نظام الجودة
أصبحت الجودة تمثل أهمية كبيرة في القطاعات التربوية المختلفة , وقد تطورت نظم الجودة منذ القرن العشرين حيث بدأ تطبيقها في خطوط الإنتاج , ومن هذه النظم إدارة الجودة الشاملة (Management ( TQM ) Total Quality ) ونظام الجودة الآيزو ISO 9000 ) ) ويعد أسلوب إدارة الجودة الشاملة من الأساليب الإدارية الحديثة في أداء الأعمال وإدارتها بطريقة حديثة يفوق جميع الأساليب الإدارية التقليدية . ويرتكز هذا المفهوم على تلبية متطلبات وتوقعات العملاء أو المستفدين داخل وخارج المنشأة أو المؤسسة من خلال التحسين والتطوير المستمرين لجميع مستويات المنشأة أو المؤسسة من كل فرد في التنظيم , بينما نظام الجودة الآيزو 9000 مصطلح لسلسلة من المواصفات القياسية العالمية الخاصة والتي تم وضعها من قبل المنظمة الدولية للتقييس ( International Organization for Standardization ) لمساعدة الشركات والمنشآت في توثيق عناصر نظم إدارة الجودة المطلوبة بكفاءة لتدعيم نظام جودة كفء , لذا فقد قامت العديد من الدول بتطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة أو نظام الجودة الآيزو 9000 في مؤسساتها التعليمية لرفع مستوى كفاءة الخدمة التعليمية المقدمة وزيادة مستوى الوعي بجودة العمل والنظام لدى العاملين من خلال المعايشة اليومية للجودة مما ساهم في تحقيق مستويات عالية للجودة , وقد سبق لبعض مؤسسات التعليم العام والأهلي في المملكة العربية السعودية تطبيق نظام الآيزو 9000 والحصول على شهادة المطابقة الدولية الآيزو 9002 , وتعد فكرة دمج أسلوب إدارة الجودة الشاملة ونظام الجودة الآيزو 9000 في نظام إداري موحد للجودة وتطبيقه في القطاع التعليمي السعودي بعد ملاءمتها مع البيئة السعودية جديرة بالاهتمام , إذ أن تطبيق نظام الجودة الآيزو 9000 والحصول على شهادة المطابقة يعد بداية الطريق الذي ينبغي أن يتوج بالتحسين المستمر والذي لا يتأتى إلا عن طريق أسلوب إدارة الجودة الشاملة ..
مميزات تطبيق نظام الجودة الآيزو 9000
أثبت نظام الآيزو 9000 مدى فاعليته ومساهمته في رفع مستوى كفاءة الخدمة التعليمية المقدمة وأثره في مراقبة وضبط العملية التعليمية . ومن خلال استفتاء قام به المعهد البريطاني للمقاييس والمواصفات (British Standard Institute على مجموعة من المؤسسات التعليمية التي حازت على شهادة المطابقة الآيزو 9000 تبين العديد من المميزات لهذا النظام يمكن تلخيصها فيما يلي : التخفيض بشكل ملموس من الهدر في إمكانيات المؤسسة من المواد ووقت العاملين , تمكين المؤسسة من تحليل المشكلات التي تواجهها ووضع حلول فعالة لمنع حدوثها مرة أخرى من خلال الإجراءات التصحيحية والوقاية , زيادة الكفاءة التعليمية من خلال مشاركة الجميع بفاعلية في إدارة المدرسة التعليمية نظرا لدراية كل فرد بدوره ومسؤولياته ومشاركته في التطوير والتحسين مما يترك أثرا نفسيا إيجابيا على كل العاملين , إن المراجعات الداخلية ومراجعات الإدارة المنتظمة التي هي من صلب نظام الآيزو تجعل النظام يعمل لخدمة المؤسسة وليس العكس , ربط كل إدارات وأقسام المؤسسة وجعل عملها متناسقا بدلا من وجود نظام إداري منعزل لكل إدارة أو قسم وهذا بالتالي يؤدي إلى انضباط أكثر وتحليل أدق للمشاكل التي يمكن أن تحدث , وجود نظام شامل ومدروس للمؤسسة التعليمية سينعكس على طلابها لأنهم سيكونون من أوائل من يحس لتطبيق هذا النظام وهذا بلا شك سيؤدي إلى بناء لبنة هامة من لبنات الانضباط واحترام الأنظمة في نفوسهم , فضلا على تعرفهم على أساسيات نظام جودة عالمي في سن مبكرة , تطبيق النظام سيقلل من البيروقراطية الإدارية إلى حد بعيد ويتخلص من كثير من الإجراءات المتكررة والمتعارضة أحيانا , وفي الوقت نفسه سيبقى ملتزما بالتعليمات الرسمية , يضيف النظام لمسات هامة ودقيقة إلى مجالات مختلفة , فبالإضافة إلى النظام التعليمي والتربوي الذي هو أساسه يقوم النظام على تحليل وترتيب الأنظمة المساندة كالإدارة المالية , المشتريات , العقود , التغذية, الصحة الأمن والسلامة ..
الصعوبات التي تعتري نظام إدارة الجودة
إن تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة والآيزو في القطاع التعليمي السعودي قد يكتنفه بعض الصعوبات والتي يمكن التغلب عليها طالما وجدت إدارة فعالة ومتحمسة لهذه النظم , ويمكن تلخيص أهم الصعوبات أو المعوقات في الآتي : مقاومة التغيير : إن الأنتقال الكبير والمفاجئ من النظام الإداري القديم وممارساته إلى نظام إداري حديث يتطلب تغيير في ثقافة العمل ( قد يجد في بعض الأحيان مقاومة من بعض العاملين في المؤسسة التعليمية ) حتى وان كان التغيير يجلب التحسين إلى المؤسسة والعاملين فيها . لذا يجب على الإدارة العليا التعامل بحكمة وترو مع هذه المقاومة والتحلي بالصبر وعدم التسرع في عملية التطبيق وتقصي الأسباب المؤدية للرفض والتغلب عليها مبكرا وشرح نظام الجودة وإقناعهم بالنتائج الإيجابية التي يمكن أن تعود على المؤسسة والعاملين فيها من جراء تطبيقه . قلة أو عدم توفر الكفاءات المؤهلة في إدارة الجودة : أحد أهم المشاكل الرئيسية التي تواجه عملية تطبيق الجودة في المؤسسة التعليمية هو جهل أو عدم فهم العاملين بأساليب وأنظمة الجودة بسبب عدم كفاية برامج التدريب , ولا شك أن اختيار الإدارة للأفراد الذين لديهم ماس واهتمام بالجودة وتبني برامج تدريبية في مجال الجودة لجميع العاملين يعدان ركيزة أساسية في نجاح عملية تطبيق أنظمة الجودة . قلة الموارد المالية : يتطلب تطبيق أنظمة الجودة في المؤسسة التعليمية إلى موارد مالية لقاء تدريب العاملين في مجال الجودة , الخدمات الأستشارية , تكلفة الحصول على الشهادة والحفاظ عليها . إن التخطيط طويل الأجل يتطلب النظر في العائد الحقيقي التي يمكن أن تجنيه المؤسسة التعليمية في المستقبل من نظام الجودة , منها على سبيل المثال : التخلص من جوانب الهدر في الوقت والطاقات الذهنية والمادية واكتساب سمعة حسنة , والواقع أن تكلفة الجودة هي تكلفة عدم الجودة , أي ببساطة تكلفة المنتج أو الخدمة الرديئة . ويقدر الخبراء التكاليف الناتجة عن الجودة الرديئة بحوالي 20 % من تكلفة البيع في مجال الصناعة , بينما تصل النسبة إلى 35 % في مجال الخدمات كما أنه يمكن تقليص التكاليف المترتبة على تطبيق نظام الجودة وذلك بالأستعانة بجهات التدريب الحكومية كالجامعات ومراكز التدريب وغيرها ..
القطاع التعليمي السعودي ونظام الجودة
على الرغم من أن نظام الجودة الآيزو 9000 صمم للاستخدام في كافة المجالات الصناعية والخدمية , إلا أنه لا يفي بمتطلبات كافة المنشآت أو المؤسسات , إذ أنه على سبيل المثال لا يركز بشكل مكثف على العميل أو المستفيد كما أنه لا يوضح طرق محددة للتحسين المستمر . والواقع أنه ليس من أهداف نظام الآيزو 9000 إدراج هذه العناصر لاختلاف الهدف المنشود . إذ أن معيار المواصفة الآيزو 9000 مصمم لضمان كفاية نظام إدارة الجودة لتحقيق مطابقة المنتج أو الخدمات مع المتطلبات المحددة , بينما أسلوب إدارة الجودة الشاملة وسيلة لإدارة التحول من أجل تحقيق هدف ثابت ومنتظم نحو التحسين المستمر للمنتج أو الخدمة للوصول إلى رضاء العميل أو المستفيد . ويؤكد تطبيق هذا الأسلوب في الواقع العملي عدم صحة هذا الافتراض بشكل دائم . لذا ينبغي على المنشأة أو المؤسسة التي تطبق أسلوب إدارة الجودة الشاملة أن تقيم نظامها الأساسي للجودة . وتعد المواصفة الآيزو 9000 معيارا قياسيا متميزا وأسلوبا فعالا للتقييم الدوري لنظام الجودة . وحيث أن تطبيق نظام الجودة الآيزو 9000 والحصول على شهادة المطابقة الدولية لا يعد نهاية المطاف , إذ أن الجودة سباق بلا خط نهاية تتطلب تحسينا مستمرا من جميع العاملين لجميع مستويات المنشأة أو المؤسسة , وهذا ما لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق نظام إدارة الجودة الشاملة وينبغي أن يشار إلى أنه في ظل غياب معايير أو مقاييس محددة ومعترف فيها , يصعب حقيقة تقييم جهود إدارة الجودة الشاملة في المؤسسة التعليمية , وتعد المواصفة القياسية الآيزو 9000 طريقة موضوعية لقياس جهود إدارة الجودة الشاملة في المؤسسة التعليمية , وبشكل عام يمكن للقطاع التعليمي السعودي تحقيق نتائج إيجابية أفضل من جراء دمج أسلوب إدارة الجودة الشاملة ونظام الآيزو 9000 في نظام إداري موحد للجودة . ويمكن إيجازها فيما يلي : ضبط أفضل للعمليات . تحسن في نظام الجودة الداخلي . زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء في المؤسسة التعليمية . تحسن في مستوى المشاركة مع كافة الأطراف المعنية بالعملية التربوية والتعليمية . زيادة في رضاء وثقة العميل أو المستفيد . تقليص أكبر في جوانب الهدر في إمكانيات المؤسسة المادية والبشرية . تقييم جهة خارجية مستقلة لنظام إدارة الجودة . الحصول على احترام وتقدير المجتمع المحلي والاعتراف العالمي ..
بإمكانك الآن مراسلة المعلمين على هذا البريد الإلكتروني
لأفضل مشاهدة استخدم متصفح مايكروسوفت وشاشة عرض 600×800
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق