير المرغوبة لأنشطة البشرية بكافة أشكالها وأنواعها ، وعلى الفرد أن يعي أن التنمية المستدامة والتي أصبحت من مصطلحات العصر الحديث تتطلب تغيرات تكاد تكون جذرية في الكثير من طرق إدراة وتنمية المجتمعات واقتصادياتها وحياتها الثقافية على جميع المستويات والأصعدة .
ويعود الخلل الحادث في مكونات البيئة الطبيعية وزيادة معدلات التلوث بكافة صوره ومسمياته إلى سلوكيات البشر وتطلعات الإنسان اللامحدودة في التجني على المعطيات والموارد الفطرية والطبيعية للبيئة ، ومحيطها الحيوي ، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) صدق الله العظيم ( الروم - الآية41 ) .
هذا ويمكن أن تلعب التربية العلمية دوراً رائدا وهاما في تحقيق برامج التربية البيئية لتحقيق ما اصطلح بتسميته بتكنولوجيا الإصحاح البيئي ولا غرور في ذلك فإن من أهم مجالات واهتمامات التربية العلمية مجال التربية البيئية ، فهي قادرة على تحقيق فهم أفضل للمواطن العام وللمتعلم الدراس للعلوم لمفاهيم ومكونات وعناصر البيئة وتوازنها براً وبحراً وجواً ، وهي قادرة أيضاً على إكساب المواطن والمتعلم الوعي البيئي الصحيح الذي يقيه من الممارسات البيئية الخاطئة وهي القادرة ومن خلال برامجها وأهدافها المتنوعة على إعداد الفرد للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية عن طريق توضيح المفاهيم التي تربط ما بين العلاقات المتبادلة بين الإنسان وثقافته من جهة وبين المحيط البيوفيزيائي من جهة أخرى ، وهي القادرة على إكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي ، وتوضح له حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان وحفاظاً على حياته الكريمة ورفع مستويات المعيشة ، وأخيراً وليس آخراً فإن التربية العلمية قادرة على تتبني البرامج ذات الاستراتيجيات العلمية القادرة على توجيه المواطن والمتعلم لتحقيق برامج الإصحاح البيئي Environmental Reformation وهذا ما سنحاوله في هذا المحور من محاور ورقة العمل الحالية .
ونوضح فيما يلي منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية بما يساهم في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار المحدقة التي تواجه البيئة العربية لا سيما في ضوء تلوث البيئة العربية في منطقة الخليج العربي وبالذات في دولة العراق الشقيقة نتيجة تدنيس أرضها الطاهرة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية نتيجة شن العدوان الثنائي الغاشم من هاتين الدولتين الظالمتين على العراق فجر الخميس الموافق 20 / 3 / 2003م واستخدام هاتين الدولتين الظالمتين للقنابل العنقودية والقنابل المسماة بالذكية واستخدام الصواريخ المحملة بالدمار والهلاك للأطفال وللكبار وللمستشفيات الأمر الذي أدى إلى تلوث المنطقة الغالية من بيئتنا العربية الإسلامية وفي هذا الإطار قام الباحث باقتراح هذه المنظومة كما هو مبين في شكل (6) كما يلي :-
تحليل العمل
برنامج التربية العلميــة
المتضمن للتربيـــــــــــة
البيئيــــــــــــــــــــــــــــة
تحديد العنصر البشري لتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة للتربية البيئية
تحديد مخلات وعمليات ومخرجات
البرنامج
تحديد الهداف العامة لبرنامج
التربية العلمية
تحديد عناصر البرنامج من المحتوى والأنشطة والوسائل والاستراتيجيات والتقويم
مشكلات البيئــة العربية
في ضوء تحديات العصر
الراهــــــــــــــــــــن
تحديد بدائل مختلفة لتقويم الآثار البيئية الناجمة عن الأخطار
تحديد أهم القضايا والأخطار البيئية العربية : البشرية-شبه الطبيعية-الطبيعية
برنامج تكنولوجيا الإصحاح
البيئــــي المقترح
تحديد آلية التمويل
اللازم للبرنـــامــج
استشارة خبراء
البيئة من الاختصاصين
عـــرض المشروع
المناســـــــــــــب
التنفيذ الفعلي للمـــــــــــشروع
اتخاذ القرارات المناسبة بخصوص نتائج المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشروع
الخطط والسياسات
البيئيـــــــــة
شكل(6) منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي
في البيئـــــة العربيــــــة
يتضح من شكل (6) السابق ما يلي :
(1)ضرورة تحليل العمل البيئي العربي والذي من خلاله يتم تحديد أهداف وموجهات عملية الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(2)وجود ثلاثة محاور رئيسية في هذه المنظومة تعد بمثابة مرتكزات أساسية لها وهي :
أ-برامج التربية العلمية .
ب-مشكلات البيئة العربية .
ج- برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
وكلها تمثل حلقات متشابكة ومترابطة لكي تؤدي هذه المنظومة وظيفتها على أكمل صورة .
(3)أن برامج التربية العلمية الموجهة نحوالتربية البيئة بكل ما تشمله من :
أ- تحديد الأهداف العامة .
ب- تحديد عناصر البرنامج ( أهداف سلوكية – محتوى بيئي – أنشطة – وسائل وتكنولوجيا – أساليب وإستراتيجيات – تدريسية – أساليب التقويم الموضوعي ) .
ج- تحديد العنصر البشري الذي يهتم بتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة نحو التربية البيئية .
ومن هذا المنظور فإن دور التربية العلمية هو دور محوري وجوهري لتحقيق برامج التربية البيئية ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دوراً تكميلياً أو هامشياً ، ولذلك فإن برامج التربية العلمية هي الأساس والمحرك لعملية التربية البيئية كما أن كلاهما كما يتضح في هذه المنظومة مهم وجوهري لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي مجال الدراسة الحالية .
(4) وبخصوص المحور الثاني من محاور هذه المنظومة المقترحة والخاصة بمشكلات البيئة العربية ، فإن هذا المحور يعالج ما يلي :
أ- المشكلات التي تمثل أهم الأخطار التي تواجه البيئة العربية والتي سبقت الإشارة إليها في معرض الحديث عن هذا المحور من ورقة الدراسة الحالية وبالتالي فلا داعي لتكرار ذكرها مرة ثانية وهي المشكلات البشرية والمشكلات شبه الطبيعية والمشكلات الطبيعية .
ب- كما يعالج هذا المحور أيضاً الاستشارات العلمية من بعض خبراء البيئة من دون الاختصاص والاستفادة بتوجهاتهم وخبراتهم في مواجهة هذه المشكلات البيئية العربية الملحة لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ج- تحديد الآثار الناجمة عن هذه المشكلات البيئية وتحديد البدائل المختلفة لقويم الآثار البيئية الناجمة عن هذه المشكلات .
(5) أما المحور الثالث والأخير من المحاور الرئيسية لهذه المنظومة فيختص بالبرنامج المقترح لتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحقيق هذا البرنامج يتم اعتمادا على تحليل واقع مشكلات البيئة العربية من ناحية وفي ضوء برنامج التربية العلمية الموجه نحو التربية البيئية من ناحية ثانية ولتحقيق هذا البرنامج فلا بد من :
أ- تحديد آلية التحويل اللازم لبرنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ب- تحديد الخطط والسياسات البيئية التي سوف تساهم في :
التعريف بالقضايا البيئية العربية الملحة .
إعداد التوصيف العلمي الشامل لكل قضية من هذه القضايا .
التعريف بالنشاطات البيئية الواجب تنميتها خلال تطبيق برنامج الإصحاح البيئي .
التعريف بكيفية متابعة وتقييم النشاطات البيئية المقترحة .
ج- عرض المشروع البيئي المناسب القابل للإصحاح البيئي .
د- التنفيذ الفعلي للمشروع المختار في ضوء تحديد الفترات الزمنية المناسبة لبدء التنفيذ وللانتهاء فيه .
ه- اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة في ضوء نتائج تنفيذ المشروع البيئي الذي تم تحقيق الإصحاح البيئي فيه .
و- القيام بعمليات التغذية الراجعة اللازمة لإعادة ضبط وإدارة وتحسين مدخلات وعمليات ومخرجات مشروع أو برنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(6)يلاحظ في مثل هذه المنظومة المقترحة أيضاً أنها بشكل عام تمثل مجموعة من المدخلات والعمليات والمخرجات الرئيسية لتحقيق الهدف العام منها وهو إبرازز دور التربية العلمية لتفعيل تكنولوجيا الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(7)أن التربية البيئية كبرنامج شامل ومتكامل عن البيئة ومشكلاتها المختلفة وتأثيراتها على الإنسان تقوم في إطار منظومة تربوية شاملة تشمل :
1- الجانب المنهجي بعناصره المختلفة الأهداف – المحتوى – طرق وأساليب التدريس – الأنشطة البيئية – الوسائل والتكنولوجيا التعليمية – أساليب التقويم والتغذية الراجعة .
2- الجانب الإداري .
3- الجانب البشري .
4- تحديد وتحليل مشكلات البيئة العربية الملحة.
5- ربط كافة الحلقات السابقة مع كافة عناصر البيئة المحلية والقومية .
6- تفعيل جميع الجوانب السابقة في إطار تكنولوجيا الإصحاح البيئي بعناصرها المختلفة السابق استعراضها .
(8)أن هذه المنظومة بشكل عام تهدف ومن خلال التربية العلمية إلى أن يكون المواطن العربي :
أ-عارفا Knowledge بالعلاقة والارتباط بين النواحي البيولوجية الفيزيائية والثقافية والاجتماعية في البيئة التي تعتبر الإنسان جزءاً منها ( أهدافاً معرفية ) .
أن يكون المواطن العربي واعيا Aware بالمشاكل البيئية وخطورتها وأبعادها وإيجاد الحلول لها ( أهدافا وجدانية ) .
ج- أن يكون لديه الدافع Motivated لكي يتصرف بمسؤولية في تحسين بيئته بما يؤدي إلى حياة أفضل ( أهداف مهارية ).
(9)أن تكون تكنولوجيا الإصحاح البيئي يمكن تحقيقها بهذه الخطوط الإجرائية لتحقيق أو لإعادة الأمور إلى نصابها في البيئة وذلك كما هو مبين بشكل (7) فيما يلي :-
1 2 3 4
الأهــداف
الخطط
والسياسات
البرامــــج
التدخل المقترح
التغذيــــــة الراجعـــــــــــــة 10
التمويـــــل 5
اتخاذ القرارات بخصوص
نتائج تنفيذ المشروع9
9
6
عرض المشروعات
المناسبة
التنفيذالفعـــــــــلي للمشروع المختار
اختيار البدائــــــــل 8 7
شكل(7) مثال لآلية تكنولوجيا الإصحاح البيئي
(10) أن هذه المنظومة هي بمثابة جهد متواضع من الباحث أريد به وضع تصور مقترح لتحقيق دورفاعل للتربية العلمية في تفعيل منظومة الإصحاح البيئي عربيا .
(11)أن اهتمام التربية العلمية بتفعيل هذه المنظومة يمكن أن يحقق في النهاية تميزا لدى الدارس للتربية البيئية من خلال برامج التربية العلمية وهذا هو الهدف الرئيسي من تصميم وإعداد هذه المنظومة المقترحة وهو تطوير أساليب تعليم و وتعلم برامج التربية البيئية سواء عن طريق التربية النظامية أو التربية اللانظامية من خلال برامج التربية العلمية لتحقيق هذا التمييز البيئي المقصود والمنشود من هذه المنظومة .
(12)أن هذه المنظومة المقترحة تأتي في وقت تشهد فيه منطقتنا وبيئتنا العربية حربا أمريكية بريطانية ظالمة ضد العراق الشقيق الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مشكلات البيئة العربية هما فوق الهم فيكفي أن بيئتنا العربية تعاني من الأخطار البيئية التالية :
أ-قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي وانجراف التربة .
ب- عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن العربية الكبرى .
ج- نفايات المصانع والمناجم مثل مناجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة مياه البحر الأحمر في جدة ، ومصافي النفط لاسيما في جميع دول الخليج العربي ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية في مصر .
د- التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
ه- قلة الموارد المائية السطحية والجوفية لا سيما في المملكة العربية السعودية وفلسطين وسلطنة عمان والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة .
(13)أن الهدف من برامج التربية البيئية ومنها البرنامج الحالي المقترح في هذه الدراسة هي وسيلة لحماية البيئة من التدهور أي :
أ- تدريس البيئة في إطار منهج التكامل بين العلوم المختلفة .
ب-التربية البيئية هي عملية اكتساب معلومات وتنمية القدرات العقلية عن طريق تدريس مجالات بيئية محددة .
تاسعـا: مثال تطبيقي (عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحويلها (تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي:-
** النفايات هي تلك المخلفات الناتجة عن أي نشاط يقوم به الإنسان سواء أكان هذا النشاط صناعيا أم استهلاكيا، وهي أشياء تبدو"عديمة القيمة" ونريد أن نتخلص منها بإلقائها في "صناديق القمامة".
** إن التطور الحادث حاليا في النشاط الصناعي والاستهلاكي للمجتمعات قد أدى، حديثا، إلى نمو كمي وكيفي مذهل للنفايات مما زاد المشكلة تعقيدا،فكانت النتيجة تدمير بعض الأنظمة البيئية وعجز أنظمة أخرى على استيعاب ما يقذف على كاهلها من نفايات متنوعة، وخطرة.
*تنقسم النفايات حسب الحالة الفيزيائية إلى صلبة،سائلة ،غازية.
معالجة النفايات الصناعية(17-351):-
** هذه العملية تعتبر عملية معقدة نسبيا لأن النفايات الصناعية تختلف حسب النشاط الصناعي ولا يوجد قاسم مشترك بينها فهي عبارة عن موضوع خاص بكل نشاط صناعي (الصناعات الغذائية، المعدنية، الحربية، النووية، الميكانيكية، البتر وكيميائية، الصيدلية،...)
النفايات المنزلية
** السائلة : محطات تطهير المياه المستعملة
** الصلبة : هنالك ثلاثة أساليب لمعالجتها
* الحرق في الأفران (الإ ستفادة من الطاقة الحرارية، توليد الطاقة الكهربائية، التسخين،....)
** الدفن في مطامير معدة للغرض سلفا (استخراج الغاز البيولوجي بعد التحلل بدون أكسجين،...)
***التحويل إلى أسمدة عضوية طبيعية (تحسين التربة، تنمية المحاصيل، استصلاح الأراضي، إنتاج المشاتل الغابية،....) .
تحويل النفايات المنزلية إلى سماد عضوي طبيعي:-
ما هو السماد العضوي (Compost)؟
** هو ذلك الناتج الثابت، الصحي ،الشبيه بالدبال الغابي(أوراق غابية متجمعة عبر السنين،وتتحول إلى مادة عضوية،وتسمىHumus،والمتأتي من مسار التحلل البيولوجي للمواد العضوية (حيوانية أو نباتية) عن طريق كائنات حية دقيقة(micro-organisms) تحت ظروف مراقبة(controlled conditions) منها الحموضة، الرطوبة، الأكسجين(pH, T, N, C, H2O,O2, … ).
** العملية تعتبر رسكلة(إعادة تدوير)، تثمين ومعالجة للنفايات .
كيف نتعلم من الطبيعة؟
يقول "اريت ستانلي كونجدن" وهو عالم طبيعي وفيلسوف في كلية "رينيتي"بفلوريدا :
" إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية، فإننا لا نفعل سوى أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته".
(الطائرة، الغواصة،...) .
"ورقة التوت" ما مصيرها؟
** سمعنا كثيرا عن ورقة التوت التي سقطت منذ زمان بعيد ولكننا لم نعلم ماذا جرى لها ولو تتبعنا آثارها في الطبيعة لوجدنا أن المولى عز وجل قد أرسل عليها جندا من جنوده (الكائنات الدقيقة الحية) لتخضعها لعملية تحلل بيولوجي كي تعيد إلى الأرض أديمها (تسميد).
"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته" (سبأ-14) ."وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما" (الفتح 6).
"ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" (لقمان 20).
"له ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى"( طه 6).
ماذا تحوي سلة مهملاتنا؟:-
إذا نظرنا إلى سلة المهملات (0.5-2 كغ/الشخص) فإن المواد المبينة أدناه تعتبر قاسما مشتركا بين كل السلات ولكن بنسب متفاوتة(18-93-94):-
المــــــــواد
النسبة المئوية (%)
المواد العضــــوية
17-29
الــــــــــورق
16-37.5
المـــــــــعادن
4-8.3
الزجـــــــــاج
6.7-7
المواد البلاستـــيكية
7-8.3
متفرقــــــــات
8.3-37
العناصر المتدخلة في مسار تحضير السماد العضوي
ما هو نوع الخليط؟
** إن تناسب الكربون (C) والنيتروجين (N) مهم جدا في عملية تحضير السماد العضوي الطبيعي ويجب أن تحدد هذه النسبة من البداية حتى تكون "الوجبة الغذائية" متوازنة ومن الأفضل أن تكون قائمة بين 40-50 والأمثل أن تكون بين 25-30.
** حينما تكون نسبة (C) أعلى من (N) تكون عملية التحلل بطيئة لأن مخزون(N) سرعان ما ينفذ.
** حينما تكون نسبة (N) أعلى من(C) فإن الفائض من(N) ينبعث في المحيط ويعطي رائحة كريهة.
** بصورة عامة فالمواد الرطبة والخضراء تكون غنية بالنيتروجين (N) بينما المواد الجافة والبنية تكون غنية بالكربون(C).
** في السماد العضوي الطبيعي الناضج تستقر هذه النسبة بين 10-20.
الجدول التالي يبين نسب(N/C) لبعض المواد(19-76-77) :-
المـــــــــــــــــــــواد
(N/C)
(N)
(C)
خليط فضلات المسلخ البـــــلدي
2
+
الـــــــــــــــــدم
2
+
المواد النباتية الخـــــــضراء
7
+
فضلات الإنـــــــــــسان
5-10
+
السماد العضوي والتربة السوداء
10
+
العشــــــــــــــــب
10
+
فضـــــلات الدجـــــــاج
10
+
فضلات الحيوانات المــــــنزلية
15
+
الخضراوات غير الصالــــــحة
15
+
فضلات المطـــــــــــبخ
10-25
+
فضـــلات الغــــــــلال
35
+
ورق الأشجار عند الســــقوط
20-60
-
-
ورق الأشجار في الخريــــف
80
+
الفضلات الخضراء للنـــباتات
20-60
+
بقايا الحبوب (قش- تبن-عصف)
50-150
+
قشرة جذوع الأشــــــجار
100-150
+
الـــــــــــــورق
150
+
فضلات تصنيع الخشب
200
+
علامة أل(+) =النسبة الأعلى .
ما دور الكائنات الحية الدقيقة؟
** بمجرد الانتهاء من عملية تحضير الكومة فإن عشرات الأنواع من الكائنات الحية الدقيقة تقوم بغزوها حيث تتكاثر على المواد العضوية لتتغذى من السكر والبروتينات والمكونات الأخرى الموجودة.
** يقوم كل نوع أو "فرقة" بما يخصه من عمل لتكون عملية التحلل سيمفونية يشترك فيها عازفين مهرة.
** لكل مجال من مجالات الحرارة نوع من الكائنات خاص به فبعد 40ºC تندثر موجة من الكائنات لتحل محلها موجة أخرى أكثر تحملا للحرارة وهكذا... وهذه آية من آيات الله عز وجل في هذا الكون.
"وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما"( الفتح 6).
الكائنات الدقيقة لا نبصرها ولكنّها لها مكانة ودور هام حتّى أنّ المولى عزّ وجلّ يقسم بها.
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون"(الحاقة 38-39).
"قالوا أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون" (المؤمنون 82).
"أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون"(الواقعة 47).
دلّت هذه الآيات على أن المادة العضوية الموجودة في جسم الإنسان تتحل لتصبح ترابا (سمادا) بينما العظام لا تتحلل أو تتحلل جزئيا ببطء.
** من الضروري معرفة الظروف المثالية لنشاط الكائنات الحية حتى تكون عملية الحصول على سماد عضوي ناجحة وفي فترة قياسية.
الجدول التالي يعطينا فكرة حول بعض أعداد الكائنات المشاركة في العملية وعددها.
الــنـــــــــــــوع
العــدد في كغ من الســــماد
البكتيريا (Bacteria)
109 - 1010
الفطريات (Fungis)
104 – 106
الفطريات الشعاعية(Actinomycetes)
106 – 108
الحيوانات الأولية (Protozoares)
5.109
الطحالب (Algas)
106
العناكب (Akariens)
104
القشريات (Crustacees)
103
دودة السماد
103
الحشرات الأخرى واليرقات (Larves)
2.103
الفيروسات (Virus)
غير محدد
ما تأثير الحرارة و التهوية على العملية؟
** إن عملية تحلل المواد العضوية عن طريق الكائنات الحية الدقيقة يؤدي إلى ارتفاع في الحرارة، فتصبح الكومة عبارة عن "مفاعل"، لتصل إلى معدل ºC65 في كومة حجمها 1 م3 وهذه الحرارة تعمل على :
- التسريع في تحلل المواد العضوية
- القضاء على الكائنات الضارة وغير المرغوب فيها
- تدمير بذور النباتات الطفيلية
- تبخير كميات من الماء
- أن يكون الناتج النهائي صحي
** يعتبر انخفاض الحرارة "مؤشر" على نقص في نشاط التحلل وهذا يعني أن الكومة بحاجة إلى عملية تقليب والفائدة من ذلك :
- إدخال مزيد من الهواء (O2) إلى الكومة
- يصبح الخليط أكثر تجانسا
- مهاجمة أو تحلل ما تبقى من جيوب المواد العضوية
**عند نهاية مسار التحلل ونضج السماد تكون درجة حرارة كومة السماد العضوي المستحضر تقارب حرارة المحيط أي أن السماد أصبح ثابتا.
ما دور الماء (الرطوبة)؟
"وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء 30).
"وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج"(الحجر 5).
"ألم تر أنّ الله أنزل من السّماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة إنّ الله لطيف خبير" الحج (63).
"وينزّل من السّماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون "(الروم 24).
** إن كل الكائنات تحتاج في نشاطها إلى الماء والكائنات الحية الدقيقة المتدخلة في عملية تحلل المواد العضوية تنشط جيدا في رطوبة تساوي أو تفوق 60% (القيمة الأولية) هذا النشاط يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة مما يقود إلى تبخر كميات هائلة من الماء (انخفاض في الرطوبة) فينخفض نشاط الكائنات فتنخفض الحرارة.
** انخفاض الحرارة قد يعد مؤشرا على نقص في الرطوبة إذا لا بد من "بخ" الماء على كومة المواد العضوية.
** إن الرطوبة العالية (أعلى من 80%) تعيق حركة الأكسجين في الكومة وبالتالي تأثر على عملية تنفس الكائنات الحية.
** يمكن معرفة الرطوبة بقياسها أو عن طريق اختبار "القبضة" وذلك بأخذ قبضة من الخليط وضغطها في كف اليد :
- إذا سالت قطرات من الماء بين الأصابع ولم يتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة جيدة.
- إذا كانت كمية الماء المتدفقة عالية فرطوبة الخليط عالية.
- في غياب قطرات من الماء وتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة منخفضة.
ما دور الحموضة؟
** إن أول عمل تقوم به الكائنات الحية في الكومة هو نشر الأنزيمات والأحماض اللازمة لتسهيل مهاجمة المواد العضوية العادية والمستعصية
"كما نعصر الليمون على السلطة أو السمكة المشوية أو الحساء قبل أكله".
** تنخفض حموضة الكومة ثم ترتفع تدريجيا بإطلاق الأمونيا لتحذو، في نهاية المسار، عند التعادل.
ما تأثير العوامل الطبيعية؟
** العوامل الطبيعية لها تأثير إذ أن وجود كومة المواد العضوية :
- مباشرة تحت الشمس أو في مجرى هواء يؤدي إلى التجفيف السريع للخليط نتيجة تبخر الماء الموجود به.
- في جو ممطر يؤدي إلى ارتفاع كبير في الرطوبة وهو ما يعيق حركة الهواء (O2) في الكومة وكذلك صعوبة التعامل معها(التقليب) لأنها تأخذ شكل العجيبة.
- في جو بارد يؤدي إلى انخفاض في نشاط الكائنات الحية.
** حماية الكومة من العوامل الطبيعية ضروري للحصول على سماد جيد ويكون ذلك بوضع الكومة تحت مضلة أو تغطيتها بطبقة من :
- القش الجاف.
-الأغصان أو الأعشاب الجافة.
- البلاستيك غير النفاذ للماء والنفاذ للهواء.
ما الفائدة من الرحى والغربلة؟
** حينما يصبح الخليط ثابت يمكن، إن شئنا، أن نقوم برحيه وغربلته حتى تكون الحبيبات متجانسة ومن ثم تعبئته في الأكياس إذا كان الغرض تجاريا.
** إذا كان السماد معد للاستخدام الشخصي فإن العملية السابقة غير لازمة.
كيف نعرف أن السماد أصبح جاهزا؟
** في الحقيقة هنالك جملة من الاختبارات يمكن إجراءها لمعرفة ما إذا بلغ السماد المستحضر مرحلة النضج أو البلوغ "لتزويجه" للتربة ومنها :
1- الاختبارات الفيزيائية:
- الحرارة (قريبة من حرارة المحيط) – اللون (بين البني والأسود)- الرائحة (رائحة تربة الغابة)- الكثافة (أقل من 1)
2- الاختبارات ا لكيميائية:
- التناسب (C/N) حيث يكون (10-20) - حالات (N) يجب أن يكون نترات(NO3) وليس نتريت (NO2) أو أمونيوم (NH4) - الحموضة (قريبة من التعادل) – طاقة التبادل الأيوني – المكونات العضوية – الكربون النشط – الكثافة البصرية.
3- الاختبارات البيولوجية:
- التنفس (درجة استهلاك O2 أو انبعاث CO2) - تحليل الكائنات الحية الموجودة (الفطريات الإشعاعية) – النشاط الأنزيمي.
4-اختبارات الإنتاش (Germination Tests) :-
- يجرى هذا الاختبار على العشب (Ray grass)، الفاصوليا، الفول، الجلبان،...ثم حساب % للإنتاش ودراسة لون الجذور(ناصعة البياض).
ما خصائص السماد العضوي المستحضر؟
** إن السماد المستحضريحتوي على عناصر كيميائية هامة(P, K, Ca, N, C, Mg,...) له دور فعال في تحسين التربة والمساعدة في نمو النباتات.
الجدول التالي يعطينا فكرة حول معدل محتويات السماد.
العنــــــــــــــــــصر
% في السماد العضوي المنزلي
الرطوبة (Humidity)
50-60
المواد العضوية (Organics)
8-10
الحموضة (pH)
7.5-8.5
النيتروجين الكلي (Total nitrogen)
0.4-3.5
الكربون الكلي (Total carbon)
8-50
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
الفوسفور (Phosphorus)
0.3-3.5
المغنيسيوم (Magnesium)
0.1-0.2
الكالسيوم (Calcium)
0.4-1.2
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
المتفرقات (Divers)
20-65
نسبة الإنتاش(Germination )
60-100
كيف يحسن السماد العضوي المستحضر خصائص التربة؟
** يعتبر السماد العضوي المستحضر مصدرا للمواد العضوية بالنسبة للتربة حيث يعمل على تحسين خصائصها بما يجلبه من عناصر مختلفة.
1- تحسين الخصائص الفيزيائية :-
- نسيج وتركيبة التربة- زيادة الكثافة- خاصية احتباس الماء (دور الإسفنجة) - تعديل معدل التسرب (Infiltration) والنفاذية(Permeability)- تثبيت التربة ومنع الانجراف- زيادة طاقة امتصاص أشعة الشمس (السماد أسود) فتشهد النبتة نموا سريعا عند انطلاقها.
2- تحسين الخصائص الكيميائية:-
- التبادل الكتيوني بين مختلف العناصر- الحموضة بلعب دورا منظما-التوصيل الكهربائي (Conductivity) لتسهيل مرور الأملاح توفير العناصر الغذائية الأخرى.
3- تحسين الخصائص البيولوجية :-
- وجود الكائنات الحية في السماد يرفع في درجة النشاط البيولوجي للتربة حيث تصبح أقدر على تثبيت نيتروجين الهواء (N2) وتمكن النبتة من الاستفادة من الفوسفور (P) والكبريت الموجود في الأرض (التربة أكثر ديناميكية)
- نشاط الكائنات الحية يوقف نمو النباتات المضرة للنبتة الرئيسية ويحقق نموا أفضل للجذور.
أين نستعمل العضوي المستحضر؟
** في الحدائق العامة والمساحات الخضراء لتجميل المدن
** نباتات الزينة
** الأشجار المثمرة
** إنتاج الخضر وات
** إنتاج المشاتل الغابية
خلاصة
** إنتاج السماد العضوي هي عملية :
- حماية ومصالحة البيئة .
- رسكلة(إعادة تدوير) وتثمين للفضلات .
- تجميل المحيط .
- تحسين خصائص التربة .
- فتح مجالات للعمل البيئي .
ثامناً : توصيات الدراسة :
في ضوء ما جاء في محاور هذه الدراسة يوصي الباحث بما يلي :
(1)ضرورة تحقيق الارتباط الوثيق بين الفكر البيئي العالمي بعمليات التنمية في البيئة العربية ومن هذه الأفكار الأخذ بالعلم الحديث في العالم وهو علم الإصحاح البيئي كفكر جديد يحتاج إلى عملية تأصيل وتعزيز ودمج في القرارات الدراسية التعليمية .
(2)من الأهمية بمكان تفعيل برامج التربية العلمية لتحقيق منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي ، فالتربية العلمية هي الأقدر على تحقيق هذه المنظومة المقترحة .
(3)ضرورة البحث في الأساليب العلمية والتكنولوجية الحديثة التي بدأ العالم المتقدم في استخدامها في عمليات الإصحاح البيئي تحت مسمى تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(4)تعريف معلم العلوم والتربية العلمية بمفهوم الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك كمفاهيم حديثة وثقافة بيئة جديدة من شأنها أن تساهم في تحقيق التميز البيئي لدى المواطن العربي .
(5)لما كانت التربية البيئية محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذه الاهتمام إلى التربية العلمية ، ومن ثم يكون لبرامجها دورها الفعال في هذا الصدد وهذا ما تهدف إليه ورقة العمل الراهنة .(6)أن هناك مشكلات بيئية عربية حادة – ذكرنا بعضاً منها فيما سبق – تقضي ضرورة اهتمام البرامج التربوية بتلمسها وزيادة الاهتمام بها ، ولعل قيام التربية العلمية بوضع بصماتها على مشكلات البيئة العربية واستحداث الأساليب والآليات والبرامج والتكنولوجيا الحديثة للإسهام في حلها ما يجعلها تقبع في بؤرة اهتمام البيئة العربية بمشكلاتها التي فرضت نفسها على الساحة العربية في الوقت الراهن .
(7)يوصي الباحث بأهمية إعادة النظر في خطط وسياسات وبرامج التربية البيئية سواء على مستوى التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي بحيث يتم إدراج المفاهيم والاتجاهات البيئية الحديثة من ناحية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(8)ضرورة إسهام برامج التربية البيئية ومن خلال التربية العلمية في تحقيق التميز في التربية البيئية ، ويمكن أن يتحقق هذا التميز من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى التعليم الجامعي ومن خلال برامج التربية الإنظامية وعبر وسائل الإعلام المتنوعة .
(9)إعداد برامج في التربية البيئية يتم من خلالها تشجيع المواطن العربي على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية العربية لا سيما المعقدة والحديثة منها الناجمة من جراء السلوكيات الإنسانية الخاطئة مع البيئة الطبيعية
(10)عقد دورات في التربية العلمية لمعلمي العلوم وذلك بهدف تعريفهم ببعض تجارب الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(11)قيام معلم العلوم بمراحل التعليم العام ومن خلال التجارب العلمية لدروس العلوم – بتوضيح آلية وعمليات الإصحاح البيئي التي تستخدم لعلاج بعض المشاكل البيئية الملحة .
(12)تشجيع قيام الباحثين في مجال تدريس العلوم والتربية العلمية بإجراء دراسات وبحوث في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك للإسهام في تحقيق التميز في التربية البيئية من ناحية ولخوض هذا المجال البكر في علم الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(13)تحقيق نوع من التعاون العلمي بين أعضاء هيئة التدريس في تخصيص طرق تدريس العلوم والتربية العلمية وأعضاء هيئة التدريس في تخصص علوم البيئة وذلك لوضع أطر للتعاون العلمي بينهما بخصوص مشكلات البيئة العربية واقتراح الآليات المناسبة لوضع برامج مشتركة نحو تحقيق الإصحاح البيئي في التربية البيئية .
(14)عقد دورات تدريبية وحلقات نقاشية وورش عمل داخل كليات التربية وكليات العلوم لتعريف العاملين بالتجول البيئي بعلم الإصحاح البيئي والأساليب التكنولوجية الحديثة المتبعة عالميا لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(15)يقترح الباحث أن يكون شعار مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية للعام القادم 2004 هو ( التربية العلمية و تكنولوجيا الإصحاح البيئي ) وذلك إيمانا من الباحث بأهمية تأصيل هذا العلم الحديث من خلال مؤتمر علمي جدير بأن يهتم بهذا المجال من مجالات التربية العلمية .
مراجع الدراسة(العربية والأجنبية)
) مرتبة طبقا لأسبقية الاستعانة بها في الدراسة )
==============================
(1) www. Webmaster & Alriyadh . np. Com .
(2)www.sanitation.net. (3) محمد خميس الزوكة ، البيئة ومحاور تدهورها ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية,2000.
(4) سامح غرايبة ، يحيى الفرحان ، المدخل إلى العلوم البيئية ، عمان : دار الشروق ، 2002 .
(5) عبدا لله ألطرزي ، أحمد الظاهر ، الإنسان والبيئة ( الموارد الطبيعية والتلوث ) ، الجزء الثاني ، عَّمان : ( دار الفرقان للنشر والتوزيع ، 2001 .
(6) عامر محمود طراف ، الأخطار البيئية والنظام الدولي ، بيروت : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 2002م .
(7) أحمد الفرج العطيات ، البيئية : الداء والدواء ، عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، 2001 .
(8) Paul D. Eggen , Donald P. Kauchak , Strategies For Teachers , Third Edition , London : Allyn and Bacon , 1999 .
(9) Goyce E. Ramig , and others , Teaching Science Process Skills , U.S.A : Good Apple , 2001 .
(10) حسام مازن ، في التربية البيئية : قراءات ودراسات ، الطبعة الثانية ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 2000م .
(11) حسام مازن ،( الحاجة إلى برامج علمية في التربية البيئية بكليات التربية في مصر والوطن العربي ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية الجامعية المنيا في القرن من 26 – 27 من إبريل 2000م .
(12) حسام مازن ( دور التربية العلمية في مواجهة بعض المخاطر الصحية التي تواجه البيئة في مجالي الغذاء والمستحدثات التكنولوجية ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الرابع للجمعية المصرية للتربية العلمية ، بالما أبو سلطان ، الإسماعيلية ، 31/7 إلى 3/8/2000م .
(13) حسام مازن ، ( الحاجة إلى برامج عصرية في التربية البيئية لطلاب التعليم العام وللمعلم في الوطن العربي ) ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر الأول للبيئة والموارد الطبيعية بجامعة تعز بالجمهورية اليمنية ، تعز ، جامعة تعز ، 15-22 من أبريل 2000م .
(14) www. nis . gov .
(15) www. lcps - lebanon . org .
(16) علي مهران هشام ، ( عالم البيئة – الأنشطة البشرية والتوازن المفقود ) ، مجلة العلم ، العدد 318 ، مارس 2003م ،صادرة عن جريدة الجمهورية القاهرية.
(17)محمد علي الوسلاتي،"معالجة وتقويم ودراسة الخصائص الفيزيوكيميائيةلمواد
عضوية عن طريق الأحواض الماكروفيتيةوالتسميد العضوي والتخمر الميثاني"،
رسالة دكتوراة ،جامعة تونس،1997م.
(18)ـــــــ، " تحويل فواصل عملية الزيتون وإفرازات الدواجن إلى سماد
عضوي" ،بحث منشور في مجلة أبحاث اليرموك،سلسلة العلوم الأساسية
والهندسية ،المجلد العاشر ،العدد 2أ،2001م.
(19)ـــــــ، " تحويل أوحال محطات التطهير والأكاسيا إلى سماد عضوي
،بحث منشور في مجلة البحوث الغابية الفرنسية،العدد(5)،1999م.
(20)محمد صبري محسوب سليم،البيئة الطبيعية-خصائصها وتفاعل الإنسان معها،
القاهرة: دار الفكر العربي،1998.
==================================================
انتهــــى """"""""
وشكـــرا""""""""""
الباحــــث """"""""""""""
دور التربيـة العلــمية فـي تفـعيل مـنظومة تكنــولوجيا
الإصـحاح البيئي لتحقـيق التمـيز في التربيـة البيئيـة
في الوطــن العربــــي
ورقة عمــل مقدمــة من
دكتور/ حســـام محمــد مــــازن
أستاذ المناهج وتعليــم العلــــوم
بكلية التربية بسوهاج/ جامعة جنوب الوادي
مقــدمــة إلــــى:
" المؤتمر العلمي السابع للجمعية المصرية للتربية العلميــــة"
[نحــو تربيـــة علميــــة أفضــــــل]
خلال الفترة من 27/7/2003م-30/7/2003م
( فايد-الإسماعيلية )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
" واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا
وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولاتعثوا في الأرض مفسدين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية 74]
وقال تعالى:
" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن أرض الله قريب من
من المحسنين"
صدق الله العظيم [الأعراف-الآية56]
وقال رسول صلى الله عليه وسلم:
" اتقوا الملاعين الثلاثة:التبرز في الموارد وفي قارعة الطريق وفي الظل"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
محاور ورقة العمل:
أولا: المقدمــــة .
ثانيا: مصطلحات الدراسة:
1-مفهوم الإصحاح البيئي .
2-مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
3-مفهوم التميز في التربية البيئية.
ثالثا:الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة
بعض الأخطار البيئية.
رابعا:بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي.
خامسا: آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط
وصناعة القرار.
سادسا: أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي.
سابعا: منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في
ضوء بعض الأخطار البيئية العربية.
ثامنا مثال تطبيقي(عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح
البيئي وتحويلها(تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي.
تاسعا: توصيات الدراسة.
عاشرا: مراجع الدراسة.
=====================================
ملخص ورقة العمــــل:-
تعالج ورقة العمل الحالية والمعنونة "دور التربية العلمية في تفعيل منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في الوطن العربي"بعض المفاهيم البيئية الحديثة نسبيا على مستوى الساحة العالمية ومن هذه المفاهيم:
(1) مفهوم الإصحاح البيئي .
(2) مفهوم تكنولوجيا الإصحاح البيئي.
(3) مفهوم التميز في التربية البيئية.
وتقدم هذه الدراسة توضيحا وافيا لهذه المفاهيم الحديثة من ناحية ،كما تحاول دمج هذه المفاهيم في إطار منظومة شاملة مقترحة تربط بين التربية العلمية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى ، وذلك بهدف تحقيق التميز في التربية البيئية للوطن وللمواطن العربي معا ,وذلك بما يساعد الفرد على تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته العربية والتى هي أحوج ما تكون في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي فرضت نفسها قسرا على منطقتنا العربية خاصة وعلى أمتنا الإسلامية عامة .
وتقع الدراسة الحالية في تسعة محاور ،تبدأ بالمقدمة ثم تعريف بمصطلحات الدراسة، كما يعالج أحد المحاور قضية الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد اهتمامات العالم اليوم لمواجهة بعض الأخطار البيئية الحديثة، كما تقدم هذه الدراسة في أحدمحاورها أيضا أمثلة لبعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي، في حين يعالج المحور الخامس آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار ،أما المحور السادس فيقدم أمثلة عملية لبعض برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العربي والعالمي ،في حين يقدم الباحث في المحور السابع منظومة مقترحة منه تهدف إلى تفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه بيئتنا العربية سيما في ظل الحرب القذرة التي قادتها الولايات الظالمة الأمريكية وذيلها البريطاني على العراق الشقيق ، هذا ويذيل الباحث هذه الدراسة بمثال حي لكيفية توظف تكنولوجيا الإصحاح البيئي في تدوير النفايات المنزلية وتحويلها إلى سماد عضوي طبيعي يمكن الاستفادة به في مجالات عدة ،وتنتهي ورقة العمل بعدد من التوصيات الإجرائية المقترحة ذات الصلة بمحــاور هذه الدراسة.
الخيـــر أردت وعلــى اللـــه قصـــد السبيـــــل """"""""""""
الباحــــث،،،،،
المقدمـــــة:-
هناك العديد من المفاهيم والاتجاهات التي تفرض نفسها على الساحة التربوية ، وعلى حركة الفكر التربوي وتطبيقاته وممارساته ، من هذه المفاهيم والاتجاهات التي لا نمل الحديث عنها التربية البيئية نظرا لارتباطها بحياة الإنسان الحالية والمستقبلية وبنشاطاته المختلفة في البيئة ولما كانت التربية البيئية تمثل حاليا محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات العلمية والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذا الاهتمام إلى السياسات التربوية للعديد من دول العالم ومن ثم يكون للمناهج المدرسية والبرامج التربوية العلمية في وطننا العربي دورها الرائد والفعال في هذا الشأن .
إن التربية البيئية في أيسر أشكالها تعني تربية الفرد ، بحيث يسلك سلوكا رشيدا نحو البيئة ، والمدرسة معنية بتحقيق هذا النوع من السلوك المرغوب فيه .
ومن هذا المنظور فإن دور كليات التربية عامة ، ودور برامج التربية العلمية دور محوري وجوهري ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دورا تكميليا أو هامشيا ، ولذلك فإن المناهج المدرسية وإعداد المعلم بكليات التربية القادر على توظيف دراساته البيئية هي الأساس والمحرك لتحقيق برامج التربية البيئية ، لذا راحت الدول تضع برامج من شأنها أن تمارس التربية البيئية في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكان هذا كله تعبيرا عن الشعور العام بأن مشكلة محددة تكمن في مسارات التفاعل بين الإنسان والمكان أو الإنسان والبيئة ، مما ترتب عليه مشكلات حادة يمكن أن يعاني منها الإنسان ذاته ، فهو الذي أوجد المشكـــلة بوعي أو دون وعي ، والمطلوب هو أن يتعلم الفرد كيف يكون السبيل إلى علاج المشكلات التي أوجدها من خلال تربيته تربية بيئية صحيحة .
إن البيئة هي قضية اليوم ، إذا تؤثر على صحة الناس في القرية وفي المدينة ، في الطريق وفي المصنع وفي الحقل ، والبيئة هي قضية الغد ، إذا تؤثر على الموارد الطبيعية كالأرض وخصوبتها ، والمياه وما فيها من ثروات سمكية ، وليس الاهتمام بقضايا البيئة ترفا يقصد إلى صون جمال ما حولنا ونقائه ، ولكنه اهتمام يتصل ببقاء الإنسان وصحته ، وإنتـــاج موارده ، ويتصل كذلك بمسؤولياته تجاه الأجيال التالية .
وكما هو معلوم فإن الأرض منذ نشأتها وهي في تغير مستمر ، ومنذ بدايات الإنسان الأولى في استعمال الأدوات والوسائل المختلفة للاستفادة من كنوز الأرض في تحسين ظروفـــه الحياتية ، فقد أدى ذلك إلى التأثير بطريقة ما على عملية تغير ارض ،وقد ظــهر الـدور السلبي للإنسان على البيئة في بداية الثورة الصناعية البيئة وحتى وقتنا الراهن ، لقـــد أنعكس التقدم العلمي و التكنولوجي على جميع مجالات الحياة ، ونظرا لعدم قدرة الأرض على تجديد ما استنفد منها من موارد ولاستمرار تجني الإنسان عليها وعدم إعطائها الوقت اللازم لإعادة توازنها وتجديد مواردها بطريقة طبيعية ، فقد بدأ كوكب الأرض يوما بعد يوم يرسل إشارات الاستغاثة : ( ثقب الأوزون ، فيضانات ، سخونة الجو ، غيوم وضباب ، ضجيج سمعي وضوئي ، تلوث الهواء ، أمراض فيزيائية ونفسية ...الخ ... ) .
إن الحيوان تبطئ سرعته ، وتقل حيويته كلما زادت الحمولة عليه ، وإذا لم يتم إدراك ذلك فقد يفقد القدرة على مواصلة السير ، وإتمام الرحلة بنجاح ، فهكذا حال البيئة مع سلوكيات البشر .
وقد تم في السنوات الماضية وضع هذا المفهوم في إطار علمي يحمل مصطلح " Environmental Burden “" ويقصد به القدرة أو الطاقة القصوى لا مكانيات عناصر أو مكونات المصفوفة البيئية على تحمل الأنشطة البشرية دون تدهور أو استنزاف يخل بتوازن النظام الإيكولوجي
، وهذا يعني إيجاد عنصر فاعل وحاكم في تقنين تعامل الإنسان مع عناصر ومكونات البيئة بأسلوب متوازن ورشيد.إن تحقيق التوازن المفقود في كوكب الأرض يتطلب إيجاد مجموعة من الحلول أو البدائل المقترحة التي أدت إلى هذا الوضع المختل مثل إعادة النظر في الأنظمة السكنية والعمرانية " مواد البناء ، الموقع ، المساحات ، الفراغات " وأساليب الزراعة وأنواع المزروعات ، واستخدامات الطاقة ، ووسائل النقل " الطرق ، المركبات ، الوقود" والتنمية الصناعية ، وطرق التخلص من النفايات الصناعية والطبية والسكنية ، ومناهج التعليم ، والتربية البيئية ، وسلوكيات الناس ، ودور وسائل الإعلام ، والمؤسسات المدنية وجمعيات النفع العام والقطاع الخاص في التهذيب المادي والروحي والمعنوي للإنسان والمكان إضافة إلى تفعيل التشريعات ، واحترام ا لإتفاقيات والمعاهدات ، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي .
وتأتي أهمية الورقة الحالية المقدمة من الباحث استشعاراً منه بخطورة سلوك الإنسان نحو بيئة برا وبحر وجوا والتأثيرات المختلفة لسلوكه الخاطىء نحو البيئة على سائر عناصر ومكونات واتزان البيئة وذلك من خلال توضيح دور التربية العلمية في توظيف وتفعيل منظومة تكنولوجيا الصحاح البيئي لتحقيق التميز في التربية البيئية في البيئة العربية .
ثانيا : مصطلحات الدراسة :
:Environmental Reformationمفهوم الإصحاح البيئي
يعرف الباحث الإصحاح البيئي بأنه العلم الذي يهتم بالقضاء على العوامل الضارة أو تغيرها لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات وكافة عناصر البيئة التي من شأنها أن تؤثر في البيئة البرية والبحرية أو الجوية .
والمعنى الحرفي لكلمة الإصحاح Reformation هو حماية الشيء أو إعادة تكوينه أو تصحيحه.
أما تعريف الإصحاح البيئي طبقاً لمنظمة الصحة العالميةفهو مكافحة جميع العوامل في البيئة الطبيعية للإنسان التي قد تؤدي إلى تأثير ضار على صحته وحياته وعلى حياة سائر الكائنات الأخرى.
ومن المشكلات الرئيسية المتعلقة بالصحة في كثير من الدول هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها والمرتبطة بشرب المياه وانعدام الإصحاح البيئي وانخفاض مستوى النظافة الشخصية وهي من الأسباب الرئيسية في زيادة معدل وفيات الأطفال وإصابتهم بالأمراض وسوء الأحوال المعيشية للكبار .
(2)تكنولوجيا الإصحاح البيئيTechnology Environmental Reformation:-
يعرف الباحث تكنولوجيا الإصحاح البيئي بأنها استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة مشاكل البيئة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وتحقيق التوازن البيئي الذي من شأنه تحقيق حياة آمنة مستقرة للفرد في بيئته البرية والبحرية والجوية.
هذا وتهدف تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى :
1-الوقاية من الأمراض الناتجة عن شرب المياه الملوثة أو سوء الإصحاح البيئي أو انخفاض مستوى النظافة الشخصية .
2-تحسين مستوى المعيشة بين المواطنين بالحث على إتباع النظافة الشخصية ونظافة المجتمع وكل البيئة عن طريق بث الثقة بالنفس وتكاتف الأسرة والمجتمع والقطاعات المختلفة.
وأنه لتحقيق هذه الأهداف ينبغي الحث على النظافة الشخصية ونظافة الأسرة والمجتمع ، وتحسين نظام جمع النفايات والتخلص منها ، وحماية مصادر المياه وفحص مياه الشرب وغير ذلك .
هذا ولم يعثر الباحث على أية دراسات أو بحوث أو حتى مجرد كتابات متخصصة في مجال الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي،لاسيما في الحقل العربي، الأمر الذي يظهر مدى الحاجة إلى ورقة العمل الحالية والتي تتناول هذا المجال البيئي البكر على الأقل في البيئة العربي كما ستتضح في محاور ورقة العمل الحالية .
(3) مفهوم التمييز في التربية البيئية :
يقصد الباحث بمفهوم التمييز في التربية البيئية إعداد وتقديم برامج متميزة في التربية البيئية وهذه البرامج تركز على :
1- أهداف التربية البيئية.
2- التميز في التربية البيئية (موجهات التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة حتى المرحلة الإعدادية).
3- موجهات الإعداد الأولي للمربين البيئيين.
إن التميز في التربية البيئية يعني تصميم وإعداد برامج بيئية طويلة الأمد يتم من خلالها تشجيع الناس على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالبيئة .
كما أن التمييز في التربية البيئية يعني أيضا تميز الفرد في تحقيق التفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والثقافية في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة وإكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي .
وباختصار يمكن القول بأن التمييز في التربية البيئية يعني رؤية المستقبل والاهتمام بالموضوعات ذات الصلة بشئوون البيئة والإلمام بأساسيات التربية البيئية وحسن إعداد المربيين البيئيين وبشرط أن يتم تحقيق هذا التميز في التربية البيئية لدى الكبار والصغار وداخل وخارج جدران المؤسسات التربوية ووفقاً للمتغيرات البيئية والتطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي تفرض نفسها على البيئة ، كما أن التميز في التربية البيئية يهتم بتنمية القيم البيئية المناسبة ومنها :
قيم المحافظة – قيم الاستغلال – قيم التكيف والاعتقاد – قيم جمالية ....الخ.
ثالثاً : الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي كأحد الاتجاهات العالمية الحديثة لمواجهة الأخطارر البيئية :
أ – مقدمة :
انتقد علماء البيئة الافتراض الأساسي الذي يقوم عليه الفكر السياسي العربي بشأن ( مركزية البشرية ) أو التمركز حول الإنسان ، أي البشر هم مركز الوجود وهو ما دمر وشوه العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية ، وبدلا من المحافظة على كوكب الأرض واحترامه واحترام الفصائل المختلفة التي تعيش على سطحه سعى الإنسان كما وصفه جون لوك – ليصبح سيداً للطبيعة ومالكها ، وعلى العكس من ذلك يمثل علماء البيئة نمطاً جديداً من السياسة تبدأ من تصور للطبيعة بأنها شبكة من علاقات هشه تربط بين الفصائل الحية بما فيها الجنس البشري وبين البيئة الطبيعية ، ولم بعد الجنس البشري يحتل وضعا مركزياً بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة ، ومن ثم وجب على الأفراد التحلي بالتواضع والاعتدال والرقة والتخلي عن الحلم المضلل الذي يجعل من العلم والتكنولوجيا حلا أسطوريا لجميع مشكلات المجتمع ، ويجب الاستعانة في نفس الوقت بالعلم والتكنولوجيا للعمل على إصلاح أو إصحاح ما أفسده الإنسان في بيئته ومن هنا تأتى أهمية الدراسة الحالية .
ب – الإصحاح البيئي لغة واصطلاحا :
نظراً لحداثة هذا المصطلح العلمي وهو الإصحاح البيئي عالميا وعربيا وبالتالي ما يمثله ذلك من ندرة في الدراسات والأدبيات سواء البيئية أو الخاصة بالتربية البيئية نحو هذا المفهوم الحديث ، وفي ضوء إطلاعات الباحث في شبكة الإنترنت ومن خلال استعراض بعض القواميس المتخصصة أمكن تحديد المصطلحات التالية والتي تعبر جميعها عن المفهوم العلمي الصحيح للإصحاح البيئي ( 2 -4) :-
· فالفعل يصلح – إصلاحاً Reform أي إصلاح البيئة نتيجة سلوك خاطئ .
· كما يمكن استخدام المصطلح Reform بمعنى إعادة تشكيل الشئ .
· ويستخدم أيضا مصطلح إصحاح أو إصلاح البيئة Environmental Reformation بمعنى تصويب أوعلاج مشكلات البيئة أو بمعنى تحقيق الشفاء للبيئة وإكسابها القدرة على استعادة عافيتها جراء ما وقع من الإنسان من سلوكيات خاطئة ضد بيئته .
· ونقول أن فلان هو إصلاحي Reformatory وهو ذلك الشخص الذي يصحح أو يصوب أو يصحح مشاكل بيئته وهو على وزن المصلح الاجتماعي ( مثلا ) ، كما يطلق مصطلح Reform أيضا على ذلك المصلح .
· ويطلق أيضا مصطلح Repair على عملية الإصلاح أو الترميم أو التجديد أو عملية إعادة البناء كما يمكن أن يأخذ هذا المصطلح Repair المصطلحات التالية والتي تحمل ذات المعنى :
يصلح – يرمم – يجدد Repair
إصلاح Repairing .
قابل للإصلاح أو الترميم Repairable .
* ويطلق الاصطلاح إصلاح أو تعويض Reparationليحمل ذات المعنى.
· والمصطلح Recover بمعنى يسترد أو يشفى ونقول Recovery بمعنى إصحاح أو استرداد أو اشفاء .
وعليه يمكن القول بأن مصطلح :
Environmental Recovere
ومصطلح Environmental Repairing
ومصطلح Environmental Reformation
كلها تطلق على المفهوم العلمي البيئي الحديث :
الإصحاح البيئي – الإصلاح البيئي – إعادة تشكيل البيئة – استعادة البيئة لعافيتها – تحقيق الإشفاء البيئي ، وذلك بعد أن أخذ الإنسان الضوء الأخضر للسيطرة على الطبيعة والزعم بالقدرة على معرفة كل أسرارها بالعلم بعد التحرر من الغيب والبعد عن الدين ، فتم استنزاف الطبيعة لراحته ومصلحته ، ومن هنا تأتي الدعوة إلى علاج كل هذه المشكلات لتحقيق الإصحاح البيئي ومحاولة مصالحة البيئة وذلك بمساعدتها على استعادة عافيتها وصحتها بما توصل إليه الإنسان من علم وتكنولوجيا حديثة(قاموس المورد ) .
ج- الاهتمامات العالمية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي :
إن الاهتمام بالبيئة وقضاياها في الغرب عبر السياسات البيئية يعتبر من الأولويات التي تنال قدراً كبيراً من توجهاتهم نحو البيئة ومشاكلها ، فمنذ أن ظهر اصطلاح ( علم البيئة Ecology ) عام 1866 على يد عالم الحيوان الألماني ( ارنست هيجل ) والذي يعني الموطن فقد استخدمه ( هيجل )للإشارة إلى البحث في مجموع علاقات الحيوان بيئته Oikos ومنذ أوائل القرن الماضي ( ق20 ) عرف ( علم البيئة ) بكونه فرعاً من فروع علم البيولوجي Biology ( الأحياء ) ، ويبحث في علاقة الكائنات الحية بيئتها ، ولكنه أخذ يتحول إلى اصطلاح سياسي خصوصا في الستينات من القرن العشرين ، حيث استخدمته حركات ( الخضر ) المتصاعدة وتثيرر تلك الأيدولوجيا الجديدة وأجندتها قدراً كبيراً من الجدول ما زال مثار حديث الأوساط العلمية البيئية والشارع السياسي إلى يومنا هذا ( 5-122 ) .
إيكولوجيا الحيوانوتبدو ملامح ثورة الإصحاح البيئي Environmental Reformation من خلال مثلث الإيكولوجي Ecology الذي يوضح العلاقات المتشابكة للكائنات الحية في البيئة – الإنسان – الحيوان – النبات ) وعلاقة هذه الكائنات في الوقت نفسه بالبيئة التي تعيش فيها وذلك كما هو مبين في شكل ( 1 ) :
الكائنات الحيــــــــــة
الإيكولوجيا البشرية
إيكولوجيا النبات
إيكولوجيا الفـــــــــــــرد
الإيكولوجيا البــــريـــــــة
العلاقة بين الكائنات
الحية والبيئــــــــــــة
إيكولوجيـــا الجماعة
إيكولوجيــا الهــــــــــواء
البيئــــــــــــــــــــــــــــة
شكل(1) مثلث الإيكولوجيا للإصحاح البيئي
حيث يتألف مثلث الايكولوجيا بحكم إطاره العالم من ثلاث زوايا ، تتمثل الأولى في الكائنات الحية ، والثانية في البيئة والثالثة في العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة .
ويقصد بمصطلح الإيكولوجيا Ecology , كما أسلفنا ، العلم الذي يدرس العلاقات المتبادلة بين الإنسان والحيوان والنبات من ناحية وبينهم وبين بيئاتهم المختلفة من ناحية أخرى .
وإذا كان مصطلح البيئة Environment يرمز إلى المكان بخصائصه الطبيعية وملامحه البشرية فإن الإيكولوجيا Ecology تعني العلاقات والتفاعلات فيما بين كافة عناصر ومكونات البيئة ، فكلمة بيئة ترمز إلى المكان أو الموقع ، في حيث ترمز كلمة أو مصطلح الإيكولوجيا Ecology إلى العلاقة والتفاعل وأسلوب التعايش بين الكائنات الحية وبيئاتها ( 3 – 30 ) .
وعليه فإن نقطة البدء في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي تبدأ من هذا المثلث بكل زواياه وأضلاعه وعناصره .
المدخلات
الجماهيرية
التدخل
المقترحهذا ويوضح شكل ( 2 ) التالي بعض الاتجاهات العالمية لتقويم الآثار البيئية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار من أجل تحقيق مفهوم الإصحاح البيئي : ( 4 – 383 – 783 ) .
الأهــداف
السياسـة
المبرمــــج
البرمجة
والتمويل
قروض أو
منــح
هل يؤثر التدخل على الوسط البيئي
القيام
بالمشروع
اختيار البدائل
التكنولوجيا الحديثة
قروض
أو منح
الآثار السلبية
اتخاذ القرار
شكل(2) أحد الاتجاهات العالمية الحديثة لتكنولوجيا الإصحاح البيئي
ونظرا للتقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات العلم والتكنولوجيا إلى إحداث إخلال ، بل تدهور في مكونات البيئة ، بحيث أصبح خطر العيش فوق طاقة احتمال البيئة متوقعا ، بل لعله واقعا في بعض المجالات وبعض الأقطار ، وقد أتجه الإنسان نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشكلاتها والتخطيط لمواجهة مستقبلها ، ولعل الشكل التخطيطي السابق ( رقم 2 ) ما يوضح هذه المجهودات في محاولة لتحقيق الإصحاح البيئي وذلك بدءا بمرحلة تحديد الأهداف وانتهاء بعملية القيام بمشروع تقويم الإصحاح البيئي وتحقيق التغذية الراجعة المطلوبة(6-43) .
رابعاً : بعض القضايا البيئية المثارة حاليا على المستويين العربي والعالمي والتي تمثل أحد تحديات برامج الإصحاح البيئي :
إن 90% من الأخطار البيئية تقع في الدول النامية المكتظة بالسكان وتتفق الاختلافات الإقليمية في معدل الخسائر المادية سواء في الممتلكات أو الأرواح إلى حد كبير مع الاختلافات أو التباين في توزيع الدخل ، وبالرغم من أن معدل تكرار الأخطار البيئية العنيفة ( وخاصة الطبيعية ) في الدول النامية قليل ، إلا أنها ترتفع فيها معدلات الخسائر في الأرواح والممتلكات ، على حين تفتقر الخسائر الناجمة عن الأخطار البيئية في الدول المتقدمة على النواحي المادية وبخاصة المنشآت الاقتصادية ، ويعزى ذلك إلى تطور أجهزة المراقبة والإنذار وإخلاء السكان عند وقوع الخطر ، والوعي البيئي لدى السكان وتجاوبهم مع المؤسسات الحكومية المحلية ، أو المركزية عند وقوع الكارثة ( 4 – 303 – 387 ) .
وليس هناك مجال للشك في أن الأخطار والكوارث البيئية أصبحت أكثر تكراراً ، حيث تؤكد المعلومات الحديثة من المصادر المختلفة تزايداً ملحوظاً في عدد الكوارث على المستوى العالمي ، وفي نفس الوقت تزايد الخسائر المادية والكلفة السنوية للكوارث ، كما يتضح تزايد تعريض بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية لأخطار الأعاصير وتزايد آثارها التدميرية بالرغم من تزايد الإنفاق على إجراءات الحماية والوقاية من أخطارها ، فقد وصلت الخسائر المادية التي لحقت بالولايات المتحدة في العام 92 / 1993 إلى 40 بليون دولار من جراء أعاصير فلوريداً ووسط الولايات المتحدة ، ومن الملفت للنظر أيضا تزايد تكرار الهزات الأرضية العنيفة المدمرة ، وتزايد معدلات الخسائر ، ويرى البعض أن هذا يرتبط بتزايد النشاط الزلزالي في نطاق الزلازل العالمية ، ويعتقد البعض الآخر أن سبب هذه الزيادة ربما يعود إلى التطورات العلمية المتعلقة برصد الزلازل وتسجيلها ، وأساليب جمع المعلومات وتمريرها كنتيجة لتطور تكنولوجيا الاتصالات .
وبالنسبة للمشكلات البيئية التي تهدد عالمنا العربي فيمكن حصرها في الأخطار التالية :
(1) قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي والجفاف وانجراف التربة
(2) عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن الكبرى(سيقدم الباحث في نهاية هذه الدراسة مثالا تطبيقيا للتخلص من نفايات المنازل وتحويلها عن طريق تكنولوجيا الإصحاح البيئي إلى سماد عضوي طبيعي) .
(3) نفايات المصانع والمناجم مثل منجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة المياه العادمة ، ومصافي النفط ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية .
(4) التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
(5) قلة الموارد المائية السطحية والجوفية .
(6) التلوث بالضجيج بسبب كثافة السكان والمصانع في المدن والتلوث .
(7) الحرائق وبخاصة في الغابات ومناطق الترفيه والتنزه .
(8) الفيضانات .
(9) العواصف الغبارية ( رياح السموم والخماسين والهبوب والعواصف الثلجية ) .
و يوضح شكل ( 3 ) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا على المستوى العالمي :
الأخطــــار البيئيــة العالمــيــــة
بشـــرية شبه طبيعيــــة طبيعيـــة
(يحدثها الإنسان) (يسارع الإنسان في حدوثها) (لادخل للإنسان في حدوثها)
التلوث الضباب الدخاني
الضباب الدخاني المطر ألحامضي
الأخطار الاجتماعية التصحــر بيولوجيــــة جيوفيزيائيـة
الجرائم التملح
أخطار النقل بالطائرات زيادة الفيضانات
-السفن-الشاحنات.... الانهيارات الثلجية
الانفجارات المختلفة انفجارات التربة جوية جيومور
الحروب المدمرة وأخرها الانهيارات الأرضية فولوجية
الحرب الأنجلوأمريكية ظاهرة الدفينة
على العراق20مارس2003م باطنية
(زلازل-برا كين)
نبـــاتية حيــوانيــــة
أمراض نبـــاتية البكتريا
الأمراض
الجراد
الأفاعي
الجرذان وغيرها
شكل (3) أهم القضايا والأخطار البيئية المثارة حاليا عالميا
ومن أهم الأخطار الجوية/المناخية في الشكل السابق : الضباب-الثلج والبرد-البرق-الرعد-الأعاصير المدارية-الرياح العاتية-موجات الحر والبرد-الجفاف.
ومن أمثلة الأخطار الجيومورفولوجية: الانهيارات الأرضية-الكثبان الرملية-تملح التربة-انتفاخ التربة.
هذا ويشير ( وليم شاندرلير William Chandler ) إن الغنى والفقر يعملان شيئاً يؤدي بكل منهما إلى الموت المبكر ، فالأول يموت بمرض القلب أو السرطان ، والثاني بالإسهال ، أو الحصبة ...الخ .
وتعاني شعوب الأقطار النامية من البؤس الذي يؤدي إلى الموت مبكر بسبب الازدحام وشرب المياه الملوثة وفقر الخدمات الصحية وسوء التغذية والتعرض للأخطار الطبيعية من جفاف وفيضانات وتغيرات في الطقس ، أما شعوب الأقطار المتقدمة فتعاني من الأكل الدسم والمخدرات و الكحوليات والتعرض للشمس الزائدة وحدوث سرطانات وكلها يمكن إنقاصها إذا اتخذت الإجراءات التصحيحة البيئية المناسبة ( 5-205 ) .
ومن أهم واخطر الأسلحة التي تهدد البيئة العالمية والعربية حاليا لا سيما في هذا الوقت بالذات والذي شنت فيه الولايات المتحدة - اكبر مرجعية إرهابية عالمية حاليا - على شعب العراق المكافح المجاهد الصابر المحاصر منذ ما يربوا على ثلاث عشرة عاما ، أهم واخطر الأسلحة التي يستخدمها الإرهاب الأمريكي وهي القنابل التي تزن الواحدة منها أكثر من ألفي كيلوجرام ثم تدعي أنها تدير حربا نظيفة على العراق ، كما أن هناك توجسا من أن يستخدم العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية على الدول العربية والإسلامية .
فما هي حكاية الأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية وما تأثيراتها المختلفة على البيئة ؟
( 6-44-51 )
1- السلاح النووي :-
قدم بعض العلماء دراسة بتاريخ : 16/12/1985 إلى الأمين العام للأمم المتحدة تتضمن نتائج الأسلحة الخطيرة في حالة نشوب حرب نووية كبرى والعواقب الناجمة وأثارها البيئية على المناخ والعواقب الاجتماعية والاقتصادية . أن أي حرب كبرى إذا وقعت سوف تسمح باستعمال كل أنواع أسلحة الدمار الشامل والمحظورة دوليا كالأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية ، سوف تجر معها مخاطر كبيرة بتدمير البيئة العالمية ، وستواجه الدول المستهدفة وغير المستهدفة بحال سددت الضربة الأولى بنضوب في الإمدادات الغذائية ويتعرض الإنتاج الزراعي للخطر مع احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق تنعكس على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي .
وفي دارسة للأمم المتحدة عام 1995 م ، أشارت إلى انه يوجد حاليا خمسين ألف سلاح نووي وتقدر قوتها الإجمالية بنحو خمسة عشر ألف ميجا طن أي ما يربو على خمسة ألاف مرة وأكثر من جميع المتفجرات التي استعلمت في الحرب العالمية الثانية ناهيك عن سرعة الإطلاق ودقة تصويب الأهداف ، وتتضمن أيضا المعلومات التسليم بما للحرب النووية من آثار غير مباشرة واسعة النطاق وهي :-
أ – أنه سيتم حقن كميات كبيرة من الدخان الممتص للضوء في الغلاف الجوي من جراء الحرائق التي تشعلها التفجيرات النووية ، وأن كمية الضوء الواصل من الشمس الذي يشيع الدفء على سطح الأرض ويوفر الطاقة المحركة لعمليات الغلاف الجوي والإنتاج البيولوجي ، ستنخفض من جراء الدخان والسناج فيتغير الطقس ويتأثر المناخ. .
ب- إن التأثيرات المحتملة على النظم الايكولوجية الطبيعية ومصائد الأسماك والزراعة ستكون كبيرة جدا وأن الإمدادات الزراعية للناجين من الآثار المباشرة ستتعرض للخطر وباستطاعة النبضة الأولى للكهرومغناطيسية الناجمة عن التفجيرات النووية على ارتفاع عال أن تعطل وتخرب شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والأدوات الكهربائية والإلكترونية مما يؤدي إلى فقدان الطاقة الكهربائية وطاقة الاتصالات والخدمات الأخرى لمسافات تمتد ألاف الكيلومترات عن موقع الانفجار ، وهذا ما يمثل تعطيلاً إضافياً كبيراً للبنية الأساسية التي يعتمد عليها السكان ، وسيقتل الإشعاع كثيراً من الناس في المنطقة المجاورة مباشرة ويدمر مرافق الإسكان البيئية والنقل والمرافق الطبية وتطال نفسها في تدمير المنشآت النووية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وتكون مصدر تعرض للإشعاع طيلة سنوات عديدة أما الآثار الطويلة ستكون مثل السرطانات والتشوهات ( وربما آثار وراثية شديدة ) بين الناس الناجين في الدفعية الإشعاعية الأولى . وستواجه البلدان المستهدفة وغير المستهدفة على السواء احتمال انتشار المجاعة نتيجة الحرب النووية والآثار المباشرة لأي تراشق نووي كبير سوف تؤدي إلى مقتل مئات الملايين وغير المباشرة سوف تشوه الملايين من البشر .
(2) السلاح الكيميائي :
السلاح الكيميائي آثاره ضارة جداً على البيئة العالمية تطال الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء ومجمل الكائنات الحية . فهو سلاح حربي يتم بالإسقاط أو بالتوزيع أو بالنشر لإيصاله . يتألف من مواد كيميائية سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة لها آثار سامة على الإنسان عند استعمالها ويمكن تصنيفها إلى عدة عوامل أهمها(7-132) :
أ- العامل الخانق : وهو مادة كيميائية تعبر بالجهاز التنفسي فتسبب الاختناق وضيق التنفس وأمراض رئوية .
ب- العامل المثير للأعصاب : وهو يعرقل أو يمنع انتقال نبضات الأعصاب عن طريق تعطيل الجهاز العصبي .
ج- العمل المعطل : ويستعمل في تدمير فعالية القتال في صفوف العدو ودون إصابتهم بأذى دائم أو قتلهم .
د- العمل المسقط : ويتسبب في إسقاط أوراق الشجر والنباتات قبل الأوان ويدمر النباتات .
السلاح البيولوجي :
وهو منتج كيميائي من خلايا حيوانية أو نباتية يمكن أن ينجم عنه آثار ضارة بالإنسان أو قاتل له ، وهو سلاح حربي بيولوجي يمكن إيصاله على هيئة جسيمات سائلة أو صلــبة مجزأة تجزيئا دقيقا وموزعة خلال أحد الغازات أو الهواء ، ويمكن أن تكون العبوة ذاتية الدفع أو قذيفة أو طلقة ، تندفع أو تقذف ميكروبات معدية تلوث الهواء أو المياه والزراعة ، وتصل إلى جسم الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي وتســبب مرض أو مـوت للإنسان أو الحيوان(8و9) .
ويمكن تصنيف السلاح البيولوجي إلى نوعين رئيسيين:-
أ- النوع الأول: يسبب أذى للإنسان وحروق في الجلد ويؤثر في الأغشية المخاطية مثلا ( غاز الخردل ) .
ب- أما النوع الثاني: وهو الأقوى حيثي يؤثر في الجهازين الدموي والتنفسي فيعوق قدرة الدم علــى نقــل الأكسجين إلى الجسم .
وصدرت عدة اتفاقات كبروتوكول جنيف عام 1935م الذي يخطر استخدام الوسائل الكيميائية والبيولوجية الحربية والسعي لنزع هذا السلاح وخطر إنتاجه أو تكديسه بسبب آثاره الكبيرة على البيئة العالمية .
البيئة كمصدر للدواء :
مفهوم الدواءMedicine(عقار) :
يمكن تعريف الدواء أو العقارMedicine بأنه أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان ، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها(7-56) .
مصادر الأدوية :
وتشمل ما يلي : (1) المصادر العضوية Organic Sources .
(2) المصادر النباتية Plant Sources.
حيث تستعمل النباتات بأكملها أو أجزاء منها كمصادر للأدوية مثل الجذور والجذوع والأوراق والبذور والثمار والبراعم وعصاراتها . إما بشكلها الخام بعد سحقها أو باستخلاص العنصر الفعال فيها بشكل نقي .
ويمكن تحضير الأدوية الخام بالطرق التالية : ( 7 - 343 - 353 ) :-
ا-السحق Pulverization : لتحضير المساحيق من المواد الخام والنباتات المجففة.
2-العصر: Expression تستخلص الزيوت والخلاصات من مصادرها النباتية بطريقة .
3-التقطيرDistillation: : تستعمل هذه الطريقة لتحضير الزيوت الطيارة.
ومن أهم أنواع المواد الفعالة الموجودة في هذه المستحضرات والتي تختلف في طبيعتها وتأثيراتها كثيرا عن بعضها البعض مايلي:-
1- القلويدات Alkaloids
2- الجليكوسيداتGlycosides
3- الزيوت الثابتةOilsومن أمثلتها زيت القطن وزيت الزيتون.
4-الراتين(الرواتين) Resins .
5-الصمغ Gum.
6-حمض التنيك(التنين) Tannin ,Tannic Acid .
7-الأحماض العضوية وهي موجودة بصورة طبيعية في العديد من النباتات مثل البرتقال .Citric Acidوالعنب والليمون والعنب وحمض الليمون
8-المضادات الحيوية Antibiotics .
ب- المصادر الحيوانية
وقد تستخلص المواد من أي عضو أو نسيج حيواني ، إلا أنها تحضر في معظم الأحيان من سوائل الجسم كالدم والمصل والليمف أو الغدد . قد تستعمل هذه الأدوية كمواد خام أن تخضع لعملية التنقية أو كمواد مستخلصة نقية تحتوي على المادة الفعالة فقط ، وفيما يلي المواد الفعالة المستعملة :
1- البروتيناتProteins مثل الأحماض الأمينيةAmino Acids
2 - الزيوت والدهون معظم الزيوت الحيوانية هي من الزيوت الثابتة التي لا تتبخر بسهولة
3 - الأنزيمات ( الخمائر ) Enzymes .
وهي مواد تنتجها الخلايا وتستعمل كعوامل مساعدة أو حفازات Catalysts وتستخلص من الغدد خارجية الإفراز Exocrine glands (16-78).
4- الهرمونات Hormones .
وتستخلص من الغدد الصم Endocrine glands وهي غدد عديمة القينات أو القنوات Ductless glands .
5- المصل Serum
وهو السائل الصافي الذي يجمع بعد تخثر ( تجلط ) الدم ويشبه البلازما إلا أنه لا يحتوي على مواد التخثر .
6- اللقاح ( اللقاحات ) Vaccine
وهي معلقات تحتوي على الكائنات الدقيقة الميتة أو الكائنات الدقيقة المحورة Modifie .
7- الفيتامينات Vitamins وهي مصادر الفيتامينات إما نباتية أو حيوانية .
ثانياً : المصادر اللاعضوية : Non - Organic
1-فلزات ( معادن ) Metals
2-أشباه فلزات Metaloids
3-لا فلزات Non - metalics
ثالثاً : المصادر المركبة ( المصنعة ) Synthesized
وتحضر هذه الأشكال في مختبرات مصانع الأدوية ويمكن أن تحتوي على مواد عضوية أو لا عضوية أو كليهما معاً .
رابعاً : أدوية دون وصفة طبية Over the Counter Drug
ويمكن الحصول على الأدوية دون وصفة طبية في الحالات الآتية :
*إزالة الأعراض المرضية و استعمال الأدوية لفترة قصيرة .
*عندما لا يكون للتشخيص أهمية كبيرة .
*علاج الحالات البسيطة للأمراض المزمنة والأمراض المتكررة مثل الأكزيما .
*الأدوية ذات السلامة الدوائية العالية حيث أن الفرق بين الجرعة المفيدة والجرعة السامة كبيرة جداً وهي تشمل المسكنات ومضادات الحموضة والملينات وأدوية السعال .
خامساً : آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئية العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار :
لقد كان للتقدم لصناعي والتكنولوجي الذي حدث نتيجة للثورة الصناعية الأثرالكبير في إحداث مشكلات بيئية خطيرة ، الأمر الذي أدى إلى إحداث ضغوط هائلة على الموارد الطبيعية خاصة تلك الموارد غير المتجددة ، ومن ثم حدوث اختلال في توازن النظام البيئي .
ومع تزايد حجم المشكلات البيئية تطور اهتمام الفكر الإنساني بالبيئة إلى الحد الذي أدى إلى ظهور وعي بيئي لدى حكومات ومواطني الدول المتقدمة منذ أواخر الستينات من القرن ( 20 ) ، حيث تم إنشاء العديد من المؤسسات والمعاهد العلمية لدراسة مختلف الموضوعات البيئية ، وتكونت الأحزاب السياسية التي سميت بالأحزاب الخضراء ، التي جعلت من أهم أهدافها حماية وصيانة البيئة للإنسان ، وتمتعت بنفوذ سياسي قوي في هذا الصدد(10-11-12-13) .
وقد انعكست الاهتمامات العالمية بالبيئة على منظمة هيئة الأمم المتحدة التي عقدت أول وأهم مؤتمر عالمي للبيئة في مدينة استوكهلم بالسويد عام 1972 ، لبحث العديد من الموضوعات التي تتعلق بالبيئة ، وفي هذا المؤتمر قدمت العديد من دول العالم الصناعية تقارير عن أوضاع البيئة لديهم ، بالإضافة إلى برامج مقترحة في الحفاظ على البيئة ، في حين أن الدول النامية لم تشارك في هذا المؤتمر لاعتقادها في ذلك الوقت بأن خطط حماية البيئة التي أعلنت عنها الدول المتقدمة سوف تؤدي إلى تعطيل نمو الصناعات في هذه الدول ، وأن مشاكل البيئة ما هي إلا قضايا ثانوية وهامشية ، حيث كانت تشمل التنمية الصناعية بالنسبة لهذه الدول تحدياً حقيقياً للخلاص من أسر التبعة الاقتصادية ، واستغلال العالم المتقدم لموارد تلك الدول ، وهي بذلك لم تضع في اعتبارها الآثار السلبية المستقبلية للاهتمام الصناعي المتزايد ، وبالتالي لم تتخذ في البداية أية أساليب تكنولوجية مهما كانت بساطتها للحد من التلوث بمختلف أنواعه .
وقد تلي مؤتمر استوكهلم العديد من المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر بلجراد ، وتبليسي ، والتي ركزت على ضرورة إنقاذ البيئة من جميع أشكال التلوث ، وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة .
وبناء على ذلك بدأ الفكر البيئي يتجه من التركيز على التلوث البيئي بمختلف أنواعه وكيفية مواجهته والوقاية منه ، إلى الاهتمام باستغلال مصادر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ، وكيفية حمايتها وصيانتها ، ودور الإنسان( المورد البشري)، كهدف من أهداف التنمية في تلك العملية التنموية الشاملة والمتكاملة .
ونظراً لتنوع وتشابك المشكلات البيئية المعاصرة من حيث أسبابها ونتائجها ، فقد تزايدت الأهمية العلمية والتطبيقية لعلوم البيئة والتخطيط البيئي ، حيث تعد الدراسات البيئية والفهم المضطرد للوسط البيئي الطبيعي والحضاري من أبرز التطورات العلمية التي ظهرت في السبعينات من القرن العشرين(14-76) .
وتمثل دور العلوم البيئية في تشخيص المشكلات البيئية ، وتحديد عواملها طبيعية كانت أم حضارية ، واختيار وسائل معالجتها ، والتصدي لأخطارها ، نظراً لكونها علوم متداخلة تتخطى الحدود التقليدية التي تفصل بين العلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية بفروعها التقليدية كالعلوم الكيميائية ، والبيولوجية ، والجغرافية ، والاقتصادية ، والهندسية ، والطبية ...الخ ، بحيث تسد الفجوات بين تلك العلوم ، وتكون حلقة الوصل بينها .
ومن منطلق ارتباط الفكر البيئي العالمي بعملية التنمية ، حيث يربط الاتجاه العالمي عملية التلوث واستنزاف الموارد واختلال التوازن البيئي بعمليات الإنتاج في الدولة كلها ، وذلك من خلال التشابكات بين المجتمع البشري في سعيه ألدؤوب لإشباع احتياجاته وبين عناصر بيئته .
ومن هذا المنطلق فقد برزت الحاجة إلى استحداث فرع جديد من العلوم هو علم الإصحاح البيئي ليندرج تحت قائمة العلوم البيئية والذي يلعب دوراً محورياً في تحديد المسارات المختلفة لعلاج كافة المشكلات البيئية وبالشكل الذي يضمن إستدامة علاج مشكلات البيئة ، وبالتالي يصبح هذا العلم جزءاً من آلية تقويم الآثار البيئية ، وهو بعد جزءاً من عملية التخطيط وصناعة القرار عند التصدي للمشكلات البيئية المتنوعة .
وفي هذا الصدد ينبغي أن تلعب الجامعات دوراً قيادياً في مجال تدريس علم الإصحاح البيئي (15-35) ، والقيام بإجراء البحوث والدراسات المتقدمة لتهيئة الكوادر العلمية وذلك للقيام بدراسة جوانب البيئة الطبيعية والحضارية والمشكلات الناجمة عن التفاعل غير المخطط ، تمهيداً لإيجاد الطرائق والحلول المناسبة لتجنب هذه المشكلات ، وذلك من خلال تطبيق أساليب التخطيط الإقليمي والحضري والبيئي معاً .
ومن هنا تأتي أهمية ورقة العمل الراهنة والتي تعد من باكورة الأوراق البحثية ذات الاهتمام بمجال الإصحاح البيئي وتناول بعض الأفكار الرئيسية ذات الصلة بهذا العلم من جهة وبمجال تدريس العلوم البيئية من جهة أخرى ،ولعل في هذا التوجه ما يفتح مجالاً للقيام بالمزيد من البحوث والدراسات في هذا الصدد .
ونوضح فيما يلي آلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية كجزء من عملية التخطيط وصناعة القرار كما هو مبين في شكل(4) في الصفحة التالية:----
2 1
تحديد الأهداف الاستراتيجية
لمشـــــــــــــــــــــــــــروعات
الإصحــاح البيئــــــــــــــي
تحديد أهــم الأخطــــــــــــــــــار
البيئيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
علـــى مســـــتــــــــــــــــــــــوى
البيئــــــــــــة العربيــــــــــــــــة
3 4
آلية تقويم الآثار
والمشكــلات البيئية
علــى مستــــــــــوى
البيـئة العربيــــــــة
إعــــــــــــــــــــــــداد
البرامـــــــــــــــــــــــج
الخاصـــــــــــــــــــــــة
بمشروعــــــــــــــــات
الإصحــــــــــــــــــــاح البيئــــــــــــــــــــــــــي
إعداد الخطـــــــــط
العلميــــــــــــــــــة
والسياســــــــات
الاستراتيجيـــــــة
6 5
التنفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ الفعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلي
للمشروعــــــــــــــــــــــــات
المختــــــــــــــــــــــــــــــــارة
اتخاذ القرارات المناسبـــــــــة
فـــــي ضـــــــــــــــــــــــــــوء
نتــــــــــــــــــــــــــــــــائــــــــج
المشـــــــــــــــــــــــــــــــروع
شكل(4) توضيح لآلية تقويم الآثار البيئية على مستوى البيئة العربية
يتضح من شكل (4) ما يلي:
1-تحديد أهم الأخطار البيئية على مستوى البيئة العربية ومن أمثلة هذه الأخطار:
*قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي *والجفاف وانجراف التربة وعدم التخلص من النفايات وبخاصة *نفايات المدن الكبرى ونفايات المصانع والمناجم ...الخ .
2-تحديد الأهداف الإستراتيجية لمشروعات الإصحاح البيئي .
3-إعداد الخطط العلمية والسياسات الإستراتيجية التي تمر لإعداد البرامج البيئية.
4-مرحلة إعداد البرامج الخاصة بمشروعات الإصحاح البيئي .
5-مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروعات الإصحاحية التي وقع الاختيار عليها .
6-اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء نتائج المشروع البيئي الذي تم تنفيذه لتحقيق الإصحاح البيئي .
ويعتذر الباحث عن الخوض في تفاصيل هذه الآلية المقترحة لضيق المساحة المحددة لنشر هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية .
سادساً : أمثلة لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي على المستويين العالمي والعربي :
نظراً لضيق المساحة المحددة للنشر في هذا المؤتمر ، يتم استعراض بعض الأمثلة التطبيقية لبرامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي عالميا وعربيا على أن يتم ذكر مثال تطبيقي بشكل مفصل في مرحلة لاحقة من هذه الدراسة :
(1)تدوير القمامة .
(2)معالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في أغراض متعددة عدا الشرب .
(3)غسل التربة الزراعية من الأملاح .
(4)معالجة تصحر الأراضي الزراعية .
(5)معالجة مياه محطات غسيل السيارات .
(6)الرصد الصحي للهواء على فترات متقاربة لتحديد نسبة التلوث الهوائي وعلاجها أولاً بأول .
(7)القيام بأنشطة بيئية مبتكرة من شأنها أن تساهم في التغلب على مشكلات البيئة .
وعلى كل حال يمكن هنا إيجاز الأنشطة البشرية والوسائل والمعايير اللازمة لتحقيق التوازن الطبيعي والتنمية المستدامة للبيئة أو لتحقيق ما يمكن أن يطلق عليه بلغة العلم الإصحاح البيئي ومن هذه الأنشطة والوسائل ما يلي :
(1)الأنشطة التجارية والأسرية ، ولتقنين هذه الأنشطة يلزم إتباع ما يلي :
1-الحد من رمي المواد الاستهلاكية ومحاولة الاستفادة بها لأكثر من مرة مثل الكتب الدراسية والورق والملابس .
2-ترشيد استهلاك الطاقة ( الكهرباء ، غاز ، بنزين ، زيوت ، كيروسين
3-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة .
4-الحد من استخدام المنتجات التي تعتمد في إنتاجها على الكائنات الطبيعية النادرة سواء النباتات أو الحيوانات .
5-التقليل من مواد التغليف للتخفيف من مشاكل النفايات الصلبة(20-184-211).
(2) وسائل النقل والموصلات :
1-تشجيع النقل الجماعي والعام وزيادة كفاءة مركبات النقل ، والتقليل من الاعتماد على السيارات الخاصة .
2-فك الاشتباك بين ممررات المشاة ومسارات المركبات .
3-تحسين احتياطات السلامة والأمان وطرق التحكم في التلوث .
4-الصيانة الدورية للطرق والمركبات ، وسن القوانين ، أو تطبيق القوانين الموجودة ، بحزم وعدل لتقليل معدلات التلوث في الطرق أو الميادين .
5-الاهتمام بالمناطق الخضراء والتشجير سواء في الحضر أو الصحراء .
(3) استخدامات الطاقة :
1-تقليص انبعاث الغازات مثل : ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين و الرصاص.
2-ترشيد استهلاك الطاقة سواء بالمحافظة عليها أو التوعية في الاستخدامات المختلفة.
3-دعم استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح .
(4)الأنشطة الصناعية وتشمل التالي :
1-الحد من انبعاث الملوثات الغازية السامة أو تلك المسببة في رفع درجات حرارة الغلاف الجوي .
2-الحد من التخلص من النفايات الصناعية السائلة في المجاري .
3-مراعاة المعايير البيئية في الصناعات المختلفة سواء الصناعات الصغيرة والورش أو الصناعات المتوسطة والكبيرة .
4-إحاطة المنشآت الصناعية بأحزمة ومناطق خضراء تعمل كفلاتر طبيعية لتخفيف معدلات التلوث .
(5) الأنشطة الزراعية :
1- تحسين كفاءة استخدام الماء والطاقة وتوظيف التقنية الحديثة لهذا الغرض ، سواء في الري أو نوعية البذور والشتلات الزراعية ومراعاة الظروف البيئية وطبيعة التربة .
2-التقليل من الاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية ودعم استخدام الطرق الطبيعية في التخلص من الآفات الزراعية .
3-الإدارة والاستخدام العلمي والبيئي للمخلفات الحيوانية والزراعية ، الحد من استخدام اللحوم للمحافظة على الصحة العامة والتقليل من الأمراض الكثيرة الناجمة عن ذلك ( أمراض القلب ، السمنة ، السكر ..الخ ..)
4-توفير بيئة مناسبة للحياة البرية مثل زراعة الأسيج ، حماية الموارد الجينية ، وتعزيز عمليات التهجين والمحافظة على تنوع الطيور البرية .
(6)الأنشطة العمرانية :
1- تنظيم عمليات التنمية العمرانية : ( سكني ، جاري ، صناعي ، ترفيهي ، ديني ) .
2 - عدم الاعتداء على الأراضي الزراعية والخضراء بهدف التوسع العمراني .
3- انتهاج فلسفة التخطيط البيئي للمشروعات العمرانية وزيادة المساحات الخضراء وتجميل المناطق المفتوحة ومواكبة البناء للعناصر البيئية المحيطة .
4-إصباغ البعد الجمالي على العمران سواء في الشكل : ( الواجهات ، الفتحات ، الإرتفاعات ، الألوان ، مواد البناء والتشطيب ) أو المضمون : ( المساحات ، الحركة ، علاقة الفراغ بكتلة البناء ، وظيفة المبنى ، نوعية النشاط وطبيعة مستخدمي البناء ، مواكبة البناء للمواصفات الفنية والالتزام بقوانين وتشريعات البناء ) .
5-تعزيز استخدام المركبات العامة وركوب الدراجات بتخصيص حارات لها ، عند تخطيط المدن والعمران ) .
6-المحافظة على الصحة العامة للمكان والإنسان : ( فصل مجاري الصرف الصحي عن مياه السيول والأعاصير ، المحافظة على مصادر المياه الطبيعية ) .
ككلمة مجردة تعني عملية التغيير ، أما التنمية بمفهومها الشامل فتعني 1/4Development) إن التنمية ) تفاعل البشر مع الطبيعة وتأثيرهم فيها ، مع الأخذ في الاعتبار احترام القوانين الأيكولوجية التي تنظم بنيان البيئة وتحكم توازنها الطبيعي .
هذا ويوضح شكل ( 5) التالي أحد الأمثلة التطبيقية لمعالجة النفايات السائلة:- :-
النفايات السائلة النفايات السائلة النفايات السائلة في
في مرحلة المعالجة الثلاثية في مرحلة المعالجة مرحلة المعالجــة
الترسيب الثنائيــة الأوليـة
التهويــة
معالجة كيميائية
الترشيح
الفصل الغشائي الكلور
التقطير
الكربون
الأكسدة البيولوجية
التطهير
الرواسب
الناتجة
المعالجة
البيولوجية
مياه عذبة يتم التخلص منها
الرواسب
تستخدم في الشرب والزراعة يتم التخلص منها
غاز الميثان
شكل(5) مراحل معالجة النفايات السائلـــــــــة
سابعاً : منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار التي تواجه البيئة العربية :
مقدمة :
لا يمكن تحقيق التوازن الطبيعي والفطري لكوكب الأرض دون إتباع الإنسان لسلوكيات صديقة للبيئة ، ويمكن تقليص التأثيرات السلبية وغير المرغوبة لأنشطة البشرية بكافة أشكالها وأنواعها ، وعلى الفرد أن يعي أن التنمية المستدامة والتي أصبحت من مصطلحات العصر الحديث تتطلب تغيرات تكاد تكون جذرية في الكثير من طرق إدراة وتنمية المجتمعات واقتصادياتها وحياتها الثقافية على جميع المستويات والأصعدة .
ويعود الخلل الحادث في مكونات البيئة الطبيعية وزيادة معدلات التلوث بكافة صوره ومسمياته إلى سلوكيات البشر وتطلعات الإنسان اللامحدودة في التجني على المعطيات والموارد الفطرية والطبيعية للبيئة ، ومحيطها الحيوي ، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) صدق الله العظيم ( الروم - الآية41 ) .
هذا ويمكن أن تلعب التربية العلمية دوراً رائدا وهاما في تحقيق برامج التربية البيئية لتحقيق ما اصطلح بتسميته بتكنولوجيا الإصحاح البيئي ولا غرور في ذلك فإن من أهم مجالات واهتمامات التربية العلمية مجال التربية البيئية ، فهي قادرة على تحقيق فهم أفضل للمواطن العام وللمتعلم الدراس للعلوم لمفاهيم ومكونات وعناصر البيئة وتوازنها براً وبحراً وجواً ، وهي قادرة أيضاً على إكساب المواطن والمتعلم الوعي البيئي الصحيح الذي يقيه من الممارسات البيئية الخاطئة وهي القادرة ومن خلال برامجها وأهدافها المتنوعة على إعداد الفرد للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية عن طريق توضيح المفاهيم التي تربط ما بين العلاقات المتبادلة بين الإنسان وثقافته من جهة وبين المحيط البيوفيزيائي من جهة أخرى ، وهي القادرة على إكسابه المهارات والاتجاهات والقيم اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الطبيعي ، وتوضح له حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان وحفاظاً على حياته الكريمة ورفع مستويات المعيشة ، وأخيراً وليس آخراً فإن التربية العلمية قادرة على تتبني البرامج ذات الاستراتيجيات العلمية القادرة على توجيه المواطن والمتعلم لتحقيق برامج الإصحاح البيئي Environmental Reformation وهذا ما سنحاوله في هذا المحور من محاور ورقة العمل الحالية .
ونوضح فيما يلي منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية بما يساهم في تحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي في ضوء بعض الأخطار المحدقة التي تواجه البيئة العربية لا سيما في ضوء تلوث البيئة العربية في منطقة الخليج العربي وبالذات في دولة العراق الشقيقة نتيجة تدنيس أرضها الطاهرة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية نتيجة شن العدوان الثنائي الغاشم من هاتين الدولتين الظالمتين على العراق فجر الخميس الموافق 20 / 3 / 2003م واستخدام هاتين الدولتين الظالمتين للقنابل العنقودية والقنابل المسماة بالذكية واستخدام الصواريخ المحملة بالدمار والهلاك للأطفال وللكبار وللمستشفيات الأمر الذي أدى إلى تلوث المنطقة الغالية من بيئتنا العربية الإسلامية وفي هذا الإطار قام الباحث باقتراح هذه المنظومة كما هو مبين في شكل (6) كما يلي :-
تحليل العمل
برنامج التربية العلميــة
المتضمن للتربيـــــــــــة
البيئيــــــــــــــــــــــــــــة
تحديد العنصر البشري لتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة للتربية البيئية
تحديد مخلات وعمليات ومخرجات
البرنامج
تحديد الهداف العامة لبرنامج
التربية العلمية
تحديد عناصر البرنامج من المحتوى والأنشطة والوسائل والاستراتيجيات والتقويم
مشكلات البيئــة العربية
في ضوء تحديات العصر
الراهــــــــــــــــــــن
تحديد بدائل مختلفة لتقويم الآثار البيئية الناجمة عن الأخطار
تحديد أهم القضايا والأخطار البيئية العربية : البشرية-شبه الطبيعية-الطبيعية
برنامج تكنولوجيا الإصحاح
البيئــــي المقترح
تحديد آلية التمويل
اللازم للبرنـــامــج
استشارة خبراء
البيئة من الاختصاصين
عـــرض المشروع
المناســـــــــــــب
التنفيذ الفعلي للمـــــــــــشروع
اتخاذ القرارات المناسبة بخصوص نتائج المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشروع
الخطط والسياسات
البيئيـــــــــة
شكل(6) منظومة مقترحة لتفعيل التربية العلمية لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي
في البيئـــــة العربيــــــة
يتضح من شكل (6) السابق ما يلي :
(1)ضرورة تحليل العمل البيئي العربي والذي من خلاله يتم تحديد أهداف وموجهات عملية الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(2)وجود ثلاثة محاور رئيسية في هذه المنظومة تعد بمثابة مرتكزات أساسية لها وهي :
أ-برامج التربية العلمية .
ب-مشكلات البيئة العربية .
ج- برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
وكلها تمثل حلقات متشابكة ومترابطة لكي تؤدي هذه المنظومة وظيفتها على أكمل صورة .
(3)أن برامج التربية العلمية الموجهة نحوالتربية البيئة بكل ما تشمله من :
أ- تحديد الأهداف العامة .
ب- تحديد عناصر البرنامج ( أهداف سلوكية – محتوى بيئي – أنشطة – وسائل وتكنولوجيا – أساليب وإستراتيجيات – تدريسية – أساليب التقويم الموضوعي ) .
ج- تحديد العنصر البشري الذي يهتم بتفعيل برامج التربية العلمية الموجهة نحو التربية البيئية .
ومن هذا المنظور فإن دور التربية العلمية هو دور محوري وجوهري لتحقيق برامج التربية البيئية ، ولا يمكن النظر إليه باعتباره دوراً تكميلياً أو هامشياً ، ولذلك فإن برامج التربية العلمية هي الأساس والمحرك لعملية التربية البيئية كما أن كلاهما كما يتضح في هذه المنظومة مهم وجوهري لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي مجال الدراسة الحالية .
(4) وبخصوص المحور الثاني من محاور هذه المنظومة المقترحة والخاصة بمشكلات البيئة العربية ، فإن هذا المحور يعالج ما يلي :
أ- المشكلات التي تمثل أهم الأخطار التي تواجه البيئة العربية والتي سبقت الإشارة إليها في معرض الحديث عن هذا المحور من ورقة الدراسة الحالية وبالتالي فلا داعي لتكرار ذكرها مرة ثانية وهي المشكلات البشرية والمشكلات شبه الطبيعية والمشكلات الطبيعية .
ب- كما يعالج هذا المحور أيضاً الاستشارات العلمية من بعض خبراء البيئة من دون الاختصاص والاستفادة بتوجهاتهم وخبراتهم في مواجهة هذه المشكلات البيئية العربية الملحة لتحقيق برامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ج- تحديد الآثار الناجمة عن هذه المشكلات البيئية وتحديد البدائل المختلفة لقويم الآثار البيئية الناجمة عن هذه المشكلات .
(5) أما المحور الثالث والأخير من المحاور الرئيسية لهذه المنظومة فيختص بالبرنامج المقترح لتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحقيق هذا البرنامج يتم اعتمادا على تحليل واقع مشكلات البيئة العربية من ناحية وفي ضوء برنامج التربية العلمية الموجه نحو التربية البيئية من ناحية ثانية ولتحقيق هذا البرنامج فلا بد من :
أ- تحديد آلية التحويل اللازم لبرنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
ب- تحديد الخطط والسياسات البيئية التي سوف تساهم في :
التعريف بالقضايا البيئية العربية الملحة .
إعداد التوصيف العلمي الشامل لكل قضية من هذه القضايا .
التعريف بالنشاطات البيئية الواجب تنميتها خلال تطبيق برنامج الإصحاح البيئي .
التعريف بكيفية متابعة وتقييم النشاطات البيئية المقترحة .
ج- عرض المشروع البيئي المناسب القابل للإصحاح البيئي .
د- التنفيذ الفعلي للمشروع المختار في ضوء تحديد الفترات الزمنية المناسبة لبدء التنفيذ وللانتهاء فيه .
ه- اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة في ضوء نتائج تنفيذ المشروع البيئي الذي تم تحقيق الإصحاح البيئي فيه .
و- القيام بعمليات التغذية الراجعة اللازمة لإعادة ضبط وإدارة وتحسين مدخلات وعمليات ومخرجات مشروع أو برنامج تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(6)يلاحظ في مثل هذه المنظومة المقترحة أيضاً أنها بشكل عام تمثل مجموعة من المدخلات والعمليات والمخرجات الرئيسية لتحقيق الهدف العام منها وهو إبرازز دور التربية العلمية لتفعيل تكنولوجيا الإصحاح البيئي في البيئة العربية .
(7)أن التربية البيئية كبرنامج شامل ومتكامل عن البيئة ومشكلاتها المختلفة وتأثيراتها على الإنسان تقوم في إطار منظومة تربوية شاملة تشمل :
1- الجانب المنهجي بعناصره المختلفة الأهداف – المحتوى – طرق وأساليب التدريس – الأنشطة البيئية – الوسائل والتكنولوجيا التعليمية – أساليب التقويم والتغذية الراجعة .
2- الجانب الإداري .
3- الجانب البشري .
4- تحديد وتحليل مشكلات البيئة العربية الملحة.
5- ربط كافة الحلقات السابقة مع كافة عناصر البيئة المحلية والقومية .
6- تفعيل جميع الجوانب السابقة في إطار تكنولوجيا الإصحاح البيئي بعناصرها المختلفة السابق استعراضها .
(8)أن هذه المنظومة بشكل عام تهدف ومن خلال التربية العلمية إلى أن يكون المواطن العربي :
أ-عارفا Knowledge بالعلاقة والارتباط بين النواحي البيولوجية الفيزيائية والثقافية والاجتماعية في البيئة التي تعتبر الإنسان جزءاً منها ( أهدافاً معرفية ) .
أن يكون المواطن العربي واعيا Aware بالمشاكل البيئية وخطورتها وأبعادها وإيجاد الحلول لها ( أهدافا وجدانية ) .
ج- أن يكون لديه الدافع Motivated لكي يتصرف بمسؤولية في تحسين بيئته بما يؤدي إلى حياة أفضل ( أهداف مهارية ).
(9)أن تكون تكنولوجيا الإصحاح البيئي يمكن تحقيقها بهذه الخطوط الإجرائية لتحقيق أو لإعادة الأمور إلى نصابها في البيئة وذلك كما هو مبين بشكل (7) فيما يلي :-
1 2 3 4
الأهــداف
الخطط
والسياسات
البرامــــج
التدخل المقترح
التغذيــــــة الراجعـــــــــــــة 10
التمويـــــل 5
اتخاذ القرارات بخصوص
نتائج تنفيذ المشروع9
9
6
عرض المشروعات
المناسبة
التنفيذالفعـــــــــلي للمشروع المختار
اختيار البدائــــــــل 8 7
شكل(7) مثال لآلية تكنولوجيا الإصحاح البيئي
(10) أن هذه المنظومة هي بمثابة جهد متواضع من الباحث أريد به وضع تصور مقترح لتحقيق دورفاعل للتربية العلمية في تفعيل منظومة الإصحاح البيئي عربيا .
(11)أن اهتمام التربية العلمية بتفعيل هذه المنظومة يمكن أن يحقق في النهاية تميزا لدى الدارس للتربية البيئية من خلال برامج التربية العلمية وهذا هو الهدف الرئيسي من تصميم وإعداد هذه المنظومة المقترحة وهو تطوير أساليب تعليم و وتعلم برامج التربية البيئية سواء عن طريق التربية النظامية أو التربية اللانظامية من خلال برامج التربية العلمية لتحقيق هذا التمييز البيئي المقصود والمنشود من هذه المنظومة .
(12)أن هذه المنظومة المقترحة تأتي في وقت تشهد فيه منطقتنا وبيئتنا العربية حربا أمريكية بريطانية ظالمة ضد العراق الشقيق الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مشكلات البيئة العربية هما فوق الهم فيكفي أن بيئتنا العربية تعاني من الأخطار البيئية التالية :
أ-قطع الغابات وتراجعها والرعي الجائر والزحف الصحراوي وانجراف التربة .
ب- عدم كفاية التخلص من النفايات وبخاصة نفايات المدن العربية الكبرى .
ج- نفايات المصانع والمناجم مثل مناجم الفوسفات في الأردن ومحطات معالجة مياه البحر الأحمر في جدة ، ومصافي النفط لاسيما في جميع دول الخليج العربي ، ومحطات توليد الطاقة الحرارية في مصر .
د- التلوث المائي بالنفط وتدهور الحياة البحرية بما فيها الثروة السمكية .
ه- قلة الموارد المائية السطحية والجوفية لا سيما في المملكة العربية السعودية وفلسطين وسلطنة عمان والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة .
(13)أن الهدف من برامج التربية البيئية ومنها البرنامج الحالي المقترح في هذه الدراسة هي وسيلة لحماية البيئة من التدهور أي :
أ- تدريس البيئة في إطار منهج التكامل بين العلوم المختلفة .
ب-التربية البيئية هي عملية اكتساب معلومات وتنمية القدرات العقلية عن طريق تدريس مجالات بيئية محددة .
تاسعـا: مثال تطبيقي (عملي) لكيفية الاستفادة من النفايات المنزلية بتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتحويلها (تدويرها) إلى سماد عضوي طبيعي:-
** النفايات هي تلك المخلفات الناتجة عن أي نشاط يقوم به الإنسان سواء أكان هذا النشاط صناعيا أم استهلاكيا، وهي أشياء تبدو"عديمة القيمة" ونريد أن نتخلص منها بإلقائها في "صناديق القمامة".
** إن التطور الحادث حاليا في النشاط الصناعي والاستهلاكي للمجتمعات قد أدى، حديثا، إلى نمو كمي وكيفي مذهل للنفايات مما زاد المشكلة تعقيدا،فكانت النتيجة تدمير بعض الأنظمة البيئية وعجز أنظمة أخرى على استيعاب ما يقذف على كاهلها من نفايات متنوعة، وخطرة.
*تنقسم النفايات حسب الحالة الفيزيائية إلى صلبة،سائلة ،غازية.
معالجة النفايات الصناعية(17-351):-
** هذه العملية تعتبر عملية معقدة نسبيا لأن النفايات الصناعية تختلف حسب النشاط الصناعي ولا يوجد قاسم مشترك بينها فهي عبارة عن موضوع خاص بكل نشاط صناعي (الصناعات الغذائية، المعدنية، الحربية، النووية، الميكانيكية، البتر وكيميائية، الصيدلية،...)
النفايات المنزلية
** السائلة : محطات تطهير المياه المستعملة
** الصلبة : هنالك ثلاثة أساليب لمعالجتها
* الحرق في الأفران (الإ ستفادة من الطاقة الحرارية، توليد الطاقة الكهربائية، التسخين،....)
** الدفن في مطامير معدة للغرض سلفا (استخراج الغاز البيولوجي بعد التحلل بدون أكسجين،...)
***التحويل إلى أسمدة عضوية طبيعية (تحسين التربة، تنمية المحاصيل، استصلاح الأراضي، إنتاج المشاتل الغابية،....) .
تحويل النفايات المنزلية إلى سماد عضوي طبيعي:-
ما هو السماد العضوي (Compost)؟
** هو ذلك الناتج الثابت، الصحي ،الشبيه بالدبال الغابي(أوراق غابية متجمعة عبر السنين،وتتحول إلى مادة عضوية،وتسمىHumus،والمتأتي من مسار التحلل البيولوجي للمواد العضوية (حيوانية أو نباتية) عن طريق كائنات حية دقيقة(micro-organisms) تحت ظروف مراقبة(controlled conditions) منها الحموضة، الرطوبة، الأكسجين(pH, T, N, C, H2O,O2, … ).
** العملية تعتبر رسكلة(إعادة تدوير)، تثمين ومعالجة للنفايات .
كيف نتعلم من الطبيعة؟
يقول "اريت ستانلي كونجدن" وهو عالم طبيعي وفيلسوف في كلية "رينيتي"بفلوريدا :
" إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية، فإننا لا نفعل سوى أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته".
(الطائرة، الغواصة،...) .
"ورقة التوت" ما مصيرها؟
** سمعنا كثيرا عن ورقة التوت التي سقطت منذ زمان بعيد ولكننا لم نعلم ماذا جرى لها ولو تتبعنا آثارها في الطبيعة لوجدنا أن المولى عز وجل قد أرسل عليها جندا من جنوده (الكائنات الدقيقة الحية) لتخضعها لعملية تحلل بيولوجي كي تعيد إلى الأرض أديمها (تسميد).
"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته" (سبأ-14) ."وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما" (الفتح 6).
"ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" (لقمان 20).
"له ما في السماوات وما في الأرض وما تحت الثرى"( طه 6).
ماذا تحوي سلة مهملاتنا؟:-
إذا نظرنا إلى سلة المهملات (0.5-2 كغ/الشخص) فإن المواد المبينة أدناه تعتبر قاسما مشتركا بين كل السلات ولكن بنسب متفاوتة(18-93-94):-
المــــــــواد
النسبة المئوية (%)
المواد العضــــوية
17-29
الــــــــــورق
16-37.5
المـــــــــعادن
4-8.3
الزجـــــــــاج
6.7-7
المواد البلاستـــيكية
7-8.3
متفرقــــــــات
8.3-37
العناصر المتدخلة في مسار تحضير السماد العضوي
ما هو نوع الخليط؟
** إن تناسب الكربون (C) والنيتروجين (N) مهم جدا في عملية تحضير السماد العضوي الطبيعي ويجب أن تحدد هذه النسبة من البداية حتى تكون "الوجبة الغذائية" متوازنة ومن الأفضل أن تكون قائمة بين 40-50 والأمثل أن تكون بين 25-30.
** حينما تكون نسبة (C) أعلى من (N) تكون عملية التحلل بطيئة لأن مخزون(N) سرعان ما ينفذ.
** حينما تكون نسبة (N) أعلى من(C) فإن الفائض من(N) ينبعث في المحيط ويعطي رائحة كريهة.
** بصورة عامة فالمواد الرطبة والخضراء تكون غنية بالنيتروجين (N) بينما المواد الجافة والبنية تكون غنية بالكربون(C).
** في السماد العضوي الطبيعي الناضج تستقر هذه النسبة بين 10-20.
الجدول التالي يبين نسب(N/C) لبعض المواد(19-76-77) :-
المـــــــــــــــــــــواد
(N/C)
(N)
(C)
خليط فضلات المسلخ البـــــلدي
2
+
الـــــــــــــــــدم
2
+
المواد النباتية الخـــــــضراء
7
+
فضلات الإنـــــــــــسان
5-10
+
السماد العضوي والتربة السوداء
10
+
العشــــــــــــــــب
10
+
فضـــــلات الدجـــــــاج
10
+
فضلات الحيوانات المــــــنزلية
15
+
الخضراوات غير الصالــــــحة
15
+
فضلات المطـــــــــــبخ
10-25
+
فضـــلات الغــــــــلال
35
+
ورق الأشجار عند الســــقوط
20-60
-
-
ورق الأشجار في الخريــــف
80
+
الفضلات الخضراء للنـــباتات
20-60
+
بقايا الحبوب (قش- تبن-عصف)
50-150
+
قشرة جذوع الأشــــــجار
100-150
+
الـــــــــــــورق
150
+
فضلات تصنيع الخشب
200
+
علامة أل(+) =النسبة الأعلى .
ما دور الكائنات الحية الدقيقة؟
** بمجرد الانتهاء من عملية تحضير الكومة فإن عشرات الأنواع من الكائنات الحية الدقيقة تقوم بغزوها حيث تتكاثر على المواد العضوية لتتغذى من السكر والبروتينات والمكونات الأخرى الموجودة.
** يقوم كل نوع أو "فرقة" بما يخصه من عمل لتكون عملية التحلل سيمفونية يشترك فيها عازفين مهرة.
** لكل مجال من مجالات الحرارة نوع من الكائنات خاص به فبعد 40ºC تندثر موجة من الكائنات لتحل محلها موجة أخرى أكثر تحملا للحرارة وهكذا... وهذه آية من آيات الله عز وجل في هذا الكون.
"وما يعلم جنود ربك إلا هو"( المدثر 31).
"ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما"( الفتح 6).
الكائنات الدقيقة لا نبصرها ولكنّها لها مكانة ودور هام حتّى أنّ المولى عزّ وجلّ يقسم بها.
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون"(الحاقة 38-39).
"قالوا أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون" (المؤمنون 82).
"أءذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أءنّا لمبعوثون"(الواقعة 47).
دلّت هذه الآيات على أن المادة العضوية الموجودة في جسم الإنسان تتحل لتصبح ترابا (سمادا) بينما العظام لا تتحلل أو تتحلل جزئيا ببطء.
** من الضروري معرفة الظروف المثالية لنشاط الكائنات الحية حتى تكون عملية الحصول على سماد عضوي ناجحة وفي فترة قياسية.
الجدول التالي يعطينا فكرة حول بعض أعداد الكائنات المشاركة في العملية وعددها.
الــنـــــــــــــوع
العــدد في كغ من الســــماد
البكتيريا (Bacteria)
109 - 1010
الفطريات (Fungis)
104 – 106
الفطريات الشعاعية(Actinomycetes)
106 – 108
الحيوانات الأولية (Protozoares)
5.109
الطحالب (Algas)
106
العناكب (Akariens)
104
القشريات (Crustacees)
103
دودة السماد
103
الحشرات الأخرى واليرقات (Larves)
2.103
الفيروسات (Virus)
غير محدد
ما تأثير الحرارة و التهوية على العملية؟
** إن عملية تحلل المواد العضوية عن طريق الكائنات الحية الدقيقة يؤدي إلى ارتفاع في الحرارة، فتصبح الكومة عبارة عن "مفاعل"، لتصل إلى معدل ºC65 في كومة حجمها 1 م3 وهذه الحرارة تعمل على :
- التسريع في تحلل المواد العضوية
- القضاء على الكائنات الضارة وغير المرغوب فيها
- تدمير بذور النباتات الطفيلية
- تبخير كميات من الماء
- أن يكون الناتج النهائي صحي
** يعتبر انخفاض الحرارة "مؤشر" على نقص في نشاط التحلل وهذا يعني أن الكومة بحاجة إلى عملية تقليب والفائدة من ذلك :
- إدخال مزيد من الهواء (O2) إلى الكومة
- يصبح الخليط أكثر تجانسا
- مهاجمة أو تحلل ما تبقى من جيوب المواد العضوية
**عند نهاية مسار التحلل ونضج السماد تكون درجة حرارة كومة السماد العضوي المستحضر تقارب حرارة المحيط أي أن السماد أصبح ثابتا.
ما دور الماء (الرطوبة)؟
"وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء 30).
"وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كلّ زوج بهيج"(الحجر 5).
"ألم تر أنّ الله أنزل من السّماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة إنّ الله لطيف خبير" الحج (63).
"وينزّل من السّماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون "(الروم 24).
** إن كل الكائنات تحتاج في نشاطها إلى الماء والكائنات الحية الدقيقة المتدخلة في عملية تحلل المواد العضوية تنشط جيدا في رطوبة تساوي أو تفوق 60% (القيمة الأولية) هذا النشاط يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة مما يقود إلى تبخر كميات هائلة من الماء (انخفاض في الرطوبة) فينخفض نشاط الكائنات فتنخفض الحرارة.
** انخفاض الحرارة قد يعد مؤشرا على نقص في الرطوبة إذا لا بد من "بخ" الماء على كومة المواد العضوية.
** إن الرطوبة العالية (أعلى من 80%) تعيق حركة الأكسجين في الكومة وبالتالي تأثر على عملية تنفس الكائنات الحية.
** يمكن معرفة الرطوبة بقياسها أو عن طريق اختبار "القبضة" وذلك بأخذ قبضة من الخليط وضغطها في كف اليد :
- إذا سالت قطرات من الماء بين الأصابع ولم يتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة جيدة.
- إذا كانت كمية الماء المتدفقة عالية فرطوبة الخليط عالية.
- في غياب قطرات من الماء وتفتت الخليط بعد فتح اليد فهذا يعني أن درجة الرطوبة منخفضة.
ما دور الحموضة؟
** إن أول عمل تقوم به الكائنات الحية في الكومة هو نشر الأنزيمات والأحماض اللازمة لتسهيل مهاجمة المواد العضوية العادية والمستعصية
"كما نعصر الليمون على السلطة أو السمكة المشوية أو الحساء قبل أكله".
** تنخفض حموضة الكومة ثم ترتفع تدريجيا بإطلاق الأمونيا لتحذو، في نهاية المسار، عند التعادل.
ما تأثير العوامل الطبيعية؟
** العوامل الطبيعية لها تأثير إذ أن وجود كومة المواد العضوية :
- مباشرة تحت الشمس أو في مجرى هواء يؤدي إلى التجفيف السريع للخليط نتيجة تبخر الماء الموجود به.
- في جو ممطر يؤدي إلى ارتفاع كبير في الرطوبة وهو ما يعيق حركة الهواء (O2) في الكومة وكذلك صعوبة التعامل معها(التقليب) لأنها تأخذ شكل العجيبة.
- في جو بارد يؤدي إلى انخفاض في نشاط الكائنات الحية.
** حماية الكومة من العوامل الطبيعية ضروري للحصول على سماد جيد ويكون ذلك بوضع الكومة تحت مضلة أو تغطيتها بطبقة من :
- القش الجاف.
-الأغصان أو الأعشاب الجافة.
- البلاستيك غير النفاذ للماء والنفاذ للهواء.
ما الفائدة من الرحى والغربلة؟
** حينما يصبح الخليط ثابت يمكن، إن شئنا، أن نقوم برحيه وغربلته حتى تكون الحبيبات متجانسة ومن ثم تعبئته في الأكياس إذا كان الغرض تجاريا.
** إذا كان السماد معد للاستخدام الشخصي فإن العملية السابقة غير لازمة.
كيف نعرف أن السماد أصبح جاهزا؟
** في الحقيقة هنالك جملة من الاختبارات يمكن إجراءها لمعرفة ما إذا بلغ السماد المستحضر مرحلة النضج أو البلوغ "لتزويجه" للتربة ومنها :
1- الاختبارات الفيزيائية:
- الحرارة (قريبة من حرارة المحيط) – اللون (بين البني والأسود)- الرائحة (رائحة تربة الغابة)- الكثافة (أقل من 1)
2- الاختبارات ا لكيميائية:
- التناسب (C/N) حيث يكون (10-20) - حالات (N) يجب أن يكون نترات(NO3) وليس نتريت (NO2) أو أمونيوم (NH4) - الحموضة (قريبة من التعادل) – طاقة التبادل الأيوني – المكونات العضوية – الكربون النشط – الكثافة البصرية.
3- الاختبارات البيولوجية:
- التنفس (درجة استهلاك O2 أو انبعاث CO2) - تحليل الكائنات الحية الموجودة (الفطريات الإشعاعية) – النشاط الأنزيمي.
4-اختبارات الإنتاش (Germination Tests) :-
- يجرى هذا الاختبار على العشب (Ray grass)، الفاصوليا، الفول، الجلبان،...ثم حساب % للإنتاش ودراسة لون الجذور(ناصعة البياض).
ما خصائص السماد العضوي المستحضر؟
** إن السماد المستحضريحتوي على عناصر كيميائية هامة(P, K, Ca, N, C, Mg,...) له دور فعال في تحسين التربة والمساعدة في نمو النباتات.
الجدول التالي يعطينا فكرة حول معدل محتويات السماد.
العنــــــــــــــــــصر
% في السماد العضوي المنزلي
الرطوبة (Humidity)
50-60
المواد العضوية (Organics)
8-10
الحموضة (pH)
7.5-8.5
النيتروجين الكلي (Total nitrogen)
0.4-3.5
الكربون الكلي (Total carbon)
8-50
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
الفوسفور (Phosphorus)
0.3-3.5
المغنيسيوم (Magnesium)
0.1-0.2
الكالسيوم (Calcium)
0.4-1.2
البوتاسيوم (Potassium)
0.2-1
المتفرقات (Divers)
20-65
نسبة الإنتاش(Germination )
60-100
كيف يحسن السماد العضوي المستحضر خصائص التربة؟
** يعتبر السماد العضوي المستحضر مصدرا للمواد العضوية بالنسبة للتربة حيث يعمل على تحسين خصائصها بما يجلبه من عناصر مختلفة.
1- تحسين الخصائص الفيزيائية :-
- نسيج وتركيبة التربة- زيادة الكثافة- خاصية احتباس الماء (دور الإسفنجة) - تعديل معدل التسرب (Infiltration) والنفاذية(Permeability)- تثبيت التربة ومنع الانجراف- زيادة طاقة امتصاص أشعة الشمس (السماد أسود) فتشهد النبتة نموا سريعا عند انطلاقها.
2- تحسين الخصائص الكيميائية:-
- التبادل الكتيوني بين مختلف العناصر- الحموضة بلعب دورا منظما-التوصيل الكهربائي (Conductivity) لتسهيل مرور الأملاح توفير العناصر الغذائية الأخرى.
3- تحسين الخصائص البيولوجية :-
- وجود الكائنات الحية في السماد يرفع في درجة النشاط البيولوجي للتربة حيث تصبح أقدر على تثبيت نيتروجين الهواء (N2) وتمكن النبتة من الاستفادة من الفوسفور (P) والكبريت الموجود في الأرض (التربة أكثر ديناميكية)
- نشاط الكائنات الحية يوقف نمو النباتات المضرة للنبتة الرئيسية ويحقق نموا أفضل للجذور.
أين نستعمل العضوي المستحضر؟
** في الحدائق العامة والمساحات الخضراء لتجميل المدن
** نباتات الزينة
** الأشجار المثمرة
** إنتاج الخضر وات
** إنتاج المشاتل الغابية
خلاصة
** إنتاج السماد العضوي هي عملية :
- حماية ومصالحة البيئة .
- رسكلة(إعادة تدوير) وتثمين للفضلات .
- تجميل المحيط .
- تحسين خصائص التربة .
- فتح مجالات للعمل البيئي .
ثامناً : توصيات الدراسة :
في ضوء ما جاء في محاور هذه الدراسة يوصي الباحث بما يلي :
(1)ضرورة تحقيق الارتباط الوثيق بين الفكر البيئي العالمي بعمليات التنمية في البيئة العربية ومن هذه الأفكار الأخذ بالعلم الحديث في العالم وهو علم الإصحاح البيئي كفكر جديد يحتاج إلى عملية تأصيل وتعزيز ودمج في القرارات الدراسية التعليمية .
(2)من الأهمية بمكان تفعيل برامج التربية العلمية لتحقيق منظومة تكنولوجيا الإصحاح البيئي ، فالتربية العلمية هي الأقدر على تحقيق هذه المنظومة المقترحة .
(3)ضرورة البحث في الأساليب العلمية والتكنولوجية الحديثة التي بدأ العالم المتقدم في استخدامها في عمليات الإصحاح البيئي تحت مسمى تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(4)تعريف معلم العلوم والتربية العلمية بمفهوم الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وتكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك كمفاهيم حديثة وثقافة بيئة جديدة من شأنها أن تساهم في تحقيق التميز البيئي لدى المواطن العربي .
(5)لما كانت التربية البيئية محور اهتمام العديد من المؤسسات والهيئات والمؤتمرات والندوات العالمية ، فإنه من الطبيعي أن ينتقل هذه الاهتمام إلى التربية العلمية ، ومن ثم يكون لبرامجها دورها الفعال في هذا الصدد وهذا ما تهدف إليه ورقة العمل الراهنة .(6)أن هناك مشكلات بيئية عربية حادة – ذكرنا بعضاً منها فيما سبق – تقضي ضرورة اهتمام البرامج التربوية بتلمسها وزيادة الاهتمام بها ، ولعل قيام التربية العلمية بوضع بصماتها على مشكلات البيئة العربية واستحداث الأساليب والآليات والبرامج والتكنولوجيا الحديثة للإسهام في حلها ما يجعلها تقبع في بؤرة اهتمام البيئة العربية بمشكلاتها التي فرضت نفسها على الساحة العربية في الوقت الراهن .
(7)يوصي الباحث بأهمية إعادة النظر في خطط وسياسات وبرامج التربية البيئية سواء على مستوى التعليم الجامعي أو التعليم قبل الجامعي بحيث يتم إدراج المفاهيم والاتجاهات البيئية الحديثة من ناحية وتكنولوجيا الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(8)ضرورة إسهام برامج التربية البيئية ومن خلال التربية العلمية في تحقيق التميز في التربية البيئية ، ويمكن أن يتحقق هذا التميز من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى التعليم الجامعي ومن خلال برامج التربية الإنظامية وعبر وسائل الإعلام المتنوعة .
(9)إعداد برامج في التربية البيئية يتم من خلالها تشجيع المواطن العربي على الاكتشاف وطرح التساؤلات ودراسة القضايا والبحث عن الحلول للمشاكل البيئية العربية لا سيما المعقدة والحديثة منها الناجمة من جراء السلوكيات الإنسانية الخاطئة مع البيئة الطبيعية
(10)عقد دورات في التربية العلمية لمعلمي العلوم وذلك بهدف تعريفهم ببعض تجارب الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(11)قيام معلم العلوم بمراحل التعليم العام ومن خلال التجارب العلمية لدروس العلوم – بتوضيح آلية وعمليات الإصحاح البيئي التي تستخدم لعلاج بعض المشاكل البيئية الملحة .
(12)تشجيع قيام الباحثين في مجال تدريس العلوم والتربية العلمية بإجراء دراسات وبحوث في مجال تكنولوجيا الإصحاح البيئي وذلك للإسهام في تحقيق التميز في التربية البيئية من ناحية ولخوض هذا المجال البكر في علم الإصحاح البيئي من ناحية أخرى .
(13)تحقيق نوع من التعاون العلمي بين أعضاء هيئة التدريس في تخصيص طرق تدريس العلوم والتربية العلمية وأعضاء هيئة التدريس في تخصص علوم البيئة وذلك لوضع أطر للتعاون العلمي بينهما بخصوص مشكلات البيئة العربية واقتراح الآليات المناسبة لوضع برامج مشتركة نحو تحقيق الإصحاح البيئي في التربية البيئية .
(14)عقد دورات تدريبية وحلقات نقاشية وورش عمل داخل كليات التربية وكليات العلوم لتعريف العاملين بالتجول البيئي بعلم الإصحاح البيئي والأساليب التكنولوجية الحديثة المتبعة عالميا لتحقيق تكنولوجيا الإصحاح البيئي .
(15)يقترح الباحث أن يكون شعار مؤتمر الجمعية المصرية للتربية العلمية للعام القادم 2004 هو ( التربية العلمية و تكنولوجيا الإصحاح البيئي ) وذلك إيمانا من الباحث بأهمية تأصيل هذا العلم الحديث من خلال مؤتمر علمي جدير بأن يهتم بهذا المجال من مجالات التربية العلمية .
مراجع الدراسة(العربية والأجنبية)
) مرتبة طبقا لأسبقية الاستعانة بها في الدراسة )
==============================
(1) www. Webmaster & Alriyadh . np. Com .
(2)www.sanitation.net. (3) محمد خميس الزوكة ، البيئة ومحاور تدهورها ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية,2000.
(4) سامح غرايبة ، يحيى الفرحان ، المدخل إلى العلوم البيئية ، عمان : دار الشروق ، 2002 .
(5) عبدا لله ألطرزي ، أحمد الظاهر ، الإنسان والبيئة ( الموارد الطبيعية والتلوث ) ، الجزء الثاني ، عَّمان : ( دار الفرقان للنشر والتوزيع ، 2001 .
(6) عامر محمود طراف ، الأخطار البيئية والنظام الدولي ، بيروت : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 2002م .
(7) أحمد الفرج العطيات ، البيئية : الداء والدواء ، عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، 2001 .
(8) Paul D. Eggen , Donald P. Kauchak , Strategies For Teachers , Third Edition , London : Allyn and Bacon , 1999 .
(9) Goyce E. Ramig , and others , Teaching Science Process Skills , U.S.A : Good Apple , 2001 .
(10) حسام مازن ، في التربية البيئية : قراءات ودراسات ، الطبعة الثانية ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 2000م .
(11) حسام مازن ،( الحاجة إلى برامج علمية في التربية البيئية بكليات التربية في مصر والوطن العربي ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية الجامعية المنيا في القرن من 26 – 27 من إبريل 2000م .
(12) حسام مازن ( دور التربية العلمية في مواجهة بعض المخاطر الصحية التي تواجه البيئة في مجالي الغذاء والمستحدثات التكنولوجية ) ، ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر العلمي الرابع للجمعية المصرية للتربية العلمية ، بالما أبو سلطان ، الإسماعيلية ، 31/7 إلى 3/8/2000م .
(13) حسام مازن ، ( الحاجة إلى برامج عصرية في التربية البيئية لطلاب التعليم العام وللمعلم في الوطن العربي ) ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر الأول للبيئة والموارد الطبيعية بجامعة تعز بالجمهورية اليمنية ، تعز ، جامعة تعز ، 15-22 من أبريل 2000م .
(14) www. nis . gov .
(15) www. lcps - lebanon . org .
(16) علي مهران هشام ، ( عالم البيئة – الأنشطة البشرية والتوازن المفقود ) ، مجلة العلم ، العدد 318 ، مارس 2003م ،صادرة عن جريدة الجمهورية القاهرية.
(17)محمد علي الوسلاتي،"معالجة وتقويم ودراسة الخصائص الفيزيوكيميائيةلمواد
عضوية عن طريق الأحواض الماكروفيتيةوالتسميد العضوي والتخمر الميثاني"،
رسالة دكتوراة ،جامعة تونس،1997م.
(18)ـــــــ، " تحويل فواصل عملية الزيتون وإفرازات الدواجن إلى سماد
عضوي" ،بحث منشور في مجلة أبحاث اليرموك،سلسلة العلوم الأساسية
والهندسية ،المجلد العاشر ،العدد 2أ،2001م.
(19)ـــــــ، " تحويل أوحال محطات التطهير والأكاسيا إلى سماد عضوي
،بحث منشور في مجلة البحوث الغابية الفرنسية،العدد(5)،1999م.
(20)محمد صبري محسوب سليم،البيئة الطبيعية-خصائصها وتفاعل الإنسان معها،
القاهرة: دار الفكر العربي،1998.
==================================================
انتهــــى """"""""
وشكـــرا""""""""""
الباحــــث """"""""""""""
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق