الحاجـة إلى برامج في الثقافة العلمية الإلكترونية
لنشر الوعـي العلـمي نحو التكـنولوجـيا
للطفـــل العـــــربــي
"رؤيـــة مستقبليـــة"
ورقة عمـل مقدمـــة من
دكتور/ حســـام محمـــد مـــازن
أستاذ المناهج وتعليم العلوم بكلية التربية بسوهاج
جامعــة جنــوب الـــوادي
إلـــــــــــــــــى
المؤتمر العلمي الثامن للجمعية المصرية للتربية العلمية
"الأبعاد الغائبة في مناهج العلوم بالوطن العربي "
25-28من يوليه 2004م
بســم اللــه الرحمـن الرحيـــم
" ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله
وهو أعلم بمن اهتدى "
صدق الله العظيم
(الآية30 - سورة النجم)
محاور ورقة العمــل:-
أولاَ:- المقـــدمــة.
ثانياً:-تعريف بمصطلحات الدراسة:
1-الثقافة العلمية 2- الثقافة الإلكترونية
3-الثقافة العلمية والتكنولوجية الإلكترونية
4-ثقافة الطفل 5-الوعي العلمي نحو التكنولوجيا
ثالثاً:- ملامح ثقافة الطفل العربي في الألفية الثالثة.
ربعاً:- حاجة الطفل العربي إلى الثقافة العلمية الإلكترونية.
خامساً:- وسائل تقديم برامج الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي.
سادساً:-تجارب رائدة لبعض الدول في مجال إعداد الطفل للثقافة العلمية الإلكترونية .
سابعاً:-ملامح برنامج مقترح في الثقافة العلمية الإلكترونية لنشر الوعي العلمي نحو التكنولوجيا لدى الطفل العربي: -
أ- أهداف البرنامج المقترح.
ب- آليات تحقيق البرنامج المقترح.
ت- البنية المعلوماتية للبرنامج المقترح(المحتوى) .
ث- البنية المؤسسية (الشركات-المؤسسات-الجمعيات......الخ).
ج- الأنشطة ووسائل وتكنولوجيا التعليم.
ح- تقويم البرنامج المقترح.
ثامناً:-توصيـــات الدراســــــــة.
تاسعـاً:-مـــراجــع الدراســـــة.
ملخــص الدراســـــــــة:
يشكل الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر في عالمنا العربي ما يقرب من 48%من إجمالي عدد السكان العرب، والاهتمام بالطفل العربي لايعني فقط حرصنا على رصد واقعنا ، بل يتجاوز ذلك ليؤكد وعينا بأهمية أن نحلم بمستقبلنا،لاسيما أن أطفالنا يعيشون واقعاً متغيراً حافلاً بالتحديات ،والتي من أهمها:-
1-التزايد المستمر لدور وسائل الإعلام في حياتنا المعاصرة.
2-التطور السريع والمتلاحق في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والطفرة الهائلة في كم المعلومات المتغيرة ،بالإضافة إلى التناقض والتضارب في اتجاهاتها وما تتبناه من قيم إيجابية أو سلبية .
3-العولمة بكل ما تثيره من تحديات وإشكاليات متعددة .
4-التطور الديمقراطي وما يصاحبه من اتساع نطاق حرية الرأي والتعبير،والاهتمام الكبير بحقوق الإنسان ،ومن بينها حقه في الحصول على المعلومة المفيدة.
وانطلاقاً من هذه التحديات وغيرها جاء اهتمام الباحث بإعداد ورقة العمل الراهنة، والتي تستهدف في المقام الأول إلى نشر الثقافة العلمية التكنولوجية من خلال وسائط وتكنولوجيا التعليم الحديثة، وذلك بهدف نشر الوعي العلمي لدى الطفل العربي، هذا الوعي الذي يتضمن في أحد جوانبه مجالاً معرفياًمعلوماتياً، وفي جانب آخر مجالاً انفعالياً يشمل تنمية الميول والاتجاهات العلمية للطفل العربي من خلال برامج علمية في الثقافة العلمية الإلكترونية لتحقيق هذا الهدف العلمي المركب.
وتتناول الدراسة الحالية مجموعة من المحاور المترابطة، فالمحور الأول يتناول مقدمة عن الدراسة، ويتناول المحور الثاني توضيحاً للمصطلحات الواردة في هذه الدراسة، أما المحور الثالث فيوضح بعض ملامح ثقافة الطفل العربي في الألفية الثالثة انطلاقا من بعض التحديات التي تواجه ثقافتنا العربية وتؤثر بشكل أو آخر على ثقافة الطفل العربي مثل:الإنترنت والفضائيات العالمية، أما المحور الرابع فيوضح مدى حاجة الطفل العربي إلى الثقافة العلمية الإلكترونية، ويقدم المحور الخامس أمثلة رائدة من تجارب بعض دول العالم في مجال إعداد الطفل للانخراط في الثقافة العلمية إلكترونياً، ويقدم الباحث في المحور السابع برنامجاً مقترحاً لنشر الوعي العلمي لدى الطفل العربي، ثم تختتم هذه الدراسة بتقديم بعض التوصيات المقترحة في ضوء ما تمت معالجته في محاور الدراسة.
أولاً:-المقـــدمـــة:
الثقافة هي أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع بشري ،ومنذ البدايات الأولى للجنس البشري والثقافة أهم ما يميز المجتمع الإنساني عن التجمعات الحيوانية ، فعادات الجماعة وأفكارها واتجاهاتها تستمد من التاريخ وتنتقل كتراث اجتماعي إلى الأجيال المتعاقبة، واللغة هي العامل الرئيس لنقل الثقافة ،وإن كانت بعض أنماط السلوك والاتجاهات تكتسب بوسائل أخرى غير اللغة .
وقد اتسع مفهوم الثقافة مع تطور العلم والتكنولوجيا، ومع تطور الحركة الثقافية في العالم أجمع، فأصبحت هناك الثقافة بمعناها المادي والثقافة بمعناها اللامادي(المعنوي)، وهناك حاليا ما أصبح يسمى بالثقافة الإلكترونية التي تولدت ونشأت ونمت وتطورت وتعقدت في نهايات القرن الفائت(العشرون) وتعقدت مع بدايات القرن الحادي والعشرين و مع شيوع انتشار أجهزة الحاسب الآلي ومع التطور الهائل في وسائل الاتصال والمواصلات ومع تطور شبكة الحواسيب العالمية(الإنترنت)، ومن ثم فيمكن تعريفها بأنها المحتوى الفكري والفني والتقني للحضارة المتمثل في مجموعة من المعارف والمعتقدات والأخلاقيات والقوانين والدساتير والأساطير والعلوم والفنون والتي يمكن الوصول إليها عبر التعليم الإلكتروني والتعليم الشبكي أو من خلال شبكات الحواسيب العالمية(الإنترنت) (سيأتي تحديد هذا المفهوم تفصيلياً في مصطلحات الدراسة).
ولما كانت الطفولة هي حجر الأساس في بناء المجتمعات الحديثة، لأن الطفل هو الثروة الحقيقية لمستقبل أية أمة، فإن الاعتناء بتثقيفه إلكترونياً لا يُعد نوعاً من الترف أو التدليل له بقدر ماهو حرص على أن يتمتع الطفل بكل أسباب السعادة والتثقيف والتفكير السليم لأن الطفل هو بحق نصف الحاضر وكل المستقبل، فلماذا لا نحرص على غرس الثقافة الإلكترونية لديه. ونظراً لأن مرحلة الطفولة تُعد من أهم مراحل تكوين ونمو الشخصية، بل إن هذه المرحلة الحاسمة في تكوين شخصية الإنسان وبخاصة-كما يذهب البعض-السنوات الخمس الأولى، لذلك كانت هذه الدراسة المقترحة من الباحث لتحديد مدى حاجة مجتمعنا العربي إلى برمج في الثقافة العلمية الإلكترونية لدى الطفل العربي من أجل نشر الوعي العلمي لديه، إيماناً من الباحث بأن إعداد مجتمع مثقف ثقافة علمية عامة وثقافة علمية إلكترونية بشكل محدد إنما يجب أن يبدأ بالطفل، فمما لاشك فيه أن التقدم الذي نشهده حالياً في شتى مجالات الحياة قد ضيق المسافة بين الطفل والعلم والتكنولوجيا بصورة تستوجب إعادة النظر في برامج تعليم وتعلم الطفل العربي الحالية واستبدالها بأخرى تعوض تخلفنا العربي في مجال تنمية الطفولة العربية، ويتوقف نجاحنا في استخدم التكنولوجيا على حُسن استخدامنا لها في الإطار الشامل لمنظومة التنمية المجتمعية.
ولعل من أبرزإفرازات العصر الحديث في مجال العلم والتكولوجيا هي شبكة الإنترنت واستخدامها في الحصول على أحدث المعلومات وأعمقها وأدقها وأحدثها، الأمر الذي أوجد ما يمكن تسميته بالثورة المعلوماتية الإلكترونية التي استشعرناها في كافة مجالات الحياة، ودفعتنا دفعاً كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، إلى المشاركة في الاستفادة من الثروة العلمية والمعلوماتية والمعرفية لهذه الثورة، فما نصيب الطفل العربي منها، وكيف يمكن توظيفها من أجل تنمية الوعي العلمي لديه ؟ ...هذا ما تحاوله الدراسة الراهنة والتي تأني في إطار العنوان العام للمؤتمر العلمي الثامن للجمعية المصرية للتربية العلمية[الأبعاد الغائبة في مناهج العلوم بالوطن العربي]، كما تأتي كمحور من محاور هذا المؤتمر[التربية العلمية:التقدم العلمي والمستحدثات].
الخير أردت وعلى الله قصـد السبيــل ،،،،،،،
البــاحـــث
ثانيـا: تعريف بمصطلحـات الدراســة:-
(1) الثقـافـة العلميــةScientific Culture:
يعرف محمد صابر سليم، الثقافة العلمية بأنها ذلك القدر من المعارف، والمهارات، والاتجاهات نحو المشكلات والقضايا العلمية، ومهارات التفكير العلمي اللازمة لإعداد الفرد للحياة اليومية التي تواجهه في بيئته ومجتمعه(1-125)*.
ويعرف Pedretti(2-1211) الثقافة العلمية بأنها ذلك القدر من الحقائق والمفاهيم والمهارات والتفكير العلمي المرتبط تماما بإعداد المواطن المسئول والناقد والقادر على أخذ الفعل المناسب، وأن موضوعات الثقافة العلمية تهدف إلى جعل التكنولوجيا مألوفة ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع إلى إكساب التلاميذ معرفة في مجالات التكنولوجيا الثلاثة(المادة-الطاقة-المعلومات) وتأكيد العلاقة القوية بين التكنولوجياTechnologyوالعلم ScienceوالمجتمعSociety .
ويرى محمد صابر سليم(3-5) أن للثقافة العلمية أبعاداً محلية وأخرى عالمية، فعند التفكير في بناء مناهج تحقق القدر المرغوب فيه من الثقافة العلمية لابد من الاهتمام بعاملين أساسين هما:-
1-تتأثر الثقافة العلمية للفرد في أي مجتمع بالتطورات العلمية التي تحدث دائماً وتتزايد لدرجة الانفجار المعرفي.
2-لابد أن تتأثر الثقافة العلمية كذلك بالعوامل المحلية من حيث طبيعة الحياة والقيم والعادات والتقاليد والمشكلات التي تعترض المواطن في حياته اليومية .
ويرى إبراهيم بسيوني عميرة وفتحي الديب(4-64)أن الثقافة العلمية أصبحت من أساسيات التربية، وهي ضرورة لإعداد المواطن للمشاركة في نهضة المجتمع، فلا يمكن أن تكون هناك مواطنة ناجحة مثمرة في المجتمع دون دراسة وفهم العلم وفهم التطورات العلمية والتكنولوجية في المجتمع .
وقد عًرف البعض الثقافة بشكل عام بأنها الغذاء الوجداني والإمتاع الفكري المحبب الذي يسعى إليه الإنسان سعياً، ولا يتلقاه قهراً أو قسراً، وبالتالي فهي تختلف عن التعليم، فكل كائن حي من الممكن أن يتعلم، ولكن ليس كل حي من الممكن أن يكون مثقفاً، إلا إذا أراد ذلك من تلقاء نفسه
وتشير الموسوعة العربية الميسرة(5) إلى أن الثقافة هي أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع بشري، ومنذ البدايات الأولى للجنس البشري والثقافة أهم ما يميز المجتمع الإنساني عن التجمعات الحيوانية، واللغة هي العامل الأساسي لنقل الثقافة، وإن كانت بعض أنماط السلوك والاتجاهات يمكن
* يشير الرقم الأول داخل القوسين إلى رقم المرجع في قائمة مراجع الدراسة ‘ويشير الرقم(أو الأرقام) الآخر إلى رقم(أرقام) الصفحة في هذا المرجع.
أن تكتسب بوسائل أخرى خلاف اللغة، ويشير اصطلاح الثقافة المادية(الجانب المادي للثقافة) إلى
الجانب الذي تمثله أشياء:كالآلات والملابس والأجهزة والمواد المختلفة، على عكس الثقافة الدينية أو
الروحية، وعموما فإن درجة تعقد التنظيم الثقافي تساعد على التميز بين تحضر المجتمعات.
وتعرف موسوعة المورد الإلكترونية(5)الثقافة بأنها المحتوى الفكري والفني للحضارة، حيث يقصد بالثقافة عادة مجموعة معقدة من المعارف والمعتقدات والأخلاق والقانون والتقاليد والفنون، تؤلف كلاً متميزا يطبع حياة جماعة عرقية أو دينية أو اجتماعية، ومن معاني الثقافة أيضاً الإلمام بمباديء العلوم الدقيقة والعلوم الإنسانية، والمعرفة العامة بالفنون الجميلة وتذوقها، مع رهافة في الحس وانفتاح في التفكير، والثقافة في نهاية المطاف نظرة إلى الحياة والإنسان، وموقف نظري أو عملي من الحياة والإنسان.
أما التعريف اللغوي لمصطلح الثقافة من خلال المعجم الوسيط فيأتي على النحو التالي(6-24):
ثقف: صار حاذقاً فطناً، فهو ثقف’.
وثقف الشيء: أقام المعوج منه وسواه، وثقف الإنسان: أدبه وهذبه وعلمه .
والثقافة: العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها.
ولكن ما يزال التعريف الكلاسيكي الشائع الذي قدمه "رالف تايلر"عام 1871صالحاً للاستخدام والقائل بأن الثقافة هي ذلك المركب الذي يشمل المعرفة والفنون والأخلاق والقوانين والأدوات والأجهزة والأشياء والعادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع.
التعريف الإجرائي للثقافة العلميــة:
يعرف الباحث الثقافة العلمية في هذه الدراسة وفي ضوء التطورات العلمية والتكنولوجية الراهنة بأنها:
1-تعميم المعرفة العلمية (محتوى ومنهج)لدى المواطن(الجمهور)والتي تشمل:المعرفة العلمية الأساسية والحاسوبيةوالصحيةوالبيئية....الخ من أجل مواكبة العصر والمساهمة في منظومة الحضارة العالمية(التثقيف العلمي للمواطن ليكون ليس مستهلكاً للثقافة العلمية فحسب،بل ومنتجاً لها).
2-هي الحصول على صورة صحيحة قدر الإمكان للعالم الذي نعيش فيه بعيداً عن الخرافات والخزعبلات والتفكير اللاعلمي واللاعقلي.
3- هي الاستفادة من منجزات العلم وتطبيقاته ومنهجه في حياتنا اليومية لكي نعد مواطن أفضل –مستهلك أفضل- مستثمر أفضل –لديه اتجاهات علمية أفضل.
وأن تحقيق هذه الثقافة العلمية لدى المواطن يقتضي بث الروح العلمية في المجتمع وتوعيته بمخاطر التخلف العلمي على الأمة وكذا مخاطر الاستخدام السيئ للتكنولوجيا على المواطنين.
ويرى الباحث أنه لتحقيق أهداف الثقافة العلمية لدى المواطن فلابد أن يكون النشاط العلمي مشوقا،ً وميسراً، ومبسطاً، ومسلياً،ولا بد من حملة مستمرة لتصحيح الأفكار الخاطئة نحو العلم والتكنولوجيا ونحو العلماء ،ولا بد من تصحيح السلوكيات التي تتعارض مع العلم ،كالسحر، والشعوذة، والتنجيم وقراءة الكف والفنجان.......الخ.
(2) الثقافــة الإلكترونيــة:-Electronic Culture:
يعرف الباحث الثقافة الإلكترونية في هذه الدراسة بأنها ذلك الجزء من ثقافة المجتمع والذي يستخدم ثقافة الحاسوب والإنترنت لنقل ونشر وتعميم ثقافة المجتمع لدى المواطن كي تكون هذه الثقافة متوائمة مع روح العصر ومع الآمال العريضة لمستقبل المجتمع، والثقافة الإلكترونية هي الشكل الذي يحمل مضمون الثقافة العلمية،فموضوعات الهندسة الوراثية،واستنساخ البروتينات،ومغامرات الإنسان المثيرة لاقتحام الخلية والتلاعب بشفرتها الوراثية الدقيقة في محاولة للتحكم بصفات الكائنات الجديدة،اصطفاء أحسن ما فيها ،والحديث عن عصر الحاسوب والإنسان الآلي،والذكاء الاصطناعي،وبنوك المعلومات،والحكومات الإلكترونية......الخ.
وكلها موضوعات ومجالات للثقافة الإلكترونية، وهذا النوع من الثقافة والذي يسمى بالثقافة الإلكترونية، قد جلبها دخول الحاسب لآلي،وشبكات المعلومات(الإنترنت والإنترانت) في منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا وغيرها.
وممالا شك فيه أن اختراع الوسائل الإعلامية المختلفة ومنها الفيديو والكمبيوتر تُعد من أرقى ما وصل إليه العقل البشري في عصرنا الحالي،وهي تستعمل للخير وتستعمل للشر ولا يختلف اثنان على أن هذه الاختراعات لو استخدمت في الخير ومنه نشر العلم والثقافة العلمية وتثبيت العقيدة الإسلامية والقيم الأخلاقية النابعة من عقيدتنا الإسلامية، وربط الجيل الحاضر بجيل الماضي من علماء الإسلام ، لكان لها الدور الإيجابي للاستفادة منها والاستمتاع بما تقدمه ، أما إذا استخدمت لترسيخ الفساد والانحراف ونشر الرذيلة والانحلال الأخلاقي لكان لها الدور السلبي.
(3) الثقافة العلمية والتكنولوجية الإلكترونيةScientific and TechnologyElectronic:
يعرف الباحث إجرائياً الثقافة العلمية والتكنولوجية الإلكترونية بأنها الاستفادة من منجزات العلم والتكنولوجيا الحديثة في مجال الاتصالات وفي مجال الثورة المعلوماتية الحديثة في نشر المعرفة العلمية الأساسية والحاسوبية والصحية والبيئية ونشر الوعي العلمي من خلال الحاسوب والإنترنت لمواكبة العصر الحديث والمساهمة في منجزات العلم والتكنولوجيا التي ظهرت بشكل واضح مع بداية الألفية الثالثة.
إن ثقافة المواطن العلمية والتكنولوجية المكتسبة عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته، وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية، ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازما لحركة التقدم والتنمية ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية، فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التكنولوجي مرهون بإرادة جماعية واعية، تدفع بها إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح الإنتاج العلمي نمطاً بارزاً ضمن أنماط الحياة اليومية، ويكون التفكير العلمي معلماً ثابتاً في الممارسات والتعاملات.
وباختصار يمكن القول بأن الثقافة الإلكترونية العلمية والتكنولوجية هي الثقافة الوافدة علينا من خلال ما يعرف بالموجة الثالثة التي يعيشها الإنسان حالياً، وهو عصر المعلوماتية الذي رافقته ثورتان تكنولوجيتان هما: ثورة الاتصالات، وثورة تكنولوجيا المعلومات من خلال الأجهزة الإلكترونية المختلفة، سواء أكانت هذه الأجهزة حواسيب آلية أو أجهزة فيديو أو أجهزة تلفاز أو أجهزة مذياع تستقبل الإرسال المحلي أو تستقبل من الأقمار الصناعية التي تبث عروض القنوات الفضائية المختلفة المنتشرة في شتى بقاع الكرة الأرضية.
هذا وتركز ورقة العمل الراهنة على الثقافة الإلكترونية التي نستخدم لها الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت الدولية، ففي عصر تكنولوجيا المعلوماتية الذي نعيش في زخمه الآن يتحتم أن يوجه الطفل العربي لاكتساب الثقافة العلمية الإلكترونية الجادة والمنتجة عن طريق العناية بتثقيفه علمياً، وشحن تصوراته وأفكاره بقصص تتحدث عن منجزات العلم الباهرة ومستقبله المضيء(7-27).
ملحوظة:- استخدم المفكر العالمي"ألفين توفلرAlfen Tofler" في كتابه"الموجة الثالثة"The Third Wave" مصطلح الموجة الثالثة، وفيه قسم تاريخ الحضارة البشرية إلى ثلاث موجات رئيسة، الأولى:بدأت عندما ارتبط الإنسان بالأرض، وأصبح يعتمد على الزراعة، واستغرقت هذه الموجة آلاف السنوات، الموجة الثانية:بدأت مع الثورة الصناعية عندما انتقل الإنسان إلى مرحلة التصنيع، وقد استمرت هذه الموجة عدة مئات من السنوات، الموجة الثالثة: وهي التي يخوضها الإنسان حالياً وقد بدأت منذ عدة عقود وهي مرحلة ما بعد التصنيع، وتسمى حالياً بعصر المعلوماتية، أو عصر تكنولوجيا المعلوماتية.
(4) ثقافـة الطفــلChild Culture:
تعرف ثقافة الطفل إجرائياً بأنها ذلك الجزء من الثقافة الكلية للمجتمع وتظهر فيه الملامح الكبيرة لثقافة المجتمع والتي تقدم للأطفال كي ينشئوا في بيئة ثقافية وصحية وعلمية وتكنولوجية مناسبة، ولما كانت مجتمعاتنا العربية قد بدأت تظهر اهتماماَ واسعاً بمسألة الحاسب الآلي والإنترنت، وتشجع على استخدامه في جميع مجالات الحياة، فقد كان من الطبيعي أن تظهر الثقافة الحاسوبية(الإلكترونية) لدى الأجيال الجديدة، وثقافة هذا الجيل إذن بدأت تتشكل من خلال استخدامه لجهاز الحاسوب لكي تكون متوائمة مع روح العصر ومع الآمال الموضوعة للمستقبل، ومن هنا تتحقق مقولة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه وأرضاه-لكل زمان ومكان،لا تعلموا أولادكم عاداتكم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم(6-105).
وباختصار يمكن القول بأن ثقافة الطفل في هذا العصر يقصد بها تربيته وتنشئته ثقافياً اعتماداً على ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة من معلوماتية وما أنتجته من أجهزة متطورة (الحواسيب)، أصبح نصيبها في تربية الطفل هو النصيب الأوفر وأن التنشئة الثقافية لها الدور الأكبر في تنميته عقلياً من خلال تأثر النشاط العقلي بما يستمده الطفل من البيئة الثقافية الثرية التي يعيش فيها ، وفي نموهم عاطفياً أو انفعالياً من خلال تنمية استجاباتهم للمؤثرات المختلفة ، وإكسابهم الميول والاتجاهات والوعي العلمي وطرق التعبير عن انفعالاتهم وفي نموهم اجتماعياً من خلال بناء يسبق علاقاته بالآخرين ، وفي نموهم حركياً من خلال تنظيم حركاتهم ونشاطاتهم ومهاراتهم وينطوي ذلك كله على بناء شخصياتهم وتحديد أنماط سلوكياتهم
(6) الوعي العلمي نحو التكنولوجيـا:
يحدد الباحث إجرائياً الوعي العلمي نحو التكنولوجيا بمايلي:-
1-اكتساب المعرفة العلمية(حقائق-مفاهيم-تعميمات-قوانين- نظريات)نحو التكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها الإنسان في شتى مجالات الحياة.
2-اكتساب القيم والاتجاهات العلمية والميول والاهتمامات العلمية نحو التوظيف الأمثل لهذه التكنولوجيا في المجتمع والوقاية من الآثار المحتملة الناجمة عن تطبيق هذه التكنولوجيا.
وتتم تنمية هذه الجوانب عبر البرامج الخاصة بالثقافة العلمية التي تقدم عبر وسائط إلكترونية والتي من أبرزها الحاسوب وشبكة الإنترنت الدولية، وتتم تنمية هذا الوعي بجوانبه المختلفة لدى الطفل العربي بعد أن بدأت مجتمعاتنا العربية تظهر اهتماما كبيرا بمسألة الحاسب الآلي وتشجع على استخدامه في شتى مجالات الحياة، فظهر ما يعرف بالثقافة الحاسوبية أو الثقافة الإلكترونية لدى الأجيال الجديدة والتي أصبحت بعض سلوكياتهم تتشكل إلى حد كبير من خلال جهاز الحاسوب، الأمر الذي تبدو معه الحاجة الماسة لأهمية تنمية الوعي العلمي نحو الطفل المستخدم لهذه التكنولوجيا.
هذا وتأتي أهمية هذه التوعية العلمية في عصر أصبحت تتزاحم فيه الأفكار وتتصارع الشعوب في ظل فضائيات مفتوحة تبث من خلالها برامج الفضائيات والإبحار في شبكة الإنترنت، وقد أصبحت الموجه الأول لأطفالنا لما تقدمه من مسلسلات أجنبية وبرامج مستوردة ومضامين متباينة إلى جانب الدور الإيجابي لهذه الفضائيات والتكنولوجيا الحديثة في تطوير معارفهم وتوسيع مداركهم وتنمية روح الخيال العلمي والابتكار لدى الصغار مما يستوجب أهمية تنمية الوعي العلمي لديهم نحو هذه التكنولوجيا الحديثة.
ثالثــاً:ملامح ثقافـة الطفــل العـربي فـي الألفيـة الثالثـــة:
1-مفهوم الطفــولـة:
إن الطفل هو حجر الأساس في بناء المجتمعات الحديثة، والطفل هو الثروة الحقيقية لأية أمة، وثقافة الطفل هي اللبنة الأولى لثقافة الإنسان والمجتمع، ويحرص كل مجتمع متقدم على أن يتمتع الطفل بكل أسباب السعادة والرفاهية والتثقيف والتفكير السليم.
وتٌعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية، بل إن هذه المرحلة هي المرحلة الحاسمة في تكوين شخصية الإنسان، وبخاصة في السنوات الخمس الأولى كما يذهب البعض.
وقد اختلف العلماء وخبراء التربية على مرحلة الطفولة في عمر الإنسان، فقسم البعض حياة الإنسان إلى مرحلتين، الأولى:مرحلة الطفولة، وتبدأ من مولد الإنسان وحتى يبلغ الثامنة عشرة أو العشرين، والثانية: مرحلة الرجولة أو الأنوثة، وتبدأ بعد ذلك، وتستمر حتى نهاية العمر، وبهذا التقسيم تدخل مرحلة المراهقة والشباب في طور مرحلة الطفولة. وفي حين قسم فريق آخر مرحلة الطفولة وحدها-إلى ثلاث فترات هي: الطفولة المبكرة(من المولد وحتى السادسة)، والطفولة المتوسطة(من السادسة إلى الثانية عشرة)، والطفولة المتأخرة(من الثانية عشرة وحتى العشرين )، وتدخل ضمنها فترات البلوغ والمراهقة، ومطلع الشباب، وبداية الحيض بالنسبة للفتاة).
لكن التقسيم الشائع حالياً لدى علماء نفس الطفل هو:مرحلة الطفولة المبكرة(3-6 سنوات)، ومرحلة الطفولة المتوسطة(6-9 سنوات )، ومرحلة الطفولة المتأخرة(9-12)، وأخيراً مرحلة المثالية أو الرومانسية وتبدأ من سن(12-إلى نهاية مرحلة الطفولة أو إلى 18سنة) (5).
2-ثقــافة الطفــل:-
إن ثقافة الطفل هي جزء من الثقافة الكلية للمجتمع، بل إن الثقافة الخاصة بالطفل تظهر فيها الملامح الكبيرة لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الطفل، فالمجتمع الذي يؤكد على قيمة الصلاة وسائر العبادات الإسلامية والذي يولي أهمية كبيرة لقيمة معينة كالأمانة والصدق في القول والعمل وغيرها، تظهر كلها في ثقافة الطفل، وبمعنى آخر يمكن القول بأن ثقافة الطفل إن هي إلا انعكاس طبيعي لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الطفل.
ولما كانت مجتمعاتنا العربية قد بدأت في الآونة الأخيرة تظهر اهتماماً بمسألة الحاسب الآلي، بل تشجع-ولو نظرياً-على استخدامه في شتى مجالات الحياة، فقد كان من الطبيعي أن تظهر الثقافة الحاسوبية أو الثقافة الإلكترونية لدى الأجيال الجديدة، وبدأت ثقافة الجيل الحالي تتشكل من خلال استخدامه لجهاز الكمبيوتر، ويذهب البعض إلى أن تربية الطفل اليوم وثقافته لم تعد تتكون عن طريق الأسرة فحسب أو المؤسسات التعليمية فقط، ولكن لعبت التكنولوجيا الحديثة، وما أفرزته من أجهزة إلكترونية باهرة، أصبح لها نصيب الأسد في تكوين وتدعيم وتنمية ثقافة الطفل وهو ما يمكن التعبير عنه بالثقافة الإلكترونية.
وباختصار يمكن القول بأن التنشئة الثقافية الإلكترونية يمكن أن تلعب دوراً في نمو الطفل العربي عقلياً من خلال تأثر النشاط العقلي بما يستمده الطفل من البيئة الثقافية، وفي نموهم عاطفياً من خلال تنمية استجاباتهم للمؤثرات المختلفة، وإكسابهم الميول العلمية والوعي العلمي وفي نموهم اجتماعياً ومعرفياً من خلال بناء يسبق علاقاته بالآخرين، وفي نموهم حركياً من خلال تنظيم حركاتهم ونشاطاتهم ومهاراتهم، وينطوي ذلك كله على بناء شخصياتهم وتحديد أنماط سلوكياتهم.
3-التكنولوجيا الحديثة والطفل العربي:-
التكنولوجيا-في أبسط مفهوم لها- هي التطبيق العملي للعلم النظري، فالرافعة-مثلا-هي التطبيق العملي لفكرة رفع الأجسام الثقيلة التي تقاوم الجاذبية الأرضية، والسفينة هي التطبيق العملي لقانون الطفو، وهكذا، وعلى ذلك تدخل الرافعة والسفينة عالم التكنووجيا
ولقد أصبح الطفل في مختلف دول العالم-ومنها العالم العربي-معرضاً لكل ما تقدمه له التكولوجيا المعاصرة من لعب وأجهزة وأدوات شديدة التعقيد، فالتكنولوجيا لا تحقق أهدافها إلا إذا انصهرت في الكيان المجتمعي، وأصبحت متاحة لجميع الأعمار على اختلاف قدراتهم، مثل جهاز التليفزيون.
ويرى نبيل علىأن تكنولوجيا المعلومات تمثل إحدى الوسائل المنشودة لتعويض تخلفنا في مجال تربية الطفل، ويتوقف نجاحنا في استخدام التكنولوجيا على حسن استغلالنا لها في الإطار الشامل لمنظومة التنمية المجتمعية، غير أن التقدم الذي نشهده حالياً في جميع المجالات، قد ضيق المسافة بين الطفل والتكولوجيا بصورة تستوجب تربيته تربية جديدة مغايرة تماماً للتربية التقليدية القائمة حالياً(9-197).
وليس هناك من شك في أن الكمبيوتر بمكوناته المادية المتواصلة التطوير والتحديث في عالم التجارة والأعمال، وتنظيم خدمة الاتصال المباشر، ووصلات الإنترنت، والبريد الإلكتروني، والعناوين متعددة الوسائط، والألعاب، وهو الأساس والركيزة للثورة المقبلة على حد تعبير "بيل جيتس Bell Jeets"مؤسس ورئيس شركة مايكروسوفت العالمية(9-218).
ولعل من أهم المظاهر التي جلبها هذا التطور الهائل في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات والكمبيوتر الشخصي، ظهور ما يسمى بالثقافة الإلكترونية التي جذبت انتباه أطفالنا قبل كبارنا، وأصبحت الشغل الشاغل لمعظمهم بل و تستحوذ على جزء كبير من أوقاتهم، بل وربما من أوقات استذكارهم لدروسهم المدرسية، وأصبحت كلمة كمبيوتر كما يحلو للأطفال أن ينطقونها، وليس اللفظ المترجم "حاسوب آلي أو حاسب آلي" مفتاح السعادة والمتعة للكثيرين منهم، وباتت ألعاب الأتاري وألعاب الفيديو والبلاي ستيشن، والإبحار داخل شبكة الإنترنت لاكتشاف مواقع جديدة وألعاب جديدة وبلاد جديدة بديلاً لألعاب جماعية كثيرة عرفتها أجيالنا والأجيال السابقة لنا.
هذا وتعتبر الثقافة التي جلبها دخول استخدام أجهزة الحاسب الآلي وشبكات المعلومات (الإنترنت) في منازلنا ومدارسنا وكافة مجالات حياتنا، تعتبر بمثابة ثقافة إلكترونية.
فما مدى حاجة أطفالنا في العالم العربي إلى الثقافة الإلكترونية الجديدة؟ وكيف ستدخل عليهم ثقافتهم الجديدة؟ لقد بات من المؤكد أن عليهم أن يدخلوا هذا العالم الجديد إذا كنا نرغب بالفعل في أن نواكب الحياة من حولنا
وفي العصر الراهن يتحتم علينا أن نوجه الطفل العربي للتعلم الجاد المنتج عن طريق العناية بتثقيفه علمياً وتكنولوجياً، وشحن تصوراته، وأفكاره بقصص تتحدث عن منجزات العلم الحديث الباهرة والمستقبل المضيء لهذه المنجزات نحو حل مشكلات البشرية في المجالات الطبية والثقافية والصناعية والزراعية وغيرها (10-100).
4-الثقافة العلمية الإلكترونية والطفل العربــي:-
الثقافة العلمية الإلكترونية هي ربط العلوم النظرية التي يقوم الطفل بدراستها أو معرفتها عن طريق القنوات والوسائط المختلفة بالتطبيق وعن طريق ذلك يتم تثقيف الطفل علمياً و تكنولوجيا بشكل صحيح. أما القنوات التي من الممكن أن تصل ن خلالها الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل فعن طريق برامج الحاسوب والإنترنت.
وإذا كنا نريد لأطفالنا وهم يقفون على بداية القرن الحادي والعشرين أن يقرأوا ويعرفوا عن مشكلات الكون، وعن طبقة الأوزون المتآكلة التي ربما ستسبب انعدام الحياة على الأرض, والتكاثر السكاني، وكيفية التعامل مع المشكلات الاجتماعية، والصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر، والعالم بعد نفاد النفط، ومشكلات التصحر، والغذاء، والأمراض الحديثة، والتلوث، والحاسوب والإنسان الآلي، والذكاء الاصطناعي، وبنوك وشبكات المعلومات، والاستنساخ البشري،.....الخ، فإن ذلك يجب أن يتم بطريق عملية، يتبع فيها طرائق التفكير العلمي المختلفة، وأطفالنا لديهم الاستعداد الكبير لذلك، ولديهم شغف كبير بقراءة الكتب العلمية، وخاصة خارج نطاق المقررات المدرسية.
5- القصص العلمية وقصص الخيال العلمي الإلكترونية:-
أ-القصص العلمية الإلكترونية هي قصص وصفية تتتبع أبحاث العلماء وجهودهم وقصص الاختراعات والمخترعين والاكتشافات والمكتشفين، وقصص اختراعاتهم واكتشافاتهم وما لاقته هذه المخترعات من قبول أو رفض وماكان لها من تأثير في حياة الناس وتكون هذه القصص على شكل برمجيات إلكترونية محاسبة (تُعد وتُقدم بالحاسوب) ويمكن الحصول عليها من خلال شبكة الإنترنت.
ب- أما قصص الخيال العلمي الإلكترونية فهي تقوم على خيال-ليس بالخيال المحض-ولكنه خيال مدعم بنظريات علمية قد تكون سائدة في عصر الكاتب أو المؤلف، أوقد تكون هذه النظريات العلمية غير منتشرة في عصره، ولكنها معروفة لدى مؤلف هذه القصص، وليس من الضروري أن يكون مؤلف قصص الخيال العلمي من العلماء، ولكنه مؤلف يتميز بالخيال المقنن الذي يستطيع أن يجعله يُجسد عالماً خيالياً، ولكن يمكن أن يعايشه القاريء (8-188)، ولعل من أهم وظائف أدب الخيال العلمي تهيئة العقل الإنساني لتقبل العلوم المستقبلية، وفي هذا المجال نتذكر مقولة العاِلم" إنشتاين" التي دائماً ما يستشهد بها الكتَاب والباحثون في أدب الخيال العلمي"لقد تعلمت من الأديب الروسي "دوستوفسكي" في مجال الرياضيات أكثر مما تعلمته من نيوتن"، ويقدم أدب الخيال العلمي الإلكتروني للطفل بمثل ما تقدم بالنسبة للقصص العلمية الإلكترونية، وعملية الربط بين الخيال العلمي والثورة التكنولوجية في منتصف القرن العشرين أمر لا يختلف فيه اثنان، والطفرة التي لم يسبق لها مثيل في العلم والتكنولوجيا لم تعجز أن تنعكس في الأدب.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أشكال ثقافية وتربوية جديدة تساير التطور التكنولوجي الكبير في مجال الكمبيوتر والإنترنت ومن هذه الأشكال: الألعاب الإلكترونية، كتب الأطفال ومكتباتهم الإلكترونية، التعليم بواسطة أل:C.Dوالإنترنت ، ومقاهي الإنترنت ن والمسابقات الثقافية عن طريق الإنترنت وغير ذلك .
وفيما يتعلق بالألعاب الإلكترونية -وهي أكثر الإشكال الإلكترونية جذباَ للأطفال-فقد ظهر في الأسواق العربية العديد من المجلات الخاصة بألعاب الكمبيوتر، مثل ألعاب الكمبيوتر، وملاعب الكمبيوتر، وغيرها.وكل هذه المجلات عبارة عن ترجمة حرفية لما ينشر في المجلات الأجنبية (5 -232) .
رابعــاَ: حاجــة الطفــل العربـي إلى الثقافة العلمية الإلكترونيـة:
(1) إن إعداد الطفل العربي المستخدم لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت من شانه أن يجعله مستقبلاً رائداً ومشاركاً وفاعلاَ ومؤثراً ومنتجاً ومنافسا ومفكرا ومتفاعلاً، يوظف نتاج الفكر لخير المجتمع ولتنميته وتطويره ولتحقيق رخاؤه.
هذا ويوجد الآن 142مليون طفل عربي.....أي ما يوازي نصف المجتمع العربي.
· 280 مليون نسمة عدد سكان العالم العربي.
· 142مليون نسمة تحت سن 20 سنة.
· 113مليون نسمة تحت سن 15 سنة(11-6) .
(2) تحتاج الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي إلى بذل الجهود المضاعفة والمكثفة لكي تحتل مكانها المناسب في إطار الثقافة العامة السائدة، ولن يأتي ذلك إلا في وجود استراتيجية وتخطيط واهتمام من جهات متعددة تشمل التعليم بكل مراحله، ووسائل الإعلام بكافة أنواعها ومستوياتها، والأنشطة العامة التي يتولاها القطاعان العام والخاص بكل صورها.
وبإحصائية بسيطة تم إعدادها عن إصدارات أكبر مؤسستين للنشر في مصر، هما الهيئة المصرية العامة للكتاب، ودار المعارف، لم يزد نصيب كتب الثقافة العلمية للكبار في أي من المؤسستين على مٌر التاريخ في نشاطيهما الطويل على 20% في أفضل الأحوال.
وإذا كان ذلك هو حال ثقافة الكبار، فإن حال ثقافة الأطفال أشد سوءاً، وأدعى للأسف والحزن ، لاسيما إذا عرفنا أن نصيب الطفل الأوربي من الكتب المخصصة له يزيد على ثمانية كتب في السنة ، بينما لا يقدم كُتابنا وناشرونا إلى أطفالنا في العالم العربي إلا جملة واحدة، أو سطراً واحداَ في صفحة على الأكثر ، لكل طفل في السنة.
وإذا كانت مشكلة هذا الشح العلمي بالنسبة للكتب التي تعالج قضايا ومجالات ومحاور الثقافة العلمية للطفل العربي، فإن المشكلة تكون أكثر عمقاً وألماً بالنسبة للثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي قياساً إلى قرينه في الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً.
(3) أوصى الباحثون العرب وهم من 12 دولة عربية، بالإضافة إلى ممثلين لمنظمة الصحة العالمية، بضرورة تنمية الثقافة العلمية للأطفال العرب، وثقافة ذوي الاحتياجات الخاصة والثقافة الترويحية والصحية والبيئية لدى الأطفال، والاهتمام بالتقنية الحديثة في مجالات ثقافة الطفل (الحاسوب والإنترنت)، وجاء في توصيات هذه الندوة ضرورة دخول الهيئات والمؤسسات التربوية العربية مضمار الإنترنت، ووضع معايير وضوابط لمواقع الإنترنت الموجهة للطفل العربي، وضرورة مشاركة التربويين في إعدادها مع عدم إغفال أهمية الإنتاج التقني والفني الملائم لطبيعة الطفل العربي(12-17-20).
(4) يحتاج الطفل في مراحله المبكرة إلى من يقدم له قصصاً خيالية عامة،ويميل إلى مشاهدة أفلام الكرتون وقصص الخيال العلمي، ولذلك يمكن استغلال هذه الحاجات والميول الطبيعية لديه لزرع الثقافة العلمية بداخله وذلك عن طريق مزج العلم بالخيال من أجل تنمية قدرته على الإبداع والإبتكار والتخيل والتصور، ويجب أن تتدرج عملية التثقيف العلمي للطفل ، فتبدأ بما يساير خبراته ومداركه ، ثم تتطور شيئاً فشيئاً نحو مسائل أكثر تعقيداً مع التأكيد على ضرورة مسايرة دوافع الأطفال وميولهم الطبيعية، هذا ويمكن أن نقدم للطفل العربي عبر الحاسوب والإنترنت والبرمجيات المحوسبة المتنوعة موضوعات علمية عصرية (حديثة) ،وفي نفس الوقت عدم إغفال دور العلماء العرب والمسلمين مثل ابن الهيثم ،وجابر بن حيان ،وأبو بكر الرازي وابن النفيس وغيرهم ، لكي يعرفوا عنهم مثلما يعرفون عن علماء الغرب مثل نيوتن وجاليليو واينشتاين ومندل،وغيرهم ، وبالتالي تقوى علاقتهم بتاريخ العلم والعلماء وبتاريخ أجدادهم من العلماء العرب والمسلمين وأدوارهم التي لاتقل بحال من الأحوال -إن لم تكن تزيد- في صنع الحضارة العلمية العالمية التي يجني ثمارها عالم اليوم وبالتالي تزداد ثقتهم في أنفسهم ويؤمنوا بأن العلم لم ولن يكون يوما ما من صنع مجتمع بعينه ولامن اختراع شعب محدد ،فالعلم لا وطن له
(5) وأخيراً وليس آخراً فإن الثقافة العلمية الإلكترونية الموجهة للطفل العربي لها أدبها الذي يطلق عليه أدب الخيال العلمي والذي عرفه عماد زكي بقوله: "هو قصص وأساطير انطلقت من وقائع ومعطيات علمية محددة لتعبر عن طمع الإنسان في تحقيق المزيد من الاكتشافات والإنجازات، وهو بذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور العلمي والتكنولوجي(14-20).
وعلى ذلك فإن الوعي العلمي الذي نحاول غرسه لدى الطفل عبر وسائل وأدوات التكنولوجيا الحديثة والمتعددة والتي من أبرزها الحاسوب والإنترنت، فإنها يمكن أن تجعلهم في المستقبل يعتمدون على العلم أسلوباً في حياتهم، والمنهج العلمي طريقاً لمستقبلهم، وتنمية قدراتهم على الإبداع في شتى مجالات العلم، ولعل من أهم العوامل التي تستطيع غرس العلم في نفوسهم، وتنمية الوعي العلم لديهم، من بين عدة وسائل وأدوات، هو الحاسوب الذي صاروا حالياَ يتفاعلون مع أدائه المبهـر في اكتسابهم للثقافة العلمية الإلكترونية.
خــامسـاَ:-وسائل تقديم برامج الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربــي:-
(1) أفـلام الخـيال العلمــي:-
ساهمت أفلام الخيال العلمي منذ القرن السابع عشر في تبسيط العلوم، مثل أفلام" شارلوك هولمز"، وهي عبارة عن قصص بوليسية تستخدم الأبحاث كجزء من الخدعة والخيال العلمي، وكذلك روايات "جونز فيرن" التي انتشرت على نطاق واسع خلال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر ، وكانت مُعدة بدقة تامة لتقديم العلوم إلى الناس ، وقد بلغت قمة النجاح.
(2) المحــاضــرات:-
تُعد المحاضرات من أقدم الوسائل المستخدمة في تقديم برامج في الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل، وهي من أقدم الوسائل التي استخدمت في تبسيط العلوم وترويجها خلال القرن التاسع عشر، وقد جذبت أعداداً هائلة من المستمعين والمهتمين، ويمكن استخدام هذا الأسلوب مع التبسيط لشرح وتوضيح بعض الموضوعات العلمية التي من شأنها أن تنمي الثقافة العلمية لدى الطفل.
(3) الكاتب العلمي المتخصص في الكتابة للأطفال:-
أفرزت الحروب العالمية وخصوصاَ الحرب العالمية الثانية كُتاباً متخصصين من غير العلماء أسهموا في تبسيط العلوم، وذلك للآثار المدمرة لتلك الحرب الناتجة عن الاكتشافات العلمية الهامة، مثل الرادارات والقنبلة الذرية، وقد أوضح مسح للصحافة في الولايات المتحدة في عام 1951م أن ثلثي المحررين ضاعفوا-على الأقل-المساحات المخصصة للعلوم عما كانت عليه في العقد السابق.
(4) الأنـديـة العلميــة:-
تقوم الأندية العلمية بدور فاعل في تقديم برامج في الثقافة العلمية بصفة خاصة وفي تقديم برامج تبسيط العلوم بصفة خاصة، وإيصالها إلى شريحة واسعة من المجتمع، فمن خلالها تُعقد حلقات النقاش حول بعض القضايا العلمية المستجدة على الساحة، كما يتم من خلالها تقديم بعض المشاريع الإنتاجية، والمشاركة في المعارض والمسابقات العلمية على المستوى الإقليمي، ففي بنجلاديش – على سبيل المثال-يُعقد سنوياً أسبوع قومي للعلوم، يشترك فيه أكثر من 400 نادٍ للعلوم، وهذه النوادي لاتساهم في تبسيط العلوم فقط بل تساهم في اكتشاف المواهب بين الشباب، كما أن النوادي العلمية تجعل الناس على دراية بالتطورات التكنولوجية والعلمية الحديثة.
(5) الثقــافـة المحليــة.:-
نجحت بعض الأقطار في تطوير برامج مبتكرة في الثقافة العلمية الإلكترونية، فمثلاً تنظم مؤسسة "كيرلا" الهندية مسيرات في كل خريف تقطع مئات الكيلومترات عبر الريف يقدم الفنانون في هذه المسيرات مسرحيات درامية في مئات المواقع عن موضوعات متعددة مثل الصحة،والتعليم،والبيئة،،وغيرها ، وفي الصين يجري حالياً نشر عدد من كتب العلوم المبسطة رخيصة الثمن في موضوعات متعددة لعامة القراء،وذلك تحت إشراف المؤسسة القومية للعلوم والتكنولوجيا، وفي بنجلاديش يقوم قسم العلوم والتكنولوجيا الحكومي بإصدار نشرة علمية كل أسبوعين تحت عنوان(العلوم اليوم).
(6) المسابقات والجوائز:-
تعمل الجوائز والمسابقات على تحفيز العلماء والكتاب وتشحذ هممهم لتأليف الكتب والكتيبات التي تعمل على نشر الثقافة العلمية إلكترونياً أو عبر الأساليب التقليدية، كالتلفاز والمذياع والكتب والكتيبات، وغيرها، وقد أدركت منظمة اليونسكو هذا الدور فأنشأت جائزة كلينجا لتبسيط العلوم عام1951م، ومنحت الجائزة لأول مرة عام1952م وهي مقدمة كمنحة من العالم الهندي "باتنيك" الذي أسس الجائزة وسماها باسم الولاية التي عاش فيها وهي كلينجا(أوريسا)، والجائزة عبارة عن شهادة وميدالية فضية باسم" ألبرت اينشتاين" أو" نيلز بوهر"، إضافة إلى مبلغ مادي قيمته ألف جنيه استر ليني ، وتمنح الجائزة في حفل يقام في نيودلهي في الهند.ويشترط في المرشح للجائزة أن يكون له نشاط مميز في الكتابة أو التحرير أو إلقاء المحاضرات أو إعداد البرامج الإذاعية أو التليفزيونية، أو إنتاج لأفلام التي تساعد في تفسير وتبسيط العلم والتكنولوجيا للجمهور عامة وللأطفال خاصة.
(7) وســائل الإعــــلام:-
لوسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز وإنترنت، دور هام في مجال نشر وتنمية الثقافة العلمية للطفل العربي.وقد أصبح للعلوم والبرامج العلمية مكان مهم في الإذاعة والتليفزيون في بلدان عديدة من العالم وخصوصاً في الإعلام الرسمي(الحكومي). أما في الإعلام التجاري فقد ظهرت أنواع مختلفة من برامج العلم المبسط، ولكنها ليست بالصورة المرضية، لأن سياسة برامجه توجهها المصالح ولا يهمها تشكيل موقف وعلاقة المواطنين بالعلم الذي هو أهم عامل في تقدم المجتمع، وقد اشتهرت عدد من البرامج العلمية التليفزيونية واستمرت مدة طويلة من الزمن وارتبط بها معدون ومذيعون متخصصون.
وفي وسائل الإعلام العربية فهناك غياب شبه تام للبرامج العلمية والتقنية، بينما تفتح الباب واسعاً أمام البرامج الترفيهية التي تقل أهمية عنها(على شاكلة برنامج ستار أكاديمي الهابط)، وفي الوقت الذي تغيب فيه البرامج العلمية الهادفة عن التليفزيونات العربية ، نجد في الدول المتقدمة يتم تخصيص قنوات تليفزيونية كاملة للتوعية العلمية وتبسيط العلوم مثل (Open University) و (Horizon) و(Discovery)، إننا هنا لا نلوم القنوات التجارية التي تهدف إلى تحقيق الربح السريع،ولكننا نلوم القنوات الحكومية في تقصيرها في جانب التوعية العلمية لأنها مسئولة عن تثقيف وتنوير الجمهور وتوعيته،الارتقاء بذوقه ومعرفته.
سـادساً: تجـارب رائـدة لبعـض الـدول فـي مجـال إعـداد الطفـل للثقافـة العلمية:-
(1) تجـربة جنوب إفريقــيا:-
أ-أهداف المشروع:-
يهدف المشروع إلى إتاحة الفرصة لأطفال المناطق المحرومة من استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا لتقديم برامج في الثقافة العلمية.
ب-مكونـات المشروع:-
1-إنشاء مكتبات إلكترونية بالمدارس.
2-بناء البنية التكنولوجية الأساسية.
3-تدريب المعلمين.
4-استخدام الوسائل وتكنولوجيا التعليم الحديثة في التدريس.
ج-بداية المشـــروع:-
بدأ المشروع بإنشاء خمسة مراكز لتدريب 650تلميذ في الأسبوع، ثم تم التوسع بإنشاء 50مركز لتدريب 3000تلميذ أسبوعياً.
د-نتـائـج المشـروع:
1-نشر الوعي العلمي بأهمية تكنولوجيا المعلومات والإنترنت .
2-تم إدراج هذه التكنولوجيا ضمن المقررات الأساسية بالمدارس.
3-إيجاد فرص عمل جديدة في مجال تكنولوجيا المعلوماتية، والاتصالات، وتربية جيل قادر على التفاعل الجماعي على المستوى الدولي.
4-عمل مشروعات مشتركة بين أطفال وشباب جنوب إفريقيا ونظرائهم بدول العالم المختلفة.
(2) تجــربـة الهنـــد:-
أ-أهداف المشروع:-
1- توفير استخدام الإنترنت للأطفال المحرومين منه في الهند.
2-نشر الثقافة العلمية الإلكترونية بين أطفال الهند.
ب-مكونات المشـروع:-
منافذ لتوفير استخدام الحاسب الآلي(أكشاك).
ج- النتائج:-
1-إقبال الأطفال من سن 5-16 سنة على استخدام الحاسب الآلي بدون سابق تعليم أو معرفة بهذه التقنية.
2- تمسك الأطفال بهذا المشروع، واستخدام الحاسب الآلي والتصفح بشبكة المعلومات الدولية رغم رفض الآباء استخدام هذه الخدمة والمطالبة بإزالتها.
3-إدراك الأطفال للأهمية التقنيات الحديثة وتمكينهم من استخدامها بدون تدريب معقد، مما يدل على حق الطفل في استخدام هذه الأداة ومدى تعظيم الاستفادة منها من أجل تقدم الدول النامية.
ج-تجــربة ماليزيـا:-
أ-أهداف المشروع:-
1- إنشاء "المدرسة الذكية" التي تعتمد على تفعيل وتنمية قدرات الطفل.....وليست على التحفيظ والتلقين والتسميع.
2-يعتبر هذا المشروع جزءاً من "رؤية ماليزيا 2020"Vision2020 .
ب- مكونات المشروع:
يعتمد هذا المشروع على اقتناء أحدث الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإعداد الأطفال لعصر المعلوماتية ومجتمع المعلوماتية.
ج-بداية المشروع:-
بدأ المشروع عام 1999م بإنشاء 90 مدرسةPilot Project والهدف هو تحويل جميع مدارس ماليزيا في المرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول عام 2020م إلى 10000"مدرسة ذكيــة" .
د-نتائج المشـروع:
1-إعداد أطفال اليوم-شباب الغد-لعصر المعلوماتية باستخدام أحدث نظم الإدارة وأساليب التكنولوجيا في التعليم والتدريس.
2-استمرار عملية التطوير باستخدام الأساليب العلمية.
3-توسيع رقعة المواد الدراسية وإضافة بعض المواد الاختيارية.
(4) تجـــربـة مصـــر:-
أ-أهداف المشروع:-
إعداد جيل قادر على المنافسة العالمية ودخول القرن الحالي باستخدام أحدث الأساليب التكنولوجية.
ب-أهـداف المـشروع:-
1- توظيف تكنولوجيا الحاسبات والاتصالات لإعداد الطفل المصري لعصر المعلوماتية وتنمية ثقافته وتعظيم اكتسابه للمهارات المتنوعة.
2-تحقيق الانفتاح على العالم.
ج-ماتم إنجازه بالفعل:-
1-بناء أول مقر للطفل المصري على شبكة الإنترنت كأساس لمحفل الأطفال تحت مسمى "حورس الصغير".
2-بناء نوادي القرن 21 كمراكز إشعاع لاستخدام الحواسب والإنترنت.
3-إتاحة الفرصة للاشتراك في البرامج الدولية للأطفال.
4-تصميم أول مسابقة مصرية لإنتاج حزم البرامج وتطبيقات الإنترنت وهي مسابقة لتشجيع الصناعة المحلية ونشر الوعي بأهمية تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الإنترنت.
د-النتــــائـــج:-
نأمل قريباً إيجاد جيل قادر على لعب دور فعال في المجتمع الدولي.
مما سبق يمكن القول بوجود اتجاه عالمي كبير لتنمية الثقافة العلمية لدى الطفل إلكترونياً عبر ما يمكن أن نطلق عليه شبكة التجارة الإلكترونية، وهي قطاع أساسي في نظام تقنية المعلومات والخدمات، بحيث تستخدم هذه السلع والخدمات معاً لتبادل المعلومات من خلال الوسيط الإلكتروني(شبكة الإنترنت العالمية)، وقد قامت(37) دولة من الأعضاء في منظمة التجارة العالمية بتطبيق هذا المفهوم الشامل من خلال تطوير خدمات الاتصال ونقل البيانات بالسرعة المطلوبة (15-5) .
سابعــاً:ملامح برنامج مقترح في الثقافة العلمية الإلكترونية لنشر الوعي العلمي نحو التكنولوجيــا لــدى الطفـــل العــــربـــــي:-
مقــدمــة:-
يشكل الأطفال دون الثامنة عشرة في عالمنا العربي ما يقرب من 48% من إجمالي السكان العرب، والاهتمام بالطفل لايعني فقط حرصنا على رصد واقعنا، بل يتجاوز ذلك ليؤكد وعينا بأهمية مستقبلنا، لاسيما وأن أطفالنا يعيشون واقعاً متغيراً، حافلاً بالتحديات والتطورات المتعددة.
وتهتم الدراسة الحالية برصد هذا الواقع وأيضا استشعار مدى الحاجة لإعداد برامج متطورة في الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي، هذا المصطلح "الثقافة العلمية لإلكترونية"الذي يُعد جديد نسبياً في الساحة العلمية العربية، لسد الثغرة الحالية في هذا الشأن مع الاستفادة من الطفرة الحالية في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، لاسيما وأن هناك تقريراً حول واقع الطفل العربي عام 2002م والذي جاء ليرسم بالأرقام ويعكس بالإحصائيات واقع الطفل العربي في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والإعلامية، مما يشكل قاعدة بيانات لاغنى عنها لوضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج للنهوض بالطفولة العربية، كما أن التقرير لم يشر مطلقاً إلى وسائط الاتصال المستحدثة التي يتعرض لها الطفل العربي بشكل كبير، لاسيما الإنترنت والقنوات الفضائية على الرغم من خطورتها وأهميتها(16-20).
وفي ضوء ما جاء في محاور ورقة العمل الحالية يتبقى المحور قبل الأخير من محاورها، وهو الأهم فيها والأبرز، والخاص بملامح برنامج مقترح في الثقافة العلمية الإلكترونية- ذلك البرنامج الذي يهدف إلى نشر الوعي العلمي نحو التكنولوجيا لدى الطفل العربي، وتتحدد هذه الملامح في الشكل التخطيطي التالي الذي يشملها جميعاً، ثم يتم التعليق على عناصره مع تقديم التصورات والرؤى العلمية المناسبة نحو كل عنصر من عناصر هذا البرنامج و التي يوضحها شكل(1) التالــي:-
تحديد الأهداف الخاصة بالعلم
والتكنولوجــــــــــــــــــــــــــيا
1-تحليل العمل
وصياغة الأهداف
الســــــــــــلوكية للبرنامـــــــــــج
تحديد الفئات العمرية للأطفال
تحديد الأهداف الخاصة بالقيم العلمية والوعي العلمي
تحديد الخبراء والاختصاصيين في التربية وعلم نفس الطفولة
تحدي المحتوى العلمي للبرنامج
(المضمون )
تحديد الاختصاصيين من خبراء البرمجة االإلكترونية في الحاسوب
تحديد الأهداف الخاصة بالمهارات الحياتية العلمية
تحديد أنواع البرمجة الإلكترونية
للبرنامج
مشاركة الكوادر
البشرية والفنية
تحديد الوسائط الإلكترونية للبرنامج
2-تصميم وإعداد البرنامـــــــــج
الإلكتروني المقـــــــــــــــــــترح
تصنيف البرنامج إلى برامج فرعية
تشمل محاور الثقافة العلمية
المتنوعة
تحديد الملامح الرئيسة
للبرنامج وتحديد آليات
تحقيق أهداف البرنامج
تهيئة المناخ الدافع للمشاركة في إعداد البرنامج
تحديد استراتيجيات
تقديم البرنامج
تضمين أدبيات الثقافة العلمية
تحديد أساليب التعزيز المناسبة
تضمين أدب الخيال العلمي والقصص
العلمية
وضع خطة زمنية لإعداد
البرنامج
تحديد مجوعات من التجريب الفعلــــــــــــي
للبرنــــــــــامج إجراء التعديلات إعداد البرنامج في وضع البرنامج في
الأطفال لتجريب المطلوبة صورته قبل الأخيرة صورته النهائية
البرنامج
3-تجريـــــــــــــــب وتعديـــــــــــــل البرنامــــج الإلكتـــــــــرونـــــــــــــــــــــــــــي
الدعم المالي الدعم المعنوي والإعلامي تقويم وتطوير البرنامج توفير التقنيات الحديثة عمل الدعاية اللازمة الإدارة العلمية
لتعميم البرنامج للبرنامج المقترح المقترح اللازمة للتنفيذ لدى الطفل العربي لنجاح تطبيق البرنامج
4-توفيــر آليــــات نجــاح البرنامــج الإلكترونـــــي المقـــــــترح
5-استثمار هذا البرنامج لبناء جيل جديد يشارك في صناعة مجتمع المعلوماتية ولديه الحد الدنى من الثقافــــــــــة العلمــــــــــية الإلكترونيــــة والوعي العلمـــــــــي نحو العلـــــــــــم والتكنولوجيــــــــــا
يتضح من شكل(1) السابق والخاص بمنظومة مقترحة لبرنامج إلكتروني في الثقافة العلمية للطفل العربي مايلي:
(1) يتكون البرنامج المقترح في أبسط صوره من أربع مراحل/عمليات /أطوار هي:-
أ-مرحلة تحليل العمل وصياغة الأهداف السلوكية للبرنامج المقترح.
ب-تصميم وإعداد البرنامج المقترح وفقاً لمجموعة من العوامل والمحددات والأطر.
ج-تجريب البرنامج في صورته الأولية ، ثم تعديله تمهيداً لوضعه في صورته النهائية القابلة للنشر والتعميم .
د-توفير آليات نجاح البرنامج المقترح.
(2) تتطلب كل مرحلة من مراحل البرنامج المقترح ضرورة توفير بعض الخبرات والعناصر الرئيسة كشرط لتحقيق كل مدخل من مداخل هذا البرنامج المقترح وذلك كما سيرد بتفاصيله بعد .
(3) في المرحلة الأولى من مراحل إعداد البرنامج يلاحظ تحديد قائمة من المتطلبات اللازمة لهذه المرحلة والتي تتمثل في تحديد:-
أ-الفئات العٌمرية من الأطفال المستهدفين في البرنامج.
ب-الخبراء والإختصاصيين في مجال البرمجة الإلكترونية.
ج-الخبراء والاختصاصين في مجال التربية وعلم نفس الطفولة.
د-الإطار العام للمحتوى العلمي للبرنامج المقترح.
ه-الأهداف السلوكية الخاصة بالعلم والتكنولوجيا.
و-الأهداف السلوكية للقيم العلمية والوعي العلمي للبرنامج.
ز-الأهداف السلوكية للمهارات الحياتية في مجال العلم والتكنولوجيا.
(4)تتضمن المرحلة الثانية من مراحل إعداد البرنامج المقترح المراحل والخطوات التالية –
أ-تحديد الملامح الرئيسة للبرنامج المقترح(الفلسفة-الأهداف الإجرائية-المحتوى-الأنشطة-الأساليب..........الخ).
ب- تحديد آليات تحقيق أهداف البرنامج.
ج- دور وأهمية مشاركة الكوادر البشرية والفنية المختلفة.
د-تضمين أدب الخيال العلمي في محتوى البرنامج.
ه-تضمين القصص العلمية وقصص الخيال العلمي في المحتوى.
و-تضمين البرنامج بعض أدبيات الثقافة العلمية .
ز-تحديد استراتيجيات تقديم البرنامج المقترح .
ح-تهيئة المناخ الدافع للمشاركة في إعداد البرنامج المقترح.
ط-تحديد أساليب وأنواع البرمجة الإلكترونية للبرنامج.
ى-تصنيف وتفريع البرنامج المقترح إلى برامج فرعية تعالج كافة مجالات ومحاور الثقافة العلمية إلكترونياً.
(5) تتضمن المرحلة الثالثة من مراحل إعداد البرنامج المقترح، مرحلة تجريب وتعديل البرنامج، وتشمل هذه المرحلة الخطوات التالية:-
أ-تحديد مجموعات الأطفال الذين يتم تجريب البرنامج عليهم.
ب-التجريب الفعلي للبرنامج الالكتروني المقترح.
ج-تعديل البرنامج في ضوء ما تسفر عنه نتائج التطبيق التجريبي.
د-إخراج البرنامج فنياً وعلمياً في صورته النهائية.
(6) أما المرحلة الرابعة من مراحل إعداد البرنامج المقترح فتتضمن الإشارة إلى أهمية توفير الآليات التي تضمن نجاح البرنامج المقترح وتشمل مايلي:-
أ-تقديم الدعم المالي لتعميم تجربة البرنامج الإلكتروني المقترح.
ب-تقديم الدعم المعنوي والإعلامي للبرنامج المقترح.
ج-تقويم وتطوير البرنامج المقترح بصف مستمرة نظراً لتطور البرمجيات المحوسبة إلكترونياً.
د-توفير التقنيات الحديثة لتنفيذ البرنامج.
ه-تهيئة الإدارة العلمية الواعية لضمان استمرار نجاح البرنامج المقترح.
(7) يمكن استثمار نجاح البرنامج المقترح في المستقبل لإعداد جيل من الشباب القادر مستقبلاً على بناء مجتمع المعلوماتية العربي نتيجة تعلمه الثقافة العلمية إلكترونياً.
(8) أن الهدف العام من البرنامج ليس مجرد تبسيط العلوم أو تسطيحها، بل يهدف إلى تقديم كم وكيف من الثقافة العلمية بعامة لفئة محددة من أبناء مجتمعنا العربي وهم فئة الطفل العربي الذين يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل، والذين ستوكل إليهم مستقبلاً مسؤولية بناء المجتمع العربي وتحقيق نهضته العلمية والتكنولوجية من جهة ولمعايشة واقع القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمله من تطورات وتعقيدات علمية وتكنولوجية مذهلة، ومن تحديات أيديولوجية وثقافية عالمية باتت تفرض نفسها على منطقتنا العربية وعلى عالمنا الإسلامي في إطار ما تسميه قوى الشر العالمية بصراع الحضارات بدلا من القول بتكامل الثقافات لخير البشرية جمعاء.
(9) لما كانت مجتمعاتنا العربية بدأت تظهر اهتماماً بمسألة الحاسب الآلي، بل وتشجع على استخدامه في شتى مجالات الحياة، فكان من الطبيعي أن يأتي هذا البرنامج المتواضع المقترح من الباحث كاستجابة لهذه النداءات الداعية إلى تنمية الثقافة الحاسوبية ومن ثم استثمار هذه الدعوة لتنمية الثقافة العلمية إلكترونياً لدى الطفل العربي.
(10)من بين الموضوعات المقترحة في المحتوى العلمي للبرنامج المقترح مايلي:-
1-العالم بعد النفط.
2-التصحـــر.
3-الذكاء الاصطناعي.
4-الإنسان الآلي.
5-غزو الفضاء
6-بنوك وشبكات المعلومات.
7-طبقة الأوزون.
8-أمراض العصر الحديث.
9-الهندسة الوراثية.
10-تكنولوجيا الطاقة المندمجة.
11-علوم الليزر.
12-التلوث البيئي الإلكتروني.
(11) ليس هناك شك في أن تعميق الثقافة العلمية وتحريض الطفل على التفكير العلمي وتشجيعه على الخيال العلمي لدى أطفالنا، أصبح مهمة عاجلة ولا يجوز تأخيرها لأن ذلك يٌعد –على حدَ قول أحد المفكرين خيانة لمستقبل الأجيال القادمة(14-24)، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة الحالية التي حاولت وضع ملامح برنامج متواضع مقترح في الثقافة العلمية الإلكترونية.
(12) ربما يتساءل البعض عن الفرق بين القصص العلمية وقصص الخيال العلمي (يمثلان أحد محتويات البرنامج المقترح) بتقديمها إلكترونيا للطفل الربي، وفي هذا الصدد نشير إلى أن القصص العلمية قد تكون قصصاً وصفية تتبع أبحاث العلماء والمخترعين والمكتشفين والمبتكرين وقصص اختراعاتهم واكتشافاتهم ومبتكراتهم، وما لاقوه في سبيل ذلك من قبول أو رفض، وما كان لها من تأثير في حياة الناس، أما قصص الخيال العلمي فهي تقوم على خيال –ليس بالخيال المحض-ولكنه خيال مدعم بنظرة علمية قد تكون سائدة في عصر الكاتب أو المؤلف للقصة الخيالية، وقد تكون هذه النظريات العلمية غير منتشرة في عصره، ولكنها معروفة لدى مؤلف هذه القصص.
(13) نحن نعيش في عصر تتزاخم وتتزاحم فيه الأفكار الشاردة والوارد، وتتصارع فيه الشعوب في ظل فضاءات مفتوحة تبث من خلالها برامج الفضائيات والإبحار عبر شبكة الإنترنت، وقد أصبحت الموجه الأول لأطفالنا لما تقدمه من مسلسلات أجنبية وبرامج مستوردة وغريبة عن بيئتنا العربية الإسلامية، ولايمكن بالطبع إغفال أو إنكار دورالتكنولوجيا والفضائيات في تطوير معارف الأطفال وتعليمهم وتوسيع مداركهم ولكننا في الوقت ذاته لا ننس التأثير المدمر لها أحياناً لما تذيعه من فقرات وسلوكيات ضارة تتنافى مع العقيدة الإسلامية العصماء، ومن هنا تأتي أهمية البرمجة الإلكترونية لثقافة علمية تكنولوجية تبني ولاتهدم، تطور وتنور ولا تؤخر أو تعتم، ولاتبخل عن أن تقدم للطفل الجديد والمجدد والنافع له ولوطنه حاضرا ومستقبلاً.
(14) في إطار التعاون الذي تم إبرامه رسمياً بين الحكومة المصرية وشركة مايكروسوفت العالمية الخاصة بإنتاج البرمجيات الحاسوبية وتكنولوجيا المعلومات،وذلك في يناير 2004م، وما يتم إنجازه حالياً في مصر –أكبر دولة عربية رائدة في المجموعة العربية في مجال إنتاج البرمجيات المختلفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن هذا البرنامج المقترح يأتي ليواكب هذه التطلعات العربية من جهة ويأتي لاستشراف مستقبل صناعة المعلوماتية في مجال الثقافة العلمية لدى الطفل العربي، ومن هنا تبدو مدى الحاجة لمثل هذه البرامج الإلكترونية في المنطقة العربية.
(15) أن التطورات التكنولوجية دخلت في جميع مجالات الحياة، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، فلا يمكن أن نتصور كيف تكون الحياة بدون الاستخدامات التكنولوجية الحديثة والتي من أشهرها وأبرزها الحاسوب والإنترنت، والأقمار الصناعية ووسائل الاتصال الحديثة، ناهيك عن التكنولوجيا الطبية والصناعية والتجارية والزراعية والترفيهية، وغيرها من مجالات للتكنولوجيا الرقمية ،نستخدمها في المنزل والعمل والشارع ، لقد أصبحنا نتعامل معها بشكل يومي ومستمر ومكثف ، تلك التي فرضت نفسها على الجميع رضينا أو لم نرض ، ومن ثم كان من المنطقي مواجهة هذه الثقافة البديلة وتهيئة المجتمعات العربية وبشكل أخص الطفل العربي بتنمية الوعي العلمي لديه نحو هذه التكنولوجيا للاستفادة بصالحها وتجنب والوقاية من طالحها.
(16) أن ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولياته، وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية ، ولهذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازما لحركة التقدم والتنمية ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية، ومن هذا المنطلق فإن إعداد برامج عامة في الثقافة العلمية الإلكترونية من شأنه أن ينمي هذا الوعي العلمي لدى مواطن المستقبل(طفل الحاضر هو مواطن الغد).
(17) لعل في إعداد مثل هذه البرامج الإلكترونية المبسطة بهدف نشر الثقافة العلمية لدى الطفل ما يؤكد الحاجة الماسة إلى تكرار محاولة "ستيفن هاوكنج" عام 1988م عندما ألف كتابه " تاريخ مختصر الزمن"الذي أصبح من الكتب الرائجة، فقد كان فيه "هاوكنج" مبسطاً ورائعاً، وقد اتبع "هاوكنج"نصيحة ناشر الكتاب بعدم وضع أي معادلات أو رموز رياضية أو طلاسم فيزيائية، لأن ذلك من شأنه أن يقلل من مبيعات الكتاب إلى النصف، وهذا ماروعي بالفعل عند كتابته لهذا الكتاب في تبسيط العلوم وتقديمه لنشر الثقافة العلمية لرجل الشارع العادي غير المتخصص في ا لعلوم، وقد صدر هذا الكتاب بعد ذلك في شكل قرص إلكتروني مدمج تفاعلي ليجعل من اليسير على أي شخص فهم الكون الذي تصوره" هاوكنج" عن طريق قراءة النص من شاشة الكمبيوتر ومشاهدة الرسومات المتحركة التي تبسط أعقد المفاهيم العلمية وتيسر فهمها، ولعل البرنامج المقترح في هذه الدراسة ما يؤكد على نفس المعنى ويسعى لتحقيق ذات الأهداف، ولكن فقط هو للأطفال.
ثامنـاً: توصيـــات الدراســـــــة:-
في ضوء ما جاء في محاور الدراسة الحالية نقدم التوصيات التالي:-
(1) إعداد وتأهيل معلم العلوم القادر على إعداد برامج إلكترونية في الثقافة العلمية في مجالاتها ومحاورها.
(2) وضع برامج حديثة ومطورة في الثقافة العلمية الإلكترونية النابعة من البيئة العربية بدلاَ من تلك المستوردة من الخارج ،لاسيما في ضوء المنافسة العالمية بين المجتمعات في مجال صناعة البرمجيات التعليمية المحوسبة .
(3) توفير آليات مناسبة لإتاحة الفرصة للاستفادة من البرامج والتقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي من شأنها أن تغذي برامج الثقافة العلمية الموجهة للطفل العربي .
(4) العمل من خلال المجلس العربي للطفولة والتنمية التابع لجامعة الدول العربية على عقد ورش عمل لمناقشة آليات وضع برامج إلكترونية تهدف إلى تنمية الثقافة العلمية لدى الطفل العربي، بحيث تكون نابعة من البيئة العربية.
(5) تفعيل دور المدارس والجامعات العربية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في تنمية الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي،وتقديم برامج متنوعة تساعد في تنمية الوعي اعلمي لدى الطفل.
(6) من الأهمية بمكان قيام الجمعية المصرية للتربية العلمية بجمهورية مصر العربية بتبني خطط علمية محددة لإمكانية تصميم وإعداد وإنتاج ونشر برامج إلكترونية في الثقافة العلمية للمواطن بشكل عام و للطفل بشكل خاص .
(7) تهيئة مناخ من الرأي العام العربي يكون متعاطفاً مع الحركات العلمية الداعية إلى تنمية الثقافة العلمية لدى الطفل العربي، باعتبار أن الثقافة العلمية من المكونات الرئيسة للثقافة العامة للمجتمع .
(8) تهيئة التربة العلمية الخصبة لإنتاج كفاءات علمية وتقنية/فنية وكوادر قادرة على الممارسة العلمية والإبداع التكنولوجي، وهذه التهئية هي مسؤولية مراكز البحث العلمي في المجتمع العربي.
(9) توفير الثقافة العلمية التي تيسر على المواطن العادي-غير المتخصص في العلوم-فهم العلم والتكنولوجيا واستيعاب التكنولوجيا الحديثة للاستفادة منها بأقصى درجة ممكنة
(10)إن قضية الثقافة العلمية قضية جامعة شاملة تبدأ من المنزل في سنوات التكوين المبكرة عبوراَ بالمراحل والمؤسسات التعليمية المختلفة ومروراً بمختلف التفاعلات الاجتماعية والفكرية والفعاليات الحياتية والثقافية والإلمام بكل الوسائل المتعددة والمجددة في عالم الاتصالات، ومن أهم العناصر التي يجب الاهتمام بها ضرورة توفير وتحقيق حد أدنى من المعرفة العلمية لدى قاعدة واسعة من الجمهور لتوليد دوافع ذاتية ورغبة تلقايئة لمتابعة مصادر الثقافة العلمية والانتهال منها.
(11) ضرورة الاهتمام بإنشاء مواقع عربية علمية تكون جاذبة لاهتمام الطفل العربي وتوعيته علمياً من خلال ما تقدمه من مادة علمية مبسطة وهادفة.
(12) تشجيع المبادرات التي تهدف إلى إنتاج وتنمية وتطوير صناعة البرامج الخاصة بتنمية الثقافة العلمية والوعي العلمي.
(13) تشجيع أطفال وشباب المنطقة العربية على العمل الجماعي والمشاركة مع نظرائهم في مختلف أنحاء العالم (العولمة الإيجابية الشريفة).
(14) العمل على نقل المهارات والقدرات ورفع مستوى المدربين في مجال صناعة المعلوماتية المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
(15)الاستثمار وتوفير التمويل اللازم لبناء جيل مشارك في عصر المعلوماتية في مجال الثقافة العلمية الإلكترونية للطفل العربي.
(16) ضرورة السعي الجدي لدى الباحثين في مجال نشر الثقافة العلمية لتوحيد المفردات والمصطلحات العلمية والتكنولوجية الحديثة في البلدان العربية لتكون هناك لغة واحدة للعلم، ولتسهيل تبسيط ونقل ونشر الثقافة العلمية بين أبناء الدول العربية أطفالاً وكباراً.
(17) السير على طريق (أبو تبسيط العلوم) "ستيفن هاوكينج "عندما ألف كتابه الأول تاريخ مختصر الزمن" الذي أصبح علامة من علامات تبسيط العلم والعلوم-لغير المتخصصين-وأصبح هذا الكتاب من الكتب الرائجة لفهم العلوم بشكل مبسط وميسر والذي تجنب فيه المؤلف البعد عن الطلاسم والرموز والمعادلات الرياضية، كي يتيسر فهمها لدى القاريء، وقد طبع الكتاب أكثر من خمسة وعشرين طبعه، ثم أخيراً ظهر هذا الكتاب على شكل قرص مدمج تفاعلي، يجعل من السهولة بمكان على أي شخص فهم العلوم عن طريق قراءة النص من شاشة الحاسوب ومشاهدة الرسوم المتحركة .
(18)الاهتمام بالمختبرات العلمية المدرسية ووسائل وتكنولوجيا التعليم الحديثة في شرح العلوم وزرع الوعي العلمي لدى التلاميذ.
(19)الاهتمام بتأهيل معلمي العلوم وإعدادهم وتطويرهم باستمرار للإسهام في نشر الثقافة العلمية الإلكترونية للصغار والكبار سواء بسواء.
(20) إنشاء جائزة وطنية سنوية (أو عربية ) على غرار جائزة "كالنينجا" تَمنح لمن يسهم بجهد متميز في مجال تبسيط ونقل ونشر الثقافة العلمية الإلكترونية للجميع من غير المتخصصين في العلوم.
(21)تخصيص دعم مادي عربي لتقديم برامج في الثقافة العلمية الإلكترونية ولنشر الوعي العلمي لدى المواطن العربي.
(22) أوصي بقيام بعض الباحثين في مجال التربية العلمية وتعليم العلوم، لاسيما من ذوي الاهتمام بمجال الثقافة العلمية ،بتطوير ورقة العمل الحالية إلى دراسة ميدانية تجريبية ، تهتم بإعداد برامج إليكترونية في الثقافة العلمية للطفل .
(23) إنشاء موقع عربي على شبكة الإنترنت لتقديم العلوم المبسطة والثقافة العلمية للمواطن وللطفل العربي.
============================================================
تاسعـــاً: مــــراجع الدراســـــــــــة:-
( مرتبة طبقاً لأسبقية الاستخدام )
(1) محمد صابر سليم (1993)، " دور المؤسسات التعليمية في نشر الثقافة العلمية في المنطقة العربية " ، ورقة عمل منشورة في مجلة كلية التربية بأسوان، العدد السابع،يناير،1993م.
(2)Pedretti,E.,(1997),"A case Study of Science Technolgy and Society Education in an Elementary School" Int.J.Sci.Educ .,Vol (19) N0.(10)
(3)حســام مــازن(2002)" التربية العلمية وأبعاد التنمية التكنولوجية "، ورقة عمل قدمت
إلى المؤتمر العلمي السادس للجمعية المصرية للتربية العلمية(التربية العلمية وثقافة المجتمع)، بالما أبو سلطان، الإسماعيلية، 28-31من يوليه 2002م.
(4)إبراهيم بسيوني عميرة، فتحي الديب(1998)، التربية العلمية وتدريس العلوم، الطبعة الخامسة عشر، القاهرة:دار المعارف.
(5)حسـام مــازن(2001)، الثقافة العلمية وعلوم الهواة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
(6) هادي نعمان الهيتي(1988)، ثقافة الأطفال، الكويت:سلسلة عالم المعرفة، رقم(123).
(7) الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب(بدون ت)، أدب الطفل العربي، مجموعة أبحاث،
الأردن:عمًان، منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .
(8)نبيـل علي(2002)، ثقافة الطفل العربي، الطفل العربي وتكنولوجيا المعلومات، الكويت:كتاب العربي، العدد(50).
(9)بيل جيتس(1998)، المعلوماتية بعد الإنترنت، ترجمة عبد السلام رضوان، الكويت:سلسلة عالم المعرفة، رقم (231).
(10)سامح كريم(2002)، "ثقافة الطفل العربي(مجلات الأطفال وتنمية الميول للقراءة) "، الكويت: كتاب العربي، العدد(50).
،دراسة (11) هشام الشريف(2001)، " إعداد الطفل العربي لمجتمع المعلومات العالمي"
منشورة عبر الإنترنت، قدمت للندوة الإقليمية حول الطفولة ،التي عقدت في بيروت
24-27/4/2001.
(12)www. Qateefiat.com
(13)www.rezgar.com
(14) أدب الطفل العربي(بدون ت)، مجموعة أبحاث، عمًان: منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
(15) عصام الحناوي وآخرون(2001)، أضواء على الثقافة العلمية، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة (وزارة الثقافة).
(16) جامعة الدول العربية (2003 )،" التقرير الإحصائي السنوي حول واقع الطفل العربي عام
2002" القاهرة:جامعة الدول العربية، المجلس العربي للطفولة والتنمية .
=============================================================
انتهـــــت الدراســــــــة،،،،،
وشكـــــــــراَ،،،،،،،
الباحــــــــــــث،،،،،،،،،،
[وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ]
=============================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق