مراكز مصادر التعلم =حسام مازن

ش

مراكز مصادر التعلم – انواعها وفلسفتها وادوارها

تهدف كل مؤسسة في مجتمعنا الواسع الى تحقيق رسالة خاصة تتطلبها الجماعات لأمور تتعلق ببقائها وتقدمها . ومراكز مصادر التعلم ( الوسائل التعليمية ) كإحدى المؤسسات التربوية الهامة التي يمتلكها المجتمع ، تتصف عادة بفلسفة ودور محددين ينسجمان عادة مع رغبات المجتمع وحاجاته .
ومن خلال بحثنا هذا سنعمل على توضيح مفهوم مراكز التعلم (الوسائل التعليمية ) من خلال عرض موجز لأنواعها العامة ومباديء فلسفتها ودورها .

انواعهــــــــــــــــــا :-

يمكن تقسيم مراكز مصادر التعلم (الوسائل التعليمية ) من حيث الحجم والمسؤلية الى اربعة انواع رئيسية :-
1- مراكز وسائل وزراة التربية :-
تتمثل مسؤليات مركز وزارة التربية بما يلي :-
· يخدم كمستودع عام لكافة المواد والوسائل والالآت التعليمية التي تحتاجها مراكز الوسائل الأخرى في البلاد .








· يقوم بشراء أو تبني تطوير المواد والوسائل التي يراها ضرورية لتعليم المناهج الرسمية ورفع كفاية مردودها .
· يقترح خططاً عامة تخص انواع وعدد من الموظفين الذين تحتاجهم المراكز الفرعية


· يساهم بنصيب كبير في تخطيط وتطوير البرامج التدريبية الخاصة باستعمال وانتاج وصيانة المواد والوسائل التعليمية
2- مراكز وسائل المناطق التعليمية :-
تتلخص اهم مسؤلياته :-
· تخدم كحلقة اتصال بين مرتكز المديريات والمركز الأم لوزارة التربية

· تقوم بتخطيط وتفصيل البرامج العامة والوسائل التعليمية في المديريات والمدارس

· تقوم بتوجيه وتنسيق الميزانيات العامة للوسائل التعليمية في المديريات التعليمية

3- مراكز وسائل المديريات التعليمية :-
أهم مسؤلياته هي :-
· تخدم كحلقة اتصال وتنسيق بين مراكز المدارس والمناطق التعليمية .


· تقوم بتوجيه المعلمين في مجالات استخدام وصيانة الوسائل التعليمية .
4- مراكز الوسائل المدرسية :-
اهم مسؤلياته التربوية هي :-
· تقوم بتحديد حاجات المدرسة المحلية
· تقوم باعداد تقرير شامل عن كافة المتطلبات الخاصة بتأسيس المركز .


فلسفة مراكز التعلم (الوسائل التعليمية ) :-

تركز فلسفة هذه المراكز على تقدم التربية محلياً واغنائها وزيادة مفعولها عن طريق مراعاتها لمبدأين هامين : الفروق الفردية وتنوع وسائل ومصادر التعلم . حيث تهدف عن طريق هذه الفلسفة



تحقيق عدة ادوار منها :


· إعادة المعلمين في تنفيذ عمليات التدريس .
· توفير طرق تعليمية جديدة
· توفير مصادر بديلة للتعلم .
· اغناء الخبرات المنهجية .


دور مراكز مصادر التعلم ( الوسائل التعليمية ) في التربية :-

يرمي المربون من جراء انشاء المراكز واستخدامها في التربية لتحقيق المهمات التالية :
1- تجهيز المعلمين بمعينات تعليمية تساعد على زيادة تأثير طرقهم التدريسية .
2- توفير طرق تعليمية جديدة
3- توفير مصادر بديلة للتعلم .
4- توفير اداة معملية إكلينيكية لتدريب

المعلمين وتعليم التلاميذ ذوي القدرات الاستثنائية .


5- إغناء الخبرات المنهجية لدى التلاميذ
6- تحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية .



-الأسس التي يقوم عليها مركز مصادر التعلم:

أولا الفكر:

*الاعتقاد أنه كلما أحيط المتعلم بكثير من فرص التعلم انبعثت في نفسه الرغبة وحب الاستطلاع, اللذين يدفعانه انبعثت في نفسه الرغبة وحب الاستطلاع, اللذين يدفعانه إلى الكشف والتساؤل والتعلم.


*أن ينتقل المتعلم بحرية بين حجرة الدراسة وحجرات مركز مصادر المعلومات, وهو عارف أن قيها كل أنواع المواد التعليمية من الأفلام والأفلام الثابتة والكتب والصور وغيرها من المواد بجوار الكتب.




*أن المدرس يقوم بدور الموجه الذي يشجع المتعلم على طرح التساؤلات وعلى البحث عن الإجابات فيما حوله من مواد تعليمية ثم يبدو


المتعلم الطرق التي تستخدم فيها المعلومات الجديدة في مشروعاته الجديدة.

*أن ليست حجرة الدراسة ولا المدرسة كلها هي المكان الوحيد الذي نتعلم فيه ومعنى ذلك أن المدرسة تنفتح على المجتمع.


*يتيح مركز المصادر التعليم الفرصة لتواجد كل أنواع المواد التعليمية معا في مكان واحد بل على رف واحد يجتمع الكتاب مع الفيلم وأن يشاهد المتعلم الفيلم حيث يقرأ الكتاب.
*أن تسود التساؤل "Inquiry Method " في إطار تعلم مركزه المتعلم لا تعلم مركزه المعلم وهي طريقة تقوم على مساعدة المتعلم على ‘كتساب
القدرة على البحث عن المعلومات وتحليلها واستخدامها استخداماً إبداعياً فيصبح بذلك مهتما بتطور أو تنمية تساؤلاته الخاصة وأهدافه واهتماماته أو فحصها عن طريق الاحتكاك بالخبرات والمعلومات المتنوعة ذلك يستلزم أن تختفي حجرة الفصل أو حجرة الصف أو ما نسميه "حجرة الدراسة" المنقفل على نفسه "Self Contained" أو المنعزل عما حوله المحدد الخطوات كما يختفي المنهج النمطي الثابت أو الأصم اختفاء تدرجيا.


ثانياً: المحتوى:

يحتوي مركز مصادر التعليم الكتب وغير الكتب "Book & Non-Book Materials" من مواد التعلم بمعنى آخر يجمع بين المكتبة العادية ومركز الوسائل التعليمية المعروف و هو بالإضافة إلى ذلك يشمل على أدلة للمنهج "


Curriculum Guides" ونماذج موضوعات الدراسة التي تتبعها بعض المدارس المماثلة وعينات من الاختبارات

التربوية المقنعة وكتالوجات لكل أنواع المواد والأجهزة التعليمية وعينات من الكتب الدراسية التي يصدرها الناشرون حول الموضوع الواحد في مجالات الدراسة كما يحتوي على مجموعات من المواد التعليمية "Kits" المتعمقة التي تعالج


موضوعات الدراسة المتنوعة وكذلك الوسائل إنتاج بعض الوسائل التعليمية إنتاجاً محلياً يسيراً عندما

تدعو الضرورة كما تشمل على مقصورات للدراسة الفردية وأن يكون أساس تزويد هذا المركز بالمواد التعليمية هو :



· الاهتمام في اختيارها بالمتعلم كفرد ل على جماعة المتعلمين كبداية الانطلاق.
· أن يكون المتعلم مسئولاً مسئولية أكبر عن ما يتعلمه.


· أن يحل أسلوب الفحص والتقصي محل الحفظ، وان يتعلم المتعلم جوهر الموضوع بدلا من حفظ الحقائق عنه.
· أن يصنف المتعلمون في تناولها بناء على استعدادهم للدراسة وقدرتهم على التحصيل لا بناء على العمر الزمني.
· أن تحل حجرات الدراسة الحرة محل صفوف الدراسة التقليدية.
· أن يوكل الإنتاج إلى فنيين في المركز لا إلى المدرس.


-تطور مراكز مصادر التعلم:-

تطور تاريخ التربية هو تطور وسائل التعليم ومراكز مصادر التعلم جزء منها ولكن المدرس العامل الأساسي الأول للتعليم أو لنقل الثقافة أو وكيل المجتمع في سبيل المحافظة عليه وعلى تراث اخذ الأضواء وسيظل مستحوذا عليها ولذلك لم




تتضح مواد التعليم كما نفهمها اليوم وإنما طغى عليها عنصر واحد منها وهو اللغة اللفظية باعتبارها أسهل أطوع الوسائل التعليمية إنتاجا وأكثرها
استخداما ثم برز استخدام الوسائل الأخرى
المصورة والمجسمة وهكذا أصبحت هذه الوسائل الأخرى تحفظ في مكان ما سمي في بادئ الأمر مركز الوسائل التعليمية وكانت متطورة كما يلي:-


الطــــــــور الأول:-

بدا مركز مصادر التعلم بان يحتوي على الأفلام التعليمية بل هي الأساس لمكوناته ولم يكن يحتوي غيرها بالإضافة إلى أجهزة العرض السينمائية اللازمة لذلك وهذا شئ منطقي لمركز وسائل التعليمية الذي كان في ذلك الوقت يرى
وسائل التعليم أنها الوسائل السمعية والبصرية أهمها الأفلام السينمائية وكانت وظيفته توفير الأفلام لمن يرغب في استخدامها من المعلمين


على إنها تثري التعليم لا التعلم ‘FOR EDUCATION ENRICHMENT” وأنها شئ مساعد من الممكن الاستغناء عنه وكانت بقية الوسائل التعليمية وبخاصة النماذج والعينات والخرائط في مختبرات العلوم والمواد الاجتماعية.

احتوى المركز على ما يلزم لهذا العمل من مخزن الأفلام وأدوات إصلاحها وتنظيفها وجهاز إداري لإعارتها وكان إنتاج هذه الأفلام مسئولية الهيئات التجارية وحدها وقد تتعاون في ذلك مع بعض رجال التعليم وكان موقع هذا المركز إما داخل جامعة من الجماعات أو ضمن مديرية التربية والتعليم يؤدي خدمة مركزية.
نشأ في الوقت نفسه شيء يقابل ذلك ويوازيه، ويؤدي نفس الوظيفة-وظيفة الإثراء والمعاونة في عملية التعليم لا التعلم- هو تخصيص مكان في

حجرة الدراسة في المدرسة الابتدائية توضع فيه منضدة الرمل، وبعض الصور الثابتة، والرسوم التي يستعين بها المدرسين في تعليم الصغار.وقد نشير إلى"فروبل ومنتسوري" على أنهما رواد في ذلك.

الطــــــور الثاني:-

تطور مركز الوسائل التعليمية ليحتوي مواد تعليمية أكثر تنوعا، فأصبحت فيه الأفلام الثابتة وبعض التسجيلات الصوتية، وأضيفت إلى الأفلام السينمائية أدلة تعليمية للمدرس، وبدأت الجامعات تدخل مجال الإنتاج، فأنتجت الأفلام السينمائية والأفلام الثابتة.

ظلت الفكرة القديمة- فكرة إثراء عملية التعليم هي السائدة- ولكن برزت اتجاهات تدعو للاعتماد على هذه المواد التعليمية –الأفلام- اعتمادا أكبر،




وظهرت بحوث تحاول أن تثبت جدوى استخدام
الأفلام السينمائية، وأنها من الممكن أن تحل محل الطريقة اللفظية الخالصة التي يتبعها المدرس.

وظهرت في المدارس ما سماه البعض مراكز الاهتمام لتثير اهتمام الطلاب وحب استطلاعهم اتخذت أسماء متنوعة مثل مركز الألعاب والدمى –مركز التربية الفنية –مركز العلوم ..واحتوت مراكز الاهتمام كل ما يمكن أن تصل إليه يد المدرس من عينات ونماذج وصور ولعب وخامات وظل المدرس هو محور العملية التعليمية لا الطالب يوجهها كلها وبدأ يظهر رويدا رويدا ما يسمى النشاط الفردي للطلاب يقومون به لاستيفاء بعض التعيينات التي يكلفهم بها المدرس.الطور الثالث:-

وهو الطور البارز في حياة مراكز مصادر التعلم حيث بدأت النظرة إلى وظيفة المركز تتغير أسماؤه اتخذت تسميات مختلفة كلها تدل على التطور الفكري الذي يمكن أن يقوم عليه هذا المركز ومن ثم تطور وظيفته فسميناه أسماء مثل مركز النشاط ،مركز المواد


التعليمية، مركز مصادر التربية، مركز الخدمات التربوية ، المكتبة الشاملة،مركز مصادر المنهج.

الفكرة العامة لهذه المرحلة رفضت فكرة المستودع أو المخزن الذي يعير الوسائل التعليمية،وتبنت فكرة جديدة وهي أن مركز مصادر التعلم مكان للعمل والنشاط والدراسة لتعزيز عملية التعلم والتعليم والجدير بالملاحظة هنا هو دخول لفظ عملية التعلم Learning مع التعليم ولكن عندما نذكر الوظيفة ونختبرها عن قرب نجد أنها لازالت تنحو نحو عملية التعليم أو التمهيد لها ومتحيزة لها فقد حدد مصباح الحاج موسى وظائف هذا المركز في 16 وظيفة منها 9 وظائف تركز على إنتاج المواد التعليمية أو تقديم نوع من التعليم قد يبدو فيه المتعلم سلبيا الفكرة الجديدة أيضا في هذه المرحلة من التطور هو موقع مركز مصادر التعلم من المدرسة وكيف يكون وأين؟ هل هو إضافة للمدرسة أم جزء منها ؟

هل يقتضي وجوده تغييرا في الإدارة المدرسية أم لا ؟وهذا هو مفتاح التغيير الكبير في وظيفة مركز مصادر التعلم وهكذا يلخص حسين الطوبجي

مسار هذه الوظيفة في كلمات بقوله "وظيفته الرئيسية هي المساعدة على تحقيق التعلم وأهمية دور الطالب في هذا البناء الجديد ".


الخلاصة إذن التي يمكن أن تصل إليها أن مركز التعلم ليس مكانا لإعارة الوسائل التعليمية ولا لإنتاجها بقدر ما هو مكان للتعلم فهو مكان للدراسة الفردية والجماعية يتيح فرصة الاطلاع الفردي أو الاستماع أو المشاهدة الفردية كما يتيح للمدرس أن يوجه المتعلم ويقود عملية التعلم وان يكون محتواه شاملا لكل المواد التعليمية التقليدية منها وغير التقليدية كالكتب والمطبوعات بأنواعها والخرائط والتسجيلات الصوتية المصورة والوثائق
والأفلام السينمائية وآلات التعلم والاختبارات التربوية وأدوات التجريب الحديثة وآلاته.





-استخدام مراكز مصادر التعلم:

لكي تؤدي مراكز مصادر التعلم الفائدة المرجوة منها يقترح أن تقوم على أسس فنية تحددها فلسفتها العامة .. ومثال ذلك:

· أن يكون المركز جزءا أساسيا متكاملا مع البرنامج الدراسي ، وأن لا يكون تكوينه جزءا من حاضر المدرسة أو الجامعة ، بل يكون جزءا من كل يتغير ويقبل التطور بأحدث النظم التعليمية.
· ينبغي أن تتاح الفرصة للطلاب لبلوغ أهداف تربوية تتجاوز الأهداف المتاحة في مدرسة اليوم .



· أن يتحرك الطلاب في مرونة من حيث العدد ، والمكان ، والوقت وفق أهداف العملية التعليمة .


ولكي لا يكون المركز في المدرسة علامة من علامات الرقى فقط،يجب التفكير في النقاط الآتية:

أ‌- في الإدارة المدرسية :

· توفير مستلزمات الإنشاْء والاستمرار وضمان العائد، وهي الإدارة الفنية، وإعداد هيئة التدريس ، المكان المناسب وتنظيم الوقت ، وكفاية المال .
· تكامل النشاط التعليمي بين المركز وحجرات الدراسة بحيث تصبح المدرسة كلها مركزا للمصادر التعليمية .
· تنظيم مرونة الاستخدام وحريته، بحيث تضمن استقلال الطالب عن المدرس وعن الإدارة، وسلامة المواد.
· العمل في المدرسة بنظام الفريق الذي يجمع بين المدرس، والفني،وخبير الوسائل التعليمية وخبير علم النفس التعليمي ،وخبير طرق التدريس لتخطيط البرنامج وتنفيذه ، لضمان سلامة العمليات الأساسية ، وهي تحديد الأهداف السلوكية المطلوبة – مكونات هذا السلوك – طرق استحثاث هذا السلوك - مراجعة البرنامج – تطويره لمزيد من التقدم .

ب‌- التعليم في عملية:


على هيئة التدريس أن تبحث عن إجابة الأسئلة الآتية :


· ماذا يستطيع الطلاب أن يتعلموه بأنفسهم من برنامج الدراسة ؟

أي جزء من الموضوعات الدراسية في مادة مايحتاج فيه الطلاب إلى توجيهات، وشرح أو توصيات، أو معلومات مبدئية من المدرس ؟وهل يمكن أن يحل بدل المدرس من وسائل التكنولوجيا الحديثة شيء، أم لابد وجوده بنفسه ؟
· في أي جزء من موضوعات الدراسة يحتاج الطلاب إلى تفاعل فيما بينهم أو بينهم وبين المدرس ؟
خلاصة هذه الأسئلة أ ن المعلم يدعو إلى التعلم الذاتي، أو إلى الجانب الاستقلالي في التعلم، حيث يشعر المتعلم بالمسؤولية والاعتماد على النفس. وأن إجابة السؤال الثاني تشير إلى التعليم في مجموعات كبيرة. أما الإجابة على السؤال الثالث فتشير إلى التعلم في مجموعات صغيرة حيث تعالج حاجة كل طالب على حده ،وتعالج الفروق الفردية بينهم . هذا بدوره سيغير من بناء المدرسة وتقسيم حجراتها ، كما يغير نظام المواعيد الجامدة الرتيبة ، ويغير نظام التقويم أيضا .
· ينبغي أن تتغير الفكرة القائلة بأن المدرس لا يدرس إلا إذا كان واقفا أما مجموعة من الطلاب في حجرة الدراسة.
· ينبغي أن تتغير فكرة الموازنة بين مواد الدراسة بعدد الساعات المرصودة لها في خطة الدراسة أسبوعيا، وإنما تكون الموازنة على أساس الخطوات أو المراحل التي يحب أن يجتازها من المادة الدراسية، ليصبح كفئا، وحيث يصبح المحك هو تقدير الكفاءة والتحصيل والكسب، لا الحضور في حجرة الدراسة ثم الامتحان. ومن هنا ندفع الطالب إلى إظهار قدراتهم الخاصة، وتقبل فكرة
عمل المدرسين في مجموعات وفق الدراسة .






التنظيم الداخلــي للمركز:

يستلزم استخدام مركز مصادر التعلم التفكير في مشكلة هامة، هي مشكلة تنظيم المواد التعليمة وحفظها بشكل يسهل عملية استرجاعها للإفادة منها.
وهنا تبدو أهمية ثلاث عناصر، ألأول...البشر الذين يستولون عملية التنظيم والتصنيف والتسجيل، والثاني...هوالاساليب التكنولوجية التي تستخدم في حفظ هذه المواد التعليمية وتصنيفها، واسترجاعها بسهولة، ومن أمثلة ذلك الحاسب الإلكتروني "computer" والتسجيل على المصغرات الفيلمية " Micro _ photography" ، والثالث .. التجهيزات المادية اللازمة للافادة .. كأجهزة العرض والقراءة والاستماع .
تطورت محاولات التنظيم ، فبدأت بالسجلات المكتوبة يدويا ، ومن أمثلتها فهرس المكتبة ، ثم تطورت ، ومن أمثلة التطور نظام جمع

المعلومات وتدفقها ، الذي قامت به جامعة " سيراكيوز " في عام 1966 .. وكان يسمى التنظيم الآلي لمكتبات الأفلام التعليمية على مستوى الولاية .. وهو كما يلي :
قام هذا النظام على دراسة اشتملت ما يلي :
· قام المختصون بتحليل السجلات الموجودة في 14 مركزا للمعلومات التربوية ، وفي سجلات جامعتين أخريين ، بالإضافة إلى المعلومات الموجودة في جامعة " سيراكيوز " ،





للوقوف على إمكانية إنشاء مكتبة آلية ، قائمة على الحاسب الإلكتروني ، تخدم ولاية نيويورك كلها وتسمى "Film Computerised Library Net _ work




· كان في هذه المكتبات 5492 عنوانا فيلميا ، 18050 نسخة ، ولم يكن هناك فيلم واحد مشترك بين السبعة عشر مركزا .
· قام المختصون كذلك بتحليل 115000 طلب استعارة ، تمت في فترة ما على مستويات مختلفة في المراكز السبعة عشر .
· أجري بحث لحاجات المعلمين من المواد التعليمية ، وقد لوحظ أن حرية الإختيار عامل أساسي ، يؤكد عليه المعلم ، وأن المعلم يطلب المزيد من التنوع في المواد التعليمية ، وأن بعض المعلومات تطلب موسميا .
· وقد اتضح من هذه الدراسة النتائج الآتية :

1. من الممكن استخدام النظام الآلي المركزي في طلب المواد التعليمية ، وتوزيعها وتنظيم تداولها على نطاق ولاية " نيويورك " كلها .
2. أن تكاليف هذا النظام الألي أقل من النظام اليدوي ، بالأضافة إلى زيادة تدفق الخدمة بنسبة 50% عن التدفق اليدوي .






3. إمكان الربط بين مصادر المعلومات في الولاية كلها بكفاءة كبيرة فب الأداء .

. 4 إمكان توسيع النظام ليشمل عددا أكبر من مصادر المعلومات " المكتبات " ، تصل إلى ثلاثين مكتبة جامعية في مدى أربع سنوات .

وهكذا فإن النهوض بالتعليم يهدف التنمية الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية يتطلب النظرة الجادة إلى مراكز مصادر التعلم ، على أنها مدرسة المستقبل ، فحيث نبني مدرسة نقول نحن نبني مركزا لمصادر التعلم ، فنعد المدرس الصالح لتربية المستقبل ، والمنهج المرن المتطور ، الذي يحقق أهداف هذه التربية ، ويصبح المركز خلية نحل ، حركتها قائمة على تعاون كل رجال التربية في بناء الإنسان .


























الخـــــــــاتمة




الحمد لله الصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
لقد اتممنا وبعون الله بحثنا هذا والذي تحدثنا فيه عن مراكز التعلم من خلال انواعها وفلسفتها وادوارها وكذلك تناولنا مسيرة تطورها وعرضنا بعض او اهم استخداماتها في عدة مجالات وذكرنا ايضا اهم الاسس التي تقوم عليها مراكز مصادر التعلم وكذلك التنظيم الداخلي لها

ونتمنى ان ينال اعجاب كل من يطلع عليه ويجني الفائدة والمعلومة من خلاله

والله من وراء القصد............


















المراجع






1- تأسيس مراكز الوسائل التعليمية في المدارس والمناطق التربويوية
تأليف : د . محمد زياد حمدان
دار التربية الحديثة